2024 March 29 - 19 رمضان 1445
الوهابية وسرّ الحقد على نبي الرحمة (ص)
رقم المطلب: ٢٠٥ تاریخ النشر: ٠٣ رجب ١٤٣٧ - ١٣:١٩ عدد المشاهدة: 2879
فتنة الوهابیة » عام
جديد
الوهابية وسرّ الحقد على نبي الرحمة (ص)

قيل الكثير عن النكبات التي انزلتها الوهابية بالامة الاسلامية وجعلت منها طرائق قددا، وهي نكبات لا يمكن ان تقاس الا بالنكبات التي انزلتها الصهيونية ومن ورائها الغرب بالامة، وان كان الغرب هذا هو نفسه من يقف وراء الوهابية، كما هو واضح ومعروف، لذلك لا نكرر ما قاله غيرنا عن هذه الكوارث، لذلك سنحصر حديثنا في مقالنا هذا عن كراهية الوهابية للنبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم.

لم تتعرض شخصية في تاريخ الاسلام لسهام حقد وكراهية وضغينة الوهابية، كما تعرض نبي الرحمة محمد المصطفى (ص)، حيث شرعت الوهابية منذ ان هيمنت على جزيرة العرب، بعد تحالفها مع عبد العزيز بن سعود، الذي نجح من احتلال جزيرة العرب بمساعدة المستعمر البريطاني، في العمل على النيل من هذه الشخصية العظيمة ومن تراثها وكل ما يتعلق بها، تحت ذريعة التصدي للشرك والدفاع عن التوحيد الخالص.

ويمكن تلمس حجم حقد وكراهية الوهابية لنبي الاسلام (ص) و رسالته وصحابته وتاريخه، من خلال فتاوى وفقه ومواقف دهاقنة الوهابية منذ كبيرهم محمد بن عبد الوهاب، وحتى مفتيهم اليوم عبدالعزيز آل الشيخ، فالوهابية تدرجت في اظهار كراهيتها وعدائها للنبي (ص) ورسالته، وطبقت ذلك عمليا، فهي :

- جعلت من النبي (ص) كانسان عادي كباقي الناس والعياذ بالله، وانه مات ورحل عن الدنيا ولا قيمة ولا اثر لزيارته او السلام عليه او الدعاء عنده.

- تشويه سيرة نبي الرحمة (ص) وتعاليم الاسلام السمحاء، عبر اظهار الاسلام بمظهر الدين العنيف وغير المتسامح والقاسي والدموي، كما يظهر من سلوكيات "داعش" والقاعدة وكل المجموعات التكفيرية التي تحمل العقيدة الوهابية، والتي تؤكد ليل نهار على انها تمثل التجسيد الحقيقي لتعاليم النبي الكريم (ص) والاسلام العظيم.

- التعامل الجلف والقاسي والعنيف للوهابية مع كل زائر يقترب من قبر النبي (ص) للسلام عليه او الدعاء عنده، وتوجيه عبارات مهينة وركيكة ضد كل ما يصر على تحية النبي والسلام عليه (ص).

- تدمير اكثر من 90 بالمائة من اثار الاسلام وخاصة اثار النبي في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بحجج وذرائع شتى، وتدمير البيت الذي ولد فيه النبي (ص) في مكة وتحويله الى حمامات!!

- هناك فتاوى وهابية عديدة تدعو الى هدم قبر النبي (ص) ونقل جثمانه المبارك (ص) الى مقبرة البقيع، وهي فتاوى تعبر عن امنية قديمة من امنيات الوهابية التي تسعى الى تحقيقها يوما ما، وكثيرا ما تتكرر بين وقت واخر.

وبعد ان محت الوهابية كل تراث للنبي (ص) على الارض، نراها اليوم تستكثر على المسلمين ان يحيوا ذكرى النبي (ص) الذي يعيش في قلوبهم و وجدانهم وعقولهم، فاخذت تفتي بحرمة احياء ذكرى مولد نبي الرحمة (ص)، معتبرة الاحتفال بذكرى مولد فخر الكائنات (ص) بانه حرام وبدعة وضلال!!!

هذه الفتوى الوهابية اطلقها مفتي السعودية عبدالعزيز آل الشيخ في خطبة الجمعة 2 كانون الثاني / يناير الحالي، بالتزامن مع احتفالات العالم الإسلامي بذكرى مولد النبي الاكرم (ص).

والملفت ان علماء الوهابية لا يحرمون احتفالات التي تقيمها السلطات السعودية بمناسبة اليوم الوطني السعودي، بل على العكس تماما فهم يشجعون عليها وعلى المشاركة فيها، ويعتبرون هذه المشاركة من باب اظهار الشكر على النعمة !!

ليس هذه فقط بل ان الوهابية لاتحرم مهرجان الجنادرية، ولا تعتبره بدعة، وهو مهرجان احتفالي بدا عام 1985 في السعودية تشرف عليه وزارة الحرس الوطني السعودي، غالباً ما يكون موعده في فصل الربيع بشهري شباط / فبراير واذار / مارس، ويجذب العديد من الزوار داخل وخارج المملكة.

الملفت ايضا ان السلطات السعودية تعتبر أسمى أهداف مهرجان الجنادرية هو تأصيل الموروث الوطني بشتى جوانبه ومحاولة الإبقاء والمحافظة عليه ليبقى ماثلا للأجيال القادمة!!، وان المهرجان يدخل في عملية ربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير الذي يشكّل جزء كبيرا من تاريخ البلاد، بينما هذه الحكمة السعودية تتلاشى امام حقد وكراهية الوهابية للنبي (ص) وتراثه وذكراه، حيث يتم فصل الانسان المسلم المعاصر عن نبيه الكريم (ص) وعن تراثه الديني والانساني، واقتلاع كل شيء يمكن ان يذكر هذا الانسان بتاريخه الاسلامي العظيم على الارض وفي داخله.

ترى اليس من حق الانسان المسلم ، ان يتهم الوهابية بانها الوجه الاخر للصهيونية ؟، ترى لو كان بمقدور الصهيونية ان تحارب النبي (ص) والاسلام، الا تفعل ما فعلته الوهابية؟، الا نشاهد كل يوم ما يلحق بالتراث الاسلامي في فلسطين المحتلة من تدمير على يد الصهاينة؟، مالفرق بين من يهدم تراث الاسلام في جزيرة العرب وبين من يهدم هذا التراث في فلسطين المحتلة؟، ترى ماذا كانت ستفعل الصهيونية اذا ما تمكنت من غزو البلدان العربية والاسلامية؟، الم يكن هدفها الاول حينها محو كل اثر للنبي (ص) والاسلام، لما يكنه الصهاينة من حقد دفين على النبي (ص) والاسلام؟، اليست اماني الصهيونية في تدمير تراث الاسلام ومحوه من الوجود وتشتيت المسلمين واهدار طاقاتهم، تحققها "داعش" الوهابية على اكمل وجه اليوم في العراق وسوريا؟



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین