تحليل اجمالى موقعيت شيعه و شيعيان در جهان و كشورهاى عربى

 سخنرانى «شيخ حسن صفّار» روحانى برجسته شيعه اهل حجاز در مدرسه فيضيه قم

                                                                                                                                                        دي ماه 1385

                          بسم اللّه الرحمن الرحيم 

   الحمد للّه ربّ العالمين والصلوة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبيّنا محمّد وعلى آله الطيبين الطاهرين. 
 هم اكنون كه در برابر اين چهره هاى تابناك به نور علم و ايمان قرار گرفته ام، احساس سعادت و خوشبختى مى كنم. خوشحالم! خوشحال از اينكه قدم به مكان مبارك و مالامال از قداستى نهاده ام كه عظمتش را مى شنيدم و همواره حياتمان با نام و ياد آن رونق مى گرفت. اينجا كه به مثابه محور حركت مباركى است كه بنيانگذار راحل جمهورى اسلامى رهبرى اش نمود. 
 مدرسه فيضيه، فقط در اين نقطه از زمين قرار نگرفته، بلكه جاى آن در عمق قلوب و عواطف مؤمنين در جاى جاى عالم است. 
 سزاوار است در همينجا از جناب حجة الإسلام والمسلمين حسينى قزوينى ـ حفظه اللّه ـ كه امكان اين ديدار و گفتگو را فراهم ساخته اند سپاسگزارى نمايم. 
 هر چند در برابر شما فرهيختگان، مطلبى جديد يا سخنى مفيد براى عرضه و پيشكش ندارم اما هر چه باشد، مناسب است مجلس حاضر را به گفتگو پيرامون «تحليل اجمالى موقعيّت شيعه و شيعيان در جهان و كشورهاى عربى» اختصاص دهيم.

 جايگاه و نقش اهل بيت

 درست است كه رويكرد همه اهل قبله نسبت به موضوع «مرجعيّت سياسى» عترت (صلوات اللّه عليهم) و حق «امامت و خلافت» آنان به يك گونه نمى باشد امّا نكته مهم آن است كه بدانيم: همگان در برابر جايگاه عترت، كاركرد آن و عظمت و فضائلشان چون و چرايى نداشته و نسبت به آن معترف و متّفق اند!

 كافى است جهت بررسى اين مقوله به برخى گفته ها و اعترافات پيشوايان علمى ساير مذاهب نظرى بيندازيم و صد البتّه كه پيروان اين مذاهب بايستى تابع آراء و اقوال پيشوايان خود باشند.

 مثلا: گفته هاى امثال أبو حنيفه و مالك در شأن حضرت إمام جعفر صادق (صلوات اللّه عليه) و يا نثر و نظم هاى شافعى در مدح عموم اهل بيت (صلوات اللّه عليهم) نمونه اى از اين قضيّه اند كه همگى بيانگر فضل اهل بيت و عظمت غير قابل انكار آن بزرگواران (عليهم السلام) مى باشند. تا جائيكه كسى ياراى انكار اين عظمت و والايى اين مكانت را ندارد.

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد للّه ربّ العالمين والصلوة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمّد وعلى آله الطيبين الطاهرين. 
 أشعُرُ بسعادة بالغة وأنا أقف اَمامَ هذه الوجوه المشرقة بنور العلم والايمان وفي هذا المكان المبارك المقدس الذي طالم قرأنا عنه وسمعنا عنه كمنطلق لتلك الحركة المباركة التى قادها الإمام الراحل ـ رضوان اللّه تعالى عليه ـ  . 
 المدرسة الفيضيّة والمكان التى كان يحضرها الإمام ـ رضوان اللّه تعالى عليه ـ مكانٌ مباركٌ مقدّسٌ له واقع ومكانة في قلوب المؤمنين في كلّ مكان. فانا اشعر بسعادة كبيرة في هذا المكان المبارك المقدس. اشكر سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيّد الحسينى القزوينى ـ حفظه اللّه ـ ان اتاحَ لى هذه الفرصة للتخاطب معكم. ليس لدىّ شىء جديد أو مفيد أ قدّمه لكم العلماء والمتآلفين. 
 لكنّنى أُشير إلى بعض الملاحظات البسيطة فيما ترتبط بوضع الشيعة والتشيّع في العالم وفي المنطقة العربية على وجه الخصوص. 
 إذا كان هناك نزاعٌ حول مقام الخلافة والسلطة عند المسلمين فليس هناك نزاع في فضل أهل البيت ومكانتهم وعظمتهم عند جميع المسلمين. هذا موضع الاتفاق. كيف لا ؟ وائمة المذاهب التى يتّبعها بقية المسلمين هم يعترفون بأفضلية أئمّة أهل البيت واعلميّتهم. ما قاله أبو حنيفة حول الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) وما قاله مالك حول الإمام الصادق(عليه السلام) وما قاله الشافعى حول أهل البيت وما قاله كلّ ائمّة المذاهب. هذا يثبت أنّ فضل أهل البيت وعظمة أهل البيت لا احدَ من المسلمين يتجرّءُ على انكارها

 لقد خسرت الامّة الاسلامية وخَسِرَ العالم الانسانى كثيراً باضاعة الفرصة لِنَشرِ معارف أهل البيت ـ (عليهم السلام) ـ  .

 هناك عائقان وعقبتان أمام انتشار معارف اهل البيت:

 العائق الأوّل: الاستبداد والظلم والقهر.

  الحكومات الظالمة الجائرة التى كانت تخالف فكر أهل البيت ومعارف أهل البيت ولذلك كانت تحجبها ليس في الماضى فقط ! بل حتى في الحاضر في بعض البلدان العربيّة والاسلامية، الكتب التى تتحدّث عن أهل البيت ((عليهم السلام)) تعتبر جريمة.

 في العراق ـ قبل سقوط الطاغية صدّام  ـ حتّى أىّ كتاب حتّى مفاتيح الجنان (كتاب الدعاء) أو اىّ كتاب حول أهل البيت ما كان احد يجرء على أن يحمله أو ينشره في العراق في بلد أهل البيت! في وطن أهل البيت!

 العائق الأوّل الظلم والمحكومات الظالمة.

 العائق الثانى: الناس واستيعابهم، فهم الناس:

  امير المؤمنين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) فيما ينقل عنه قال: «ها إنّ هاهنا لعلماً جمّاً» ]ويشير إلى صدره الشريف[ «ولكن لو أصبت له حملة».

 يعنى لو كان هناك من يستوعب علم أهل البيت.

 من يفهم معارف أهل البيت.

 مع هذين العائقين، الائمّة المعصومون ـ صلوات اللّه وسلامه عليهم ـ ما قصّروا في تبيين معارفهم: نهج البلاغة! الصحيفة السجادية! الكتب التى تحمل احاديث أهل البيت ورواياة وأخبار أهل البيت، تشهد عن الجهود الّتى بذلها أهل البيت (عليهم أفضل الصلوات والسلام).

 الآن في عصر الغيبة مهمّة نشر معارف أهل البيت تقع على عاتق شيعتهم واتباعهم وخاصّةً علماء الدين وطلاّب العلوم الدينيّة.

 هؤلاء مهمتهم ووظيفتهم أن ينشروا معارف أهل البيت في العالم وأىّ عاقل وأىّ واع، اطّلع على شىء من معارف أهل البيت يذعن لها، إذا أزيلت الحجب أمامه. وهذا هو ما قاله الإمام عليّ بن موسى الرضا سلام اللّه عليه: «رحم اللّه من أحيى أمرنا، أحيوا أمرنا».

 فلمّا سئلت: كيف يحيى أمرَكم أو كيف يحيى أمرُكم؟ قال: «يتعلّم علومنا و يعلّمها الناس. فانّ الناس لو علموا فحاسن كلامنها لا تّبعونا».

 الناس إذا عرفوا علوم أهل البيت يتبعون أهل البيت.

 الآن ـ بحمد اللّه ـ زالت عائقان الظلم والكَبْتْ والقهر تقنّص وانحصر في العالم، اصحبت هناك حرّيّات: حرّية التعبير عن الرأى. أصبحت هناك وسائل توصِلُ العلم والفكر والمعرفة للناس ولا يستطيع أىّ ظالم أن يقف أمامها. هل يستطيعون أن يمنعوا الفضائيّات ؟ القنوات الفضائية ؟ هل يستطيعون أن يمنعوا التواصل بين المجتمعات والشعوب؟ ما عاد الأمر بيدهم. لو كانوا ان يستطيعون المنع لمنعوا لكنّهم لا يستطيعون.

 الآن ليس امامنا عائق! الطريق مفتوح أمام فكر أهل البيت وأمام علم أهل البيت. في الماضى بذلوا علمائنا ثمناً باهراً من أجل كتابة معارف أهل البيت: الشهيد الأوّل والشهيد الثانى والشهيد التسترى وبقية العلماء كما كتب الشيخ الامينى ـ (رحمه الله) ـ «شهداء الفضيلة» ! اُستشهد والأنّهم كانوا يبلّغون معارف أهل البيت وعلومهم. امّا الآن فانّ القنوات الفضائية ووسائل الاعلام هى تبحث عن علماء الشيعة. بالنسبة إلى الشخصيّات مع انّى من صغار طلبة علوم آل محمّد (صلوات اللّه عليهم أجمعين) ولكن مع ذلك أجد الفُرَص متاح أمامى وأنا اعيش في بلد هى السعودية كان فيها ضغط في الماضى وكانت عُروضٌ من تيّار مخالف متشتت لمدرسة أهل البيت وشيعة أهل البيت امّا الآن فهم دائماً يطلبوننى ان اكتب في الصحف أن اجرى المقابلات في الوسائل الاعلام في الجامعات. الآن الفرصة مفتوحة امامنا ثبتت الحجة علينا لا عذر لنا.

 الحاجز الثانى، العقبة الثانية، فهم الناس واستيعابهم. الآن أصبح الناس صاروا أنضج صاحب نضج علمى وفكرى عند ابناء البشريّة في كلّ مكان.

 المعارف التى كانت من الصعوبة بمكان أن يتقبّلها الناس فيما مضى، الآن أصبح الناس يتقبّلونها ويدركونها لما ارتفع مستوى التفكير البَشَرى. فالمسئولية الآن مسئوليّتنا جميعاً. العالم كلّه يتطلّع اليكم يتطلّع إلى قُمْ وإلى علماء قم وإلى طلاّب الحوزة العلمية في قم. أنتم تحملون الهدى، وتحملون النور، تحملون الحياة للعالَم وأنتم مسئولون عن انقاذ الناس كما ورد في الروايات والآيات:

 «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنّما قتل الناس جميعاً ومن احياها فكانّما احيى الناس جميعاً».

 ليس المراد، القتل المادّى وانّما الهدى والضلال من معانيها أيضاً.

 نحن نجد الآن في العالم عمليات ونشاط كبير حول الامور الصّحّى لو كانت الدولة من الدول، أو مؤسسة من المؤسسات عندها دواء لَمَرض من الامراض وتمنعه عن المجتمعات فانّ ذلك يعتبر ظلماً، فانّ ذلك يعتبر شيئاً مبغوضاً.

 نحن عندنا نور لا يصّح لنا أن نحجبها عن الناس والناس يعيشون في الضلال. عندنا معارف أهل البيت (صلوات اللّه وسلامه عليهم) لا يجوز لنا ان نَتَساهَلَ ونتهاون في طرحها ونشرها نحتاج إلى جدّيّة ونشاط في دراستنا في عملنا في تبليغنا. نحتاج إلى تعاون ونحتاج إلى حسن عرض. كيف نعرض معارف أهل البيت للناس ؟ كيف نظرحها للعالم بشكل مقبول هذا ما نحتاج إليه في هذا العصر أُبَشِّرُكُمْ أنّ أوضاع اخوانكم المؤمنين في كلّ مكان الآن أصبحت أفضل وأحسن ممّا كانت في الماضى وهذا كلّه جواب من اللّه سبحانه وتعالى للحركة التى بدأت هنا في هذه المدرسة في المدرسة الفيضيّة حينما بدأت التحرّك الآن بدأت الثمار تلك كانت البذرة اصبحت شجرة يانعاً ترون في لبنان كيف أنّ الشيعة في موقع القوّة والقدرة وعندنا ـ الحمد للّه ـ في السعوديّة والحجاز وضعُنا أفضل من السابق. الآن عندنا حوزة علمية كبيرة بُنيت في القطيف وحوزة علمية كبيرة بُنيت في الأحساء وعندنا مساجد كثيرة جديدة بنيت وحسينيّات ضُخْمَةٌ ودار نشر (انتشارات) لاوّل مرّة. في هذه السنة. وهناك نتوقّع المزيد ونحن نستمدّ منكم ونحتاج إلى دعواتكم وأنتم تعيشون عند مقام سيّدتنا كريمة أهل البيت (صلوات اللّه وسلامه عليها وعلى أهل البيت اجمعين). إنشاء اللّه لا تنسون اخوانكم المؤمنين من الدعاء اطولهم بالفرج اطولهم بالخير اطولهم بالتوفيق والتقدّم. سماحة السيّد الحسينى القزوينى ـ حفظه اللّه ـ حينما يأتى إلى الحجّ وإلى العمرة يقوم بدور كبير مشكور في اللقاء مع العلماء ومع المفكّرين ويتحدّث معهم فيقدّم نموذجاً مشرقاً لأهل البيت ولمدرسة أهل البيت. كما قال الإمام الصادق(عليه السلام) لأبان: «اجلس في المسجد وأفت الناس فانّى أحبّ أن يرى في شيعتى مثلك». 
 نحن نفتخر أن نكون مثل سماحته وانتم إن شاء الله كلّكم على هذا الطريق وفي هذا الخطّ. نفتخر بكم وبعلمكم وبعطائكم.

                                                         وفّقكم اللّه وحفظكم

                                                والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته

                                                       والحمد للّه ربّ العالمين