* ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ *
ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ (ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½) ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½
  ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ |  ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ |  ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ |  ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ |  ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ |  ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ |  ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ |  ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ ï؟½ï؟½ï؟½شگï؟½ï؟½
تاريخ: 05 آبان 1393 تعداد بازديد: 22550 
صوم عاشوراء
 

فهرس المطالب

بسم اللّه الرحمن الرحيم

مقدمة المصنف

عاشوراء فى اللغة:

عاشوراء و جذورها الروائية:

عاشورا هل هو التاسع ام العاشر من المحرم؟

آراء فقهائنا:

اراءالعامة:

هل كان النبى (ص) يحب موافقة اليهود؟

حكم صوم عاشوراء قبل نزول صوم رمضان:

الروايات:

اراء فقهائنا:

آراء الفقهاء السنة:

هل اليهود تصوم يوم عاشوراء؟

حكم صوم عاشوراء

الروايات من طرقنا:

الروايات من طرق السنة:

اراء الفقهاء:

استحباب الصيام على وجه الحزن:

كلمات القائلين باستحباب الامساك الى العصر:

القائلون بالكراهة:

آراء الفقهاء السنة:

الاكاذيب فى التوسعة و الاكتحال فى عاشوراء:

موقف اهل البيت (ع ):

كيف يجتمع النسي مع صوم عاشورا:

عاشورا - عيدالامويين

معاوية يعلن عاشورا يوم عيد:

وظائف المؤمنين ليلة عاشورا ويومه:

1- زيارة الحسين والمبيت عند قبره

2- الأحياء مواساةً لاهل البيت:

اما يوم عاشورا:

1- اظهار الحزن:

2- اقامة العزاء:

3- الاضراب عن العمل:

4- الامساك عن الطعام:

5- الدعاء على الظلمة:

6- الدعاء بالفرج:

7- زيارة الشهداء يوم عاشورا:

 

بسم اللّه الرحمن الرحيم

دراسة فقهية حول حكم صوم يوم عاشوراء على ضوء المذاهب الاسلامية، و تحقيق فيما ندب اليه الشرع و فيما نسب اليه الشرع:

مقدمة المصنف

الحمد لله رب العالمين و صلى الله على محمد و آله الطاهرين سيما الامام المهدى قائم آل محمد، عليه و على آبائه افضل التحية و السلام.

و بعد: سمعنا بعض خطباء الجمعة من اهل السنة من بلاد الشام - و غيرهم يؤكدون فى خطبهم - ايام عاشورا - على اهمية هذا اليوم و بركته!!!

و انه يستحب فيه الصوم استحبابا مؤكداً و انه اليوم الذى تاب الله فيه على آدم (ع) و اليوم الذى انجى الله موسى (ع)....

فحطر فى ذهنى التوجه الى دراسة هذا الموضوع دراسة عميقة نصاً و فتوى مع سبر عمق التاريخ و الاحاديث، للاطلاع على جذور هذه المسألة، على ضوء اصول الفريقين و كتبهم.

ثم يعرف بعد - التتبع و التحقيق - ان استحباب صوم عاشوراء الذى ينوه باستحبابه و انه من المسلمات يعرف انه لم يكن كما يقال، و ذلك ان الروايات عندنا متعارضه و كذلك فتاوى الفقهاء و ان كان المشهور هو الاستحباب على وجه الحزن و لكن - فى المقابل - لنا من يقول بالحرمة او يميل اليه، كما يوجد من يقول بالكراهة و من يحمل الصوم الوارد فى عاشورا. على المعنى اللغوى- و هو الامساك - لكن الى العصر لا الغروب. هذا بالنسبة الى الفقهاء الامامية. و اما العامة: فيرى بعض الصحابة كراهة الصوم يوم عاشورا كعبد الله بن عمر و عبد الله بن مسعود و غيرهما.

و يرى البعض الاخر: حرمة ذلك او وجوبه قال عياض: « كان بعض السلف يقول: كان فرضاً و هو باق على فرضيته لم ينسخ. » عمدة القارى 11: 118. شرح الزرقانى 2: 178. و هم اهل المدينة حيث كان هذا رأيهم الى عام 44 و 57 بالهجرة عام قدوم معاوية اليها على ما يظهر من رواية البخارى.

هذا و قد سمعنا من بعض علماء السنة فى بلوشستان الايرانية انهم يصومون حزناًعلى الامام الحسين (ع)و هو موافق لراى المشهور عندنا و ان لم نعثر على دليل لهم فى هذا المجال.

و لايهمنا ان نبدى الراى هنا بقدر ما يهمنا عرض الراء والادلة كى يستخلص المحقق خلال هيمنته و اشرافه على هذه الدراسة رأيه الفقهى.

و قد حاولنا هنا مناقشة الاسناد و بعض الفتاوى و الاراء على قدر الحاجة.

هذا و لاندعى انا قدمنا جديداً الى المكتبة الفقهية الاسلامية اذ الفضل لمن سبق من سلفنا الصالح كيف لا و قد تناولت موسوعاتهم الفقهية و رسائلهم العملية فى جملة ما تناولته هذا الموضوع و بيان حكمه بالتفصيل كالسيد الطباطبائى فى الرياض، و المحدث البحرانى فى الحدائق و المحقق القمى فى الغنائم و الفاضل النرافى فى المستند. و المحقق النجفى فى الجواهر و السيد الخوئى فى المستند والسيد الخونسارى فى جامع المدارك و الشيخ الوالد - الطبسى - فى ذخيرة الصالحين و غيرهم.

و لكن مع ذلك لم نعثر- رغم التتبع و الفحص- على رسالة او كتاب خصص بهذا الموضوع و افرد له غير ما عن السيد محمد بن السيد عبدالكريم الطباطبائى جد السيد محمد مهدى بحر العلوم. و ما عن الشيخ احمد آل طعان و هو كما يلى:

1- رسالة فى صوم يوم العاشورا، للسيد محمد بن السيد عبدالكريم الطباطبائى البروجردى جد سيدنا بحر العلوم، ذكرها حفيده فى حاشية المواهب. الذريعة الى تصانيف الشيعة 15: 101. الرقم 668.

2- جواب المسألة العاشورائية فى تفسير عاشوراء و حكم الصوم فيه و تعيين ساعة بعد العصر، يستحب فيها الافطار، للشيخ احمد هو الشيخ احمد بن الشيخ الصالح آل طعان القطيفى، وُلد عام 1251ه$ توفى عام 1315ه$ فى البحرين و كان من تلامذة العلامة الانصارى و له رسالة فى ترجمته -اى ترجمة استاذه-

و اما ولده: فهو العالم المصنف الشيخ محمد صالح. المتوفى بالحائر عام 1333ه$. الذريعة 4: 165 / الرقم 819 و ج 5: 190. بن صالح، ذكره ولده: الشيخ محمد صالح الذريعة الى تصانيف الشيعة 5: 190 / الرقم 880 و قد تم طبعها عام 1419ه$ ضمن مجموهة ا لرسائل الاحمدية ج 2- تحقيق و نشر دارالمصطفى لأحياء التراث، بقم المقدسة. كما عثرنا على مقالات نشرت فى المجلات و الصحف:

1- تحقيق فى صوم يوم عاشورا- للاستاذ حسن توفيق السقاف نشرتها مجلة الهادى بقم المقدسة. فى عددها الثانى للسنة السابعة عام 1401ه$.

2- « يوم عاشورا » فى اللغة و التاريخ و الحديث، للشيخ محمد هادى الغروى اليوسفى، نشرتها رسالة الثقلين بقم المقدسة فى عددها الثانى، للسنة الاولى.

3- « پيشينه عاشورا » مقالة بالفارسية. للشيخ رضا الاستاذى، نشرتها مجلة « پيام حوزه » بقم المقدسة فى عددها الاول و الثانى من السنة الثانية.

و فى الختام: نسأل الله تعالى ان يوفقنا لخدمة الدين الحنيف، و لمذهب اهل بيت النبى (ص)الكريم، انه سميع مجيب.

كما نرجوا السماح ممن وقف على الثغرات العلمية فيه والعصمة لاهلها.

نجم الدين الطبسي

قم المقدسة - الحوزة العلمية

15 / ج 1 / 1419هـ ق

عاشوراء فى اللغة:

1- الخليل بن احمد: « عاشوراء اليوم العاشر من المحرم، و يقال: بل التاسع... » العين 1: 249.

2- الازهرى: « قال الليث: و يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم. قلت: و لم اسمع فى امثلة الاسماء اسماً على فاعولا، الا احرفا قليلة. قال ابن برزج: الضارورا: الضراء و الساروراء: السراء والد الولاء: الدالة... » تهذيب اللغة 1: 409.

3- ابن دريد: « عاشوراء يوم سمى فى الاسلام و لم يعرف فى الجاهلية و ليس فى كلامهم فاعولا ممدوداً الا عاشوراء... » الجمهرة فى لغة العرب 4: 212.

4- ابن منظور: « عاشوراء و عشوراء ممدودان: اليوم العاشر من المحرم و قيل التاسع... » لسان العرب.

5- الفيروز آبادى: « العاشوراء و العشوراء و يقصران و العاشور: عاشر المحرم او تاسعة. » القاموس المحيط 2: 89.

6- الزبيدى: « العاشوراء قلت: المعروف تجرده من أَل: و العشوراء ممدودان و تقصران و العاشور عاشر محرم و قد الحق به تاسوعا... » تاج العروس 3: 400.

7- الهروى: « فى حديث ابن عباس: لئن بقيت الى قابل لاصومن التاسع، قال ابو منصور يعنى عاشوراء كأنه تأول فيه عشر الورد، أنهاتسعة ايام و العرب تقول وردت الابل عشراً اذا وردت يوم التاسع... » الغريبين 1: 254. انظر: معيار اللغة 1: 465. و 2: 88. و اقرب الموارد 1: 77 و 2: 784.

8- الطريحى: « يوم عاشوراء - بالمد والقصر- و هو عاشر المحرم و هو اسم اسلامى و جاء عشوراء بالمد مع حذف الالف، التى بعد العين... » مجمع البحرين 3: 405.

9- العينى: « اشتقاقه من العشر الذى هو اسم للعدد المعين و قال القرطبى عاشوراء معدول عن عاشرة للمبالغة و التعظيم و هو فى الاصل صفة لليلة العاشر لانه مأخوذ من العشر الذى هو اسم الفعل و اليوم مضاف اليها، فاذا قيل يوم عاشوراء فكانه قيل يوم الليلة العاشرة الا انهم لما عدلوا به عن الصفة غلبت عليها الأسمية فاستغنوا عن الموصوف فحذفوا الليلة و قيل مأخوذ من العشر بالكسر فى اوراد الابل تقول العرب وردت الابل عشراً اذا وردت اليوم التاسع وذلك لأَنهم يحسبون فى الظماء يوم الورود. فاذا قامت فى الرعى يومين ثم وردت فى الثلاثة قالوا وردت ربعاً و ان رعت ثلاثاً و فى الرابع وردت خمساً... و على هذا القول يكون التاسع عاشوراء.... » عمدة القارى 11: 117- انظر فتح البارى 4: 288. ارشاد السارى 4: 646.

عاشوراء و جذورها الروائية:

يظهر من بعض النصوص ان هذا الاسم له جذور فى الروايات و ان هذه التسميه اما لاجل اكرام عشرة من الأنبياء بعشر كرامات:

على ما فى حاشية الجمل - بلا مايشير الى مصدر له - و اما لاجل تسمية الله عزوجل يوم استشهاد ابى عبدالله بيوم عاشوراء - على ما رواه الطريحى ضمن رواية تفضيل امة محمد على سائر الامم بعشر.

1- قال الشيخ سليمان: « سمى بذلك لان عشرة من الانبياء اكرموا فيه بعشر كرامات. »

ثم انة استند الى رواية مرسلة اخذها من بعض كتب الوعظ و لم يذكر اسمه. حاشية الجمل على شرح المنهج 2: 347.

2- الطريحى: « و فى حديث مناجات موسى و قد قال يا رب لم فضلت امة محمد على سائر الامم؟ فقال الله تعالى: فضلتهم لعشر خصال، قال موسى: و ما تلك الخصال التى يعملونها حتى امُر بنى اسرائيل يعملونها؟

قال الله تعالى: الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد و الجمعة و الجماعة و القرآن والعلم و العاشوراء.

قال موسى: يا رب و ما العاشورا؟ قال: البكاء و التباكى على سبط محمد و المرثية و العزاء على مصيبة ولد المصطفى، يا موسى ما من عبد من عبيدى فى ذلك الزمان بكى او تباكى و تعزى على ولد المصطفى الّا وكانت له الجنة ثابتاً فيها. و ما من عبد انفق من ماله فى محبة ابن بنت نبيه طعاماً و غير ذلك، درهماً او ديناراً الا باركت له فى دارالدنيا، الدرهم بسبعين و كان معافاً فى الجنة، و غفرت له ذنوبه.

و عزتى و جلالى ما من رجل او امرأة. سال دمع عينيه فى يوم عاشوراء و غيره قطرة واحدة الا و كتب له اجر مأته شهيد. » مجمع البحرين 3: 405.

اقول: و مضمونها حق و عليها شواهد كثيرة من روايات و النصوص، و لكن لم نعثر على هذا النص بالخصوص فى مصادر اخرى، اضف الى ذلك ارسالها. ولعلها هى المرسلة التى اشار اليها فى حاشية الجمل، من دون ايراد التفصيل.

ثم انه يفهم منها - بغضَّ النظر عن السند - سبق هذه الكلمة على مجى الاسلام و انه كان فى الامم السالفة و عرَّفها الله عزوجل للانبياء. فلا وجه لدعوى اللغويين كابن دريد و ابن الاثير و الطريحى - من أنها اسم اسلامى و لم يعرف قبل ذلك كيف و قد ثبت صوم اليهود فى هذا اليوم و التعظيم له - بل و النصارى كما يظهر من الرواية رسله التى ينقلها الفيومى ان النصارى كذلك كانت تعظُم هذا اليوم و لكن رغم التتبع لم نعثر على مصدر هذا النص فى غير كتابه و لا عرف للنصارى تعظم صوم لهذا اليوم.

و نص الرواية التى نقلها الفيومى: « ان رسول الله صام عاشورا، فقيل له: ان اليهود و النصارى تعظمه فقال: اذا كان العام المقبل صمناالتاسع. » المصباح المنير: 104 - اقول انه قد ينفرد بنقل احاديث لم يعثر عليها فى غير كتابه و قد اشرنا الى بعضها فى كتابنا مواردالسجن: 503.

الا ان يقال ان تعظيمهم لهذا اليوم او صومهم فيه، لايلازم التسمية بالعاشورا - انذاك - و معرفتهم له بهذا الاسم.

عاشورا هل هو التاسع ام العاشر من المحرم؟

المشهور عندنا ان عاشورا هو اليوم العاشر من المحرم كما صرح بذلك العلامة الحلى (ره)فى المنتهى و المحقق القمى (ره)فى الغنائم و العلامة المجلسى (ره)فى المرآة. و هو قول اكثر اهل السنة، و جماهير السلف و الخلف منهم. كما افاده العسقلانى فى فتح البارى و الشوكانى عن النووى. و عن ابن عباس - فى احدى روايتيه - انه هو العاشر من المحرم على ما نقله عبد الرزاق فى مصنفه، عنه.

و روى عنه ايضا انه اليوم التاسع. ولا يهمنا الخلاف بعد ما كان مشهوراً عندنا و به روايات كثيرة و متبعاً عند جماهير العامة.

آراء فقهائنا:

1- العلامة الحلى (ره ): « يوم عاشورا هو اليوم العاشر من المحرم و به قال سعيد بن المسيب و الحسن البصرى. و روى عن ابن عباس انه قال: انه التاسع من المحرم و ليس بمعتمد، لما تقدم فى احاديثنا انه يوم قتل الحسين (ع) و يوم قتل الحسين (ع) هو العاشر بلا خلاف.

و روى الجمهور عن ابن عباس، قال رسول الله (ص) يصوم يوم عاشورا العاشر من المحرم، و هذا ينافى ما روى عنه اولاً. » منتهى المطلب 2: 611.

2- المحقق القمى (ره ): « المعروف من المذهب ان عاشوراء هو يوم العاشر من المحرم لانه يوم قتل الحسين و لا خلاف انه كان فى عاشر محرم... » غنائم الايام 6: 78.

3- العلامة المجلسى (ره ): « قال بعد رواية زيد النرسى عن الصادق (ع ): من صامه كان حظه من صيام ذلك اليوم خط ابن مرجانه و آل زياد... » قال:... يدل على ان عاشورا هو العاشر كما هو المشهور... » مراة العقول 16: 362.

اراءالعامة:

1- البغوى: « اختلف العلماء فى يوم عاشوراء قال بعضهم: هو اليوم العاشر من المحرم و قال بعضهم: هو اليوم التاسع و روى عن ابن عباس انه قال: صوموا التاسع و العاشر. و به قال الشافعى و احمد و اسحاق. » التهذيب 3: 191.

2- العسقلانى: « اختلف اهل الشرع فى تعيينه، فقال الاكثر هو اليوم العاشر. » فتح البارى 4: 288.

3- الشوكانى: « عن النووى: ذهب جماهير السلف و الخلف ان عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم... » نيل الاوطار 4: 245.

4- عبد الرزاق: «.... عن ابن عباس، قال: يوم عاشوراء العاشر. » المصنف 4: 288، ح 7841.

اقول: و ممن يرى انه هو التاسع - من فقهاء العامة - هو ابن حزم. المحلى 7: 17.

هل كان النبى (ص) يحب موافقة اليهود؟

يرى زين الدين الحنفى و هكذا العسقلانى - من علماء السنة - ان النبى (ص) كان يحب موافقة اهل الكتاب فى صيامهم - حيث ان هذا المؤلف بعد ان قسَّم صيام النبى (ص) على اربع حالات، قال الحالة الثانية ان النبى (ص) لما قدم المدينة و رأى صيام اهل الكتاب له و تعظيمهم له و كان يحب موافقتهم! فيما لم يؤمر به صامه، و امر الناس بصيامه، واكد الامر بصيامه و الحث عليه حتى كانوا يصِّومونه اطفالهم. » لطائف المعارف: 102.

و قال العسقلانى: « و قد كان يحب موافقة اهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشى و لا سيما اذا كان فيما يخالف فيه اهل الاوثان. » فتح البارى 4: 288.

و الملاحظ هو ان زين الدين الحنفى يؤكد على ان النبى (ص) كان يحب موافقتهم و بالتالى وافقهم و حثَّ الناس على ذلك!!!

و هذا يناقض ما رواه هو و غيره عن ابن عباس عن النبى (ص) من ان صيام عاشورا كان لمخالفة اليهود:

« صوموا عاشوراء و خالفوا فيه اليهود... » السنن الكبرى 4: 475.

فكيف يجتمع هذا النص مع ما ستظهره الحنفى و العسقلانى - من حب موافقة النبى (ص) لهم!!

كما انه يناقض ايضاً ما ورد عن يعلى بن شداد عن ابيه قال رسول الله صلوا فى نعالكم و خالفوا اليهود. » المعجم الكبير 7: 290، ح 7165- المستدرك على الصحيحين 1: 260 - صححه الذهبى.

و فى رواية اخرى: لا تشبهوا باليهود. » المعجم الكبير 7: 290، ح 7164.

و هل هذا الصوم المدعى الا تشبه بهم و قد نهينا عن التشبه بهم بل صرح القاضى فى شرح قوله: « لاصومن التاسع » بان ذلك لعله على طريق الجمع مع العاشر لئلا يتشبه باليهود. » عمدة القارى ج 11: 117.

و هكذا فى المحيط: « كره افراد يوم عاشورا بالصوم لاجل التشبه باليهود. » عمدة القارى ج 11: 117.

ثم هل يجوز لنا ان نشارك اليهود او النصارى ببعض اعيادهم و صيامهم بحجة اننا احق بموسى او بعيسى منهم!؟ ثم لا ندرى ما هذه المحاولة من البعض فى ربط المفاهيم الاسلامية و احكامها و سننها و ادابها و عقائدها، بسنن اهل الكتاب و احكامهم و عاداتهم؟ و لماذا و ما هو السر - فى دعوى - بل التظاهر بالتنسيق بين الرسول الاعظم (ص) و اهل الكتاب خاصة اليهود - و للاسف نرى احاديث - منسوبه الى النبى (ص) فى الصحاح و مضمونها ان النبي (ص )يصدق و يتعجب صحيح البخارى 300:4. كتاب التوحيد: « جاء حبر من اليهود فقال انه اذا كان يوم القيامة جعل الله السموات على اصبع و الارضين على اصبع و الماء و الثرى على اصبع و الخلائق على اصبع ثم يهزَّهن ثم يقول: انا المالك انا المالك فلقد رأيت النبى يضحك حتى بدت واجد تعجباً و تصديقاً لقوله... » من قول حبر من اليهود، و ان اليهودى حينما يمّر بالنبى يطلب النبي (ص) الجامع الصحيح للترمذى « مر يهودى بالنبى فقال: يا يهودى حدثنا، فقال كيف تقول يا اباالقاسم اذا وضع الله السموات على ذه... » منه ان يحدثه!!

و ان امراة يهودية تعلم النبى سنن النسائى 4: 104 / باب التعّوذ من عذاب القبر: « ان عايشة قالت: دخل علَّى رسول الله و عندى امراة من اليهود و هى تقول: انكم تفتن يهود فى القبور، فارتاع رسول الله و قال انما يفتتن اليهود و قالت عايشة فلبثنا ليالى ثم قال رسول الله: انه اوحى الّى انكم تفتنون فى القبور... » قضايا فتنة القبر!! و ان تميم الدارى النصرانى: « حدثنى حديثاً وافق الذى كنت احدثكم عن مسيح الدجال... فانه اعجبنى حديث تميم انه وافق الذى كنت احدثكم عنه و عن المدينة.... » صحصيح مسلم 4: 337 - قدم علي رسول الله تميم الدارى فاخبر رسول الله انه ركب البحر فتاهت به سفينته فسقط الى جزيرة فخرج اليها يلتمس الماء فلقى انساناً يحجُّر بشعره... و فى اخر: فلما قضى رسول الله صلاته جلس على المنبر و هو يضحك فقال: ليلزم كل انسان مصلاه ثم قال: اتدرون لم جمعتكم...

حكم صوم عاشوراء قبل نزول صوم رمضان:

اختلف فقهائنا فى حكم صوم عاشورا قبل نزول آية صوم رمضان و هل انه كان واجباً ام لا؟

فاختار الاول المحقق النجفى فى الجواهر، و المحقق القمى فى الغنائم، و مال اليه السيد الطباطبائى فى المدارك.

و اكتفى السبزوارى فى الذخيرة. و العلامة الحلى فى التذكرة و المنتهى بنقل الخلاف.

كما ان مفاد بعض رواياتنا هو الاول - اعنى الوجوب - و اما العامة فعن ابى حنيفة انه كان واجباً و ظاهر مذهب الشافعى، هو انه يكن واجباً و عليه اكثر العامة كما عن النووى و للشافعى قولان، و لاحمد روايتان.

الروايات:

1- الفقيه: « سأل محمد بن مسلم وزرارة بن اعين ابا جعفر الباقر (ع) عن صوم يوم عاشوراء. فقال: كان صومه قبل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان ترك. » من لا يحضر الفقيه 2: 51. الرقم 224. عنه وسائل الشيعة 10: 459 ب 21 ح 1.

عبر المجلسى الاول عن هذه الرواية بالصحيح و فسر عاشوراء بالعاشر من المحرم و قال: ربما تطلق على التاسع منه ايضا. » روضة المتقين 3: 246.

اقول: و لا ظهور فيها فى الوجوب - كما اشار اليه المجلسى قائلاً: « كان صومه - اى وجوبه او استحبابه. قوله: ترك، اى نسخ. » روضة المتقين 3: 247.

2- الكافى: « الحسن بن على الهاشمى، عن محمد بن موسى، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن على الوشاء، قال: حدثنى نجبة بن الحارث العطار، قال: سألت اباجعفر عن صوم عاشوراء فقال: صوم متروك بنزول شهر رمضان و المتروك بدعة.»

قال نجبة، فسالت ابا عبد الله من بعد ابيه عن ذلك فاجابنى بمثل جواب ابيه ثم قال اما انه صوم يوم ما نزل به كتاب و لا جرت به سنة الا سنة آل زياد بقتل الحسين. » الكافى 4: 146 / ح 4- عنه وسائل ا لشيعة 10: 461 / ب 21 / ح 5. التهذيب 4: 301 / ح 910- الاستبصار 2: 134.

عبّر المجلسى الاول عن هذا الحديث بالقوى فقال: « و يؤيده ما رواه الكلينى فى القوى. » روضة المتقين 3: 247.

و الرواية كسابقها لا ظهور لها فى الوجوب - قبل النسخ - و لكن قد يقال بالظهور فى الوجوب بقرينة المقابلة بينه و بين نزول صوم شهر رمضان، حيث انه واجب.

قال المجلسى الثانى: « يدل على انه كان واجباً قبل نزول صوم شهر رمضان. و قال بعض الاصحاب: لم يكن واجباً قط. » مراة العقول 16: 360.

اراء فقهائنا:

1- العلامة الحلى: « اختلف فى صوم عاشوراء هل كان واجباً ام لا؟ فقال ابوحنيفة: انه كان واجباً و قال آخرون: انه لم يكن واجباً و للشافعى قولان و عن احمد روايتان.

احتج الموجبون بما روت عائشة: ان النبي (ص) صامه و امر بصيامه فلما افترض رمضان كان هو فريضة و ترك عاشوراء. فمن شاء تركه.

و ايضاً فان رسول الله كتب الى اهل العوالى هو ضيعة بينها و بين المدينة اربعة اميال و قيل ثلاثة اميال. معجم البلدان 4: 166. انه من اكل منكم فليمسك بقية يومه، و من لم يأكل فليصم، و هذا يدل على وجوبه و احتج الاخرون: بما رووه عن معاوية انه سمع يوم عاشوراء على المنبر يقول: يا اهل المدينة اين علماءكم و سمعت رسول الله يقول: هذا يوم عاشوراء لم يكتب الله عليكم صيامه... و قد رودفى احاديثنا ما يدل عليها... » منتهى المطلب 2: 611- مثله: تذكرة الفقهاء 6: 192.

2- المحقق النجفى: « و منه يعلم ان صومه كان واجباً... » جواهر الكلام 17: 107.

3- المحقق القمى: « ان الظاهر من الاخبار انه كان واجباً قبل نزول شهر رمضان ثم ترك. » غنائم الايام 6: 78.

4- السيد العاملى: « اختلف فى صوم عاشوراء هل كان واجباً ام لا؟ و المروي فى اخبارنا انه كان واجباًقبل نزول صوم شهر رمضان و ممن روى ذلك زرارة و محمد بن مسلم.. » المدارك 6: 268.

5- السبزوارى: « و اعلم انه اختلف فى صوم عاشوراء هل كان واجباً ام لا؟ و فى بعض اخبارنا انه كان واجباً قبل نزول صوم شهر رمضان و صوم كل خميس و جمعة... » ذخيرة المعاد: 520.

6- المجلسى: « عن المنتقى: و فى هذه السنة - الاولى للهجرة - صام اى رسول الله عاشوراء و امر بصيامه. بحارالانوار 19: 130.

اقول: لم يتبنى الفقهاء فى اقوالهم - جانباً على ما نعلم و انما اكتفوا بنقل الخلاف و مفاد الروايات، الا المحقق القمى حيث استند الى ظاهر الروايات و ان مفادها الوجوب.

ثم ان العلامة المجلسى اكتفى بنقل كلام المنتقى من دون اى تعليق.

آراء الفقهاء السنة:

1- العينى: « اختلفوا فى حكمه اول الاسلام، فقال ابو حنيفة كان واجباً و اختلف اصحاب الشافعى على وجهين: اشهرهما انه لم يزل سنّة من حين الشرع و لم يك واجباً قط فى هذه الامة و لكنه كان يتاكد الاستحباب فلما نزل صوم رمضان صار مستحباًدون ذلك الاستحباب.

الثانى: كان واجباًكقول ابى حنيفة و قال عياض: كان بعض السلف يقول: كان فرضاًو هو باق على فرضيتة لم ينسخ. و انقرض القائلون بهذا، و حصل الاجماع على انه ليس بفرض انما هو مستحب. » عمدة القارى 11: 118. مثله المجموع 6: 383.

2- ابن قدامة: « اختلف فى صوم عاشوراء هل كان واجباً؟ فذهب القاضى الى انه لم يكن واجباًو قال: هذا قياس المذهب و استدل بشيئين. وروى عن احمد انه كان مفروضاً.. » المغنى 3: 174.

3- الكاسانى: « و صوم عاشوراء كان فرضاً يومئذ... » بدائع الصنايع 2: 262.

4- القسطلانى: « ذيل حديث انا احق بموسى منكم فصامه و امر بصيامه قال: فيه دليل لمن قال: كان قبل النسخ واجباً، لكن اجاب اصحابنا بحمل الامر هنا على تاكد الاستحباب... » ارشاد السارى 4: 649.

5- العسقلانى: « و يؤخذ من مجموع الاحاديث انه كان واجباًثم يأت بادله سنة لاثبات دعواه. » فتح البارى 4: 290.

6- الزرقانى فى شرح قوله: « فمن شاء صامه. » قال لانه ليس متحتماًفعلى هذا لم يقع الامر بصومه الا فى سنة واحدة و على القول بفرضيتة فقد نسخ و لم يرد انه جدد (ص) للناس امرا بصيامه بعد فرض رمضان بل تركهم على ما كانوا عليه من غير نهى عن صيامه فان كان امره بصيامه قبل فرض رمضان للوجوب ففى نسخ الاستحباب اذا نسخ الوجوب خلاف، مشهور و ان كان للاستحباب كان باقيا على استحبابه.

و فى الاكمال: قيل كان صومه فى صدر الاسلام قبل رمضان واجباًثم نسخ على ظاهر هذا الحديث.

و قيل كان سنة مرغباً فيه ثم خفف فصار مخيراًفيه و قال بعض السلف لم يزل فرضه باقيا لم ينسخ وانقرض القائلون بهذا و حصل الاجماع اليوم على خلافه وكره ابن عمر قصد صيامه... » شرح الزرقانى 2: 178.

هل اليهود تصوم يوم عاشوراء؟

ان المتسفاد من مراجعة التاريخ و كلمات اللغو يين و الفقهاء و المحققين و غيرهم ان مدار السنة عند اليهود ليست قمريه بل شمسية و لم يكن صومهم فى عاشوراء و لا فى محرم كما ان اليوم الذى غرق فيه فرعون لم يتقيد بكونه دائماً هو عاشوراء المحرم. و انما هو فى اليوم العاشر من شهر هم الاول: تشرى، و يسمونه يوم كيپور « kipur » - اى الكافرة و هو اليوم الذى تلقى فيه الاسرائيليون اللوح الثانى من الشريعة.

ثم على الفرض - البعيد انه اتفق ذلك اليوم مع قدوم النبى (ص) الكريم المدينة و عاشوراء المحرم فهو محض اتفاق.

اضف الى ذلك ان كيفية الصوم عندهم ايضا تختلف عن الصوم عندنا فانهم يصومون من غروب الشمس الى غروبها فى اليوم التالى.

و عليه فلا وجه و لا اساس لما نسب فى المرويات الى النبى (ص) من ان صوم عاشوراء كان ذا اصل يهودى و انهم كانوا يصومونه فى هذا اليوم.

و لنعرض بعض الاقوال فى هذا الشأن:

1- قال الدكتور جواد على: « و يقصدون بصوم اليهود يوم عاشوراء ما يقال له « يوم الكفارة » و هو يوم صوم و انقطاع و يقع قبل عيد المظال بخمسة ايام اى فى يوم عشرة تشري و هو يوم الكبور « kipur » و يكون الصوم فيه من غروب الشمس الى غروبها فى اليوم التالى و له حرمة كحرمة السبت و فيه يدخل الكاهن الاعظم قدس الاقداس لاداء الفروض الدينية المفروضة فى ذلك اليوم. » المفصل فى تاريخ العرب 6: 339. دارالملايين - انظر كتاب المقدس 2: 2660.

2- و قال السقاف: « فى واقعنا الحاضر لانجد اى يهودى بصوم فى العاشر من محرم او يعده عيداًو لم يوجد فى السجلات التاريخيه ما يشير الى انهم صاموا فى العاشر من محرم او عدوه عيداًبل اليهود يصومون يوم العاشر من شهر تشرين و هو الشهر الاول من سنتهم فى تقويمهم و تاريخهم الا انهم لا يسمونه يوم عاشوراء بل يوم او عيد كيپور. » مجلة الهادى 7 ع 2: 37.

3- و قال محمود باشا الفلكى فى تقويم العرب قبل الاسلام: « يظهر ان اليهود من العرب كانوا يسمون ايضا عاشوراء و عاشور اليوم العاشر من شهر تشرى الذى هو اول شهور سنتهم المدنية و سابع شهور السنة الدينية عندهم.

و السنة عند اليهود شمسية لا قمرية فيوم عاشوراء الذى كان فيه غرق فرعون لا يتقيد بكونه عاشر المحرم بل اتفق و قوعه يوم قدوم النبى. » دائرة المعارف البستانى 11: 446.

4- قال السقاف ايضا: « ان لليهود تقويماًخاصاًبهم يختلف عن تقويمنا العربى الاسلامى اختلافاًبيناً و يبتدى بشهر (تشرى) ثم (حشران) و ينتهى بشهر (ايلول) و هو الشهر الثانى عشر، و فى كل سنة الكبيسة يضاف اليها شهر واحد حتى يكون للسنة الكبيسة ثلاثة عشر شهراً و هو شهر (آذار الثانى) الذى يتخلل بين آذار الشهر السادس و بين نيسان الشهر الثامن و يكون (آذار الثانى) الشهر السابع و عدد ايام السنة فى السنوات العادية 353 او 354، او 355 يوما و فى الكبيسة 383 او 384 او 385 يوماًو التقويم اليهودى المستعمل الان شهور قمرية و سنواته شمسية. » مجلة الهادى 7 ع 2: 36.

5- و قال ابو ريحان هو محمد بن احمد الخوارزمى الحكيم الرياضى الطبيب المنجم المعروف كان فيلسوفا عالماً بالفسلفة اليونانية و فروعها و فلسفة الهنود و برع فى علم الرياضيات و الفلك بل قيل انه اشهر علماء النجوم و الرياضيات من المسلمين كان معاصراً لابن سينا و بينهما مراسلات و ابحاث كان اصله من بيرون بلد فى السند و سافر الى بلاد الهند اربعين سنة اطلع فيها على علوم الهنود. و اقام مدة فى خوارزم و اكثر اشتغالة فى النجوم و الرياضيات و التاريخ و خلف مؤلفات نفيسة منها الاثار الباقية عن القرون الخالية الفه لشمس المعالى قابوس. حكى انه كان مكباًعلى تحصيل العلوم متفنناً على التصنيف لا يكاد يفارق يده العلم و عينه النظر و قلبه الفكر و كان مشتغلاًفى تمام ايام السنة الا يوم النيروز و يوم المهرجان.... » الكنى والالقاب 1: 78.: « تشرين و هو ثلاثون يوماً... و فى اليوم العاشر منه صوم الكبور و يدعى العاشوراء و هو الصوم المفروض من بين سائر الصيام فانها نوافل و يصام هذا الكبور من قبل غروب الشمس من اليوم التاسع بنصف ساعة الى ما بعد غروبها فى اليوم العاشر بنصف ساعة تمام خمس و عشرين ساعة.... و صومه كفارة لكل ذنب على وجه الغلط. و يجب على من لم يصمه من اليهود القتل عندهم و فيه يصلى خمس صلوات و يسجد فيها. » الاثار الباقية: 277.

6- و قال العلامة الشعرانى: « اعلم ان يوم عاشوراء كان يوم صوم اليهود و لا يزالون يصومون الى الان و هو الصوم الكبير لعل الصحيح: كبور. و وقته اليوم العاشر من الشهر الاول من السنة و لما قدم رسول الله المدينة كان اول اليهود مطابقاً لاول المحرم و كذلك بعده الى ان حرم النسيى و ترك فى الاسلام و بقي عليه اليهود الى زماننا هذا فتخلف اول سنة المسلمين عن اول سنتهم و افترق يوم عاشوراء عن يوم صومهم و ذلك لانهم ينسئون الى زماننا فيجعلون فى كل ثلاث سنين سنة واحدة ثلاثة عشر اشهراًكما كان يفعله العرب فى الجاهلية فصام رسول الله و المسلمين يوم عاشورا كما كانوا يصومون و قال نحن اولى بموسى... الى ان نسخ وجوب صومه بصوم رمضان و بقى الجواز... » الوافى (الهامش 2: 114 ).

اقول: قدوم النبى (ص) و هجرته الى المدينة المنورة كانت فى ربيع الاول تاريخ الطبرى 2: ص 3 - الكامل فى التاريخ 2: 518 (لاثنى عشرة ليلة خلت من ربيع الاول يوم الاثنين) بحارالانوار 19: 104 - فتح البارى 4: 289. لا فى محرم و معه كيف يطابق سنة اليهود لقدوم النبى (ص) و لمحرم؟؟

ثانياً المعروف ان النبي (ص) لم يصم عاشوراء الّا سنة واحدة كما سيأتى الاشارة الى ذلك و معه كيف يقول السيد الشعرانى: « و كذلك بعده الى ان حرم النسيى ... »

ثالثاً يبدو من كلامه ان صومه كان واجباً الى ان نسخ بصوم رمضان، مع ان الامر مختلف فيه عندنا و عند العامة ايضاً كما مر فالظاهر ان العلامة الشعرانى تبنى جانباًمن دون ارائة اى مستند و دليل.

اقول: سوف يتضح انه تخطيط اموى للتغطية على قضية كربلاء، و ما صدر من الجرائم الاانسانية بحق اهل بيت الرسول.

حكم صوم عاشوراء

وردت روايات متعارضة بشان هذا الصوم، ففى بعضها كفارة سنة و ان يوم عاشوراء يوم البركة و النجاة و ان النبى (ص) كان يأمر حتى الصبيان بالامساك و الصيام كما فى التهذيب و الكافى و الجعفريات و فى بعضها الاخر: ما ينافى هذا اذ مفاده: انه صوم متروك و فى بعض اخر انه منهي عنه و فى اخر انه بدعة و ما هو يوم صوم و فى بعض اخر انه صوم الادعياء او ان حظ الصائم فيه هو النار، و فى بعض ان النبى (ص) ما كان يصومه.

هذا ما فى كتبنا الروائية:

و اما السيرة العملية للائمة الطاهرين فالجدير بالذكر هو انه لم يعهد منهم و لا من أصحابهم الصوم فى هذا اليوم كما صرح به السيد الخوئى فى تقرير بحث استاذه فلو كان مستحباًلما استمر المعصوم على ترك هذا المستحب.

و اما فى كتب السنة: فالروايات عندهم مختلفة اذ مفاد كثير منها الاستحباب و التاكيد على الصوم و اخرى: تغايرها اذ فيها ان النبى (ص) ما كان يصوم يوم عاشوراء او انه لم يأمر به بعد نزول صوم شهر رمضان كما فى البخارى و مسلم و سائر كتب السنن و قد جمعها الهيثمى فى زوائده و ضعّف اسانيد اكثرها.

و فيما يلى عرض الروايات:

الروايات من طرقنا:

1- مادل منها على المنع:

1- الفقيه: « سأل محمد بن مسلم و زرارة بن اعين ابا جعفر الباقر عن صوم يوم عاشوراء، فقال: كان صومه قبل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان ترك. » من لا يحضره الفقيه 2: 51 / ح 224. عنه الوسائل 10: 452 / ب 21 / ح 1.

عبر عنه المجلسى الاول بالصحيح. قوله كان صومه: اى وجوبه او استحبابه و قوله: ترك اى نسخ. » روضة المتقين 4: 247.

اقول: على القول بان الصوم كان واجباً ثم عرض النسخ يرد البحث الاصولى: و هو اذا نسخ الوجوب هل يبقى معه الجواز ام لا؟

والمراد بالجواز اما بالمعنى الاعم و هو غير التحريم و اما بالمعنى الاخص و هو الا باحة. فالمعروف هو عدم دلالة دليل الناسخ و لا دليل المنسوخ على بقاء الجواز فتعيين احد الاحكام الاربعة بعد نسخ الوجوب يحتاج الى دليل.

كما لا مجال لا ثبات الجواز من خلال استحباب الجواز الذى كان ضمن الوجوب و كان بمنزلة الجنس له فيما لم نقل بأصتصحاب الكلى القسم الثالث. و يطلب التفصيل من مظانه. انظر الكفاية: 140.

2- الكافى: على بن ابراهيم عن ابيه، عن نوح عن شعيب النيسابورى عن ياسين الضرير عن حريز عن زرارة عن ابى جعفر و ابى عبدالله قالا: لا تصم فى الوافى: لاتصومن. فى يوم عاشوراء و لا عرفه بمكة و لا فى المدينة و لا فى وطنك و لا فى مصر من الامصار. » الكافى 4: 146 / ح 3. عنه الوسائل 10: 462 / ب 41 / ح 6.

قال المجلسى: الحديث مجهول، و حمل على ما اذا اشتبه الهلال او ضعف عن الدعاء و النهى على الكراهة. » مراة العقول 16: 360.

اقول: و ان كان هذا الحمل خلاف الظاهر و لكن يصار اليه بقرينة النهى عن صيام عرفه الذى لا شك فى عدم حرمته.

3- و فيه: الحسن بن على الهاشمى عن محمد بن موسى عن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن على الوشاء، قال: حدثنى نجبة بن الحارث العطار، قال: سألت: ابا جعفر عن صوم يوم عاشورا فقال: صوم متروك بنزول شهر رمضان و المتروك بدعة قال: نجبة فسألت ابا عبد الله من بعد ابيه عن ذلك فاجابنى بمثل جواب ابيه ثم قال: اما انه صوم يوم ما نزل به كتاب و لا جرت به سنّة الا سنة ال زياد بقتل الحسين بن على صلوات الله عليهما. » الكافى 4: 146 / ح 4. عنه الوسائل 10: 461 / ب 21 / ح 5. التهذيب 4: 301 / ح 910. الاستبصار 2: 134.

عبر عنه المجلسى الاول: بالقوى، فقال: و يؤيده ما رواه الكلينى فى القوى روضة المتقين 3: 247. و عبر عنه المجلسى الثانى: بانه مجهول.

و قال: قوله صوم متروك يدل على انه كان واجباً قبل نزول صوم شهر رمضان. و قال بعض الاصحاب: لم يكن واجباًقط.

قوله: و المتروك بدعه: يدل على انه نسخ وجوبه و رجحانه مطلقاً الا ان يقال: غرضه انه نسخ وجوبه و ما نسخ وجوبه لا يبقى رجحان الا بدليل اخر كما هو المذهب المنصور و لم يرد ما يدل على رجحانه الا العموبات الشاملة له و لغيره. فاذا صام الانسان بقصد انه من السنن او مندوب اليه على الخصوص كان مبتدعاً، لكن الظاهر من الخبر عدم رجحان لا خصوصاً ولا عموماً. » مراة العقول 16: 360.

و رماه فى الملاذ بالمجهولية - فقال: مجهول. » ملاذ الاخيار 7: 117.

4-و فيه: عن الحسن بن على الهاشمى، عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن ابان كتب فى هامش الوسائل: فى نسخة: ابان بن عبد الملك 10: 460 عن عبدالملك قال: سألت ابا عبد الله عن به صوم تاسوعا و عاشوراء من شهر المحرم فقال: تاسوعا يوم حوصر فيه الحسين و اصحابه رضى الله عنهم بكربلاء و اجتمع عليه خيل اهل الشام و اناخوا عليه اى ابركوا ابلهم و لعل المراد هنا: انهم احاطوا به و احكموا حصارهم. و فرح ابن مرجانة و عمر بن سعد بتوافر كثرة الخيل و العِدة و العُدة.

الخيل و كثرتها و استضعفوا فيه الحسين و اصحابه و ايقنوا ان لا ياتي الحسين ناصر و لا يمّده اهل العراق بابى المستضعف الغريب ثم قال: و اما يوم عاشوراء فيوم اصيب فيه الحسين صريعاً بين اصحابه و اصحابه صرعى حوله (عراة) افصوم يكون فى ذلك اليوم؟ كلا و رب البيت الحرام و ما هو يوم صوم و ما هو الا يوم حزن و مصيبة دخلت على اهل السماء و اهل الارض و جميع المؤمنين و يوم فرح و سرور لابن مرجانة و آل زياد و اهل شام غضب الله عليهم و على ذرياتهم و ذلك يوم بكت عليه جميع بقاع الارض خلا بقعة بالشام فمن صامه او تبرك به حشره الله مع آل زياد ممسوخ القلب مسخوط عليه و من ادّخر الى منزله ذخيرة اعقبه الله تعالى نفاقاً فى قلبه الى يوم يلقاه و انتزع البركة عنه و عن اهل بيته و ولده و شاركه الشيطان فى جميع ذلك الكافى 4: 147 / ح 7. عنه الوسائل 10: 459 / ب 21 / ح 2..

قال الفيض: بابى المستضعف الغريب: اى فديت بابى الحسين اذ كان مستضعفاً غريباً. « من ادخر الى منزله ذخيرة. » اشار به الى ما كان المتبركون بهذا اليوم يفعلونه فانهم كانوا يدخرون قوت سنتهم فى هذا اليوم تبركاًبه و تيمناً و يجعلونه اعظم اعياد هم لعنهم الله. » الوافى 11: 73 / ح 10437.

قال المجلسى: « ضعيف على المشهور، و يدل على ان عاشوراء هو العاشر كما هو المشهور و يدل على كراهة صوم يوم التاسوعا ايضاً. » مراة العقول 16: 362.

تحقيق فى سند الرواية:

لعل ضعف الرواية لاجل محمد بن سنان و انه ضعيف غال يضع الحديث لا يلتفت اليه كما عن ابن الغضائرى و انه مطعون فيه لا تختلف العصابة فى تهمته و ضعفه و من كان هذا سبيله لا يعتمد عليه فى الدين كما عن الشيخ المفيد مصنفات الشيخ المفيد: 9. جوابات اهل الموصل فى العدد و الرؤية. و ان ما يختص بروايته و لا يشركه فيه غيره لا يعمل عليه كما عن الشيخ الطوسى الاستبصار 3: 124. تسمية المهر. و انه لا يستحل ايوب بن نوح الرواية عنه الكشى: 389. لكن نقول ان الفضل روى عنه و اجاز لاخرين رواية احاديثه بعده و ان الكشى فى عنوانه الثانى و الرابع اقتصر على اخبار مدحه. و ان النجاشى قال فى اخر كلامه: يدل خبر صفوان على زوال اضطرابه.

و ان المفيد: قد وثقه فى الارشاد. و ان الشيخ الطوسى و ان ضعفه فى التهذيبين و الفهرست و رجاله لكنه جعله فى كتاب الغيبة من ممدوحى اصحاب الائمة و روى اخبار مدحه. كما ان جمعاً من العدول و الثقات روواعنه كيونس بن عبدالرحمن و الحسين بن سعيد الاهوازى و اخيه و الفضل بن شاذان و ابيه و ايوب بن نوح و محمد بن الحسين بن ابى الخطاب و غيرهم. و هذا يدل على اعتبار اخباره ان لم يدل على حسنه فى نفسه فاخباره معتبرة الا ما كان فيها غلوا او تخليطاً و هذه الرواية لم يظهر عليها اثار الغلو و التخليط بل مؤيدة بروايات اخرى فلا نرى مانعاً من الاخذ بهذه الرواية و العمل بها.

اما لو كان الضعف لاجل ابان فالظاهر هو ابن تغلب او ابن عثمان او ابن عبد الملك انظر معجم رجال الحديث 16: 138. فعلى الاول فلا كلام فى جلالته و على الثانى: فقد عدّه الكشى من الستة الذين اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم انظر تنقيح المقال 1: 5. ان السيد الخونسارى عبر عن رواية عبدالملك بالصحيحة ظاناً رحمة الله، أنها عن زرارة و محمد بن مسلم. بالصحيحة « انظر جامع المدارك: 226. و على الثالث: فهو حسن الحال كما قاله المامقانى المصدر.. فلم يبق ايراد فى السند.

5- و فيه: الحسن بن على الهاشمى و عن محمد بن عيسى بن عبيد قال: حدثنى جعفر بن عيسى اخوه، قال: سألت الرضا عن صوم عاشوراء و ما يقول الناس فيه فقال: عن صوم ابن مرجانة تسألنى؟ ذلك يوم صامه الادعياء من ال زياد لقتل الحسين و هو يتشام به ال محمد و يتشام به اهل الاسلام و اليوم الذى يتشام به اهل الاسلام لا يصام و لايتبرك به و يوم الاثنين يوم خميس قبض الله عزوجل فيه نبيه و ما اصيب ال محمد الا فى يوم الاثنين الكافى 4: 146 / ح 5. التهذيب 4: 301 / ح 911. الاستبصار 2: 135 / ح 442. عنه الوسائل 10: 460 / ب 21 / ح 3. الوافى 11: 72 / ح 10435. فتشأ منا به و تبرك به ابن مرجانه و تشأم به ال محمد فمن صامها او تبرك بها لقى الله تبارك و تعالى ممسوخ القلب و كان حشره مع الذين سنوا صومها و التبرك بها. المصدر.

البحث السندى:

1- لقد تنظر العلامة الحلى فى صحة سند هذه الرواية حيث قال: فان صح السند كان صوم الاثنين مكروها و الا فلا. » مختلف الشيعة 3: 370.

2- و قد عبر المجلسى الاول عن هذه الرواية بالقوى. » روضة المتقين 3: 247.

3- كما رماه المجلسى الثانى بالمجهولية فقال: الحديث مجهول مراة العقول 360:16. ملاذ الاخيار 118:7. اقول لعل منشأ التامل فى السند هو الحسن او الحسين بن على الهاشمى اذ لم يرد له ذكر فى الكتب الرجالية.

و قد اورده السيد الخوئى فى معجمه ساكتاًعن اى رأى فيه معجم رجال الحديث 5: 74. كما اورده النمازى فى مستدركه معبراً عنه بقوله انه من مشايخ الكلينى. مستدركات علم رجال الحديث 3: 17. فان كان المبنى و ثاقة او حسن مشايخ الثقات كما تبناه المامقانى تنقيح المقال 1: 5. قال فى ابان بن عبد الملك الثقفى « يثبت بشيخوخته حسنه أفلاً. » فلا غبار على السند و يرتفع الجهالة فيه و الا يكفى فى المقام: الوثوق الخبرى.

فقه الحديث:

قال المجلسى: قوله: الادعياء: اى اولاد الزنا قال فى القاموس القاموس فى اللغة 328:4.

 الدعى كغنى المتهم فى نسبه.

قوله فمن صامها يدل ظاهراًعلى حرمة صوم يوم الاثنين و يوم عاشوراء فاما الاول: فالمشهور عدم كراهته ايضاً و قال ابن الجنيد: صومه منسوخ و يمكن حمله على ما اذا صام متبركاً للعلة المذكورة فى الخبر او لقصد رجحانه على الخصوص فانه يكون بدعه حينئذ.

و اما صوم يوم عاشوراء: فقد اختلف الروايات فيه و الا ظهر عندى: ان الاخبار الواردة بفضل صومه محمولة على التقية و انما المستحب الامساك على وجه الحزن الى العصر لا الصوم كما رواه الشيخ فى المصباح.. صمه من غير تبيت و افطره من غير تشميت... و بالجملة الاحوط ترك صيامه مطلقاً. » مراة العقول 16: 360.

و قال الفيض الكاشانى: « مسخ القلب عبارة عن تغير صورة فى الباطن الى صورته بعض الحيوانات كما اشير اليه بقوله عزوجل و نحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا و بكماً و صماً اسراء 97.. » الوافى 11: 73 / ح 10435.

كلام القطيفى:

لقد استظهر الطعان من عبارة « فمن صام او تبرك » ان ماهية الصوم و نفس الامساك الى الغروب بنية الصوم مورد للكراهة عند ائمة اهل البيت (ع) فلا معنى لحمل الاخبار المانعة عن الصيام على الصوم لغير الحزن و حمل الاخبار المجوزة للصيام على الصوم على وجه الحزن. فان هذا الجمع مردود قال: «... تصريح الائمة بعدم قبول ذلك اليوم لما هية الصيام و يكون نفس الصوم موجباً للحشر مع ال زياد و سائر ما هو مذكور من المهالك كما ان لتبرك ايضاً موجب لذلك و بأَن الصوم ايضاً لا يكون للحزن و المصيبة و انما يكون شكراً للسلامة... ففى خبر عبدالملك: افصوم يكون ذلك اليوم؟ كلا و رب البيت الحرام ما هو يوم صوم و ما هو الا يوم حزن و مصيبة... فمن صام او تبرك به حشره الله مع آل زياد.

قال: الا نرى كيف جعل الصيام مسببا لتلك الامور العظام و رتب عليه الوعيد كما رتبه على التبرك بذلك اليوم النكيد و فى خبر ابى غندر: ان الصوم لا يكون للمصيبة و لا يكون الا شكراً للسلامة.

فان ظاهر هذه... ان الحزن لم يكن سببا لاستحباب الصيام فى شي من الايام و ان الصوم انما يستحب فى الايام التى يتجدد فيها الفرح و السرور دون الايام التى يحدث فيها الترح الهم و الشرور. » الرسالة العاشورائية 284.

6- و فيه الحسن بن على الهاشمى عن محمد بن عيسى قال حدثنا محمد بن ابى عمير عن زيد النرسى قال: سمعت عبيد بن زرارة يسأل ابا عبد الله عن صوم عاشوراء فقال من صامه كان حظه من صيام ذلك اليوم حظ ابن مرجانه و آل زياد قال: قلت و ما كان حظهم من ذلك اليوم؟ قال النار اعاذنا الله من النار ومن عمل يقرِّب من النار. » الكافى 4: 147 / ح 6. التهذيب 4: 301 / ح 912. الاستبصار 2: 135 / ح 443. الوسائل 10: 461 / ب 21 / ح 4. الوافى 11: 73 / ح 10436.

اقول فى التهذيب زيادة قال سمعت زرارة بعد قوله: عن عبيد بن زرارة و لعله من زيادات الناسخ.

و قد رماه المجلسى الثانى بالمجهوليه فقال مجهول ملاذ الاخيار 7: 118. و لكن عبر المجلسى الاول عن الرواية بالحسن كالصحيح فقال: « و فى الحسن كالصحيح عن محمد بن ابى عمير عن زيد النرسى. » روضة المتقين 3: 247.

اقول: ان كان وجه التامل فى السند هو الحسن بن على الهاشمى فقد تقدم الكلام فيه.

7- امالى الطوسى: « محمد بن الحسن فى المجالس و الاخبار عن الحسين بن ابراهيم القزوينى عن محمد بن وهبان عن على بن حبشى عن العباس بن محمد بن الحسين عن ابيه عن صفوان بن يحيى عن الحسين بن ابى غندر عن ابيه عن ابى عبدالله قال: سألته عن صوم يوم عرفة؟

فقال: عيد من اعياد المسلمين و يوم دعاء و مسأله قلت: فصوم عاشورا؟ قال: ذاك يوم قتل فيه الحسين فان كنت شامتاً فصم ثم قال: ان آل امية عليهم لعنة الله و من اعانهم على قتل الحسين من اهل الشام، نذروا ان قتل الحسين (ع) و سلم من خرج الى الحسين و صارت الخلافة الى ال ابى سفيان ان يتخذوا ذلك اليوم عيداًلهم يصومون فيه شكراً. و يفرّحون اولادهم فصارت فى ال ابى سفيان سنة الى اليوم فى الناس و اقتدى بهم الناس جميعاً فلذلك يصومونه و يدخلون على عيالاتهم و اهاليهم الفرح ذلك اليوم ثم قال: ان الصوم لا يكون للمصيبة و لا يكون الا شكراً للسلامة و ان الحسين اصيب يوم عاشوراء فان كنت فيمن اصيب به فلا تصم و ان كنت شامتاً ممن سره سلامة بني امية فصم شكراً لله. » امالى الطوسى 2: 279. عنه الوسائل 10: 462 / ب 21 / ح 7.

8- المصباح عن عبد الله بن سنان قال: دخلت على ابى عبدالله يوم عاشوراء فالفيته كاسفاً اى مهموم و قد تغير لونه، و هزل من الحزن / لسان العرب 9: 319. و دموعه تنحدر على عينيه كاللؤلؤ المتساقط فقلت: مم بكاؤك؟ فقال: أفى غفلة انت؟ اما علمت ان الحسين اصيب فى مثل هذا اليوم؟ فقلت: ما قولك فى صومه؟ فقال لى: صمه من غير تبييت و افطره من غير تشميت و لا تجعله يوم صوم كملا و ليكن افطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء فانه فى مثل هذا الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء على آل رسول الله. » مصباح المتهجد: 724. عنه الوسائل 10: 458 / ب 20 / ح 7. مستدرك الوسائل 7: 524 / ب 16 / ح 6، عن المزار للمشهدى: 685و ص 525 / ب 17 / ح 1، عن الاقبال 3: 59. بحارالانوار 101: 313 / ح 6.

9- ابن طاوس: « اقول: ورايت من طريقهم فى المجلد الثالث من تاريخ النيسابورى للحاكم فى ترجمة: نصر بن عبدالله النيسابورى باسناده الى سعيد بن المسيب عن سعد ان النبي (ص) لم يصم عاشوراء. » الاقبال 3: 51. عنه البحار 95: 341.

اقول: لعله اشار بذلك الى ما رواه الهيثمى عن ابى سعيد الخدرى ان رسول الله امر بصوم عاشورا و كان لا يصومه مجمع الزوائد 3: 183.

. و فيه اشكال بين: اذ كيف يأمر بمعروف ولا يأتى هو به؟!

و قال ابن طاووس فى اول الفصل: اعلم ان الروايات وردت متظافرات فى تحريم صوم يوم عاشورا على وجه الشماتات و ذلك معلوم بين اهل الديانات فان الشماتة يكسر حرمة الله جل جلاله و رد مراسمه و هتك حرمة رسول الله و هدم معالمه و عكس احكام الاسلام و ابطال مواسمه ما يشمت بها و يفرح لها الا من يكون عقله و قلبه و نفسه و دينه قد ماتت بالعمى و الضلاله و شهدت عليه بالكفر و الجهالة.... » الاقبال 3: 51.

تحقيق فى الروايات المانعة:

بما ان كثيراًمن هذه الروايات مورد للنقاش السندى كما ياتى تفصيله عن السيد الخوئى فلذا تصدى الفقهاء للدفاع عن هذه الروايات و ترميم ضعفها بما يلى:

1- وجودها فى الكتب المعتبرة كما عن النراقى حيث قال: « لا يضر ضعف اسناد بعض تلك الاخبار بعد وجودها فى الكتب المعتبرة مع ان فيها الصحيحة. » مستند الشيعة 10.

2- كون هذه الروايات مستفيضة بل قريبة من التواتر: كما عن الطباطبائى حيث قال: « النصوص المرغبة و هى مع قصور اسانيدها و عدم ظهور عامل باطلاقها بالكلية معارضة باكثر منها كثرة زائدة تكاد تقرب التواتر و لاجلها لا يمكن العمل بتلك و لو من باب المسامحة، اذ هى حيث لم تحتمل منعاًو لو كراهة و هى محتملة من جهة الاخبار المانعة. » رياض المسائل 5: 467.

3- أنها معتبرة سنداً: و ذلك لان جمع الشيخ بين الطائفتين و جعل التعارض بينهما يدل على تسليمه للاخبار و ذلك لان التعارض فرع اعتبار السند و حجيته كما عن الشيخ الاستاذ.

4- و ثاقة الحسين بن على الهاشمى و ذلك لانه من مشايخ الكلينى و على مبنى اعتبار مشايخ الثقات يخرج الهاشمى عن الاهمال و الجهالة الى رتبة الاعتبار.

الا ان يناقش فى هذا المبنى و يقال: ان نقل الثقة عن شخص لا يدل على كون المروى عنه ثقة لشيوع نقل الثقات من غيرهم.

نعم لقد تبنى هذا الراى جمع منهم المامقانى فى التنقيح و النورى فى المستدرك و جعل نقل الثقة اية كون الشخص المروى عنه ثقة. » تنقيح المقال 1: 5. ترجمة ابان بن عبدالملك الخثعمى.

اقول: ان المبنى المقبول عند البعض هو كثرة نقل الثقة عن شخص يدل على اعتباره و حسن وثاقته.

5- اعتبار هذه الروايات لاجل موافقتها لسيرة المتشرعة، و لاصحاب الائمة (ع) كما عن الشيخ الاستاذ حيث قال فى درسه فى نقاشه كلام السيد الخوئى: « ان اسقاط هذه الروايات لمجرد ضعف سندها مع ان المسلّم موافقتها لسيرة المتشرعة القطعية و لاصحاب الائمة الذين كانوا ملتزمين بترك الصوم فى يوم عاشورا غير مقبول بل مخدوش و لسنا نحن مع السيد الخوئى فى طريقته هذه فى الفقه فلا بد:

اولا ً: ملاحظة عدد هذه الروايات.

ثانياً: كيفية تلقى السلف لهذه الروايات

ثالثاً: ملاحظة ان السيرة القطعية هل هى موافقة لهذه الروايات ام لا؟

و قد جمع الشيخ الطوسى بين الروايات المانعة و الروايات الدالة على المطلوبيه فهل ترى انه جمع بين الروايات الضعيفة و القوية؟

اذن طريقة السيد الخوئى مورد للمناقشة و الاشكال اضف الى ذلك انا لا نقول بان مستند الحكم هو الرواية الضعيفة بل نقول ان الروايات اذا كانت متعددة و كانت مورداً لتسالم الاصحاب و قبولهم و كانت السيرة مطابقة لهذه الروايات فتكون الروايات التى تحمل هذه المواصفات مستنداً للحكم لا الرواية الضعيفة و ما نحن فيه من هذا القبيل. » تقرير ابحاث شيخنا الاستاذ الوحيد الخراسانى 27 / ذى القعده 1414. المصادف 18 / 2 / 1373 ه$. ش.

اقول: يرد على السيد الخوئى: ان تصريحه فى اجود التقريرات بمداومة الائمة (ع) على الترك و امرهم اصحابهم به ينافي ما يتنباه من القول بالاستحباب. اجود التقريرات 1: 364.

كما يرد على الشيخ الاستاذ: ان موافقة الروايات للسيرة لا توجب قوة الضعيف. فلا بد و ان ينظر الى هذه السيرة و لم يحرز أنها لاجل استنكار الصوم يوم عاشوراء بل لعله لاجل الحفاظ على القوة على اقامة مراسم عزاء ابى عبدالله (ع) كما اشار اليه السيد الخوئى. مستند العروة الوثقى 2: 304.

كلام السيد خوئى حول الروايات المانعة:

ان الخوئى يرجع اربعاً من الروايات المانعة التى يعود سندها الى الحسين او الحسن بن على الهاشمى الى رواية واحدة و يضعف طريقها بالهاشمى لانه مجهول.

اضف الى وجود ابن سنان فى روايته الاولى و زيد النرسى فى طريقه الاخر.

قال: « ما رواه الكلينى عن شيخه الحسين كما فى الوسائل و عن الحسن كما فى الكافى بن على الهاشمى و لهذا الشخص روايات اربع رواها فى الوسائل الا اننا نعتبر الكل رواية واحدة لان فى سند الجميع رجلاً واحداًو هو الهاشمى و حيث انه لم يوثق و لم يذكر بمدح فهى بأجمعها محكومة بالضعف مضافاً الى ضعف الاولى بابن سنان ايضاً و الثالثة بزيد النرسى على المشهور و ان كان مذكوراً فى اسناد كامل الزيارات.

و ما فى الوسائل فى سند الرابعة من كلمة نجيه غلط و الصواب نجبه و لا باس به و كيف كان فلا يعتد بشى منها بعد ضعف اسانيدها.

اقول: ان روايات الهاشمى قوية عند المجلسى الاول، كما مر انفا ثم ان السيد الخوئى قال فى وجه تضعيف الرواية الثانية ياسين الضرير، « اما الرواية الثانية فهى ضعيفة السند بنوح بن شعيب و ياسين الضرير على ان صوم عرفة غير محرم قطعاً و قد صامه الامام كما فى بعض الروايات نعم يكره لمن يضعفه عن الدعاء فمن الجائز ان يكون صوم يوم عاشوراء ايضاًمكروها لمن يصفه عن القيام بمراسيم العزاء. » مستند العروة الوثقى 305 - 304.

و قال حول الرواية الاخيرة و هى رواية غندر:

و هى ضعيفة السند جداً لاشتماله على عدة من المجاهيل فهذه الروايات باجمعها ضعاف. » المصدر.

ثم اضاف فى مجال تضعيف الروايات المانعة و سقوطها عن الاعتبار فضلاً عن المعارضة: « فالروايات الناهية غير نقية السند برمتها بل هى ضعيفة باجمعها فليست لدينا رواية معتبرة يعتمد عليها ليحمل المعارض على التقية كما صنعه صاحب الحدائق. » الحدائق الناضرة 16: 376.

اقول و قد عرفت الجواب عن السيد الخوئى خلال عرض كلام الشيخ الاستاذ و الشيخ النراقى و السيد الطباطبائى و... و معه لا يبقى مجال لما يراه السيد الخوئى.

مناقشة الخوئى رواية المصباح:

حاصل مناقشته للرواية هو: ان الطوسى التزم فى التهذيبين الرواية من له اصل او كتاب فيذكر اسم صاحب الكتاب ثم يذكر طريقه اليه فى المشيخة او فى الفهرست و لم يلتزم بهذا المعنى فى مصباح المتهجد بانه كلما يرو يه هنا عن شخص فهو رواية عن كتابه.

و هذه الرواية فى المصباح عن ابن سنان و طريقه الى كتابه و ان كان صحيحاً و لكنه لم يعلم ان ما رواه هنا فهو عن كتابه بل لعله رواه عن نفس الرجل ابن سنان لا عن كتابه و لم يعرف طريقه اليه و انه صحيح ام لا. و عليه فالرواية فى حكم المرسل و بالتالى يصح ما تبناه « من ان الروايات الناهية كلها ضعيفة السند فتكون الروايات الامرة سليمة عن المعارض مستند العروة الوثقى 1: 306. و اليك نص كلامه « قال: و هى اى رواية المصباح عن عبدالله بن سنان من حيث التصريح بعدم تبييت النية و عدم تكميل الصوم و لزوم الافطار بعد العصر واضحة الدلالة على المنع عن الصوم الشرعى وانه مجرد امساك صورى فى معظم النهار تاسياً بما جرى على الحسين و اهله الاطهار عليهم صلوات الملك المنتقم الجبار الا ان الشان فى سندها: و الظاهر أنها ضعيفة السند لجهالة طريق الشيخ الى عبدالله بن سنان فيما يرويه فى المصباح فتكون فى حكم المرسل. توضيح: ان الشيخ فى كتابى التهذيب و الاستبصار التزم ان يروى عن كل من له اصل و كتاب فيذكر اسماء ارباب الكتب اول السند مثل محمد بن على بن محبوب و محمد بن الحسن ابن الصفار و عبدالله بن سنان و نحو ذلك ثم يذكر فى المشيخة طريقه الى ارباب تلك الكتب لتخرج الروايات بذلك عن المراسيل الى المسانيد و قد ذكر طريقه فى كتابيه الى عبدالله بن سنان و هو طريق صحيح. و ذكر قده فى الفهرست طريقه الى ارباب الكتب و المجاميع سواء روى عنهم فى التهذيبين ام فى غيرهما منهم عبدالله بن سنان و طريقه فيه صحيح ايضاً و اما طريقه الى نفس هذا الرجل لا الى كتابه فغير معلوم اذ لم يذكر لا فى المشيخة و لا فى الفهرست و لا فى غيرهما لانهما معدان لبيان الطرق الى نفس الكتب لا الى اربابها و لو فى غير تلكم الكتب و هذه الرواية مذكورة فى كتاب المصباح و لم يلتزم الشيخ هنا بان كل ما يرويه عمن له اصل او كتاب فهو يرويه عن كتابه كما التزم فى التهذيبين حسبما عرفت و عليه فمن الجائز ان يروى هذه الرواية عن غير كتاب عبدالله بن سنان الذى له اليه طريق اخر لا محالة و هو غير معلوم كما عرفت فان هذا الاحتمال يتطرق بطبيعة الحال و لا مدفع له و هو بمجرده كاف فى عدم الجزم بصحة السند. بل ان هذا الاحتمال قريب جداً بل هو المظنون بل المطمئن به اذ لو كانت مذكورة فى كتاب عبدالله بن سنان فلما ذا اهملها فى التهذيب و الاستبصار مع عنوانه قده فيها: صوم يوم عاشوراء و نقله ساير الروايات الواردة فى الباب و بنائه قده على نقل ما فى ذلك الكتاب و غيره من الكتب فيكشف هذا عن روايته هذه عنه عن غير كتابه كما ذكرناه و حيث ان طريقه اليه غير معلوم فالرواية فى حكم المرسل فهى ايضاً ضعيفة السند كالروايات الثلاث المتقدمة. » مستند العروة الوثقى 1: 306.

مناقشة الشيخ الاستاذ كلام الخوئى:

قال الشيخ الاستاذ فى نقاشة كلام السيد الخوئى: اولاً بالنسبة الى خصوص رواية ابن سنان للشيخ الطوسى فى الفهرست طريق الى كتابيه:

1- كتاب الصلاة 2- كتاب اليوم و الليلة و لم ينقل فى الفهرست اكثر من كتابين لابن سنان و لكن النجاشى نقل له ثلاثة كتب ثم قال فى ذيله: « له كتاب الصلوة الذى يعرف بعمل يوم و ليلة: و كتاب الصلوة الكبير و كتاب فى سائر الابواب من الحلال و الحرام روى هذه الكتب عنه جماعات من اصحابنا لعظمه فى الطائفة و ثقته و جلالته. » النجاشى: 148.

فلنفرض عدم وجود هذه الرواية فى كتاب الصلاة لابن سنان او فى كتابه الاخر. و لكنه يحتمل تقرير ابحاث الشيخ الاستاذ الوحيد الخراسانى 27 / ذى القعده / 1414- الموافق 28 / 2 / 1373 ه$. ش. وجوده فى كتاب « الحلال والحرام » الذى يوجد لاكثر العظماء اليه سند.

ثانياً: عبّر الشيخ فى المصباح بقوله: « روى عبد الله بن سنان » و فرق بين « رُوى » و بين « رَوى » ففى الثانى يسند المطلب الى الصادق (ع) فلولم يكن قابلاً للاعتبار لما اسنده الى الصادق (ع) مع ما يمتلكه من الدقة و العلم و الاحاطة بالفقه و الرجال.

اذن لا اشكال فى صدورها و صحتها و الشاهد عليه: اولاً قوة المتن و ثانياً: تعبير الشيخ بقوله: روى و لم يعبر بقوله رُوي. » قد يقال لا يكفى الاحتمال بل اللازم هو الاحراز و هو غير حاصل.

طريق اخر لرواية ابن سنان:

ثم ان لرواية عبدالله بن سنان طريق اخر صحيح غير ما رواه الشيخ الطوسى فى المصباح و هو ما رواه المشهدى فى مزاره و قد تبنى الاستاذ هذا الطريق و اعتمد عليه نيجة لاعتماد السيد عبدالكريم بن طاوس و ولده عليه.

قال الاستاذ: « هذا كله اضافة الى وجود طريق اخر صحيح و هو ما رواه المشهدى فى مزاره عن عماد الدين الطبرى و هو ثقة بلا اشكال عن ابى على حسن و هو ولد الشيخ الطوسى عن والده ابى جعفر الطوسى عن المفيد عن ابن قولويه و الصدوق عن الكلينى عن على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن عبدالله بن سنان قال: دخلت على سيدى ابى عبدالله جعفرى ابن محمد (ع) يوم عاشوراء. » المزار للمشهدى: 685. عنه بحارالانوار 101: 313. والمستدرك 7: 524 / ب 16 / ح 9.

اذن حتى و لو لم يتم طريق الشيخ فى المصباح الى نفس هذا الرجل ابن سنان مع ذلك لا تسقط الرواية عن الاعتبار و ذلك لوجود طريق اخر. اضف الى ذلك انه اعتمد على هذه الروايات من ليس مبناه الاعتماد على اخبار الاحاد كابن ادريس و ابن زهرة فهذه الروايات موضوعاً لادلة الاعتبار قطعاً. » استفدناه من استدركات الشيخ الاستاذ فى درسه يوم الاحد 18 / 2 / 73 كما انه قال فى اول درسه يو الاثنين 19 / 2 / 73 اعتمادنا على المزار للمشهدى نتيجة لاعتماد السيد عبدالكريم بن طاوس وولده عليه.

مادل منها على الجواز:

1- التهذيب « و عنه على بن الحسن بن فضال عن يعقوب بن يزيد عن ابى همام عن ابى الحسن (ع) قال: صام رسول الله يوم عاشوراء. » التهذيب 4: 299 / ح 906. الاستبصار 2: 134 / ح 438و عنه الوسائل 10: 457 / ب 20 / ح 1. الوافى 11: 75 / ح 10440.

و ثقه المجلسى فقال: « موثق » ملاذ الاخيار 7: 116. و حمله المحقق القمى و غيره على التقية. غنائم الايام 6: 76.

2- و فيه: « سعد بن عبدالله عن ابى جعفر عن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن ميمون القداح عن ابى جعفر عن ابيه (ع) قال: صيام يوم عاشوراء كفارة سنة. » التهذيب 4: 300 / ح 907. الاستبصار 2: 134 / ح 439. عنه الوسائل 10: 457 / ب 20 / ح 1و فيه: جعفر بن محمد بن عبدالله الوافى 11: 75 / ح 10442.

رماه المجلسى بالمجهوليه فقال مجهول. » ملاذ الاخيار 7: 116.

3- و فيه: « على بن الحسن عن محمد بن عبدالله بن زرارة عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن ابان بن عثمان الاحمر عن كثير النوا عن ابى جعفر (ع ).

قال: لزقت السفينة يوم عاشوراء على الجودى فامر نوح (ع) من معه من الجن و الانس ان يصوموا ذلك اليوم.

و قال ابو جعفر: اتدرون ما هذا اليوم؟ هذا اليوم الذى تاب الله عزوجل فيه على آدم و حوّاء و هذا اليوم الذى فلق الله فيه البحر لبنى اسرائيل فاغرق فرعون ومن معه و هذا اليوم الذى غلبه فيه موسى (ع) فرعون و هذا اليوم الذى ولد فيه ابراهيم و هذا اليوم الذى تاب الله فيه على قوم يونس و هذا اليوم الذى ولد فيه عيسى بن مريم و هذا اليوم الذى يقوم فيه القائم عليه السلام. » التهذيب 4: 300 / 905. عنه الوسائل 10: 458 / ب 21 / ح 5. و ملاذ الاخيار 7: 116. الاقبال 3: 51. باسناده الى على بن فضال. الوافى 11: 74 / ح 10443. مستدرك الوسائل 7: 523 / 16 / ح 7. بحارالانوار 95: 132.

قال المجلسى: « ضعيف الاظهر حمله على التقية لما رواه الصدوق فى اماليه الامالى: 132. و غيره: ان وقوع هذه البركات فى هذا اليوم من اكاذيب العامة و مفترياتهم.

و يظهر من الاخبار الاتيه ايضاًان تلك الاخبار صدرت تقية بل المستحب الامساك الى ما بعد العصر بغيرنية كما رواه الشيخ فى المصباح مصباح المتهجد: 713. و غيره فى غيره و الله يعلم. » ملاذ الاخيار 7: 116. اى رواه غير الطوسى فى غير المصباح.

و قد ذكر القمى فى غنائم الايام ان كثير النوا عامى بترى، و قال: « مع ان روايته من حيث المضمون مخالفة لسائر الاخبار فى ولادة عيسى فقد مر أنها فى اول ذى الحجة و توبة قوم يونس فقد ورد أنها كانت فى شوّال و توبة آدم فقد ورد آنهاكانت فى يوم الغدير و غير ذلك.

و اما ذكر قيام القائم فلعله من جهة تخليطه حتى لا يكذب فى سائر ما ذكره. » غنائم الايام 6: 73.

تحقيق فى كثير النوا:

ان كثير النوى بن قاروند ضعيف عند الفريقين

اما عندنا ففى الكشى عن الصادق (ع ): اللهم انى اليك من كثير النوا ابرأ فى الدنيا و الاخرة. » اختيار معرفة الرجال: 241.

و عن ابى جعفر (ع ): ان الحكم بن عيينة و سلمة و كثير النوا... اضلوا كثيراً ممن ضل من هولاء. » اختيار معرفة الرجال 230. انظر قاموس الرجال 8: 564. معجم رجال الحديث 14: 108. الرقم 9713.

و اما عند العامة: فقد ضعفه ابو حاتم و النسائى و قال السعدى زائغ و عن ابن قطان: لا يعرف حاله. » ميزان الاعتدال 5: 410. تهذيب التهذيب 8: 380. تهذيب الكمال 15: 374.

4- و فيه: على بن الحسن بن فضال، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة عن ابى عبدالله عن ابيه (ع) ان علياً (ع) قال:

صوموا العاشوراء التاسع و العاشر فانه يكفر ذنوب سنة. » التهذيب 4: 299 / ح 905. الاستبصار 2: 134 / ح 438. عنمها الوسائل 10: 457 / ب 20 / ح 2. والوافى 11: 75 / ح 10440. الاقبال 3: 51. عنه المستدرك 7: 524 / ب 16 / ح 8.

ضعفه المجلسى فقال: ضعيف. » ملاذ الاخيار 7: 115.

و قال والده المجلسى الاول: اما ما رواه الشيخ عن مسعدة بن صدقة و غيره من الاخبار فتمحوله على التقية او على الصوم حزناًاو الامساك بغير نية الصوم الى العصر. » روضة المتقين 3: 248.

و قال القمى: و يمكن الجواب عن الاخبار الاوله بحملها على التقية و مسعدة عامى او بترى. » غنائم الايام 6: 76.

5- و فيه: احمد بن محمد عن البرقى عن يونس بن هشام عن حفص بن غياث عن جعفر بن محمد (ع) قال: كان رسول الله كثيراً ما يتفل يوم عاشوراء فى افواه اطفال المراضع من ولد فاطمة من ريقه و يقول: لا تطمعوهم شيئا الى الليل و كانوا يروون من ريق رسول الله (ص ).

قال: و كانت الوحش تصوم يوم عاشوراء على عهد داود (ع ). » التهذيب 4: 333 / ح 1045. و عنه الوسائل 10: 457 / ب 20 / ح 4. و فيه: يونس بن هاشم بدل « هشام » و جعفر بن عثمان بدل حفص بن غياث - و سيأتى روايته عن طريق العامة و تعليقنا عليه وراي الهيثمى فى سنده مجمع الزوائد 3: 186.

قال المجلسى: الحديث ضعيف او مجهول ملاذ الاخيار 7: 174.

قال الفيض: كاّن الوجه فى ذلك ما روى ان الوحش كانت تحضر وعظ داود عليه السلام و تذكيره لحسن صوته و اعجاب كلامه. فلعلها سمعت منه عليه السلام من ذلك شيئاً او اوقع الله فى نفوسها فى ذلك اليوم حزنا فتركت الاكل. » الوافى 11: 74.

اقول: ولادلالة فيها على استحباب الصوم.

6- الكافى: « على بن ابراهيم عن ابيه عن القاسم بن محمد الجوهرى عن سليمان بن داود عن سفيان بن عيينه عن الزهرى عن على بن الحسين قال:... اما الصوم الذى صاحبه فيه بالخيار... صوم عاشوراء... الكافى 4: 86 / ح 1. التهذيب 4: 296 / ح 895. الفقيه 2: 48 / ح 208. عنه الوسائل 10: 458 / ب 20 / ح 6و 10: 411 / ب 5 / ح 1. الهداية: 50. المقنع 57. المستدرك 7: 522.

قال المجلسى: ضعيف و الزهرى نسبته الى زهرة احد اجداده و اسمه محمد بن مسلم بن عبيد الله... و هو من علماء المخالفين و كان له رجوع الى سيد الساجدين.... ثم انه لعل المراد بصوم العاشر بل التاسع ايضاً: الامساك حزناً لورود النهى عن صومهما كثيراً و الا ظهر انه محمول على التقية بل الظاهر ان صوم السّنة و الاثنين ايضا موافقان للعامة كما يظهر من بعض الاخبار مع ان الراوى ايضاًعامى. مراة العقول 16: 246.

و قال المجلسى الاول: الزهرى من علماء العامة و فقهائهم و كان له انقطاع الى على بن الحسين (ع) و يروى عنه كثيرا.

قوله « بالخيار » اى يجوز له الافطار بعد الشروع فيه او لا يجب صومه... والظاهر انه وقع تقية و سيجيى الاخبار فى ذمة و انه يوم تبركت به بنو امية لعنهم الله بقتلهم الحسين (ع) فيه. روضة المتقين 3: 235ù230.

اقول و ان كان المعروف بل المقطوع به انه من العامة و لكن نسب الى الوحيد البهبهانى تنقيح المقال 3: 178. القول بتشّيعه و يميل اليه التسترى القاموس 9: 584. و يقول السيد الخوئى: « الزهرى و ان كان من علماالعامة الا انه يظهر من هذه الرواية رواية -ابن شهر آشوب- و غيرها انه كان يحب على بن الحسين و يعظمه. » معجم رجال الحديث 16: 182. انظر منتهى المقال 6: 202.

8- الجعفريات: « اخبرنا محمد حدثنى موسى حدثنا ابى عن ابيه عن جده جعفر بن محمد عن ابيه قال: كان علي (ع) يقول صوموا يوم عاشورا التاسع و العاشر احتياطاً فانه كفارة للسنة التى قبله. و ان لم يعلم به احدكم حتى ياكل فليتم صومه. » الجعفريات: 63. عنه مستدرك الوسائل 7: 523 / ب 16 / ح 5. جامع احاديث الشيعة 11: 730 / ب 18.

اقول: وفى كتاب الجعفريات كلام فقد ضعفه صاحب الجواهر و نفى كونه من الاصول المشهورة. جواهر الكلام 21: 397. انظر كلام المحدث النورى فى الدفاع عن هذا الكتاب فى خاتمه المستدرك 19: 24.

9- ابن طاووس: « رايناه فى كتاب دستور المذكرين باسناده عن ابن عباس فقال: اذا رأيت هلال المحرم فاعدد فاذا اصبحت من تاسعه فاصبح صائما. قال: قلت: كذلك يصوم محمد (ص )؟ قال: نعم. الاقبال 3: 45. عنه البحار 8: 335. مستدرك الوسائل 7: 523 / ب / ح.

اقول: مع غض النظر عن السند لادلالة فيها على المطلوب. اذ ظاهره استحباب او وجوب صوم التاسع من المحرم و قريباً ياتى البحث حول كتاب دستور المذكرين.

10- الصدوق: فى عشرمن المحرم و هو يوم عاشورا انزل الله توبة آدم الى ان قال فمن صام ذلك اليوم غفر له ذنوب سبعين سنة و غفر له مكاتم المكتوم: المخفى والمتسور لسان العرب 12: 506 / مادة كتم. عمله. المقنع: 66. عنه المستدرك 7: 523 / ب 16 / ح 4.

اقول: ان كتاب المقنع مجموعة انظر الذريعة 22: 123. روايات حذف المؤلف اسنادها لئلا يثقل حمله و يصعب حفظه و لا يمل قاريه كما صرح بذلك فى اول مقدمته الا ان هذه الرواية كسائر رواياته مرسله عندنا و آنهامعارضة بما ياتى من النهى عن الصوم فى يوم عاشوراء و ان توبة آدم لم تكن فى عاشوراء.

10- فقه الرضا: و اما الصوم الذى صاحبه فيه بالخيار فصوم يوم الجمعة الى ان قال و يوم عاشوراء. فقه الرضا: 23- عنه مستدرك الوسائل 7: 522 / ب 16 / ح 2.

11-دعائم الاسلام: « عن جعفر بن محمد (ع) انه قال: اوفت اوفت على المكان: اتته و اشرقت عليه لسان العرب 15: 399. السفينة يوم عاشوراء على الجودى فامر نوح من معه من الانس و الجن بصومه و هو اليوم الذى تاب الله فيه على آدم (ع) و هو اليوم الذى يقوم فيه قائمنا اهل البيت (ع ). » دعائم الاسلام 1: 284. عنه مستدرك الوسائل 7: 522 / ب 16 / ح 1.

لادلالة اقول فيها على مطلوبية الصيام فى شرعنا.

اضف الى ذلك: الكلام والتامل فى اعتبار هذا الكتاب و اعتبار مؤلفه القاضى نعمان المصرى و كذلك الكلام فى اعتبار الفقه المنسوب الى الامام الرضا و قد تعرضها لذلك فى كتابنا موارد السجن فراجع. دعائم الاسلام 1: 284. عنه مستدرك الوسائل 7: 522 / ب 16 / ح 1. موراد السجن: 271.

لمحة عن دستور المذكرين و مؤلفه:

لم يعرف عن مؤلفه شي و لعله شافعى المذهب كما عن الذهبى الا ان ابن طاوس نقل عنه فى مواضع من الاقبال منها فى تسمية الشوال و صيامه و فى الخامس و العشرين من رجب و فى صوم ثلاثة ايام من الشهر الحرام و مواضع اخرى.

و لم يتّعرض له بمدح و لاذم و قد اختلف فى اسمه فعن الطهرانى و النمازى و الذهبى من العامة ان اسمه محمد بن ابى بكر و عن خليفة فى كشف الظنون: اسمه محمد بن عمر.

و فيما يلى كلماتهم:

1- قال الطهرانى: « و هو كتاب دستور المذكرين و منشور المتعبدين للحافظ محمد بن ابى بكر المدينى كذا نقل عنه السيد ابن طاوس فى الاقبال فى اعمال عاشوراء استناداًالى حديث و هو الاستدلال بالاخبار الضعيفة و المجهولة على السنن و الاداب و هو المسمى بقاعدة التسامح فى ادلة السنن للمجلسى كلام مبسوط و هم فى هذا المجال فراجع. مراة العقول 8: 112. رسائل فقهية للشيخ الانصارى: 137. مصباح الاصول للسيد الخوئى 2: 319. من بلغ الذريعة الى تصانيف الشيعة 8: 166..

2- وقال النمازى: « محمد بن ابى بكر بن ابى عيسى المدينى الحافظ، لم يذكره. » مستدركات علم الرجال 6: 373.

3- و قال خليفة: « دستور المذكرين لابى موسى المدينى محمد بن الحافظ ت 581ه$. » كشف الظنون 1: 754.

و لكن ابن طاوس اسماه محمد بن ابى بكر المدينى فى البحث عن الاختلاف فى ليلة القدر. » الاقبال 1: 155.

4- و قال الذهبى: « الامام العلامة الحافظ الكبير الثقة شيخ المحدثين ابو موسى محمد بن ابى بكر عمر بن ابى عيسى المدينى الاصبهانى الشافعى صاحب التصانيف. » سير اعلام النبلاء 21: 152. انظر: الوافى بالوفيات 4: 246. تذكرة الحفاظ 4: 128. ووفيات الاعيان. و معجم المؤلفين 11: 76.

والمتحصل ان المؤلف ليس من العلماء الامامية و لكنه شافعى و ثقه الذهبى فهو مقبول عندهم.

الروايات من طرق السنة:

وردت فى كتبهم احاديث كثيرة نسبوها الى النبى (ص) الكريم يظهر عليها التهافت و التعارض البين الامرالذى الجأ الشراح و المحشين الى ارتكاب التأويلات و التمحلات التى سيرد عليك بعضها اما الروايات فهى على طوائف منها ما تفيد التخيير و منها ما امر النبى (ص) بصيام عاشورا و لكن لم يعرف متى كان هذا الامر و منها امر النبى (ص) بالصيام فى المدينة و منها: صوم النبي قبل الاسلام لصوم الجاهلية فى عاشوراء ثم نسخه برمضان فالاصل و السبب فى الصوم هو موافقة الجاهلية!

و منها ان بدء الصوم كان حينما قدم المدينة و كانت اليهود تصوم فكاّنه احب موافقتهم!!

و منها ان صوم هذا اليوم لاجل مخالفة اليهود و ظاهره انهم ما كانوا يصومون فى هذااليوم فامر النبى (ص) المسلمين بالصيام مخالفة لهم.

و منها عدم الامر بهذا الصوم بعد نزول رمضان و عدم صوم النبي فى يوم عاشورا اصلاًبل ترك بعده.

و منها استمرارية هذا الصوم و التاكيد عليه الى قبل عام وفاته و فيما يلى بعض تلك الاحاديث:

1- البخارى: « ابو عاصم عن عمر بن محمد عن سالم عن ابيه رضى الله عنه قال: قال النبي يوم عاشورا ان شاء صام. » البخارى 1: 341. عمدة القارى 18: 103. فتح البارى 8: 28.

اقول: ابو عاصم هو النبيل الضحاك بن مخلد عن عمر بن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر بن الخطاب: سالم عن ابيه: ابن عمر. و فى السند: عمر بن محمد بن زيد: قيل: لينه يحيى بن معين ميزان الاعتدال 3: 220. و فى ابو عاصم: و هو الضحاك بن مخلد تناكر العقيلي و ذكره فى كتابه و ساق له حديثاً خولف فى سنده. » الضعفاء الكبير 2: 223 و ميزان الاعتدال 2: 325.

2- و فيه: « ابواليمان اخبرنا شعيب عن الزهرى قال: اخبرنى عروة بن الزبير ان عائشه قالت كان رسول الله امر بصيام يوم عاشورا فلما فرض رمضان كان من شاء صام و من شاء افطر. » البخارى 1: 341. ابن ماجة 1: 552 / ح 1733. مصنف عبدالرزاق 4: 288 / ح 7842.

اقول: ابو اليمان هو الحكم بن نافع الحمصى و شعيب: هو ابن ابى حمزة الحمصى.

فعن احمد بن حنبل قال بشر بن شعيب: جاء ابو اليمان بعد موت ابى فاخذ كتابه و الساعة يقول اخبرنا شعيب فكيف يستحل هذا؟! ميزان الاعتدال 582:1. فهذه وجادة اصطلاحاً و ليست سماعاً.

اما الدلالة مفاده نسخ وجوب الصوم كما قاله العينى. عمدة القارى 11: 120.

3- و فيه: حدثنا عبدالله بن مسلمة عن مالك عن هشام بن عروة عن ابيه عن عائشة قالت: كان يوم عاشورا تصومه قريش فى الجاهلية و كان رسول الله يصومه فلما قدم المدينة صامه و امر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشورا فمن شاء صامه و من شاء تركه. البخارى 1: 341 و ج 3: 103. مصنف عبدالرزاق 4: 289 / ح 7844 و فيه: قالت عائشه من شاء صامه و من شاء تركه. مسند الحميدى 1: 102 / ح 200 مع اختلاف يسير.

بحث سندى: و فيه هشام بن عروة: فعن ابن قطان: انه اختلط و تغير و عن الذهبى انه نسي بعض محفوظه او وهم و عن ابن خراش كان مالك لا يرضاه نقم عليه حديثه لاهل العراق. ميزان الاعتدال 4: 301.

اقوال و تعاليق:

1- قال العينى: قوله: تصومه قريش فى الجاهلية قال زين الدين الحنفى: « روى من حديث ابن ابى الزناد عن ابيه عن خارجة بن زيد عن ابيه قال ليس يوم عاشورا باليوم الذى يقوله الناس انما كان يوما يستر فيه الكعبة و تقلس (الضرب بالدف و الغناء) فيه الحبشة عند رسول الله!! و كان يدور فى السنة فكان الناس يأتون فلاناً اليهودى فيسألونه فلما مات اليهودى اتو زيد ابن ثابت فسألوه - المعجم الكبير 5: 138 / ح 4876. و هذا فيه اشارة الى ان عاشورا ليس هو فى المحرم بل يحسب بحساب السنة الشمسية كحساب اهل الكتاب و هذا خلاف ما عليه عمل المسلمين قديماً و حديثاً. لطائف المعارف: 190.

قال الحافظ: و سنده حسن قلت: ظفرت بمعناه فى كتاب الاثار القديمة لابى الريحان البيرونى فذكر ما حاصله: ان جهلة اليهود يعتمدون فى صيامهم و اعيادهم حساب النجوم فالسنة عندهم شمسية لا هلالية، قلت: فمن ثم احتاجوا الى من يعرف الحساب ليعتمدوا عليه فى ذلك. فتح البارى 4: 248. و فى هامش مجمع الزوائد: معناه ان زيد بن ثابت كان يذهب الى ان عاشورا يوم فى السنة لا انه اليوم العاشر من المحرم و كان من كان على رأيه فى ذلك يسألون رجلاً من اليهود ممن عنده علم من الكتاب الاول عن ذلك اليوم بعينه من طريق الحساب فكان يخبرهم فلما مات كان علم حساب ذلك عند زيد بن ثابت فكانوا يسألونه عنه و هى مسأله غريبة جداً. مجمع الزوائد 3: 187.: يعنى قبل الاسلام و قوله: كان رسول الله يصومه اى قبل الهجرة و قال بعضهم ان اهل الجاهلية كانوا يصومونه و ان النبي كان يصومه فى الجاهلية اى قبل ان يهاجر الى المدينة.

قال: هذا الكلام غير موجه لان الجاهلية انما هى قبل البعثة فكيف يقول: و ان النبي كان يصومه فى الجاهلية ثم يفسره بقوله:

اى قبل الهجرة و النبي اقام نبياًفى مكة ثلاث عشر سنة فكيف يقال: صومه كان فى الجاهلية. » عمدة القارى 11: 121.

2- اقول: اماصوم قريش فى الجاهلية فيحتمل فيه العسقلانى احتمالين:

الاول: لعلهم تلقوه من الشرع السالف.

الثانى: ان قريش اذنبت ذنباً فى الجاهلية، فعظم فى صدورهم فقيل لهم: صوموا عاشورا يكفر ذلك.

و لكن لا يعلم من القائل لهم! و لماذا تابعهم رسول الله على ذلك؟ فهل كان قد اذنب معهم - والعياذ بالله؟!

ثم ان هذا النص يناقض ما روى ان النبي لما دخل المدينة رأى اليهود تصوم فى هذا اليوم. فقال: انا احق فصامه و امر بصيامه. و معنى ذلك: انه ما كان يصومه قبل ذلك اضف الى ذلك ان معناه: تأثر النبي بالاجواء و التيّارات - حاشا الرسول - فتارة يصوم بمكة متأثراًبالجاهلية و اخرى يصوم بالمدينة متاثراً باليهود - نعوذ بالله - او حباً لموافقته معهم!

3- و قال الدكتور جواد علي: «... و يظهر انه خبر صيام قريش يوم عاشورا هو خبر متاخر و لا يوجد له سند يؤيده و لا يعقل صيام قريش فيه و هم مشركون و صوم عاشورا هو من صيام يهود و هو صيام كفارة و استغفار عندهم. فلم يستغفر قريش و يصومون هذا اليوم؟ و ما ذا فعلوا من ذنب ليطلبوا من الهتهم العفو والغفران؟

و اذا كان هناك صوم عند الجاهليين فقد كان بالاخرى ان يصومه الاحناف الاحناف: اى المائلين عن جميع الاديان الى دين الاسلام، مسلمين بالرسل كلهم مجمع البحرين 5: 41. و لم يرد فى اخبار اهل الاخبار ما يفيد صيامهم فى عاشورا و لا فى غير عاشوراء.

ثم ان علماء التفسير والحديث و الاخبار يذكرون ان الرسول صام عاشورا مقدمه المدينة... و انه بقى عليه حتى نزل الامر بفرض رمضان و يظهر ان الرواة اقحموا اسم قريش فى صيام عاشورا لا ثبات انه كان من السنن العربية القديمة التى ترجع الى ما قبل الاسلام المفصل فى تاريخ العرب 6: 339. و ان قريشاً كانت تصوم قبل الاسلام. »

اقول: ان المراد بالجاهلية هو عهد ما قبل الاسلام فلو كان النبي يصوم فى الجاهلية فلماذا انقطع عنه بعد البعثة و عاد اليه بعد الهجرة؟ فلو كان لاجل مخالفة المشركين فلماذا عاد اليه بعد الهجرة؟ فهل هو لاجل حبّه موافقة اهل الكتاب و اليهود؟!!

4- و قال العسقلانى بعد هذه الاحاديث الثلاث:

افادت تعيين الوقت الذى وقع فيه الامر بصيام عاشورا و قد كان اول قدومه المدينة و لا شك ان قدومه كان فى ربيع الاول فحينئذ كان الامر بذلك فى اول السنة الثانية و فى السنة الثانية فرض شهر رمضان. فعلى هذا لم يقع الامر بصيام عاشورا الا فى سنة واحدة ثم فوض الامر فى صومه الى رأى المتطوع فعلى تقدير صحة قول من يدعى انه كان قد فرض فقد نسخ فرضه بهذه الاحاديث الصحيحة و نقل عياض ان بعض السلف كان يرى بقاء فرضية عاشورا لكن انقرض القائلون بذلك.

و نقل ابن عبدالبر: الاجماع على انه الان ليس بفرض والاجماع على انه مستحب.

و كان ابن عمر يكره قصده بالصوم ثم انقرض القول بذلك. فتح البارى 4: 289. نيل الاوطار 4: 243.

اقول: اولاً لو ثبت ان النبي فوض الامر فى صومه الى رأى المتطوع فمن ابن جاء القول بالاستحباب الشرعى؟

ثانياً: كيف يدعى ابن عبدالبر -بل العامة- الاجماع على استحبابه مع ان ابن عمر يرى العامة فيه رأياًخاصاً: و انه روى علماً كثيراً و انه شيخ الاسلام!! و انه من الصحابة المكثرين للفتوى كما عن ابن حزم فى كتاب الاحكام و انظر: سير اعلام النبلاء 3: 204 / 4: 237. كتاب الاحكام 5: 92. كان يكره قصده بالصوم و كان من يحرمه على عهد معاويه او يكرهه. عمدة القارى 11: 121.

و قال القسطلانى ايضاً: « فعلى هذا ترك يوم عاشورا لم يقع الامر بصومه الا فى سنة واحدة و على تقدير القول بفرضيته فقد نسخ و لم يرو عنه انه عليه الصلاة والسلام جدد للناس امرا بصيامه بعد فرض رمضان بل تركهم على ما كانوا عليه من غير نهى عن صيامه فان كان امره عليه الصلاة والسلام بصيامه قبل فرض صيام رمضان للوجوب فانه يبتنى على ان الوجوب اذا نسخ هل ينسخ الاستحباب ام لا؟ فيه اختلاف مشهور. »

و ان كان امره للاستحباب فيكون باقياًعلى الاستحباب. » ارشاد السارى 4: 648.

اقول: اذا كان واجباً ثم نسخ لكن هل الباقى بعد نسخ الوجوب هو الاستحباب او الحظر او على ما كان عليه سابقاً... فيه الاختلاف العريق و معه فما الدليل على تبنى القول بالاستحباب وحده، مع هذا الاختلاف فى المبانى الاصولية؟!

ثم: انه لو كان مستحباً ثم نسخ فما الدليل على بقاء الاستحباب حينئذ؟؟

4- البخارى: « عن مالك، عن ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف انه سمع معاوية بن ابى سفيان يوم عاشورا عام حج و هو على المنبر يقول: يا اهل المدينة اين علماؤكم؟ سمعت رسول الله يقول لهذا اليوم: هذا يوم عاشورا و لم يكتب عليكم صيامه و انا صائم فمن شاء فليصم و من شاء فليفطر. » البخارى 1: 341. كتاب الصوم- مسلم سنن النسائى 4: 204. الموطا 1: 299- قوله و لم يكتب الى اخره من كلام النبي- التوشيح 2: 403.

قال النووى: « الظاهر انما قال هذا لما سمع من يوجبه او يحرمه او يكره فاراد اعلامهم بانه ليس بواجب و لا محرم و لا مكروه. » انظر عمدة القارى 11: 121.

اقول: و مفاده ان اهل المدينة الى عام 44 او 57بالهجرة و هى ايام الحجة الاولى او الثانية لمعاوية عمدة القارى 11: 121. كانوا متفقين على عدم الاستحباب لانهم كانوا يقولون: بالوجوب او الكراهة او الحرمة كما هو نص الخبر فحينئذ قوله: انا صائم. ان كان من كلام معاوية فيكون استحباب الصوم و فضله يوم عاشورا سنة اموية لا محمديه.

و ان كان من رسول الله فكيف يرى اهل المدينة خلاف ذلك الى عام 57 او 44 عام حج معاويه مع انهم كانوا اقرب الى النبي من معاوية الذى اسلم عام الفتح و لم يصاحب النبي الكريم الا اياماً قلائل فكيف يكون هو اعرف بالسنة من اهل المدينة؟!

ب- و قال العسقلانى: قوله: اين علماؤكم: فى سياق هذه القصة اشعار بان معاوية لم ير اهتماماًبصيام عاشورا. فلذلك سأل عن علمائهم او بلغه عمن يكره صيامه او يوجبه. » فتح البارى 4: 290.

اقول: على الاحتمالين - الكراهة او الوجوب تكون الرواية ظاهرة فى خلاف ما يدعى من الاجماع على الاستحباب المؤكد و ذلك لوجود من يقول بالكراهة او الوجوب كما اشار اليه العسقلانى.

5- البخارى: « حدثنا ابو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا ايوب حدثنا عبدالله بن سعيد بن جبير عن ابيه عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قدم النبي المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشورا فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بنى اسرائيل من عدوهم فصامه موسى قال: فانا احق بموسى منكم فصامه و امر بصيامه. » البخارى 1: 341. مسند الحميدى 1: 239 / ح 515. الدرامى 2: 36 / ب 46 / ح 1759. ابو داود 2: 326 / ح 2444. ابن ماجة 1: 552. مصنف عبدالرزاق 4: 288و 290 / ح 7848.

يرد عليه: نقاش دلالى، و نقاش سندى: اما الدلالى:

اولا مفاد هذا الحديث ان النبي ما كان يصوم قبل قدومه المدينة بل اخذه من اليهود بعد قدومه و صدقهم فى ذلك و ما كان يعلم بهذا النوع من الصيام و هذا ينافى ما روى انه كان يصوم فى الجاهلية....

ثانياً: ظاهر الخبر بقرينة الفاء « قدم المدينة فراى » ان النبي (ص) حين قدومه المدينة وجد اليهود صياماً يوم عاشوراء فهذا النص صريح او ظاهر فى المفاجاة مع ان قدومه المدينة كان فى شهر ربيع الاول.

ثالثاً: ان اخبار اليهود غير مقبول فكيف يعمل النبى (ص) بخبرهم و قد اجيب عن الثانى بما فيه تكلف و تمحل ظاهر. و فيما يلى بعض ذلك:

1- ان المراد: ان اول علمه بذلك و سؤاله عنه كان بعد ان قدم المدينة لا انه قبل ان يقدمها علم بذلك و غايته ان فى الكلام حذفاً تقديره: قدم النبي (ص) المدينة فاقام الى يوم عاشورا فوجد اليهود فيه صياماً.

ب- يحتمل ان يكون اولئك اليهود كانوا يحسبون يوم عاشورا بحساب السنين الشمسية فصادف يوم عاشورا بحسابهم اليوم الذى قدم فيه النبى.

و قد استبعد العسقلانى فتح البارى 4: 294. قال السيوطى:... فانه قدم فى ربيع الاول و يحتمل ان يكون رآهم حال قدومه و كانوا يحسبون عاشورا بالسنين الشمسية لا الهلاليه كسائر صيامهم و اعيادهم فتاخر عاشورا عندهم الى ربيع التوشح على الجامع الصحيح 2: 404. هذا الاحتمال كما تنظر فيه العينى عمدة القارى 122:11. « الفاء » صريحة او ظاهرة فى المفاجاة و النص يأبى هذه التقديرات و التمحلات.

و قد اجيب عن الاشكال الثالث بتاويلات لا ترجع الى محصل و فيما يلى بعضها:

ا- ان الوحى نزل حينئذٍ على وفق ما حكموا.

ب- انما صام باجتهاده.

ج- اخبر من اسلم منهم كعبد الله بن سلام.

د- تواتر الخبر عند النبى.

و ارتكاب هذه التمحلات دليل عدم امكان الاخذ بظاهر الحديث مع ان هذه الوجوه محض احتمال لا دليل عليها.

اما النقاش السندى:

1- فى السند ابو معمر و هو عبدالله بن عمرو المنقرى و كان الارزى لا يحدث عنه للقدر يخافه عليه.

و عن ابى حاتم: صدوق غير انه يكن يحفظ.

و عن الذهبى: لا يقع لنا حديثه فيما علمت عالياً... و حديثه فى الكتب مع بدعته... » سير اعلام النبلاء10: 623.

2- و فى السند ايضاً: عبدالوارث بن سعيد، قال الذهبى:

« قدرى القدرية و هم المنسوبون الى القدر و يزعمون ان كل عبد خالق فعله و لا يرون المعاصى و الكفر بتقديرالله و مشيئتة فنسبوا الى القدر لانه بدعتهم و ضلالتهم و فى شرح المواقف قيل القدريه هم المعتزله لاسناد افعالهم الى قدرتهم. » انظر مجمع البحرين 3: 451. مقباس الهداية. متعصب لعمرو بن عبيد ابو عثمان - عمروبن عبيد - البصرى كبير المعتزلة، مات بطريق مكه سنه اربع و اربعين و مئه. تاريخ البغداد 12: 162. سير اعلام النبلاء 6: 105 و كان حماد ابن زيد ينهى المحدثين عن احمل عنه للقدر. » ميزان الاعتدال 2: 677.

و قال ايضاً: قدرى مبتدع. » سير اعلام النبلاء 8: 301.

و قال يزيد بن زريع: من اتى مجلس عبد الوارث فلا يقربنى. » ميزان الاعتدال 2: 677.

6- البخارى: حدثنا على بن عبدالله حدثنا ابو اسامه عن ابى عميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابى موسى قال: كان يوم عاشورا تعده اليهود عيداًقال النبي فصوموه انتم. » البخارى 1: 341. انظر الكامل فى الضعفاء 4: 172. اقول هذا خلاف ما روى سابقاً من ان اليهود كانت تصوم يوم عاشورا.

و بالتالى لم يتضح و لم يعرف ان اليهود هل كانت تصوم فى هذا اليوم ام لا؟و يفهم من العسقلانى: ان اليهود ما كانت تصوم يوم عاشورا حيث قال: « فظاهره ان الباعث على الامر بصومه محبة مخالفة اليهود حتى يصام ما يفطرون فيه لان يوم العيد لا يصام. و قد وردت رواية تصرح بان اليهود كانت تعظم هذا اليوم و تصومه كما فى حديث ابى موسى: و اذا اناس من اليهود يعظّمون عاشورا و يصومونه.

و فى حديث مسلم: كان اهل خيبر يصومون يوم عاشورا يتخذونه عيداً و يلبسون نسائهم فيه حليتهم و شارتهم- اى هيئتهم الحسنة. » فتح البارى 4: 292.

اذن: يرد عليه ان مفاد هذا الحديث تعده اليهود عيداً مناقض للحديث السابق: فراى اليهود تصوم و قد فهم القسطلانى ايضاًما اوردناه فقال: قوله فصوموه انتم مخالفة لهم فالباعث على الصيام فى هذا غيرالباعث فى الحديث ابن عباس السابق اذ هو باعث على موافقته يهود المدينة على السبب و هو شكر الله تعالى على نجاة موسى. » ارشاد السارى 4: 65.

و قد اجيب كسابقه بما لا يرجع الى محصل و فيما يلى بعضه:

ا- لا يلزم من كونه عندهم عيداً: « الافطار لاحتمال ان صوم يوم العيد جائز عندهم.

ب- ان هولاء اليهود غير يهود المدينة فالنبى وافق يهود المدينة و خالف غيرهم من اليهود. و هى محاولات يائسة و لا تدفع التهافت اذ مفاد الاولى صيام اليهود يوم عاشورا و مفاد الثانية افطارهم..

اما النقاش السندى:

1- و فى السند: قيس بن مسلم الجدلى العدوانى و كان مرجئاً تهذيب الكمال 15: 337.

2- و فى السند ايضاً: ابو موسى الاشعرى: و قد رماه خذيفه بن اليمان بالنفاق. » سيراعلام النبلاء 2: 394. و كان منحرفاً عن على بن ابى طالب (ع ). استيعاب 4: 326.

7- البخارى: حدثنا عبيدالله بن موسى عن ابن عيينه عن عبيدالله بن ابى يزيد عن ابن عباس رضى الله عنه قال: ما رايت النبي يتحرى صيام يوم فضله على غيره الا هذا اليوم يوم عاشورا و هذا الشهر يعنى شهر رمضان. » البخارى 1: 342. مسلم. النسائى 4: 204. مسند احمد 1: 222. مصنف عبدالرزاق 4: 287 / ح 873. السنن الكبرى 4: 284.

اما النقاش الدلالى، اولاً: ان مفاد هذا النص هو ان يوم عاشورا افضل الايام للصائم بعد رمضان مع ان مفاد نصوص اخرى: هو ان صيام يوم عرفه افضل من صيام يوم عاشورا و انه يكفر سنتين فلا بد و ان يقال: ان ابن عباس اسند ذلك الى علمه و فهمه. انظر فتح البارى 4: 292. قال السيوطى: هذا اسنده ابن عباس الى علمه فلا يرّد علم غيره و قد ثبت فى صيام يوم عرفة انه يكفر سنتين و ذلك يدل على انه افضل من يوم عاشورا ذكر فى حكمته ان يوم عاشورا و منسوب الى موسى و يوم عرفة منسوب الى النبى فلذلك كان افضل... التوشيح على الجامع الصحيح 2: 404.

ثانياً: مفاده استمرارية النبي و مداومته على هذا الصيام و انه كان يتحرى -اى يقصد- هذا اليوم و يترصده للصيام فيه مع ان هذا مناف لما نقلوا عن عائشة ان النبي لما قدم المدينة صامه و امر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشورا. البخارى 1: 341 و 3: 102. عمدة القارى 18: 103.

و اما النقاش السندى: و فى السند: سفيان بن عيينه فهو و ان كان عندهم ثقه لكنه مدلس ان التدليس عندهم على اقسام منه ما يقدح و منه ما لا يقدح انظر كلام ابن عماد ذيل قول الذهبى فى الاعمش: ثقة جليل و لكنه يدلس شذرات الذهب 1: 222. مقباس الهداية 5: 413. و عن يحيى بن سعيد القطان: اشهد ان سفيان اختلط سنة سبع تسعين و مائه فمن سمع منه فيها فسماعه لاشى. » ميزان الاعتدال 2: 170.

فيحتمل صدور هذا الحديث بعد عام الاختلاط فلاضمان لسلامة السند.

و اما ابن ابى يزيد فهو و ان كان ثقة عندهم و مات 126ه$ انظر عمدة القارى 2: 273. و لكن لا يرفع الاشكال.

8- البخارى: حدثنى محمود اخبرنا عبيدالله عن اسرائيل عن منصور عن ابراهيم عن علقمة عن عبدالله (ابن مسعود) قال: دخل عليه الاشعث و هو اى عبدالله بن مسعود ياكل. عمدة القارى 18: 103. يطعم، فقال: اليوم عاشورا فقال: كان يصام قبل ان ينزل رمضان فلما نزل رمضان ترك. فدنوا فكل البخارى 3: 103. و مفاد هذا النص هو عدم المطلوبية و لو بعنوان الاستحباب اذ لم يقصد الاشعث. الوجوب اذ من الاكيد نسخه على عهد الرسول الاعظم.

من هو ابن مسعود؟

قال الذهبى: « هو الامام البحر فقيه الامة كان من السابقين الاولين. و من النجباءالعالمين شهد بدراً و هاجر الهجرتين... و مناقبه غريزه روى علماًكثيراً. اتفقا له فى الصحيحين على اربعة و ستين و انفرد له البخارى باخراج احد و عشرين حديثاًو مسلم باخراج خمسة و ثلاثين حديثاً و له عند بقي بالمكرر ثماني مئة و اربعون حديثاً و كان معدوداًفى اذكياًالعلماء... و انه اول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله.

و انه كما عن الانصارى ما اعلم النبي ترك احداًاعلم بكتاب الله من هذا القائم و نسب الى علي (ع) انه قال فيه: فقيه فى الدين عالم بالسنة و نسب اليه ايضاً انه قال: انه علم الكتاب و السنة ثم انتهى.

و عن ابى موسى: لا تسألونى عن شي مادام هذا الحبر بين اظهركم و عنه ايضاً: مجلس كنت اجالسه ابن مسعود اوثق فى نفسى من عمل السنة.

و عن ابى وائل: ما اعدل بابن مسعود احداً.

و عن الشعبى: ما دخل الكوفة احد من الصحابة انفع علماًلا افقه صاحباًمن عبدالله.... » سير اعلام النبلاء 1: 461- 500.

اقول كيف يترك العامة قول من هو عندهم فقيه الامة و روى علماًكثيراًو انه عالم بالسنة و فقيه فى الدين و يقال بان الامة اجمعت على الاستحباب و ترك قول ابن مسعود و ابن عمر؟!! و كيف يتلائم هذا مع مبناهم و اصولهم!!

و اما عندنا؛ مختلف فيه، فعن المرتضى: لا خلاف بين الامة فى طهارة ابن مسعود و فضله و ايمانه و مدح النبي له و ثنائه عليه و انه مات على الحالة المحمودة الشافعى 4: 283.

.

و عن السيد الخوئى: لم يثبت انه والى علياً و قال بالحق و لكنه مع ذلك لا يبعد الحكم بوثاقته لوقوعه فى اسناد كامل الزيارات معجم رجال الحديث 10: 323..

و عن التسترى: انه والى القوم و مال معهم و لم يتبع علياً. » قاموس الرجال 6: 608. انظر كتاب دراسات فقهية فى مسائل خلافية: 19.

9- البخارى: حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشه.

و حدثنى محمد بن مقاتل، قال: اخبرنى عبدالله هو ابن المبارك قال: اخبرنا محمد بن ابى حفصة عن الزهرى عن عروة عن عائشه قالت: كانوا يصومون عاشورا قبل ان يفرض رمضان و كان يوماًتستر فيه الكعبة فلما فرض الله رمضان قال: رسول الله من شاء ان يصومه فليصمه و من شاء ان يتركه فليتركه. » البخارى 1: 278. انظر فتح البارى 3: 531.

اقول: ان كان المراد من « كانوا يصومون عاشورا » صوم الجاهلية و قريش فيرد عليه اشكال النسيى سيأتي البحث عن النسيى . فى شهر المحرم عنه الجاهلية و لا زمه عدم تحقق صومهم فى يوم عاشورا بالمعنى المعروف و ان كان المراد: صوم اليهود: فقد اثبتنا انهم ما كانوا يصومون فى المحرم و عاشورا بالمعنى المصطلح نعم لعله كان يتفق اشهرهم مع شهر محرم و عاشورا.

و حينئذ فما هو مرجع الضمير فى قوله: فليصمه؟ هل هو بمعناه المعروف - العاشر من المحرم - او غيره؟؟

10- البخارى: « حدثنا المكى بن ابراهيم حدثنا يزيد عن سلمة بن الاكوع، قال: امر النبي رجلاً من اسلم ان: اذِّن فى الناس ان من كان اكل فليصم بقية يومه و من لم يكن اكل فليصم اليوم يوم عاشورا. » البخارى 1: 342. الدارمى 2: 36 / ب 46 / ح 1761.

و فى سنن ابى داود: فأتموا بقية يومكم و اقضوه.

قال ابو داود: يعنى يوم عاشورا. سنن ابى داود 2: 327 / ح 2447. انظر ابن ماجة 1: 552 / ح 1735. تهذيب الكمال 16: 377. مصنف عبدالرزاق 4: 286 / ح 7834عن معبد القرشى. مجمع الزوائى 3: 185. لا يرد على السند انه مرسل اذ كيف يروى يزيد بن ابى عبيد مولى سلمة المتوفى عام 147ه$ عن سلمة بن الاكوع الصحابى. و ذلك لان الحديث اعتبروه من ثلاثيات البخارى و لا نقاش فيه عندهم. لان مكى بن ابراهيم الذى مات سنة خمس عشرة و مئتين قد قارب المئة. انظر سير اعلام النبلاء9: 552. ويزيد بن ابى عبيد مات قبل خروج محمد بن عبدالله بسنة او سنتين. انظر تهذيب الكمال 20: 354. و سلمة بن الاكوع الذى مات عام 74ه$ كان من ابناء التسعين انظر سير اعلام النبلاء 3: 326.

اقول: هل هذا الامر صدر منه (ص) فى عام الهجرة الى المدينة ام فى السنوات الاخرى التى بعدها؟ فعلى الاول: فقد مر انه نسخ بعد ذلك العام.

و على الثانى: فهو مخالف لتصريح الشراح، كالعسقلانى و غيره، من انه لم يقع الامر بصيام عاشورا الا فى سنة واحدة. هذا وقد استدل بعضهم بهذا الحديث على اجزاء الصوم بغير نية لمن طرا عليه العلم بوجوب صوم ذلك اليوم و لكنه مورد للنقاش عندهم و مرودود. انظر فتح البارى 4: 292ù168.

11- مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى التميمى و قتيبة بن سعيد جميعاً عن حماد قال يحيى: اخبرنا حماد بن زيد عن غيلان عن عبدالله بن معبد الزمانى عن ابى قتادة رجل اتى النبى...

ثلاث من كل شهر و رمضان الى رمضان فهذا صيام الدهر كله... و صيام يوم عاشورا احتسب على الله ان يكفر السنة التى قبله. » مسلم 2: 489. ابن ماجة 1: 553. انظر احمد 5: 307 و 308و 311و 295ù304ù296و مصنف عبدالرزاق 4: 286 / ح 7832و السننن الكبرى 4: 286. الحميدى 1: 205 / ح 429.

قال الترمذى: « لا تعلم فى شي من الروايات انه قال: صيام يوم عاشورا كفارة سنة الا فى حديث ابى قتادة. » الجامع الصحيح 3: 126 / ب 48 / ح 752.

و قال ابن حجر: قال البخارى: لا يعرف له -اى ابن معبد- سماع من ابى قتاده. » تهذيب التهذيب 6: 36.

و اورده ابن عدى فى الضعفاء. الكامل فى الضعفاء 4: 224.

12- ابو داود: قال حدثنا شعبة قال: اخبرنى ابو اسحق قال سمعت الاسود بن يزيد يقول: ما رايت احداً كان امر بصيام عاشورا من علي ابن ابى طالب و ابى موسى الطيالسى: 167 / ح 1212. مصنف عبدالرزاق 4: 287 / ح 7836.

 اقول: ان هذا النص ينافى ثبوت النسخ و ان النبي لم يامرو لم ينه بعد ذلك احداً.

دع عنك: ابو اسحاق السبيعى الذى تارة رمى بالتدليس و اخرى بافساده حديث اهل الكوفة. انظر سير اعلام النبلاء 5: 398- 399. و ضعفه الشيخ عبدالغنى النابلسى فى كتابه معجم القواعد العربية بقوله: فيه عثمان بن مطر و هو منكر الحديث.

13- ابو داود: حدثنا شيبان عن اشعث بن ابى الشعثاء عن جعفر بن ابى ثور عن جابر بن سمرة، قال: كان رسول الله يامرنا بصيام عاشورا و بحثنا و يتعاهدنا عنده فلما فرض رمضان لم يامرنا به و لم ينهنا عنه و لم يتعاهدنا عنده. » الطيالسى: 106 / ح 784. كنزالعمال 8: 656 / ح 24592.

اقول و هذا الحديث لا يفهم منه لا الرجحان و لا الاستحباب. بل دلالته على عدم الاستحباب اكثر و اتم.

14- ابو داود: قال حدثنا شعبة عن الحكم عن القاسم بن مخيمرة عن عمروبن شر حبيل عن قيس سعد بن عبادة قال كنا نصوم يوم عاشورا و نعطى زكاة الفطر قبل ان ينزل علينا صوم رمضان و الزكاة فلما نزلا لم نؤمربها و لم ننه عنهاما وكنا نفعله. » الطيالسى: 168 / ح 1211. كنزالعمال 8: 656 / ح 24594.

و هذا الحديث ايضا لا يفهم منه لا رجحان و لا الاستحباب بل ترك لهم كاى فعل مباح.

15- عن مالك انه بلغه ان عمربن الخطاب ارسل الى الحارث بن عشام ان غدا يوم عاشورا فصم و امر اهلك ان يصوموا. » الموطا 1: 299 / ح 35. مصنف عبدالرزاق 4: 287 / ح 7838.

اقول و فضلا عن ارسال هذا النص فان عمربن الخطاب ليس بمشرع بل المفروض ان يكون متبعاً ثم ليس فى قوله انه يروى عن النبى.

16- ابو داود: « حدثنا سليمان بن داود المهرى ثنا ابن وهب اخبرنى يحيى بن ايوب ان اسماعيل بن امية القرشى حدثه انه سمع ابا غطفان يقول: سمعت عبدالله بن عباس يقول: حين صام النبي يوم عاشورا امرنا بصيامه قالوا يا رسول الله انه يوم تعظمه اليهود والنصارى! فقال رسول الله: فأذا كان العام المقبل صمنا يوم التاسع فلم يات العام المقبل حتى توفى رسول الله. » ابو داود 2: 327 / ح 2445. مسلم. الطيالسى: 342 / ح 2625معجم الكبير 10: 322 / ح 10785.

النقاش الدلالى:

اقول: مفادان النبي كان يامر بصيام عاشورا الى اخر ايامه و اراد صيام التاسع فلم يمهله الاجل و هذا ينافى ما ورد فى السنن: انه لم يامر و لم ينه عن صوم عاشورا بعد نزول صوم رمضان. » لا يقال لعل امره بصوم عاشورا قبل صوم رمضان، لانه يقال: ان الامر بصوم رمضان فى سورة البقرة و هى من اوائل السور فى المدينه و ابن عباس كان صبياً انذاك.

و ينافى ما ورد فى البخارى عن عائشه: انه ترك صوم عاشورا بعد ما فرض رمضان و ماورد من ان رسول الله ما صام يوم عاشورا.

اضف الى ذلك انه لم يعهد من النصارى تعظيمهم لهذا اليوم.

اما النقاش السندى:

و فى السند: يحيى بن ايوب و هو ابو العباس الغافقى المصرى فعن ابن حنبل هو سيى الحفظ و عن ابى حاتم لا يحتج به و عن النسائى ليس بالقوى و عن الذهبى له غرائب و مناكير يتجنبها ارباب الصحاح. » سير اعلام البنلاء8: 6.

17- ابن ماجة: حدثنا على بن محمد ثنا وكيع عن ابن ابى ذئب عن القاسم بن عباس عن عبدالله بن عمير مولى ابن عباس عن ابن عباس. قال: قال رسول الله لئن بقيت الى القابل لاصومن اليوم التاسع. » ابن ماجة 1: 552 / ح 1736.

اقول: يحتمل اتحاده مع الحديث السابق و انه روي بطريق اخر و لكن لادلالة فيه على رجحان او استحباب صوم عاشورا الا على رواية احمد بن يونس: مخافة ان يفوته عاشورا و لكنه استظهار و فهم الراوى ليست هي من كلام النبي

النقاش السندى:

و فى السند: وكيع بن الجراح و قد قال فيه احمد: اخطا فى خمس مئة حديث سير اعلام النبلاء9: 155..

18- الترمذى: حدثنا قتيبه حدثنا عبدالوارث عن يونس عن الحسن عن ابن عباس قال: امر رسول الله بصوم عاشورا يوم العاشر. الترمذى 3: 129.

اقول: و هو لاينافى ماورد عنه انه لم يأمر بهذا الصوم بعد رمضان اذ لعل المراد هنا بالامر هو الامر قبل نسخه.

19- الدارمى: « اخبرنا يعلى عن محمد بن اسحق عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله هذا يوم عاشورا، و كانت قريش تصومه فى الجاهلية فمن احب منكم ان يصومه فليصمه و من احب منكم ان يتركه فليتركه و كان ابن عمر لا يصومه الا ان يوافق صيامه الدارمى 2: 36 / ح 1762.

اقول: و نقل نافع عن ابن عمر من التفصيل بين السفر و الحضر فى الصيام مخالف لما هو المعروف عنه و مخالف لمانقل عنه هنا. انظر شرح الزرقانى 2: 178.

20- ابن ماجة: حدثنا محمد بن رمح ابنانا الليث بن سعد عن نافع عن عبدالله بن عمر انه ذكر عنه رسول الله يوم عاشورا. فقال رسول الله كان يوما يصومه اهل الجاهلية فمن احب منكم ان يصومه فليصمه و من كرهه فليدعه. » ابن ماجة 1: 553 / ح 1737.

اقول: و لا دلا لة فيها على الندب و المطلوبية بل فيها تعريض و كناية بمن كان يصومها حيث قال: يصومه اهل الجاهلية.

21- النسائى: اخبرنى زكريا بن يحيى قال: حدثنا شيبان قال: حدثنا ابو عوانة عن الحر بن صياح عن هنيدة بن خالد عن امراته قالت: حدثتنى بعض نساء النبي ان النبي كان يصوم يوم عاشورا و تسعاً من ذى الحجة. » النسائى 4: 204.

اقول: الحديث مرسل اذ لم يعرف من هى امراته و لم يرد لها توثيق اضف الى ذلك ان مفادها الاستمرار و هو ينافى ما ورد من انه لم يصم عاشورا.

22- عبدالرزاق: « عن اسماعيل بن عبدالله، قال: اخبرنى يونس بن عبيد عن الحكم الاعرج عن ابن عباس قال: اذا اصحبت بعد تسع وعشرين ثم اصبح صائماً فهو يوم عاشورا. المصنف 4: 288 / ح 7840.

اقول اولا: لم يسند الى النبي و ثانياً: لا دلالة فيه على المطلوب و ذلك لان يوم العاشر غير يوم الثلاثين الذى عبر عنه بقوله: « بعد تسع و عشرين ثم اصبح... »

23-عبدالرزاق: « اخبرنا ابن جريج قال: اخبرنى عطاءانه سمع ابن عباس يقول فى يوم عاشورا: خالفوا اليهود و صوموا التاسع و العاشر. » المصنف 4: 287 / ح 7839. السنن الكبرى 4: 287.

اقول: و مفاده ان اليهود ما كانت تصوم يوم عاشورا بل كانت تتخذه عيداً و هذا مناف لما ورد من انه كانت اليهود تصوم عاشورا و ان النبي قال: نحن احق بموسى...

24- عبدالرزاق عن ابن جريج قال: سمعت عطاء يزعم ان النبي امر بصيام يوم عاشورا... قالوا: كيف بمن اكل؟ قال: من اكل و من لم ياكل. المصنف 4: 291 / 7851.

اقول: اولا الحديث مرسل، ثانياً: مر البحث و النقاش فى نظيره فلا نعيد.

25- ابن عبد البر: قال ابن ابى خيثمة حدثنا محمد بن سعيد الاصبهانى حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن قليب عن جابر قال: قالت عائشه من افتاكم بصوم عاشورا؟ قالوا: علي قالت: اما انه اعلم الناس بالسنه و كانت كثيرا ماترجع اليه فى المسائل. الاستيعاب 2: 462. انظر شرائع الاسلام (الهامش) 1: 240. تحقيق محمد على البقال.

اقول و فى السند مجاهيل اضافة الى اجمال الحديث اذ لم يعرف من الحديث انه عليه السلام هل افتى بالوجوب او الحرمة او الاستحباب مع انه من البعيد جداً الفتوى بالاستحباب مع ورود النصوص التى نقلوها فى ان النبي لم يامر و لم ينه عنه بعد صوم رمضان، و لا كلام فى ان علياً اعلم الصحابة بسنة الرسول (ص ).

26- الهيثمى: عن عمار قال: امرنا بصوم عاشورا قبل ان ينزل رمضان فلما نزل رمضان لم نؤمر. مجمع الزوائد 3: 186ù188. كنزالعمال 8: 656 / ح 24593.

قال الهيثمى: رواه الطبرانى فى الكبير و رجاله رجال الصحيح.

27- الهيثمى: « عن الخدرى ان رسول الله امر بصوم عاشورا و كان لا يصومه. » همان.

اقول: افيامر و لا يأتمر؟؟

ثم ان رواية الهيثمى - الاولى - بل الثانية ايضا تدل على عكس المطلوب و ان النبي لم يامر بصيام عاشورا بل ما كان يصومه بعد نزول صوم رمضان.

ثم ان الهيثمى اورد فى كتابه قرابة من ثلاثين حديثاً فى صوم عاشورا و ضعف اكثرها. » انظر مجمع الزوائد 3: 188.

28- البيهقى: باب ماجاء فى تفله فى افواه المرتضعين يوم عاشورا. فتكفوا به الى الليل:

روى بسندين عن علية بنت الكميت العتكية عن امها اميمه قالت: قلت لامة الله بنت روينه مولاه رسول الله يا امة الله اسمعت امك و رزينة تذكر آنهاسمعت رسول الله يذكر صوم يوم عاشورا؟ قالت نعم كان يعظمه و يدعو برضعائه و رضعاء ابنته فاطمة و يتفل فى افواههم و يقول للامهات: لا ترضعن الى الليل. » دلائل النبوة 6: 226.

و قال ابن حجر: اخرجه ابن ابى عاصم و ابن مندة من طريق عليله بمهملة مضغرة بنت الكميت حدثتنى امى امينة عن امة الله بنت رزينة. الاصابة 4: 302.

و اخرجه ابو مسلم الكنجى و ابو نعيم من طريقه عن مسلم بن ابراهيم عن عليلة مطولا و لفظه: حدثنا عللية بنت الكميت سمعت امى امينة الاصابه 4: 302..

لم يعرف لنا حال عليه او عليلة كما لم يعرف حال امية او امنيه كما اشار الهيثمى قائلا: و عليه و من فوقها لم اجد من ترجمتهن مجمع الروائد 3: 186.

ثم متى كان لفاطمة اطفال رضعاء؟ أبعد نزول آية شهر رمضان ام قبل ذلك؟ و قد ولد الحسن و هو اول مولود لفاطمة الزهراء فى النصف من شهر رمضان فى السنة الثالثة من الهجرة تاريخ الطبرى 2: 76. العبر 1: 6. مع ان فرض رمضان كان فى العام الثانى من الهجرة العبر 1: 5.

. و ما علاقة الاطفال الرضع غير المكلفين بالصوم عن الرضاع و اللبن.

29- السيوطى: « اخرج ابن المنذر عن عبدالله بن عمرو قال رسول الله من صام يوم الزينة ادرك ما فاته من صيام تلك السنة و من تصدق يومئذ بصدقة ادرك ما فاته من صدقة تلك السنة يعنى يوم عاشورا. » الدرر المنثور 4: 303.

ماالمراد بيوم الزينة:

ذكر المفسرون ليوم الزنية و جوهاً اربعة:

1- يوم عيد لهم يتزينون فيه. 2- يوم النيروز كما عن مقاتل. 3- يوم سوق لهم كما عن ابن الجبير. 4- يوم عاشورا كما نسب الى ابن عباس. التفسير الكبير 73: 22. البيضاوى 2: 53.

هذا ولم يرد فى تفاسيرنا و لا فى رواياتنا تفسيره بيوم عاشورا. بل بمعنى: انه يوم لهم يجرى بينهم مجرى العيد يتزينون فيه و يزينون الاسواق كما عن قتادة و ابن جريج و السدى و ابن زيد و ابن اسحاق. مجمع البيان 7: 16. تفسير الصافى 3: 310. تفسير كنزالدقائق 6: 288. تفسير الميزان 14: 186. تفسير التبيان 7: 181.

و لعل التفسير بيوم عاشورا من البدع الامويةو اعلامهم المضلل للتغطية على الجريمة الكبرى التى صدرت منهم فى كربلا بحق سيد شباب اهل الجنة و اهل بيت الرسول و لأجل التخفيف من حجمها و التقليل من شأنها و صرف الراى العام الذى كان ضد الشجرة الخبيثة الاموية بسبب هذا الجريمة النكراء بحيث كانوا يحسون بالخجل و الذلل فى كل يوم سيما يوم عاشورا حتى صار مثلاً على الالسن و يشبه الفرد الذليل بالاموى يوم عاشورا كما اورده الميدانى فى كتابه من دون اى تعليق:

« اذ من اموى بالكوفة يوم عاشورا. » مجمع الامثال 2: 21. الرقم 1513.

سيما ان ما نسب الى ابن عباس من تفسير يوم الزينة بيوم عاشورا الدرالمنثور 303:4. حل تامل و كلام فى السند. اضف الى ذلك حتى و لو كان بمعنى يوم عاشورا و لكنه لا ينطبق مع السنين القمرية لان حسابهم كانت شمسية لا قمرية كما انه لابد من مخالفتهم فى ذلك اليوم لا الموافقة معهم و جعله يوم فرح و سرور و تزين واكتحال!!

30- الشوكانى: « ان النبي قال: ان الصرد اول طير صام عاشورا. الفوائد المجموعة: 100.

قال: الشوكانى رواه الخطيب عن ابى غليظ مرفوعاً ول ايعرف فى الصحابة من له هذا الاسم. الفوائد المجموعة: 100.

و فى اسناده: عبدالله بن معاوية منكر الحديث.

و رواه الحكيم الترمذى عن ابى غليظ عن ابى هريرة: قال: الصرد اول طير صام الفوائد المجموعة: 100. و روى ثويربن ابى فاخته عن ابى الزبير عن النبى انه امر بصيامه. انظر الكامل فى الضعفاء 2: 106.

عن التوضيح: هذا من قلّة الفهم فان الطائر لا يوصف بالصوم عمدةالقارى 11: 118..

عن الحاكم: انه من الاحاديث الذى وضعها قتلة الحسين رضى الله عنه. و هو حديث باطل رواته مجهولون. الفوائد المجموعة: 98. انظر الكامل فى الضعفاء 2: 106.

ثم لا دلالة له على المطلوب من استحباب الصوم يوم عاشورا.

31- الشوكانى: من صام عاشورا اعطى ثواب عشرة الاف الملك.

قال: ذكره فى اللئالى مطولا عن ابن عباس مرفوعاً و هو موضوع الفوائد المجموعة: 100. انظر الكامل فى الضعفاء 2: 106.

اراء الفقهاء:

الى هنا فنتهى من عرض الروايات المانعة و المجوزة و المناقشات السندية و الدلالية و الجواب عنها و فيما يلى آراء الفقهاة فنقول: اختلف الفقهاء فى حكم صوم عاشورا على اقوال فبعضهم قال: بالحرمة كما عن صاحب الحدائق المحدث البحرانى و صاحب مراة العقول المجلسى و الشيخ الاستاذ الخراسانى و يميل اليه الخونسارى فى جامع المدارك والنراقى فى المستند.

و عن جمع اخر: القول بالكراهة و هو رأى اكثر المعاصرين من فقهائنا كالسيد اليزدى و البروجردى والحكيم و غالب المعلقين على العروة الوثقى. والسبزوارى. مع اتفاق القولين ظاهراً على استحباب الامساك الى العصر وان هذا ليس هو الصوم الاصطلاحى بل هو مجرد امساك و هو الظاهر من العلامة الحلي فى بعض كتبه و الشهيد الاول فى الدروس و غاية المراد والشهيدالثانى فى المسالك فانه فشر الصوم يوم عاشورا بهذا المعنى ليس الا و السبزوارى فى الذخيرة و كاشف الغظاء فى كشف الغطاء و البهائى فى الجامع و الفيض فى الوافى و المفاتيح و النخبة و الطباطبائى فى الرياض و الشرح الصغير و الاردبيلى فى مجمع الفائدة و النراقى فى المستند و السيد الخونسارى فى المدارك و الشيخ الوالد فى الذخيرة و قال جماعة اخرون: بالاستحباب و هم بين من اطلق القول بالاستحباب كالصدوق فى الهداية و المحقق فى نكت النهاية و آقا جمال الخونسارى فى المشارق و السيد الخوئى فى المستند. - مع اصرار منه رحمه الله عليه.

و قيده اخرون بعنوان الحزن كما هو المشهور و هو قول الشيخ الطوسى فى التهذيب والاستبصار و الاقتصاد و الرسائل العشر و المفيد فى المقنعة و ابن البراج فى المهذب و ابن زهرة فى الغنية و الصهر شتى فى اشارةالسبق و ابن ادريس الحلى فى السرائر و يحيى بن سعيد فى الجامع و المحقق الحلى فى الشرايع و الرسائل التسع و العلامة الحلى فى المنتهى و الارشاد و السبزوارى فى الكفاية و المحقق النجفى فى الجواهر.

ادلة الاقوال:

الاول: دليل القول بااتحريم:

1- ظهور بل صراحة النصوص فى الحرمة و هى:

- خبر زرارة و محمد بن مسلم عن الصادق (ع )

- خبر جعفر بن عيسى

- خبر يزيد - زيد - النرسى

- خبر نجبة بن الحرث

- خبر زرارة

- خبر الحسين بن ابى غندر

- خبر عبدالملك

- خبر جبلة المكية يأتى هذا الخبر اواخر الكتاب فى فصل « موقف معصومين (ع ).

2- ان ضعفها منجبر بوجودها فى الكتب المعتبرة مع صحة بعضها و عن البعض: ان استفاضتها بل تواترها يكفى فى حصول العلم بصدورها و صحتها.

3- حمل الروايات المجوزة او الامرة على التقية لموافقتها للعامة فقها و حديثا فلم يحرز اصالة الجِّد و الجهة فيها فلا يصل الدور الى التعارض بين الطائفتين من الروايات و لو فرضنا انه وصل الى التعارض يؤخذ بما خالف العامة.

4- ان صوم النبي كان قبل نزول صوم شهر رمضان و اما بعد ذلك نسخ ذلك الصوم.

5- لا معنى لحمل الروايات المجوزة على الاستحباب حزناً و جزعاً و ذلك لظهور خبر الحسين بن ابى غندر فى عدم الصوم للمصيبة بل الصوم هو للشكر و السلامة.

6- تعين العمل بصحة بن سنان التى مفادها مجرد الامساك الى العصر و لايسمى صوماً و هو رأى صاحب المدارك و الحدائق و غيرهما. و ليست هذه الرواية ضعيفة كما ادعاه السيد الخوئى فى المستند فالمجموع من هذه الادلة على سبيل منع الخلو يكون دليل القول بالحرمة.

دليل القول بالاستحباب:

1- الاجماع كما ادعاه الغنية بل عدم وجدان الخلاف كما عن الجواهر الكلام لكنه مدركى او محتمل المدركية.

2- خبر ابى همام عن ابى الحسن (ع) صام رسول الله يأتى هذا الخبر اواخر الكتاب فى فصل « موقف معصومين (ع ). التهذيب 4: 299 / ح 906. والرواية و ان كانت موثقة و لكنها محموله على التقية كما عن المحقق القمى و غيره. غنائم الايام 6: 76.

3- خبر القداح عن الصادق انه (ع) كفارة سنة التهذيب 4: 300 / ح 907. و لكنها مجهولة كما عن المجلسى. ملاذ الاخيار 7: 116.

4- خبر مسعدة عن الصادق (ع) صوموا العاشورا يراجع: 31، من هذا الكتاب. لكنها ضعيفة و محمولة على التقية.

5- خبر كثير النواء لكنه كسابقه ضعيف و محمول على التقية لان وقوع هذه البركات فى يوم عاشورا من اكاذيب العامة و مفترياتهم.

6- دعوى ضعف جميع الروايات الناهية عن الصوم يوم عاشورا. الى هنا يكون هذا دليل القول باستحباب صوم يوم عاشورا من دون تقييد بالصوم على وجه الحزن و هذه هو القول بالاستحباب المطلق و قد اجيب عن هذا الدعوى: ان ملاحظة عدد الروايات المانعة و كيفية تلقى السلف و تعاملها مع هذه الروايات و ملاحظة السيرة القطعية للمتشرعه و مطابقتها مع هذه الروايات و جمع الشيخ الطوسى بين هذه الروايات و الروايات المجوزة تخرجها عن كونها روايات و مستندات ضعيفة يرى السيد الخوئى ضعف روايات المنع باجمعها اذ فى بعضها الهاشمى و هو لم يوثق ولا اذكر بمدح اضف الى ذلك ان مفادها ليس هو النهي عن مطلق الصوم بعنوانه الاولى كما فى العيدين بل المنع عن الصوم باتخاذه يوم بركة و فرح و سرور كما يتخذه المخالفون اقول: و هذا كلام غريب: اذ هل يخفى حرمة مثل ذلك على مثل زرارة و محمد بن مسلم حتى يسالاه عنه؟؟ الا ان يقال: يمكن ان يكون سؤالهما عن الصوم بالعنوان الاولى و جواب الامام ناظر الى الصوم بالعنوان الثانوى فتامل، كما يرى الخوئى ايضاً ضعف رواية زرارة عن الباقر و الصادق بضعف نوح بن شعيب و ياسين الضرير اضف الى ذلك: حملها على الكراهة بقرينة و حدة السياق مع صوم عرفه الذى هو مكروه لمن يضعفه عن الدعاء و لكن كيف يتبنى الاستحباب و مع حمله لهذه الرواية على الكراهة!! و يرى ايضا ضعف رواية ابى غندر لاشتمالها على مجاهيل و عدم دلالة صحيحة زرارة و محمد بن مسلم فلما نزلت آية شهر رمضان ترك على نفى الاستحباب فضلا عن نفى الجواز اذ لا تتضمن نهيا و بالتالى: عدم وجود رواية معتبرة مانعة عن الصوم كى تحمل الروايات الامرة و المجوزة على التقية.

7- ان بعد التعارض بين الروايات المجوزة و الناهية يجمع بينهما بالحمل على استحباب الصوم على وجه الحزن و حرمة الصوم على وجه الشكر و الفرح!!

و هذا هو دليل القول بالاستحباب المقيد بعنوان الحزن و اجيب عنه ان يوم عاشورا حسب الروايات الناهية غير قابل لماهية الصوم بل الصوم يعد بدعة و موجباً للهلكة و لا معنى للصوم على وجه الحزن لان الحزن لا يكون سبباً لاستحباب الصوم اصلاً بل السبب لاستحباب الصوم هو ايام الفرح و السرور و اين ذلك من يوم عاشورا الذى هو يوم مصيبة و عزاء...

و هو كلام متين و مقبول، فتأمل.

8- ضعف رواية ابن سنان التى فيها: صم من غير تبييت و قد اجاب البعض عنه: بوجود طريق اخر غير طريق الشيخ فى المصباح و هو ما رواه المشهدى فى مزاره.

اضف الى ذلك عدم صحة دعوى الضعف بل الرواية صحيحة و صادرة قطعاً...

9- عدم القول بالحرمة او الكراهة او ندرة القول بها بل هو مناف لظاهر اتفاق الاصحاب.

لكنه استبعاد محض و لا يعد دليلاً فقهياً.

اضف الى ذلك تبنى الكثير من فقهائنا للقول بالحرمة او الكراهة و قد مر اسماؤهم و سيجى اراءهم.

10- ان هذا الصوم يكون من المواساة لاهل البيت (ع) مما لا قوه من العطش و الجوع... فهذا الصوم يوافقه الاعتبار! اقول: يكفيه فى المواساة لاهل البيت العمل برواية ابن سنان: من الصوم من غير تبييت و الافطار من غير تشميت.

اضف الى ذلك ان المواساة لا يعد وجهاً و دليلاً شرعياً يستند اليه فى جعل العمل مستحباً - شرعياً - بل يحتاج الى دليل خاص.

دليل القول بالكراهة:

1- ان الصوم فى عاشورا سنة للاعداء و اتصاف بصفاتهم و اشعار بزيهم و هذا مثل ما ورد فى كراهة الاتصاف باوصاف اليهود و النصارى انظر مجمع الفائدة 5: 189..

2- حمل الروايات المانعة عن الصوم على الكراهة بقرينة وحدة السياق بينها و بين روايات النهى عن صوم عرفه.

3- الاستناد الى ظهور قول ابى جعفر (ع) افصوم يكون فى ذلك اليوم؟ كلا و رب البيت الحرام ما هو يوم صوم و ما هو الا يوم حزن دخلت على اهل السماء و الارض.

4- حمل الروايات الامرة بالصوم على الامساك حزناً لا الامساك بقصد الصوم او حمل هذه الروايات على التقية.

5- عدم معهودية الصوم يوم عاشورا. من الائمة (ع) ولا من اصحابهم.

اقول و دلالة الوجه الاول و الثالث و الخامس على التحريم اظهر من الدلالة على الكراهة.

و الجواب عن الثانى هو انه على فرض ان يكون وحدة السياق و النظم قرينة و دليلاً على الكراهة لكن لا بد من رفع اليد عن هذه القرينة و الدليل بالروايات الاخرى التى مفادها التحريم.

و الجواب عن الرابع: ان هذا الحمل مقبول و لكنه لا يخدم القول بالكراهة اذ حتى على القول بالتحريم يحمل الروايات الامرة بالصوم يوم عاشورا على الامساك حزناً او على التقية.

و يرى بعض الفقهاء بملاحظة رواية ابن سنان المذكورة فى المصباح و المزار و رواية ميثم التمار علل الشرايع 1: 217. وسياتى الاشارة اليه فى اخر الكتاب. ان هذا الصوم لم يتاكد استحبابه سيما و انه مشارك فى الصورة مع الاعداء حتى و ان كانت النية عندنا الحزن و عندهم التبرك و السرور بل ان استحباب هذا الصوم و اتمامه انما يكون ثابتاً فيما لم يتمكن من الافطار و لو لاجل التقية فحينذ ينوى به الصوم على وجه الحزن لا مطلق الصوم انظر جواهرالكلام 17: 108. اما عند العامة: رغم ان اهل المدينة كانوا يرون الحرمة او الكراهة او الوجوب على ما قاله العينى الى عام 44او 57بالهجرة عام مجى معاوية الى المدينة و اعلانه استحباب ذلك و الاصرار عليه و رغم ان بعض الصحابة الذين هم ممن يعتمد عليه عند العامة كابن عمر حيث كان يرى الكراهة و يصر على ذلك الى اخر عمره عام 73 ه$ سير اعلام النبلاء 3: 232. عمدة القارى 11: 121. مع ذلك كله ادعوا اجماع العامة على الاستحباب و ان الكراهة نسخت بعد ابن عمر!!و لم يعرف معناه اذ لو كان الحكم هو الكراهة على عهد الرسول الاكرم فلا معنى للنسخ بعده..

اقول: و قد اشرنا سابقاً الى ان ماهية الصوم يوم عاشورا موجب للهلكة و أنها موبقة حتى اذا تعنون بعنوان الحزن.

كلمات القائلين بالحرمة:

1- البحرانى: « و بالجملة فان دلالة هذه الاخبار على التحريم مطلقاً اظهر ظاهر لكن العذر لاصحابنا فيما ذكروه من حيث عدم تتبع الاخبار كملا و التامل فيها. » و قال: فتحريم صيامه مطلقاًمن هذه الاخبار اظهرظاهر... » الحدائق 13: 376. قال: منها صوم يوم عاشورا على وجه الحزن كذا قيده جملة الاصحاب و كانهم جعلوا ذلك وجه الجمع بين الاخبار الواردة فى صومه امرا و نهياً و بهذا جمع الشيخ بين الاخبار فى الاستبصار و نقل هذا الجمع عن شيخه المفيد، قال فى المدارك بعد ذكر ذلك و هو جيد اقول: بل الظاهر بعده... اما ما يدل على عدم جواز صومه: فمه ما رواه الصدوق... و ما رواه ثقة الاسلام فى الكافى... و ما رواه جعفر بن عيسى قال: سالت الرضا و ما رواه فيه عن زيد النرسى: سمعت عبيد بن زرارة يسال ابا عبدالله و ما رواه عن نجبة بن الحارث... و ما رواه عن زرارة عن ابى جعفر و ابى عبدالله و ما رواه الصدوق فى كتاب المجالس عن الحسين بن ابى غندر عن ابيه. و ما رواه فى كتاب المجالس باسناده الى جبلة المكية. ثم اقول: لا يخفى عليك ما فى دلالة هذه الاخبار من الظهور و الصراحة فى تحريم صوم هذا اليوم مطلقاً و ان صومه انما كان فى صدر الاسلام ثم نسخ بنزول صوم شهر رمضان و على هذا يحمل خبر صوم رسول الله. » و اما خبر القداح و خبر مسعدة بن صدقة الدال كل منهما على ان صومه كفارة سنة و الامر بصومه كما فى ثانيهما فسبيلها الحمل على التقية لاعلى ماذكروه من استحباب صومه على سبيل الحزن و الجزع كيف و خبر الحسين بن ابى غندر عن ابيه ظاهر فى ان الصوم لا يكون للمصيبة و انما يكون شكراً للسلامة مع دلالة الاخبار الباقية على النهى السريح عن صومه مطلقاً سيما خبر نجبة. و قولهما عليها السلام فيه: انه متروك بصيام شهر رمضان و المتروك بدعة. وبالجملة فتحريم صيامه مطلقاً من هذه الاخبار اظهر ظاهر... و اما خبر كثير النواء مع كون راوية المذكور بترياً عامياً... معارض بخير ميثم المذكور. نعم قد روى الشيخ رضى الله عنه فى كتاب مصباح المتهجد عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله دخلت عليه: و هذه الرواية هى التى ينبغى العمل عليهاوهى دالة على مجرد الامساك الى الوقت المذكور و المفهوم من كلام شيخنا الشهيد الثانى فى المسالك حمل كلام الاصحاب باستحباب صوم يوم عاشورا على وجه الحزن هو صومه على هذا الوجه المذكور. فى الرواية و هو بعيد فان كلامهم صريح او كالسريح فى ان مرادهم صيام اليوم كملا كما فى جملة افراد الصيام.. والله العالم. الحدائق الناضره 13: 376.

مناقشة الاستاذ للحدائق:

ادعى صاحب الحدائق طى كلامه: نسخ هذا الصوم الذى كان رسول الله مداوماً عليه. و ناقشه الاستاذ: لا معنى للنسخ بعد الدقة فى الروايات و ذلك لوجود رواية معتبرة اعم من صحيحه او موثقه دالة على صدور الامر بالصوم من اميرالمؤمنين (اقول بما ان هذه الرواية موافقة للعامة فلم يتم فيها اصالة الجد) و لا نشك فى ان هذه الروايات انما صدرت بعد تشريع صوم رمضان فهذا المقدار يكفى فى رده. توضيحه: ان دليل الحدائق هو هذه الرواية: سالا ابا جعفر الباقر عن صوم يوم عاشورا؟ فقال: كان صومه قبل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان ترك. و يرد عليه: لنا روايتان مفادهما الامر بصيام عاشورا: 1- عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن ابى عبدالله عن ابيه ان علياًقال: صوموا العاشورا التاسعة والعاشرة فانه يكفر ذنوب سنة. فلو كان النسخ ثابتاً فما معنى هذه الرواية؟! 2- سعد بن عبدالله عن ابى جعفر عن محمد بن عبيدالله عن عبدالله بن ميمون القداح عن ابى جعفر عن ابيه (ع) قال: صيام يوم عاشورا كفارة سنة. ثم ان المثبت لراى الحدائق رواية ضعيفة « ان صوم عاشورا كان و لكن ترك برمضان و لكنه ليس دليلاً على نسخ اصل الصوم يوم عاشورا بل هو دليل على الترك و لكن هل هذا الترك و صل الى حد عدم المشروعية ام رفع وجوبه فقط. نعم: الرواية التى هى نص على مدعى الحدائق مايلى: سالت ابا جعفر عن صوم يوم عاشورا؟ فقال: صوم متروك بنزول شهر رمضان و المتروك بدعة و هى صريحة فى ان متروكية صوم عاشورا ليس متروكية الوجوب كى يبقى ندبه بل متروكية المشروعية. و لكن يرد عليه: ضعف سندها فلا تعارض مع صحيحة السند فمقتضى الصناعة هي: ان الرواية الدالة على المتروكية ظاهرة فى متروكية اصل الوجوب و ليس نصا اذ فيه احتمالان:

1- الترك يعنى عملاً مع بقاء اصل المشروعية.

2- الترك بمعنى زوال اصل المشروعية فتصير مجملة و اما لوقلنا أنها ظاهرة: فغايته انعقاد الظهور فى عدم المشروعية و اما رواية القداح فهى نص فى بقاء المشروعية فنرفع اليد من الظهور بالنص. او نرفع اجمال الرواية بهذين الروايتين المعتبرة و اما رواية نجبة فهى ضعيفة السند فليس فيها مقتضى الحجية كى يتعارض مع الصحيحة. اقول: لو قلنا بصدور الصحيحة و الموثقه بعنوان التقية فلم يتم فيها اصالة الجد و الجه فيبقى كلام الحدائق على قوته و متانته. الا ان يقال بجريان اصالة الجد ولا مجال للحمل على التقية اذ مجرد الموافقة للعامة لايمنع جريان الاصل المذكور نعم فى مورد التعارض لا يجرى الاصل المذكور لكنه نقاش مبنائى.

2- العلامة المجلسى: « وبالجملة الاحوط ترك صيامه مطلقاً. » مراة العقول 16: 361. و مثله فى زاد المعاد 378- 388.

3- الخونسارى: « و اما استحباب صوم يوم عاشورا فلخبر عبدالله بن ميمون القداح عن جعفر عن ابيه صيام يوم عاشورا كفارة سنة و قيده المصنف و جماعة بان يكون على وجه الحزن لمصاب سيد شباب اهل الجنة لا ان يكون على جهة التبرك و الشكر كما يصنعه بنوا امية و اتباعهم و بذلك جمع الشيخان و غيرهما قده بين ما سمعت و بين النصوص المتضمنة للنهى عن صومه كصحيح زرارة و محمد بن مسلم سألا الباقر عن صوم يوم عاشورا من شهر الحرام فقال: يوم فيه حوصر الحسين... » و جزم بعض متأخرى المتأخرين بالحرمة ترجيحاً للنصوص الناهية و حملاً لما دل على الاستحباب على التقية و الظاهر ان هذا اقرب خصوصا مع ملاحظة خبر عبدالله بن سنان عن الصادق قال دخلت عليه يوم عاشورا فالفيته كاسف اللون... فان من المعلوم ان صوم هذا السائل لم يكن بعنوان التبرك. » جامع المدارك 2: 227.

3- الشيخ الاستاذ: صوم يوم عاشورا على الاحوط الوجوبى لا يكون جائزاً. » توضيح المسائل (الطبعة الاولى) ص 494 المسالة: 1755 و مضمون كلام الاستاذ فى الدرس: مضمون كلام شيخنا الاستاذ: لا بد من ملاحظة - الراوى - فى رواية لا تجعله يوم صوم و غيرهما حيث ان السائل فيها هو ابن سنان و هكذا روياات اخرى يكون السائل من اكابر الشيعة و هؤلاء لم يسألوا عن الصوم شكرا او فرحاً او استبشاراً يوم عاشورا. بل السؤال عن الصوم فى ذلك اليوم فيجيب الامام بالمنع. لكن قد يجاب عن الاستاذ: بان هولاء لم يسالوا لانفسهم كما يظهر من اكثر مسائلهم التى كانت عن الفروع الفقهية الواضحة العامة الابتلاء بل كانوا يريدون سماع النصوص من المعصومين حول المسائل لعامة الناس و تثبيتها فى الكتب و بثها فلا ينظر الى حالتهم الخاصة و مقامهم العلمى لبيان فقه الحديث.

ثم اضاف الاستاذ قائلاً: اضف الى ذلك ان فى الروايات: ان الصوم للشكر و عاشورا يوم مصيبة و هذا اللحن لسان المنع و الزجر فكيف يمكن الجمع بينهما و بين ما دلت على أنها كفارة ذنب سنة. فهذا الجمع هو الجمع التبرعى. لكن قد يجاب عن الاستاذ: ان الشكر لا ينافى المصيبة و الشاهد على ذلك قوله فى زيارة عاشورا. اللهم لك الحمد حمد الشاكرين على مصابهم. »

اضف الى ذلك ان الفرح الذى هو ضد المصيبة انما يناسب الافطار و يشهد لذلك تعليل حرمة الصوم يوم العيدين بانه يوم فرح و سرور. فالمراد بالشكر هو ما يقوم به آل اميه و اتباعهم من الصوم بنية الشكر على قتل الحسين. »

اضاف الاستاذ قائلاً: « مع ان قانون الجمع هو: ان يكون احدهما نصاً و الاخر ظاهراً او يكون احدهما اظهر و الثانى ظاهراً و لا بد من ملاحظة شاهد الجمع بين الروايتين.

و عليه فكلام ابن ادريس و المحقق و صاحب الجواهر يكون من الجمع بلا شاهد سيما مع هذا التصريح من الامام بالصوم بلا نيه و الافطار بعد العصر بشربه من الماء فالصوم الحزنى هو الامساك لا الصوم بنية الحزن و فرق بينهما.

اذن: الحق هو التعارض بين الطائفتين بالتباين و لا يمكن الجمع بينهما اذ مفاد طائفة منها: المطلوبية و المحبوبية و مفاد طائفة اخرى: النص فى المبغوضية و لا جمع عرفى بينهما. بيان اخر: ان احدى الطائفتين امرة بالصوم « صمه، صوموا » و الاخرى ناهية عن الصوم و لا شك فى تحقق التعارض بينهما. فيما لو تعلقاً بشى واحد عرفا و عقلاً و نصاً. بل هذا من اظهر مصاديق يجيى عنكم حديثان مختلفان احدهما يامرنا والاخر ينهانا. ثم ان الحدائق حمل الروايات الدالة على الاستحباب حملها على التقية و نحن نوافقه و لكن لا بالمقدار الذى قاله بل تحتاج المسألة الى تحقيق اذ لو لم يتم حجية الروايات المانعة فلا يصل الدور الى التعارض ثم الحمل على التقية. حيث ان من جملة المرجحات هى المخالفة للعامة فلو لم يتم حجية الروايات المانعة كما عن السيد الخوئى و عدم اعتبار رواية ابن سنان عنده فتبقى روايات الاستحباب حجة وبلا معارض. نعم يبقى الموافقة للعامة و هنا لنا بحث دقيق، و هو انه: نفرض عدم وجود المعارض لهذه الروايات و لكن لا بد من ملاحظة اصالة الجد و الجهة فى هذه الروايات الامرة بالصوم مع غض النظر عن التعارض و عن اعتبار رواية ابن سنان و ذلك لان حجية كل رواية متوقفة على تمامية اصول ثلاثة:

1- اصالة السند والصدور. 2- اصالة الظهور. 3- اصالة الجد.

فتقول: ان مقتضى التحقيق الفقهى هو: ان تمامية اصالة الجهة فى الروايات الامرة بالصوم حتى مع فرض صحة سندها مشكل و ذلك لان الروايات المعتبرة ثلاثة: 1- ان النبى صام و ترك

2- رواية القداح. 3- الموثقة و هذه الثلاثة تامة من حيث السند و هى موافقة للروايات المتظافرة الكثيرة فى صحيح مسلم (ان رواية الوسائل و الرواية الاخرى التى هى مرتبطة بصوم يوم عاشورا موافقة للرواية الورادة عن العامة.) و للعنوان فى كتبهم الفقهية كالمغنى لابن قدامة « صيام كفارة سنة » فرواية القداح و الموثق ايضاًموافقان لذا المضمون هذا من حيث العنوان الفقهى. و اما من حيث الروايات ايضاً: فان اباقتادة روى عن النبى انه قال: فى صيام عاشورا انى احتسب على الله ان يكفر سنة و روى الترمذى امر رسول الله صوم يوم عاشورا ثم قال: حديث حسن صحيح و عليه: فالروايات الدالة على الاستحباب تكون موافقة مع المتون الفقهية المسلمة للعامه (قال الاستاذ فى جواب المستشكل: ان اهل النظر متفقون على عدم انعقاد اصالة الجد فى هكذا روايات و الكلام انما هو على هذا المبنى المسّلم بل ان المحقق العراقى يسقط باقل من هذا المقدار و هكذا النائينى و غيره )

كما أنها توافق الروايات المقبولة عندهم فلم ينعقد اصالة الجد فى هكذا روايات اولا اقل من التسلت فيه و بما ان مبنى اصالة الجد هو بناء العقلاء و هو دليل لبّى فيشكل انعقاده، هذا على فرض التنزل اذ لا يصل الدور الى الشك. قد يقال فى جواب الشيخ الاستاذ ان اصالة الجد اصل عقلائى و موضوعة الشك و موافقة العامة موجبة لانقداح الشك فاذا شك فى صدور الروايات بداعى الجد او بداع اخر مثل التقية فاصاله الجد محكمة.

المرحلة الثانية: ثم لو وصل الدور الى التعارض فالحق هو سقوط جميع الروايات الدالة على الاستحباب بمناط صحيحة قطب الدين الراوندى من لزوم طرح الروايات الموافقة لهم و لقد استقصينا فرأينا ان جميع الروايات الدالة على الاستحباب موافقة لمتون العامة فناخذ بما خالف العامة بمقضى ما ورد من الروايات فى باب التعادل و الترجيح.

اشكالان: الاول: ان اجماع السلف على الاستحباب لا يجتمع مع القول بالحرمة.

الثانى: حتى و ان قلنا ان الخروج عن مخالفة الاجماع يكفى فيه موافقة فقيه واحد، و هو هنا متحقق بالبحرانى صاحب الحدائق من القول بالحرمة و لكن مع ذلك لا يخلو عن الاشكال.

والجواب: ان هذا الاجماع اجتهادى و لا يكون مستنده شى خارج عن هذه الروايات و الشاهد عليه ان الشيخ و غيره افتى استناداً الى الجمع بين الروايات الامره بالصوم والروايات الناهية عنه. فالأ جماع هنا قطعى المدرك او لااقل: انه محتمل المدرك فلا يكون حينئذ كاشفا عن راى المعصوم او عن دليل معتبر زائد على ما اوردناه من الروايات بحيث يوجب تبدل الراى. والشاهد على دفع اشكال هو ان المتاخرين عن العلامة ايضاً استدلوا على المطلب بهذا النصوص و بهذا الجمع. و عليه: لا نخشى من مخالفة هذا الاجماع نعم يشكل الاعتماد على مجرد مخالفة فقيه واحد و هو صاحب الحدايق فى مخالفة الاجماع لكنا عثرنا على كلام صاحب المدارك. و هو مؤيد قوى و هو الذى لا يعتمد الا على الخبر الصحيح حتى انه مخالف لمجده الشهيد الثانى الذى هو مدقق فى رجال السند و مع ذلك يقول: ينبغى العمل برواية ابن سنان لصحة سنده. فيرتفع الاستيحاش و يكون الاقوى حرمة صوم يوم عاشورا و لكن نظراًالى الطريقة التى عندنا فى الاحتياط فى الفتوى بالنسبة الى ترك صوم يوم عاشورا من حيث عدم المخالفة العلمية للمشهور فنحتاط و نقول: الاحوط وجوباً هو الترك و لكن من حيث النظرية العملية: الاقوى هو الحرمة و من حيث الفتوى الاحوط وجوباً التعامل معه معاملة حرمة الصوم (تقرير درس الاستاذ الوحيد الخراسانى يوم الاحد 18 / 3 / 73. الموافق 27 / ذى القعده / 1414.) ثم بعد الاشارة الى قول الحدائق و المجلسى يظهر النظر و التامل فى كلام المحقق القمى حيث نفى القائل بالحرمة الاعلى وجه التبرك قال: و مع ذلك فلم يظهر قول بالحرمة من احدنا الاعلى وجه التيمن و التبرك باليوم كما يتيمن به الاعداء (غنائم الايام 6: 78.) اما المطلقات: انما توثر فيما لو لم يتعارض و لم يقدم مثل رواية ابن سنان حينئذ توثر الروايات العامة و المطلقات و الا فا لاطلاقات تقيد برويات المنع. ثم ان رواية الزهرى الدالة على التخيير تكون ضمن مجموعة الروايات الموافقة للعامة اضف الى ضعف السند فيها. و هكذا الروايات الواردة فى فضل يوم عاشورا فقد ثبت ردها برواية ميثم تمار....

يوم عاشورا:

القائلون بالاستحباب:

ان السيد الخوئى بعد ان ضعف سند روايات المنع و ادعى أنها غير نقية السند و رأى ان صحيحة زرارة و محمد بن مسلم لا تتضمن نهياً بل غايتة ان صومه صار متروكاًو منسوخاً و لعله كان واجباً سابقاً ثم ابدل بشهر رمضان فلا تدل على نفى الاستحباب عنه بوجه فضلاً عن الجواز، قال: اما نفس الصوم فى هذا اليوم اما قضاء اوندبا ولا سيما حزنا فلا ينبغى التامل فى جوازه من غير كراهة فضلا عن الحرمة و قال قبل ذلك: و اما الروايات المتضمنة للامر و استحباب الصوم فى هذا اليوم فكثيرة مثل صحيحة القداح... و موثقة مسعدة بن صدقة... و نحوها غيرها و هو مساعد للاعتبار نظراً الى المواساة مع اهل البيت الوحى و ما لا قوة فى هذا اليوم العصيب من جوع و عطش و ساير الالام و المصائب العظام التى هى اعظم مما تدركه الافهام و الاوهام. فالاقوى استحباب الصوم فى هذا اليوم من حيث هو... نعم لا اشكال فى حرمة صوم هذا اليوم بعنوان التيمن و التبرك و الفرح و السرور كما يفعله اجلاف ال زياد و الطغاة من بني امية من غير حاجة الى ورود نص ابدا بل هو من اعظم المحرمات فانه ينبى عن خبث فاعله و خلل فى مذهبه و دينه و هو الذى اشير اليه فى بعض النصوص المتقدمة... و يكون من الاشياع و الاتباع الذين هم مورد اللعن فى زيارة عاشورا و هذا واضح لا سترة عليه بل هو خارج عن محل الكلام.. » مستند العروة الوثقى 2: 305.

اورد الاستاذ عليه فيما اورد:

ان تصريحه فى اجود التقريرات بمداومة الائمة (ع) على الترك و امرهم اصحابهم به » اجود التقريرات 1: 364. ينافى ما تبناه من الاستحباب.

و يرد عليه رحمه الله ان القول بالاستحباب ينافى ايضا قوله بالكراهة فى حاشية العروة و هكذا فى رسالته العملية. اقول: لعله رجع عن هذا الراى و هذا لا يعد اشكالاً...

اقول: و لعل هذا القول يفهم من كلام الشيخ الصدوق ايضاً، قال: اما الصوم الذى صاحبه فيه بالخيار فصوم يوم الجمعة و يوم عاشورا كل ذلك صاحبه فيه بالخيار ان شاء صام و ان شاء افطر. » الهداية: 303. دار المحجة البيضاء.

استحباب الصيام على وجه الحزن:

1- الشيخ المفيد: « و اما الذى صاحبه فيه بالخيار فصوم... يوم عاشورا على وجه الامساك فيه لمصيبة آل محمد (ع ). » الهداية: 303. دار المحجة البيضاء. المقنعة: 367. اقول: لم يفهم منهم الاستحباب.

2- الطوسى: « اما المندوب:... و صوم يوم عاشورا على وجه الحزن و المصيبة لما حلّ باهل بيت الرسول عليه السلام و عليهم. الاقتصاد الهادى الى طريق الرشاد: 293. نشر جامع چهلستون طهران.

3- و قال ايضاً: « اما المسنون فجميع ايام السنة الا الايام التى يحرم فيها الصوم غير ان فيها ما هو اشد تاكيداً و هى عشر قسماً و صوم يوم عاشورا على وجه الحزن و المصيبة. » الرسائل العشر: 218. نشر جماعة المدرسين.

4- و قال ايضاً فى الجمع بين الاخبار المتعارضه: « فالوجه فى هذه الاحاديث ان من صام يوم عاشورا على طريق الحزن بمصاب رسول الله و الجزع لما حل بعترته فقد اصاب و من صامه على ما يعتقد فيه مخالفونا من الفضل فى صومه و التبرك به و الاعتقاد لبركته و سعادته فقد اثم و اخطا. » التهذيب 4: 302. الاسبتصار 2: 135.

5- ابن البراح: « و اما المندوب فهو ضربان احدهما مشدد فيه على وجه التاكيد... اما المشدد و فيه فهو... صوم يوم عاشورا على وجه الحزن بمصاب اهل البيت عليهم السلام. » المهذب 1: 188.

6- ابن زهرة: « اما الصوم المندوب... و صوم عاشورا على وجه الحزن. » الغنية: 148.

7- الصهرشتى قال فى الصوم المندوب: « و عاشر المحرم للحزن و المصيبة. » اشارة السبق: 121.

8- ابن ادريس: « يستحب... و صوم يوم عاشورا على وجه الحزن بمصاب آل الرسول عليهم السلام. » السرائر 1: 419.

9- يحيى بن سعيد: « الصوم المسنون:... و يوم عاشورا على وجه الحزن و روى الفطر فيه بعد العصر. » الجامع للشرايع: 162.

10- المحقق الحلى: « و الندب من الصوم قد يختص وقتاً و الموكد منه اربعة عشر قسماً... و صوم عاشورا على وجه الحزن. » شرائع الاسلام 1: 238.

11- و قال ايضاً: « يستحب من الصوم... و عاشورا حزناً. » الرسائل التسع: 353. نشر مكتبة النجفى. قم.

12- و قال ايضاً: « و الصوم الذى يكون صاحبه فيه بالخيار فيوم الجمعة و الخميس و... يوم عاشوراء. » النهاية و نكتها 1: 414.

اقول لعله مقتبس او اشارة الى رواية الزهرى عن الامام زين العابدين (ع) و التى ضعفها المجلسى فى المرآة. » مراة العقول 16: 246.

و فسر والده المجلسى الاول هذه الفقره بقوله: « اى يجوز له الافطار بعد الشروع فيه او لا يجب صومه. » روضة المتقين 4: 230.

13- العلامة الحلى: « و صوم يوم عاشورا مستحب حزناً لا تبركاًلانه يوم جرت فيه اعظم المصاب و هو قتل الحسين بن على (ع) و هتك حريمه فكان الحزن بترك الاكل و الملال به و احتمال الاذى متعيناً. و لما رواه سعد بن صدقة... و عن ابى همام... و عن ابى عبدالله بن ميمون القداح و قد روى الجمهور عن ابن عباس...

و قد وردت احاديث فى كراهته محمولة على ما قلناه من الصوم للتبرك. و من صام على ما يعتقد فيه مخالفونا من الفضل فى صومه و التبرك به الاعتقاد لبركته و سعادته فقد اثم و اخطا. » منتهى المطلب 2: 611.

14- و قال فى الارشاد: « الصوم اربعة واجب... و مندوب و هو عاشورا حزناً. » ارشاد الاذهان 1: 300.

15- المحقق محمد باقر السبزوارى:

و اختلف الروايات فى صوم يوم عاشورا فبعضها تدل على الاستحباب و انه كفارة سنة و بعضها تدل على المنع و ان من صامه كان حظه من ذلك اليوم حظ ابن مرجانة و ال زياد و هو النار، و الشيخ فى الاستبصار جمع بين الاخبار بان من صام يوم عاشورا على طريق الحزن بمصاب ال محمد و الجزع لما حل بعترته فقد اصاب....

و هو غير بعيد و فى بعض الروايات و ليكن افطارك بعد العصر على شربة من ماء الكفاية: 50..

16- الشيخ محمد حسن النجفى: اما الندب من الصوم... و الموكد منه اربعة عشر قسماً:... الثامن من بلا خلاف اجده فيه بل فى ظاهر الغنية الأجماع عليه صوم يوم عاشورا لخبر ابى همام عن ابى الحسن و خبر عبدالله بن ميمون القداح عن جعفر عن ابيه و خبر مسعدة بن صدقة عن الصادق و خبر كثير النوا عن الباقر لكن قيده المصنف و جماعة بان يكون على وجه الحزن لمصائب سيد شباب اهل الجنة و ما جرى عليه فى ذلك اليوم. مما ينبغى لو ليه ان يمنع نفسه عن الطعام و الشراب طول عمره فضلاًعن ذلك اليوم لا ان يكون على جهة التبرك و الشكر كما يصنعه بنوامية و اتباعهم... و بذلك جمع الشيخان و غير هما بين ما سمعت و بين النصوص المتضمنة للنهى عن صومه.

لكن فيه مع انه مناف لظاهر اتفاق الاصحاب و معلومية حصر الحرمة فى غيره- ان اقصى ما يستفاد من هذه النصوص الكراهة خصوصاً بعد جمعة مع الاثنين و مع يوم عرفه كمعلومية ان المذموم و المنهى عنه اتخاذه كما يتخذه المخالفون و التبرك فيه و اظهار الفرح و السرور فيه لا ان المنهى عنه مطلق صومه و انه كالعيد و ايام التشريق و إلا لم يكن ليخفى مثل ذلك على زرارة و محمد بن مسلم حتى يسالا عنه ضرورة حينئذ كونه كصوم العيدين. نعم، قد يقال: بنفى التاكيد عنه لمشاركته فى الصوره لاعداء الله و ان اختلفت النية بل لعل ذلك انما يكون اذا لم يتمكن من افطاره و لو للتقية فينوى فيه الوجه المزبور لا مطلقاً خصوصاً مع ملاحظة خبر عبدالله بن سنان عن الصادق... و خصوصاً بعد ما روى عن ميثم التمار... مما يدل على كذب ما ذكروا وقوعه فيه من خروج يونس. و به يظهر ضعف خبر كثير النوا الذى روى ذلك مضافاً الى ما قيل فيه من انه بترى عامى قد تبرّا الصادق (ع) منه فى الدنيا و الاخرة و على كل حال فلا ريب فى جواز صومه سيما على الوجه الذى ذكره الاصحاب. و ما فى المسالك من ان مرادهم بصومه على جهة الحزن: الامساك الى العصر كما فى الخبر المزبور واضح الضعف بل يمكن القطع بفساده بادنى ملاحظة و الله اعلم. » جواهر الكلام 17: 89- 109.

اقول: مراد المحقق النجفى هو ان تفسير الشهيد الثانى كلام الاصحاب و انهم ارادوا بالصوم: خصوص الامساك الى العصر لا الصوم الاصطلاحى تفسير بعيد عن الواقع.

اذ ظهور بل صراحة كلامهم يأبى عن هذا التوجيه و التفسير نعم لا ننكر وجود جمع غفير من فقهائنا صرحوا بان المراد بالصوم هو الامساك الى العصر و ياتى قريباً اقوالهم و لكن هذا لا يعنى ارجاع جميع الكلمات الى هذا التفسير.

كلمات القائلين باستحباب الامساك الى العصر:

1- قال الشهيد الثانى فى شرح قول المحقق « و الندب من الصوم... و صوم عاشورا على وجه الحزن. » قال: اشار بقوله على وجه الحزن الى ان صومه ليس صوماً معتبراً شرعاًبل هو امساك بدون نية الصوم لان صومه متروك كما وردت به الروايات و ينبه على ذلك قول الصادق عليه السلام: صمه من غير تبيت و افطره من غير تشميت وليكن فطرك بعد العصر. فهو عبارة عن ترك المفطرات اشتغالاً عنها بالحزن والمصيبة و ينبغى ان يكون الامساك المذكور بالنية لانه عبادة. » مسالك الافهام 2: 78. اورد فى المدارك على الشهيد بقوله: ذكر الشارح ان معنى الصوم على وجه الحزن: ان الصوم الى العصر بغير نية الصوم كما تضمنته الرواية و هو مع بعده فى نفسه مخالف لما نص عليه المصنف فى المعتبر و غيره 6: 268.

2- قال المحقق الكركى فى شرح قول العلامة فى القواعد: و عاشورا حزناً قال: اى صومه ليس صوماً معتبراً شرعاً بل هو الامساك بدون نية الصوم لان صومه متروك كما وردت به الرواية فيستحب الامساك فيها الى بعد العصر حزناً و صومه شعار بنى اميةلعنهم الله سروراً بقتل الحسين عليه السلام. » جامع المقاصد 3: 86.

3- العلامة الحلى: « مسالة 129، يستحب صوم يوم عاشورا حزناً لا تبركا لانه يوم قتل احد سيدى شباب اهل الجنة الحسين بن على صلوات الله عليه و هتك حريمه و جرت فيه اعظم المصائب على اهل البيت عليهم السلام فينبغى الحزن فيه بتبرك الاكل و الملاذ.

واذا عرفت هذا فانه ينبغى ان لا يتم صوم ذلك اليوم بل يفطر بعد العصر لما روى عن الصادق: ان صومه متروك بنزول شهر رمضان و المتروك بدعة. » تذكرة الفقهاء 6: 192.

4- و قال ايضاً: « و يستحب صوم العشر بأسره فاذا كان اليوم العاشر امسك عن الطعام و الشراب الى بعد العصر ثم يتناول شيئاً من التربة. » تحرير الاحكام 1: 84.

5- الشهيد الاول: « و فى صوم عاشورا حزناً كله او الى العصر او تركه روايات و روى صمه من غير تبييت و افطره من غير تشميت و يفهم منه استحباب ترك المفطرات لا على انه صوم حقيقى و هو حسن. » الدروس الشرعية 1: 282.

6- و قال ايضاً: «.. يستحب صوم العشر فاذا كان يوم العاشر افطر بعد العصر من غير ان ينوى الصوم بل ينوى فيه الامساك خاصة. » غاية المراد 1: 329.

7- و قال الاردبيلى: «.. و لايبعد استحباب محض الامتناع عن الاكل و الشرب كسائر المشتهيات لا صومه سواء افطر بعد العصر ليخرج عن الصوم ظاهراً كما هو المشهور المعمول ام لا و يمكن حمل مثل المتن على ما قلناه من الاستحباب كما هو الظاهر و على ما بعده ايضاً فتامل... » مجمع الفائدة 5: 188.

8- الشيخ البهائى: « فى بيان الصوم المستحب... الثالث عشر صوم يوم عاشورا و هو اليوم العاشر من المحرم الى وقت العصر، ثم يفطر على الماء او تربة كربلاء بنية الشفاء بشرط عدم الزيادة عن قدر الحمّصة. » جامع العباسى: 106. ترجمناه من الفارسية.

9- السبزوارى: « والعمل بمضمون هذه الرواية متجه -اى رواية بن سنان عن الصادق - و كانه المقصود كما قاله بعض الاصحاب الا انه خلاف ما صرح به جماعة منهم. » الكفاية: 520.

10- الفيض الكاشانى: « اقول: بل الاولى ترك صيامه على كل حال لان الترغيب فى صيامه موافق للعامة مسند الى آبائهم (ع ). و هذا من امارات التقية فينبغى ترك العمل به. ولان صيامه متروك بصيام شهر رمضان و المتروك بدعة...

و لو جمل ترغيب صيام هذا اليوم على الامساك عن المفطرات عامة النهار من دون اتمامه الى الليل على وجه الحزن كما ورد به بعض الاخبار لكان حسناً و هو ما رواه صاحب التهذيبين فى مصباح المتجهد عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله انه ساله عنه فقال: صمه من غير تبييت... » الوافى 11: 76.

11- و قال فى المفاتيح: « و من المستحب صوم التاديب و هو الامساك عن المفطرات فى بعض النهار تشبهاً بصائمين و هو ثابت بالنص والاجماع فى سبعة مواطن: المسافر اذا قدم اهله... والا ظهر ان صوم يوم عاشورا من هذا القبيل لقول الصادق (ع) صمه من غير تبييت وافطره من غير تشميت...

و ينبغى العمل على هذا الحديث لاعتبار سنده. » مفاتيح الشرائع 1: 284. اورده الشيخ عباس القمى فى بداية الهداية 1: 242.

12- و قال ايضاً: « يستحب يوم عاشورا تحزناالى ما بعد العصر. » النخبة الفيضية: 144. مركز الطباعة و النشر لمنظم الاعلام. انظر ادوار فقه: 163.

13- الحر العاملى: « يحرم صوم التاسع و العاشر من المحرم بقصد التبرك لا الحزن. » بداية الهداية 1: 238.

14- المجلسى: « و اما صوم يوم عاشوار فقد اختلفت الروايات فيه و جمع الشيخ بينها بان من صام يوم عاشورا على طريق الحزن بمصائب آل محمد فقد اصاب...

والاظهر عندى: ان الاخبار الواردة بفضل صومه محمولة على التقية و انما المستحب الامساك على وجه الحزن الى العصر لا الصوم كما رواه الشيخ فى المصباح عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله (ع) انه قال: صمه من غير تبييت.. » و بالجمله الاحوط ترك صيامه مطلقاً. » مراة العقول 16: 361.

15- كاشف الغطاء: « و ورد فى صوم تاسوعا و عاشورا ان صومها يعدل سنة والاولى ان لا يصوم العاشر الا الى ما بعد صلوة العصر بساعة و ينبغى له الافطار حينئذ على شربة من ماء. » كشف الغطاء: 323.

16- قال الطعان: «... ان ماجنح اليه المشهور منهدم الاركان متداعى البنيان و اما مااستدل به لهم من نفى الخلاف و منقول الاجماع و الاخبار فهو من الضعف بمكان، اما الاولان فلما لا يخفى على من رقى ذرى العرفان من شيوع الخلاف فى سائر الازمان على وجه ينتفى فيه مناط الحجية الذى هو الكشف عن قول المعصوم سيد البرية.

و اما الاخبار فالجواب عنها:

اما اجمالاً فلمعا رضتها بما هو اقوى عمداً و اكثر عددا و اصح سندا ابعد عن مذاهب اهل الخلاف امدا و قد تكثرت الاخبار عن الائمة الاطهار فى بيان ميزان الترجيح و المعيار باطّراح ما وافق اولئك الاشرار معللاً فى كثير منها. ان الرشد فى خلاف اولئك الفجار. و حيث قد وافقت هذه الاخبار مذهبهم سقطت عن درجه الاعتبار... » الرسالة العاشورائيه: 279.

و قال الطعان بعد نقل كلام المساك:

« الا انه بعيد غايته و مناف لقواعدهم نهاية لما تقرر عندهم من ان اسماء العبادات حيث تطلق فى لسان المتشرعة انما تحمل على المعانى الشرعية دون المعانى اللغوية و لشيوع الخلاف قديماً و حديثاًبين علماء الامامية فلو صحة هذا الوجه لا نتفى الخلاف من رأس وانهدم من الاساس نعم يمكن حمل الصيام فى كلمات النبي والائمة (ع) الاعلام على هذا المعنى المذكور فى تلك الرواية الصحيحة الحسنى اما على القول بعدم ثبوت الحقائق الشرعية فظاهر لكل ذى روية و اما على القول بثبوتها فلا ن الحمل على المعانى الثانوية المنقولة الشرعية مشروط بعدم وجود القرينة المعينة للمعانى الاصلية اللغوية، و القرينة هنا موجودة و هى و ان لم تكن داخلية مقالية لكنها خارجية حالية و هى النهى عن الصوم الشرعى فى تلك الاخبار القوية و تبيين كيفية الصوم الذى هو وظيفة ذلك اليوم فى هاتين الروايتين الدالتين على المطلوب بالصراحة الجلية. » الرسالة العاشورائية (ضمن الرسائل الاحمدية) 290.

17- الطباطبائى: « و صوم يوم عاشورا حزنا بمصاب آل محمد بلا خلاف اجده بل عليه الاجماع فى الغنية قالوا: جمعاً بين ماورد فى الامر بصومه و انه كفارة سنة و ما ورد ان من صامه كان حظه من ذلك حظ آل زياد و ابن مرجانة عليهم اللعنة و لا شاهد على هذا الجمع من رواية بل فى جملة من الاخبار المانعة ما يشيد خلافه لكنها كغيرها غير نقية الاسانيد شاذة فلا يمكن ان يثبت بها تحريم و لا كراهة و لا يخصص بها العمومات باستحباب الصوم بقول مطلق و انه جنة و يكفى فى الاستحباب بالخصوص فتوى الاصحاب معتضدة باجماع الغنية و لكن فى النفس بعد منه شي سيما مع احتمال تفسير الصوم على وجه الحزن بما ذكره جماعة من استحباب الامساك عن المفطرات الى العصر كما فى النص و ينبغى ان يكون العمل عليه. » الشرح الصغير 1: 292. و مثله فى الرياض 5: 461.

18- النراقى: « منها صوم يوم عاشورا فانه قال باستحبابه جمع من الاصحاب على وجه الحزن و المصيبة بل قيل لا خلاف فيه اجده..... و لا يخفى انه لا دلالة فى شي من اخبار الطرفين على المذكور « التقييد بكونه حزنا » ولا شاهد على ذلك الجمع من وجه... بل مقتضى الطريقة طرح الاخبار الاولى بالكلية لمرجوحيتها بموافقة اخبث طوائف العامة موافقة قطعية. والاخبار بها مصرحة و لذلك جعل فى الوافى الاولى تركه و قال بعض مشايخناً فيه بالحرمة و هو فى غايته الجودة بمعنى حرمته لاجل الخصوصية و ان لم يحرم من جهة مطلق الصوم و لا يضر ضعف اسناد بعض تلك الاخبار بعد وجودها فى الكتب المعتبرة مع ان فيها الصحيحة.

و لا يرد ما قيل من أنها مخالفة للشهرة بل لم يقل به احد من الطائفة و مع ذلك مع اخبار استحباب مطلق الصوم لان جميع ذلك انما يرد لو قلنا بالتحريم بالمرة لا بقصد الخصوصية و لأجل انه السنة و اما معه فلا نسلم المخالفة للشهرة و لا تعارضها اخبار مطلق الصوم.

فالحق حرمة صومه من هذه الجهة فانه بدعة عند آل محمد متروكة ولو صامه من حيث رجحان مطلق الصوم لم يكن بدعة و ان ثبتت له المرجوحية الاضافية.

والاولى العمل برواية المصباح المتقدمة و اما ما فى رواية النوا من ذكر بعض فضائل يوم عاشورا. فيعارضه ما فى رواية اخرى فى مجالس الصدوق فى تكذيب تلك الرواية... » مستند الشيعة 10: 487.

19- المحقق القمى: « لا اشكال فى ان صوم عاشورا من جهة اليمن و التبرك به حرام بل قد ينتهى الى الكفر و الاخبار مستفيضة بان من فعله كذلك فهو فى سلك ال زياد.

و كذلك لا اشكال فى استحباب الامساك عن الاكل و الشرب وحزناً على مصائب آل محمد صلوات الله عليهم اجمعين.

انما الاشكال فى استحباب الصوم لا بقصد التيمن او عدمه بل المستحب الامساك الى العصر ثم الافطار بشربة من ماء.

فالذى يظهر من المحقق فى الشرائع هو استحباب الصوم الواقعى على سبيل الحزن كما فهمه صاحب المدارك... ولعل ذلك بالنظر الى فتواهم باستحاب صومه حزناً على مصائب آل محمد (ع) و هو مشكل اذ قد عرفت الاشكال فى ان المراد من هذه العباده: هل هو الصوم الواقعى او الامساك الى العصر... و اما حكاية صوم رسول الله فيمكن دفعه باحتمال نسخة... و اما ما يدل على الامساك حزناً الى العصر فهو ما رواه الشيخ فى المصباح... و الظاهر انه الصحيح. » غنائم الايام 6: 78- 79.

و قال ايضاً: « و يبقى الاشكال فى ترجيح الصوم الشرعى على وجه التحرز او الامساك الى العصر و الظاهر ان كليهما مرضيان لكن الثانى ارجح و لذلك لم يذكر الكلينى فى جوازه رواية اصلاً. و اقتصر على اختيار المنع و كذلك كثير من الفقهاء. و مع ذلك فلم يظهر قول بالحرمة من احد الا على وجه التيمن و التبرك باليوم كما يتيمن به الاعداء. »

فالذى هو محرم هو صومه بقصد التيمن و الذى هو مندوب صومه من جهة انه يوم من ايام الله تعالى و من حيث انه صوم او من حيث انه هذا اليوم بقصد التحزن و ترك اللذه فيه و الذى هو مكروه صومه لانه عاشورا لا لاجل التبرك و التيمن و لا لاجل التحزن لانه تشبه بالادعياء و اعداء آل محمد. » غنائم الايام 6: 78- 79.

و قال العاملى: «... و هنا فوائد الاولى روى الشيخ فى المصباح عن الصادق صمه من غير تبييت و افطره من غير تشميت و لا تجعله يوم صوم كملا و ليكن افطارك بعد العصر بساعة على شربة من ماء...

و ينبغى العمل بمضمون هذه الرواية لا عتبار سندها الا ان الامساك على هذا الوجه لا يسمى صوما. » المدارك 6: 268.

18-الشيخ الوالد: « اما الكلام فى الصوم المندوب... و منها صوم يوم عاشورا مقتل سيدنا المظلوم الشهيد على وجه الحزن كذا قيده جملة من الاصحاب كانهم جعلوا ذلك وجه الجمع بين الاخبار الوارده فيه امرا و نهياً.

قلت: و هذه الرواية - رواية عبدالملك- تصير شاهد الجمع و انه اذا صام على وجه الحزن لا بأس به و لكن من غير تبييت و افطر بعد العصر.

و يويده بل يدل على ذلك ما رواه الشيخ فى المصباح عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله (ع) قال: دخلت عليه يوم عاشورا فالفيته كاسف اللون...

و الانصاف ان هذه الرواية هى التى يلوح منها آثار الصدق و ينبغى الركون و السناد و الاعتماد عليها فيه و الله العالم. » ذخيرة الصالحين المجلد الثالث: 111 / كتاب الصوم.

اقول: لكنه علق على كلام استاذه الامام الاصبهانى فى بحث الصوم المندوب قائلاً اول يوم من المحرم و ثالثة و سابعه بل الشهر المحرم كله يستحب صومه. » وسيلة النجاة: 175.

لكن لعل مقصوده غير يوم عاشورا من الشهر اذ عرفت ان رأيه هو استحباب الامساك الى العصر.

فرع: ما هو حكم صوم النذر المعين او غير المعين فى يوم عاشورا او اتيان الصوم بسب تضيق الوقت للقضاء؟ لقد اشار اليه القمى فقال: اذا وجب صومه بسبب كقضاء رمضان سيما اذا تضيق وقته فلا كراهة بل قد يحرم تركه و كذلك النذر المطلق و النذر المعين من غير جهة انه عاشورا كنذر الخميس اذا وقع فيه. و اما النذر المعين من جهة فهو موقوف على رجحانه و يشكل فيما لو نذر صوم محرم بتمامه غفلة عن حال يوم العاشورا.

و الظاهر انعقاد النذر و وجوب الاتيان به اذ ليس ذلك نذراً لخصوصيه اليوم حتى يكون مرجوحاً بل لانه يوم من ايام الله و لازم ذلك انه اذا تفحص الانسان حاله و جزم بان التبرك و التيمن ليس فى نظره اصلاً و لا يختلج بخاطره قطعاً و صام من حيث انه يوم من ايام السنة لا من حيث ان هذا اليوم الخاص فلا يكون صومه مرجوحاً بالنسبة الى افطاره فالذى هو محرم هو صومه بقصد التيمن و الذى هو مندوب صومه من جهة انه يوم من ايام الله و من حيث انه صوم او من حيث انه هذا اليوم بقصد التحزن و ترك اللذة فيه و الذى هو مكروه صومه لانه عاشورا لا لاجل التبرك و التيمن و لا لاجل التحزن لانه تشبه بالادعياء و اعداء ال محمد. » غنائم الايام 6: 80.

اقول هذا على عدم فرض الحرمة و الا فيختلف الامر اذ قد يقال بعدم انعقاد النذر، حينئذٍ.

القائلون بالكراهة:

الكراهة بمعنى قلة الثواب كما هو مبنى السيد اليزدى او بمعنى الملازمة لامر مرجوح او المزاحمة لامر ارجح منه كما هو مبنى السيد الحكيم او غير ذلك.

و الظاهر من الطباطبائى فى الرياض عدم القائل بالكراهة من فقهائنا -او شذوذه- هذا و لكن الظاهر من المعاصرين و من قبلهم هو الكراهة و يظهر ذلك من عدم تعليقهم على كلام السيد اليزدى فى العروة الوثقى عندما افتى بالكراهة.

بل علق بعضهم على هذا الكلام: و ليس منه اى من الصوم المكروه صرف الامساك فيه حزناً الى العصر.

1- قال اليزدى: « و اما المكروه منه: بمعنى قلة الثواب ففى مواضع ايضاً منها صوم عاشورا. » العروة الوثقى: 376. دارالكتب الاسلامية- طهران.

2- و هذا الكتاب محشى بحواشى ثلة من فقهاء العصر كالسيد الحكيم و الخوئى و الشاهرودى و الگلپايگانى العروة الوثقى 2: 71. نشر دار التفسير. و الخمينى و الاراكى. العروة الوثقى 2: 71. نشر دار التفسير.

و مع ذلك لم يعلق احد منهم على كلام السيد اليزدى الا الشاهرودى (ره) حيث قال: و ليس منه صرف الامساك فيه حزناً الى العصر. اذن رايهم مطابقة للمتن فى العروة الوثقى و هو القول بالكراهة.

3- قال السبزوارى: « اما المكروه منه بمعنى قلة الثواب او سائر ما قيل فى توجيه العبادات المكروهة كالمزاحمة بما هو افضل منه نحوها... صوم عاشورا.

لقول ابى جعفر: افصوم يكون فى ذلك اليوم؟ كلا و رب البيت الحرام ما هو يوم صوم و ما هو الا يوم حزن دخلت على اهل السماء والارض. و ما ورد فى فضل صومه اما محمول على الامساك حزناً الى العصر لا بقصد الصوم المعهود او على التقية. » مهذب الاحكام 10: 349.

4- السيد المرعشى النجفى: يكره صوم يوم عاشورا. رسالة توضيح الالمسائل: 274 / الرقم 1756.

آراء الفقهاء السنة:

لا حاجة الى الاستقراء و التتبع فى كلماتهم و عرضها بالتفصيل اذ من المسلم الموكد عندهم هو تبنى رأى استحباب صوم عاشورا و انه مجمع عليه عندهم رغم ثبوت كراهة ذلك عند بعض الصحابة كابن مسعود و ابن عمر و رغم نقلهم ان الرسول الاعظم كان يكثر من صوم شعبان دون محرم و هذا ينافى دعواهم ان الفضل فى شهر محرم و عاشورا و فيما يلى بعض الاراء:

1- الشوكانى: « كان ابن عمر: يكره قصده بالصوم. » نيل الاوطار 4: 243.

2- البيهقى: « و كان عبدالله لا يصومه الا ان يوافق صومه. » السنن الكبرى 4: 480.

3- زين الدين الحنفى: « و قد روى عن ابن مسعود و ابن عمر ما يدل على ان اصل استحباب صيامه زال. » لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوطائف: 102.

4- النووى: « اتفق اصحابنا و غيرهم على استحباب صوم عاشورا و تاسوعا. » المجموع 6: 383.

5- ابن قدامة: « و صيام عاشورا كفارة سنة و جملته ان صيام هذين اليومين مستحب. » المغنى 3: 174.

6- ابن حزم: « مسألة و نستحب صوم يوم عاشورا و هو التاسع من المحرم و ان صام العاشر بعده فحسن و استدل على ذلك بحديث ابى قتاده.... و حديث الحكم بن الاعرج عن ابن عباس و حديث عطاء عنه. » المحلى 7: 17. انظر التهذيب 3: 191.

7- الشوكانى: « اما صيام شهر محرم فلحديث ابى هريرة عند احمد و مسلم و اهل السنن انه سئل اىُّ الصيام بعد رمضان افضل؟ فقال: شهر الله المحرم و آكده يوم عاشورا... » الدرارى المضيئة 2: 27.

و قال ايضاً نقل ابن عبدالبر الاجماع على انه مستحب و كان ابن عمر يكره قصده بالصوم. » نيل الاوطار 4: 243.

8- ابن حجر: « يوم عاشورا هو اليوم العاشر من شهر المحرم و ينبغى ان يصوم يوماً قبله او يوماً بعده مخالفة لليهود. » مبلوغ المرام: 268.

9- الصنعانى: « اما صوم يوم عاشورا و هو العاشر من شهر المحرم عند الجماهير فانه قد كان واجباً قبل فرض رمضان ثم صار بعده مستحباً. » سبل السلام 2: 167.

10- الجزيرى: « الصوم المندوب منه صوم شهر المحرم وافضله يوم التاسع و العاشر منه و الحنفية يقولون ان صومها سنة لا مندوب و قد عرفت ان الشافعية و الحنابلة يوافقون على هذه التسمية اذ لإ؛88 فرق عندهم بين السنة و المندوب اما المالكية فلا يوافقون للفرق عندهم بين المندوب و السنة كما هو عند الحنفية. » الفقة على المذاهب الاربعة 1: 556. انظر التاج 2: 90.

الاكاذيب فى التوسعة و الاكتحال فى عاشوراء:

لقد افتعلوا احاديث و نسبوها زورأ الى الرسول الاكرم فى فضل عاشورا مفادها: فضل التوسعة على العيال فى ذلك اليوم و الاكتحال و الادهان و التطيب فيه و التزين.. !! و هى كما ستعرف روايات ضعيفة الاسناد غريبة المتون و قد صرح علماء العامة بأنّها من مفتعلات جهلة اهل السنة و آنهامن وضع الكذابين كما عن العينى و ان فيها من الكذب ما يقشعر له الجلد كما عن ابن الجوزى و أنها من وضع قتله الحسين- بني امية لعنهم الله- كما عن الحاكم و غيره و هذه التصريحات و الاعترافات الخطيرة تغنينا عن البحث فى اسناد هذه الاباطيل فنكتفى فى المقام ببعض تلك الموضوعات ثم بيان موقف علماء السنة منها:

1- الشوكانى: من وسع على عياله يوم عاشورا و سع الله عليه سائر سنة. »

رواه الطبرانى عن انس مرفوعاً و فى اسناده الهيصم بن شداخ مجهول.

و رواه العقيلى عن ابى هريرة و قال: سليمان بن ابى عبدالله مجهول و الحديث غير محفوظ.

و قال فى اللئالي: قال الحافظ ابو الفضل العراقى فى امالية: قد ورد من حديث ابى هريرة من طرق: صحح بعضها ابو الفضل ابن ناصر و تعقبه ابن الجوزى فى الموضوعات و ابن تيميه فى فتوى له فحكما بوضع الحديث من تلك الطريق قال: و لا الحق ما قالاه. » الفوائد المجموعة للشوكانى: 100.

اى ان الحديث موضوع. اقول اورد الهيثمى حديثين بهذا المضمون فى احدهما محمد بن اسماعيل الجعفرى قال فيه ابو حاتم: منكر الحديث.

و الثانى: عن ابن الشداخ و هو ضعيف جداً. مجمع الزوائد 3: 189.

تصريح لابن الجوزى:

قال: تمذهب قوم من الجهال بمذهب اهل السنة فقصدوا غيظ الرافضة بل غيظ اهل بيت الرسول الاكرم بل غيظ فاطمة الزهرا سلام الله عليها. و عدائهم لآل رسول الله واضح و حدقدهم بيّن و اليك نموذجاًمن حقد السلطنة المحلية الحاكمة و من عملائهم و اذنابهم و اسيادهم الاجلاف:

قال هشام الكلبى: « انى ادركت بنى اود و هم يعلّمون ابنائهم و حرمهم سب علي و منهم رجل دخل على الحجاج فكلمه بكلام فاغلظ عليه الحجاج فى الجواب، فقال لا تقل هذا ايها الامير فما لقريش و لا لثقيف منقبة يعتدون بها الا و نحن نعتد بمثلها قال: و ما مناقبكم قال ما ينقص عثمان و لا يذكر بسوء فى نادينا قط، قال هذه منقبة قال و لا روى منّا خارجى قط قال: منقبة. قال: و ما شهد منا مع ابى تراب مشاهده الا رجل فاسقطه ذلك عندنا قال: منقبة قال: و ما اراد رجل منا قط ان يتزوج امراة الا سال عنها: هل تحب ابا تراب او تذكره بخير؟ فان قيل أنها تفعل ذلك اجتنبها قال: منقبة. قال: ولا ولد فينا ذكر فسمى علياً و لا حسناً و لا حسيناً و لا ولدت فينا جارية فسيمت فاطمه. قال: منقبة. قال: ونذرت امراة منا ان قتل الحسين ان تنحر عشر جزور فلما قتل وفت بنذرها، قال: منقبة. قال: و دعى رجل منا الى البرائة من على و لعنه، فقال: نعم و ازيدكم حسناًو حسيناً. قال منقبة والله (الغارات 2: 843.) اذن من يكون هذا رايه فى الحسين عليه السلام لا يتورع فى جعل احاديث و بهذا الحجم من الاكاذيب تغطية لجرائم الشجرة الملعونة.

فوضعوا احاديث فى فضل عاشورا. و نحن براء من الفريقين و قد صح ان رسول الله امر بصوم عاشورا اذ قال: انه كفارة سنة فلم يقنعوا بذلك حتى اطالوا و اعرضوا و ترقوا فى الكذب. » الموضاعات 2: 200.

اقول يرد عليه: اولا قد عرفت ان جديث: كفارة سنة مما لم يثبت صحتة عندهم و لم يورده البخارى و قالوا: لا يعرف سماع معبد من ابى قتادة و اورده ابن عدى فى الضعفاء.

ثانياً: ثبوت الامر بالصوم لا يلازم الاستمرارية و عدم النسخ فلذا كان يكرهه من هو ذو مكانة عندهم كابن عمر.

2- و عنه ايضاً: « ان الله افترض على بنى اسرائيل صوم يوم فى السنة و هو يوم عاشورا و هو اليوم العاشر من المحرم فصوموه و وسعوا على اهليكم فانه اليوم الذى تاب الله فيه على آدم. قال الشوكانى: « رواه ابن ناصر عن ابى هريرة مرفوعاً و ساق فى اللئالى مطولا: و فيه من الكذب على الله و على رسوله ما يقشعر له الجلد فلعن الله الكذابين و هو موضوع بلا شك. » الفوائد المجموعة: 100.

3- عبدالرزاق عن ابن جريج عن رجل عن عكرمة قال: هو يوم تاب الله على آدم يوم عاشوراء. » مصنف عبدالرزاق 4: 291 / ح 7852.

اقول: و فيه اولاانه مرسل لانه عن رجل.

ثانياً: و فيه عكرمة:

فعن ابن سيرين و يحيى بن سعيد الانصارى: انه كذاب و عن ابن ابى ذئب انه غير ثقة. و عن محمد بن سعد: و ليس يحتج بحديثه و يتكلم الناس فيه و عن على بن عبدالله بن عباس: ان هذا الخبيث اى عكرمة يكذب على ابى.

و قد تجنبه مسلم و روى له قليلاً مقروناً بغيره. ميزان الاعتدال 3: 93. الضعفاء 5: 266.

4- القارى: « من اكتحل بالاثمد يوم عاشورا لم يرمد ابداً.

رواه الحاكم عن ابن عباس مرفوعاً و فى اسناده جوبير قال الحاكم: انا ابرا الى الله من عهدة جوبير. و قال فى اللئالى: اخرجه البيهقى فى الشُعَب و قال: اسناده ضعيف بمرة.

و رواه ابن النجار فى تاريخه من حديث ابى هريرة و فى اسناده اسماعيل بن معمر بن قيس.

قال فى الميزان ليس بثقة. انظر ميزان الاعتدال 1: 251.

قال القارى: و احاديث الاكتحال و الادهان و التطيب فمن وضع الكذابين.

اقول: اورد الزيلعى طرقها و فندها سيما و ان فى احدى الطرق: رواية الضحاك عن ابن عباس و هو لم يلق ابن عباس و لا راه. نصب الرواية 2: 455.

5- ابن الجوزى: «... فمن الاحاديث التى و ضعوا:... عن الاعرج عن ابى هريرة قال: قال رسول الله ان الله عزوجل افترض على بنى اسرائيل صوم يوم فى السنة يوم عاشورا ء و هو اليوم العاشر من المحرم فصوموه ان ابن تيمية بقبح اعمال بنى امية و يحكم بوضع حديث صوم عاشورا كتاب اقتضاء الصراط المستقيم - نشر مكتبة الرياض الحديقة. و وسعوا على اهليكم فانه من وسع على اهله من ماله يوم عاشورا وسع عليه سائر سنته فصوموه فانه اليوم الذى تاب الله فيه على آدم و هو اليوم الذى رفع الله فيه ادريس مكاناًعلياً و هو اليوم الذى نجى فيه ابراهيم من النار و هو اليوم الذى اخرج فيه نوحاً من السفينة و هو اليوم الذى انزل الله فيه التوراة على موسى و فدى الله اسماعيل من الذبح و هو اليوم الذى اخرج الله يوسف من السجن و هو اليوم الذى رد الله على يعقوب بصره و هو اليوم الذى كشف الله فيه عن ايوب البلاء و هو اليوم الذى اخرج الله فيه يونس من بطن الحوت. و هو اليوم الذى فلق الله فيه البحر لبنى اسرائيل و هو اليوم الذى غفر الله لمحمد ذنبه ما تقدم و ما تأخر و فى هذا اليوم عبر موسى البحر و فى هذا اليوم انزل الله تعالى التوبة على قوم يونس فمن صام هذا اليوم كانت له كفارة اربعين سنة.

و اول يوم خلق الله من الدنيا يوم عاشورا.... و اول مطر نرل من السماء يوم عاشورا و اول رحمة نزلت يوم عاشورا فمن صام يوم عاشورا فكانما صام الدهر كله و هو صوم الانبياء... و من احيا ليلة عاشورا فكانما عبدالله تعالى مثل عبادة اهل السموات السبع و من صلى اربع ركعات يقرا فى كل ركعة الحمد مرة و خمس و مرات قل هو الله احد غفر الله خمسين عاماً ماض. و خمسين عاماً مستقبل و بنى له فى الملا الاعلى الف الف منبر من نور و من سقى شربه من ماء فكانما لم يعص الله طرفة عين. اورد الحائرى مضمون عن دستور المذكرين « من سقى الماء ليلة عاشورا عند قبره كان كمن سقى عسكر الحسين. »: 206 عن دستور المذكرين.

و من اشبع اهل بيت مساكين يوم عاشورا مرّ على الصراط كالبرق الخاطف و من تصدق بصدقة يوم عاشورا فكانما لم يرد سائلا قط و من اغتسل يوم عاشورا لم يمرض مرضاً الامرض الموت و من اكتحل يوم عاشورا لم ترمد عينه تلك السنة كلها و من امرّ يده على راس يتيم فكانما برَّ يتامى و لد آدم كلهم.

و من صام يوم عاشورا اعطى ثواب الف حاج و معتمر و من صام يوم عاشورا اعطى ثواب الف شهيد و من صام يوم عاشورا كتب له آجر سبع سموات و فيه خلق الله السموات و الارضين و الجبال و البحار و خلق العرش يوم عاشورا... و خلق القلم يوم عاشورا و خلق اللوح يوم عاشورا و خلق جبرئيل يوم عاشورا و رفع عيسى يوم عاشورا و اعطى سليمان الملك يوم عاشورا. و يوم القيامة يوم عاشورا و من عاد مريضاً يوم عاشورا. فكانما عاد مرضى ولد آدم كلهم. »

قال ابن الجوزى: هذا حديث لا يشك عاقل فى وضعه و لقد ابدع من وضعه و كشف القناع و لم يستحيى و اتى فيه المستحيل و هو قوله: و اول يوم خلق الله يوم عاشورا و هذا تغفيل من واضعه لانه انما يسمى يوم عاشورا اذا سبقه تسعة.

و قال فيه: خلق السموات و الارض والجبال يوم عاشورا.

و فى الحديث الصحيح: ان الله تعالى خلق التربة يوم السبت و خلق الجبال يوم الاحد.

و فيه من التحريف فى مقادير الثواب الذى لا يليق بمحاسن الشريعة... و ما اظنه الادس فى احاديث الثقات و كان مع الذى رواه نوع تغفل و لا احسب ذلك الا فى المتاخرين. و ان كان يحيى بن معين قد قال فى ابن ابى الزناد: ليس بشى و لا يحتج بحديثه و اسم ابى الزناد: عبدالله بن ذكوان و اسم ابنه عبدالرحمن كان ابن مهدى لا يحدث عنه.

و قال احمد: هو مضطرب الحديث و قال ابو حاتم الرازى: لا يحتج به فلعل بعض اهل الهوى قد ادخله فى حديثه. » الموضوعات 2: 202.

تصريح للقاضى عبدالنبى: «... و لم تثبت هذه الاعمال من الاحاديث الصحيحة فان الاحاديث المنقولة موضوعات... و اعلم ان الفقهاء و العباد يلتزمون الصلاة و الادعية فى هذا اليوم و يذكرون فيها الاحاديث و لم يثبت شي منها عند اهل الحديث غير الصوم و توسيع الطعام... »

اقول: و قد مر الكلام فى احاديث التوسعة على العيال و الصيام فى عاشورا.

الهيثمى: الطبرانى: « و فى رجب حمل الله نوحاًفى السفينة فجرت بهم السفينةسبعة اشهر اخر ذلك يوم عاشورا. قان الهيثمى: فيه عبدالغفور: و هو متروك. » مجمع الزوائد 3: 188.

3- ابن الجوزى: «... حدثنا حبيب بن ابى حبيب عن ابراهيم الصائغ عن ميمون بن مهران عن ابن عباس، قال: قال رسول الله من صام يوم عاشورا كتب الله له عبادة ستين سنة بصيامها و قيامها و من صام يوم عاشورا اعطى ثواب عشرة آلاف ملك و من صام يوم عاشورا اعطى ثواب الف حاج و معتمر و من صام يوم عاشورا اعطى ثواب عشرة آلاف شهيد و من صام يوم عاشورا كتب الله له اجر سبع سموات.

و من افطر عنده مؤمن فى يوم عاشورا فكانما افطر عنده جميع امة محمد و من اشبع جائعاً فى يوم عاشورا فكانما اطعم جميع فقراء امة محمد و اشبع بطونهم و من مسح على راس يتيم رفعت له بكل شعر على رأسه فى الجنة درجة.

قال: فقال عمر: يارسول الله لقد فضّلنا الله عزوجل بيوم عاشورا؟ قال: نعم خلق الله عزوجل يوم عاشورا والارض كمثله و خلق الجبال يوم عاشورا و النجوم كمثله و خلق القلم يوم عاشورا و اللوح كمثله و خلق جبرئيل يوم عاشورا و ملائكته يوم عاشورا و خلق آدم يوم عاشورا و ولد ابراهيم يوم عاشورا و نجاه الله من النار يوم عاشورا ورفع ادريس يوم عاشورا وولد فى يوم عاشورا و تاب الله على آدم فى يوم عاشورا و غفر ذنب داود فى يوم عاشورا و اعطى الله الملك لسليمان يوم عاشورا وولد النبي فى يوم عاشورا.. و استوى الرب عزوجل على العرش يوم عاشورا و يوم القيامة يوم عاشورا. » الموضوعات 2: 202.

1- قال ابن الجوزى: « هذا حديث موضوع بلا شك و قال احمد بن حنبل كان حبيب بن ابى حبيب يكذب و قال ابن عدى كان يضع الحديث و فى الرواة من يدخل بين حبيب و بين ابراهيم ابله.

قال ابو حاتم ابو حبان: هذا الحديث باطل لا اصل له قال: و كان حبيب من اهل مرو يضع الحديث على الثقاة لا يحل كتب حديثه الا على سبيل القدح فيه. » الموضوعات 2: 202.

اقول: و عن ابى داود: كان من اكذب الناس و عن الرازى و الازدى: متروك الحديث و عن ابن عدى: احاديثه كلها موضوعة، عن مالك و غيره و ذكر له عدة احاديث ثم قال: و هذه الاحاديث مع غيرها مما روى حبيب عن هشام بن سعد كلها موضوعة و عامة حديث حبيب موضوع المتن مقلوب الاستاذ و لا يحتشم فى وضع الحديث على الثقات و امره بيّن فى الكذب. » تهذيب الكمال 4: 116. الكامل فى الضعفاء 2: 412. و الحديث هذا الذى شانه و انه اشبه شى بالاساطير مع ذلك نرى ان البعض من العامة يورده فى كتابه و يرسله ارسال المسلمات من دون اى نقد و تحقيق. كما ارتكبه فى حاشية الجمل على شرح المنهج 2: 347.

2- و قال القارى: « و منها اى من الموضوعات الا كتحال يوم عاشورا و التزين و التوسعة و الصلاة فيه و غير ذلك من فضائل لا يصح منها شي و لا حديث واحد و لا يثبت عن النبي فيه شي غير احاديث صيامه وقد مر الكلام فى هذه الاحاديث بالتفصيل فراجع. و ما عداها فباطل و امثل ما فيها حديث و من وسع على عياله يوم عاشورا وسع الله عليه سائر سنته قال الامام احمد لا يصح هذا الحديث و فيه ايضاً من الكتحل... رواه البيهقى عن ابن عباس... الاسرار المرفوعة: 345- 320- 402. انظر تهذيب التهذيب 2: 159.

قال: من وسع على عياله فى يوم عاشورا. قال الزركشى: لا يثبت انما هو من كلام محمد بن المنتشر المصدر.

و قال: من صام يوم عاشورا كتب الله له عبادة ستين سنة فهذا باطل يرويه حبيب بن ابى حبيب عن ابراهيم الصانع عن ميمون بن مهران عن ابن عباس. و حبيب هذا غير حبيب اى مرغوب عنه و ليس بجيد كان يضع الاحاديث. » المصدر.

3- و قال زين الدين الحنفى: « اما التوسعة فيه على العيال... قد روى من وجوه متعدده لا يصح فيها شي ... و ممن قال ذلك: محمد بن عبدالله بن عبدالحكم و قال العقيلى: هو غير محفوظ. و قد روى عن عمر من قوله، و فى اسناده مجهول لا يعرف. لطائف المعارف: 113.

4- و قال العينى: ما ورد فى صلاة ليلة عاشورا و يوم عاشورا و فى فضل الكحل يوم عاشورا لا يصح و من ذلك من اكتحل بالأثمد و هو حديث موضوع وضعه قتلة الحسين. و قال احمد: والاكتحال يوم عاشورا لم يرو عن رسول الله فيه اثر و هو بدعة. » عمدة القارى 11: 118.

قال الشيخ يوسف القرضاوى:

رأينارعايا اكثر بلاد المسلمين يحتفلون بيوم عاشورا يذبحون الذباح و يعتبرونه عيداً او موسماً يوسعون فيه على الاهل و العيال اعتماداً على حديث ضعيف بل موضوع فى رأى ابن تيميه و غيره و هو الحديث المشهور على الالسنة: « من اوسع على عياله و اهله يوم عاشورا اوسع الله عليه سائر سنته قال المنذرى: « رواه البيهقى و غيره من طرق عن جماعة من الصحابة وقال البيهقى: هذه الاسانيد و ان كانت ضعيفة فهى اذا ضم بعضها الى بعض اخذت قوة. قال القرضاوى: و فى هذإ؛== القبول نظر و قد جزم ابن الجوزى و ابن تيمية فى منهاج السنة و غيرهما ان الحديث موضوع. و حاول الطبرانى و غيره الدفاع عنه و اثبات حسنه لغيره! و كثير من المتاخرين يعز عليهم ان يحكموا بالوضع على حديث والذى يترجح لى ان الحديث مما وضعه بعض الجهال من اهل السنة فى الرد على مبالغات الشيعة فى جعل يوم عاشورا يوم حزن و حداد فجعله هؤلا يوم اكتحال و اغتسال و توسعة على العيال. » كيف نتعامل مع السنة النبوية (معالم وضوابط ): 825. منشور فى « السنة النبوية و منهجنا فى بناء المعرفة و الحضارة: 2 / 1992- عمان المجمع الملكى لبحوث الحاضرة الاسلامية - مؤسسه آل البيت (مآب) عمان الاردن.

موقف اهل البيت (ع ):

لقد عارض الائمة (ع) هذه المؤامرة الاموية الخبيثة و تخطيطها الشيطانى بشان اعلان يوم عاشورا عيداً فتصدوا لهذا التيار الظالم و البدعة القبيحة بكل ما لديهم من طاقة.

فتراهم يعلنون بملى الغم بترك السعى للحوائج يوم عاشورا و الاضراب عن العمل و جعل هذا اليوم يوم حزن و بكاء و تقبيح من يعّده يوم بركه و الدعاء عليه بحشره يوم القيامة مع المبتدعين لهذه البدعة الشيطانية و هم بنوامية و اذنابهم، فالاوامر الصادرة من الائمة بشان الحداد فى يوم عاشورا من البكاء و امر اعضاء الاسرة بالبكاء و التلاقى بالبكاء... او امر مؤكده يضمن الامام لمنذها الجنة فالائمة يشجبون مزاعم البركة فى ادخار قوت السنة فى يوم عاشورا خلافًا لما يذيعه و يشيعه الامويون حيث يرون البركة فى شراء قوت السنة -

فالأئمة يكشفون الستار عن موامرة الشجرة الملعونة و عاظهم فى جعل يوم شهادة الحسين يوم عيد و بركة لدفن القضية و صرف الاذهان عن الفاجعة الكبرى بشان سيد شباب اهل الجنة رجاء ان يعدل الراى العام من الاستنكار و الشجب الى الاستعداد للعيد و التبرك به و العدول عن البكاء والحداد و الحزن الى الفرح و السرور سود الله و جوههم بني امية كما اسودت قلوبهم:

1- ابن طاووس: « و روينا باسنادنا الى مولانا على بن موسى الرضا انه قال: من ترك السعى فى حوائجه يوم عاشورا قضى الله له حوائج الدنيا والاخرة و من كان يوم عاشورا يوم مصيبتة و حزنه و بكائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه و سروره و قرت بنا فى الجنة عينه و من سمى يوم عاشورا يوم بركة وادخر لمنزلة فيه شيئا لم يبارك له فيما ادخرها و حشر يوم القيامة مع يزيد و عبيدالله ابن زياد و عمر بن سعد لعنهم الله فى اسفل درك من النار. » الاقبال 3: 82. عنه البحار 95: 344و 44: 284رواه فى عيون اخبار الرضا 2: 299. امالى الصدوق: 112. الوسائل 14: 504 / ب 66 / ح 7.

2- الطوسى: « محمد بن الحسن فى المصباح عن محمد بن اسماعيل عن صالح بن عقبة عن ابيه عن علقمه عن ابى جعفر فى حديث زيارة الحسين يوم عاشورا من قرب وبعد قال: ثم ليندب الحسين و يبكيه و يأمر من فى داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه و يقيم فى داره المصيبة باظهار الجزع عليه وليعز بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين و انا ضامن لهم اذا فعلوا ذلك على الله عزوجل جميع ذلك يعنى ثواب الفى حجة و الفى عمرة و الفى غزوة قلت: انت الضامن لهم ذلك و الزعيم؟ قال: انا الضامن و الزعيم لمن فعل ذلك قلت: و كيف يعزى بعضنا بعضا؟ قال يقولون: اعظم الله اجورنا و اجوركم بمصابنا بالحسين عليه السلام و جعلنا و اياكم من الطالبين بثاره مع وليه الامام المهدى من آل محمد و ان استطعت ان لا تنتشر يومك فى حاجة فافعل فانه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن و ان قضيت لم يبارك له فيها و لم يرن فيها رشداً و لا يدخرنّ احدكم لمنزلة فيه شيئا فمن ادخر فى ذلك اليوم شيئا لم يبارك له فيما ادّخر و لم يبارك له فى اهله فاذا فعلوا ذلك كتب الله لهم ثواب الف حجة و الف عمرة و الف غزوة كلها مع رسول الله و كان له اجر و ثواب كل نبى و رسول و وصى وصديق و شهيد مات او قتل منذ خلق الله الدنيا الى ان تقوم الساعة. » المصباح المتهجد: 713. عنه الوسائل 14: 509 / ب 66: ح 20.

الصدوق: حدثنا الحسين بن ادريس قال حدثنا ابى عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن نصر بن مزاحم عن عمرو بن سعيد عن ارطاة بن حبيب عن فضيل الرسان.

3- عن جبلة المكية، قالت: سمعت ميثم التمار قدس الله روحه يقول: والله لتقتل هذه الامة ابن نبيها فى ا لمحرم لعشر يمضين منه و ليتخّذن اعداء الله ذلك اليوم يوم بركة و ان ذلك لكائن قد سبق فى علم الله تعالى ذكره. اعلَم ذلك بعهد عهده الىَّ مولاى اميرالمؤمينن و لقد انه اخبرنى يبكى عليه كل شي حتى الوحوش فى الفلوات و الحيتان فى البحر و الطير فى السماء و يبكى عليه الشمس و القمر والنجوم و السماء و الارض و مؤمنو الانس و الجن و جميع ملائكة السماوات و الارضين و رضوان و مالك و حملة العرش و تمطر السماء دما و رماداً ثم قال: و جبت لعنه الله على قتلة الحسين كما وجبت على المشركين الذين يجعلون مع الله الها آخرو كما وجبت على اليهود و النصارى و المجوس.

قالت: جبلة: فقلت له: يا ميثم! فكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذى قتل فيه الحسين يوم بركة؟ فبكى ميثم رضى الله عنه ثم قال: يزعمون لحديث يضعونه انه اليوم الذى تاب الله فيه على آدم و انما تاب الله على آدم فى ذى الحجة و يزعمون انه اليوم الذى قبل الله فيه توبة داود وانما قبل الله عزوجل توبته فى ذى الحجة و يزعمون انه اليوم الذى اخرج الله فيه يونس من بطن الحوت و انما اخرج الله عزوجل يونس من بطن الحوت فى ذى الحجة و يزعمون انه اليوم الذى استوت فيه سفينة نوح على الجودى و انما استوت على الجودى فى يوم الثامن عشر من ذى الحجة و يزعمون انه اليوم الذى فلق الله عزوجل فيه البحر لبنى اسرائيل و انما كان ذلك فى ربيع الاول ثم قال ميثم: يا جبلة اعلمى ان الحسين بن على سيد الشهداء يوم القيامة و لأصحابه على سائر الشهداء درجة يا جبلة: اذا نظرت السماء و فى البحار الى الشمس 45: 202. حمراء كانها دم فاعلمى ان سيد الشهداء الحسين قتل. قالت جبلة: فخرجت ذات يوم فرايت الشمس على الحيطان كانها الملاحف المعصفرة فصحت حينئذ و بكيت و قلت: قد والله قتل سيدنا الحسين بن على عليه السلام. » علل الشرائع 1: 227 / ب 162 / ح 3. امالى الصدوق المجلس 27- الرقم 1- البحارالانوار 45: 203. الوافى 11: 76. سفينة البحار 6: 270.

4- من دعاء فى قنوت صلاة علّم به الامام الصادق عبدالله بن سنان يقرأُه يوم عاشورا اللهم و اهلك من جعل قتل اهل بيت نبيك عيداً و استهل فرحاً و سروراً و خذ اخرهم بما اخذت به اولهم اللهم اضعف البلاءو العذاب و التنكيل على الظالمين من الاولين و الاخرين و على ظالمى ال بيت نبيك (ص) و زد هم نكالاً و لعنة و اهلك شيعتهم و قادتهم و جماعتهم. » الاقبال 3: 68.

5- عن زرارة: قال ابو عبدالله يازرارة ان السماء بكت على الحسين اربعين صباحاً بالدم و ان الارض بكت اربعين صباحاً بالسواد و ان الشمس بكت اربعين صباحاً بالكسوف والحمرة و ان الجبال تقطعت و انتثرت و ان البحار تفجرت و ان الملائكة بكت اربعين صباحاً على الحسين و ما اختضبت منا امراة و لا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى اتانا راس عبيدالله ابن زياد لعنة الله وما زلنا فى عبرة بعده... » بحارالانوار 45: 207.

6- الصدوق: « حدثنا محمد بن على بن بشار القزوينى رضى الله عنه قال: حدثنا ابوالفرج المظفر بن احمد القزوينى قال: حدثنا محمد بن جعفر الكوفى الاسدى قال: حدثنا سهل بن زياد الادمى قال: حدثنا سليمان بن عبدالله الخزاز الكوفى قال: حدثنا عبدالله بن الفضل الهاشمى قال: قلت لأبى عبدالله جعفر بن محمد الصادق: يابن رسول الله كيف صار يوم عاشورا يوم مصيبة و غم و جزع و بكاء دون اليوم الذى قبض رسول الله و اليوم الذى ماتت فيه فاطمة عليها السلام و اليوم الذى قتل فيه اميرالمؤمنين واليوم الذى قتل فيه الحسن بالسم؟ فقال: ان يوم الحسين اعظم مصيبة من جميع سائر الايام و ذلك ان اصحاب الكساء الذى كانوا اكرم الخلق على الله تعالى كانوا خمسة فلما مضى عنهم النبي بقى اميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام فكان فيهم للناس عزاء و سلوة فلما مضت فاطمة عليها السلام كان فى اميرالمؤمنين و الحسن والحسين عزاء و سلوه فلما مضى منهم اميرالمؤمنين كان للناس فى الحسن والحسين عزاء و سلوة فلما مضى الحسن كان للناس فى الحسين عزاء و سلوة فلما قتل الحسين لم يكن بقى من اهل الكساء احدا للناس فيه بعده عزاء و سلوة فكان ذهابه كذهاب جميعهم كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم فلذلك صار يومه اعظم مصيبة.

قال عبدالله بن الفضل الهاشمى: فقلت له يابن رسول الله فلم لم يكن للناس فى على بن الحسين عزا و سلوة مثل ما كان لهم فى آبائه عليهم السلام؟ فقال: بلى انّ على بن الحسين كان سيد العابدين و اماما و حجة على الخلق بعد آبائه الماضين و لكنه لم يلق رسول الله و لم يسمع منه و كان علمه وراثه عن ابيه عن جده عن النبي و كان اميرالمؤمنين و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام قد شاهدهم الناس مع رسول الله فى احوال فى ان يتوالى فكانوا متى نظروا الى احد منهم تذكروا حاله مع رسول الله وقول رسول الله له و فيه فلما مضوا فقد الناس مشاهدة الاكرمين على الله عزوجل و لم يكن فى احد منهم فقد جميعهم الا فى فقد الحسين لانه مضى اخرهم فلذلك صار يومه اعظم الايام مصيبة.

قال عبدالله بن الفضل الهاشمى: فقلت له يابن رسول الله فكيف سمت العامة يوم عاشورا يوم بركة؟ فبكى ثم قال: لما قتل الحسين تقرب الناس بالشام الى يزيد فوضعوا له الاخبار واخذوا عليه الجوائز من الأموال فكان مما وضعوا له امر هذا اليوم وانه يوم بركة ليعدل الناس فيه من الجزع والبكاء والمصيبة والحزن الى الفرح والسرور والتبرك و الأستعداد فيه حكم الله بيننا وبينهم. علل الشرائع 1: 227 / ب 162. عنه البحار44: 269.

اقول: و لهذه الرواية امارات و شواهد على الصدق اعم من القرائن الخارجيه و الداخلية قوة المتن فلا مجال لردها بجهالة عبدالله بن الفضل الهاشمى و ان قال النمازى: انه ظفر على مدحه و جلالته علل الشرائع 1: 227 / ب 162. عنه البحار44: 269. المستدركات فى علم رجال الحديث 5: 70. و ذلك فى حديث عن الصادق قائلا له: ولو شئت لاريتك اسمك فى صحيفتنا قال: وجدت فى اسفلها اسمى الاختصاص: 216. لكن فيه تامل من حيث انه لا يمكن الاستدلال على وثاقة شخص برواية نفسه عن الامام اذ يستلزم الدور الواضح بل قد يثير سوء الظن به كما قاله الامام الخمينى:

« اذا كان ناقل الوثاقة هو نفس الراوى فان ذلك يثير سوء الظن به حيث قام بنقل مدائه و فضائله فى الملأ الاسلامى كليات فى علم الرجال: 152. وعن السيد الخوئى: لا يمكن اثبات وثاقه شخص برواية نفسه معجم رجال الحديث 3: 316. فى ترجمه بشر بن سليمان. هذا ولكن التسترى اعتمد على هذه الرواية ايضا فى اثبات جلالة حيث قال: ثم يشهد لاتحاده وجلاله رواية الاختصاص.... اضف الى ذلك ان التسترى يراه متحداًمع عبدالله بن الفضل بن عبداله بن نوفل النوفلى - الذى هو ثقه. القاموس 6: 550.

واستظهر الحائرى ايضا ذلك. منتهى المقال 4: 216. انظر تنقيح المقال 2: 202.

كيف يجتمع النسي مع صوم عاشورا:

ان الجاهلية كانت تؤخر المحرم الى صفر تارة يجعلون صفراً مع ذى القعدة محرماً تحرجاً من توالى ثلاثة اشهر محرمة. ولا يهمنا ان المنادي بذلك كما ياتى من هو؟ هل هم قوم من بنى فقيم او من بنى كنانة رجل منهم يقال له نعيم بن ثعلبة. بل المهم هو انه لم يتحقق توافق بين اسم الشهر و نفسه الا فى كل اثنتى عشرة سنة مرة ان كان التاخير على نظام محفوظ و ذلك على نحو الدوران. » تفسير الميزان 9: 288.

و ان كان بمعنى انساء حرمة المحرم الى صفر ثم اعادتها مكانها فى العام المقبل كما هو المعروف والمشهور فى تفسير النسي فيكون المعنى ان صفر هو المحرم عندهم و ان الصوم فى العاشر من صفر كان هو المتداول عند الجاهلية وعليه كيف يجتمع مع دعوى ان قريش كانت تصوم يوم عاشورا والنبي ايضا كان يصومه؟

معنى النسي :

قال الطباطبائى: « ثم انهم اى العرب ربما كانوا يتحرجون من القعود عن الحروب والغارات ثلاثة اشهر متواليات فسألوا بعض بنى كنانة ان يحل لهم ثالث الشهور الثلاثة فقام فيهم بعض ايام الحج بمنى واحل لهم المحرم و نسا حرمته الى صفر فذهبوا لوجههم عامهم ذلك يقاتلون العدو ثم رد الحرمة الى مكانه فى قابل وهذا هو النسيى . و اضاف الطباطبائى قائلا: و كان يسمى المحرم صفر الاول و صفر: صفر الثانى فلما اقر الاسلام الحرمة لصفر الاول عبروا عنه بشهر الله المحرم ثم لما كثر الاستعمال خفف وقيل: المحرم واختص اسم صفر بصفر الثانى فالمحرم من الالفاظ الاسلامية كما ذكره السيوطى فى المزهر. » تفسير الميزان 9: 287.

اقول: وعليه فلم يتحقق موضوع لمحرم بالمعنى الاسلامى فى الجاهلية وان صومهم فى الجاهلية عاشورا من المحرم لم يكن بالمعنى المعروف المشهور عندنا.

تفسير اخر للنسى :

اخرج عبدالرزاق... عن مجاهد فى قوله: انما النسيى زيادة فى الكفر قال: فرض الله الحج فى ذى الحجة و كان المشركون يسمون الاشهر ذاالحجة والمحرم و صفر و ربيع و ربيع و جمادى و جمادى و شعبان و رمضان و شوال و ذوالقعدة و ذوالحجه ثم يحجون فيه ثم يسكتون عن المحرم فلا يذكرونه ثم يعودون فيسمون صفر صفر ثم يسمون رجب جمادى الاخره ثم يسمون شعبان رمضان و رمضان شوال و يسمون ذالقعده شوال ثم يسمون ذالحجة ذالقعده ثم يسمون المحرم ذالحجة ثم يحجون فيه و اسمه عندهم ذوالحجة.

ثم عادوا الى مثل هذه القصة فكانوا يحجون فى كل شهر عاماً حتى وافق حجة ابى بكر الاخرة من العام فى ذى القعدة ثم حج النبي حجتة التى حج فيها فوافق ذوالحجة فذلك حين يقول فى خطبته: ا ن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والارض.

قال الطباطبائى: و محصله على ما فيه من التشويش والاضطراب ان العرب كانت قبل الاسلام تحج البيت فى ذى الحجة غير انهم ارادوا ان يحجوا كل عام فى شهر فكانوا يدورون بالحج الشهور شهراً بعد شهر و كل شهر وصلت اليه النوبة عامهم ذلك سموه ذالحجة وسكتوا عن اسمه الاصلى ولازم ذلك ان يتالف كل سنة فيها حجة من ثلاثة عشر شهراً و ان يتكرر اسم بعض الشهور مرتين او ازيد كما يشعر به الرواية ولذا ذكر الطبرى ان العرب كانت تجعل السنة ثلاثة عشر شهراً و فى رواية اثنى عشر شهراًو خمسة و عشرين يوما و لازم ذلك ايضاً ان تغيير اسماء الشهور كلها و ان لا يواطى اسم الشهر نفس الشهر الا فى كل اثنتى عشرة سنة مرة ان كان التاخير على نظام محفوظ و ذلك على نحو الدوران. و مثل هذا لا يقال له الانساء والتاخير فان اخذ السنة ثلاثة عشر شهرا و تسمية اخرها ذالحجة تغيير لاصل التركيب لا تاخير لبعض الشهور بحسب الحقيقة.

فالحق ان النسي هو ما تقدم انهم كانوا يتحرجون من توالى شهور ثلاثة محرمة فينسؤن حرمة المحرم الى صفر ثم يعيدونها مكانها فى العام المقبل... » الميزان فى تفسيرالقرآن 9: 288.

اصرار على الغلط:

قال المحدث القمى: « ومما لا ينقضى منه العجب كلام الشيخ عبدالقادر الجيلانى فى محكى كتابه غنية الطالبين ولا باس بذكره. قال: و قد طعن قوم على صيام هذا اليوم العظيم و ما ورد فيه من التعظيم وزعموا انه لا يجوز صيامه لأجل قتل ا لحسين بن على (ع) فيه وقالوا ينبغى ان تكون المصيبة فيه عامة على جميع الناس لفقده و انتم تأخذونه يوم فرح وسرور و تامرون فيه بالتوسعة على العيال والنفقة الكثيرة و الصدقة على الضعفاء والمساكين وليس هذا من حق الحسين على جماعة المسلمين. وهذا القائل خاطى ومذهبه قبيح فاسد لان الله اختار لسبط نبيه الشهادة فى اشرف الايام و اعظمها و اجلها وارفعها عنده ليزيده بذلك رفعة فى درجاته و كرامة مضافة الى كراماته ويبلغه منازل الخلفاء الراشدين الشهداء بالشهادة ولو جاز ان يتخذ يوم موته مصيبة لكان يوم الاثنين اولى بذلك اذ قبض الله فيه نبيه... ياترى و هل يوم الاثنين يوم بركة و يوم عيد، فنتبرك به لانه توفى النبى فيه!!

وقد اتفق الناس على شرف يوم الاثنين وفضيلة صومه و انه تعرض به فى يوم الخميس اعمال العباد. و كذلك عاشورا لا يتخذ يوم مصيبة نعم يتخذ يوم عيد و بركة و فرح وسرور كما اشاع بذلك الشجرة الملعونة الاموية واشياعهم واتباعهم. ولان يوم عاشورا. ان يتخذ يوم مصيبة ليس باولى من ان يتخذ يوم عيد و فرح وسرور لما قدمنا ذكره و فضله من انه يوم انجى الله فيه انبيائه من اعدائهم و اهلك فيه اعدائهم الكفار من فرعون و قومه و غيرهم و انه خلق السموات والارض و الاشياء الشريفة وآدم و غير ذلك و ما اعدّ الله لمن صامه من الثواب الجزيل و العطاء الوافر و تكفير الذنوب و تمحيص السيئات فصار عاشورا مثل بقية الايام الشريفة كالعيدين والجمعة وعرفه و غيرها.

ثم لو جاز ان يتخذ هذا اليوم يوم مصيبة لاتخذته الصحابة والتابعون لانهم اقرب اليه منا واخص به. » سفينة البحار 6: 270.

اقول: ان الجيلانى يصر على تاكد التوسعة والنفقة على العيال والصدقة فى يوم عاشورا، و انه يوم عيد و بركة اذ فيه: انجى الله انبيائه فكانه لم يهتد الى قول ابن الجوزى حيث قال: « هذا حديث لا يشك عاقل فى وضعه ولقد ابدع من وضعه و كشف القناع ولم يستحيى... » الموضوعات 2: 200.

ولا الى قول العينى: « و هو حديث موضوع وضعه قتلة الحسين. » عمدة القارى 11: 121.

و لا الى قول القارى ولا الشوكانى. فتراه يلهج ويرد الاباطيل فى فضل عاشورا و هو غافل عن كلام مهرة الفن وموقفهم من هذه المنقولات: « تمذهب قوم من الجهال بمذهب اهل السنة فوضعوا هذه الاحاديث... » الموضوعات 2: 200.

و منقولات التوسعة على العيال: مجهولة او ضعيفة جداً و روايات نجاة الانبياء فى يوم عاشوراء فهى من المراسيل و تنتهي و تنهى الى عكرمة الخبيث الذى كان يكذب على ابن عباس على ما صرح به على بن عبدالله بن عباس. ميزان الاعتدال 3: 93.

و كان الجيلانى لم يتفقة هذه المعانى ولا ارشد الى هذه التقارير من ارباب الفن فتراه يصر على اشرفية ايام عاشورا رفعتها على جميع ما سواها. و كانه غفل عن افضليه شهر رمضان و ايامها و ليالها على سانرما سواها وكذلك افضلية عرفه كما لعله غفل او تغافل عن ان الاعلان بالعيد يوم عاشورا من مبتدعات تلك الشجرة الملعونة والخبيثة كما سيأتى ا لكلام حوله.

وللاسف انه ينسب كذبا و زوراً الى المذهب الامامى الشيعة الاثنى عشرية بانهم يحرمون الصوم فى عاشورا لاجل قتل الحسين.

غريب ممن يدعى الفضل والفهم ولا علم له لا بكتب السنة ولا بمبانى الامامية و ارائهم.

اذ اي فقيه امامى بقول بأن الحرمة لأجل قتل الحسين (ع) !!

اليس القول المشهور عند الطائفة - اعلى اله كلمتهم هو الاستحباب لكن على سبيل الحزن؟!

ثم ان القائل بالحرمة منا من المتأخرين والمعاصرين لا يعلل بما نسبه الجيلانى الينا بل يقول: ان الصيام فى هذا اليوم ودعوى البركة فيه انما هو من بدع الامويين فانهم هم الذين صاموا بقصد الشكر لله على قتل الحسين قرة عين الرسول و سيد شباب اهل الجنة فالصوم فيه بهذا القصد و بقصد التبرك صوم اموى واجر الصائم فيه على يزيد بن معاوية وعلى ابن مرجانه الدعى ابن الدعى وسائر قتلة الحسين عليهم الاف اللعنة والعذاب الاليم. و ان حظ الصائم فيه بهذا القصد هو حظ المبتدعين له و هو النار انشاءالله.

اقول: يكفى الجيلانى قول الذهبى فيه: الشيخ عبدالقادر... عليه ماخذ فى بعض اقواله ودعاويه والله الموعد!؟ سيراعلام النبلاء20: 451.

اما قوله: لأتخذه الصحابة و التابعون:

لقد تعرضنا للروايات التى مفادها ان اهل البيت (ع) اتخذت هذاليوم يوم حزن وحداد وامرت المسلمين باتخاذه يوم عزاء و بكاء... كما اورد الحموى انظر فرائد السمطين 2: 154. والطريحى مجمع البحرين 3: 405. روايات فى هذا المجال فليراجع.

عاشورا - عيدالامويين

يعرف من خلال التواريخ و من خلال تصريحات المؤرخين ان الاحتفال بيوم عاشورا كعيد و يوم فرح و سرور انما هو من بدع اجلاف بني امية و عملاهم واذنابهم كالحجاج بن يوسف وملوك بنى ايوب كما ورد التصريح بذلك فى الخطط للمقريزى والاثار الباقية لابى ريحان البيرونى حيث صرح بان بني امية لبسوا فيه الجديد و تزينوا واكتحوا وعيّدوا... وجرى هذه المراسم ايام ملكهم... و بقيت اثارها الى يومنا هذا فى بعض البلاد الاسلامية واضاف البعض: ان بني امية اتخذوا اليوم الاول من صفر عيداً لهم حيث ادخلت فيه راس الحسين (ع ). » كتاب الحضارة الاسلامية 1: 137.

1- قال ابو الريحان: « وكانوا يعظمون هذا اليوم اى يوم عاشورا الى ان اتفق فيه قتل الحسين بن على بن ابيطالب واصحابه وفعل به وبهم مالم يفعل فى جميع الامم بأشرار الخلق من القتل بالعطش والسيف والاحراق وصلب الرؤوس واجراءالخيول على الاجساد فتشاؤموا به فأما بنوا امية فقد لبسوا فيه ماتجدد وتزينوا واكتحلوا وعيّدوا واقاموا الولائم والضيافات واطعموا الحلاوات والطيبات وجرى الرسم فى العامة على ذلك ايام ملكهم وبقى فيهم بعد زواله عنهم.

و اما الشيعة فانهم ينوحون ويبكون اسفاً لقتل سيدالشهداء فيه ويظهرون ذلك بمدينة السلام وامثالها من المدن و البلاد و يزورون فيه التربة المسعودة بكربلاءولذلك كره فيه العامة تجديد الاوانى وألاثاث. » الكنى والقاب 1: 431. انظر عجائب المخلوقات بهامش حياة الحيوان للدميرى 1: 114و 3: 104.

2- و قال المقريزى: « انه لما كانت الخلفاء الفاطميون بمصر كانت تتعطل الاسواق فى ذلك اليوم- عاشورا- ويعمل فيه السماط الصنف من الناس مجمع البحرين 4: 254. مادة سمط. العظيم المسمى سماط الحزن وينحرون الابل وظلَّ الفاطميون يجرون على ذلك كل ايامهم فلما زالت الدولة الفاطمية اتخذ الملوك من بنى أيوب يوم عاشورا يوم سرور يوسعون فيه على عيالهم و يتبسطون فى المطاعم ويتخذون الاوانى الجديدة و يكتحلون ويدخلون الحمام جرياً على عادة اهل الشام التى سنتها لهم الحجاج قال الذهبى: اهلكه الله فى رمضان سنة خمس و تسعين وكان ظلوماً جباراً ناصبياً خبيثا سفا كاللدماء... و حصاره لابن الزبير بالكعبة و رميه اياها بالمنجنيق و اذ لاله لاهل الحرمين... و تأخيره للصلوات الى ا ن استاصله الله فنسّبه و لا نحّبه بل نبغضه فى الله، سير اعلام النبلاء 4: 343. و قد مات فى سجنه خمسون الف رجل وثلاثون الف امراة منهن ستة عشر الفاً مجردات عاريات حياة الحيوان 1: 96- 241. واطلق من سجنه بعده ثلثمائة الف ما بين رجل و امراة - حياة الامام الحسين 2: 300. و قتل المئات من الابرياء منهم المفسر الكبير سعيد بن جبير. سيراعلام النبلاء 4: 321. تاريخ الاسلام حوادث 80- 61. فى ايام عبدالملك بن مروان ليرغموا بذلك اناف شيعة على بن ابى طالب كرم الله وجهه الذين يتخذون يوم عاشورا يوم عزاء و حزن على الحسين بن على (ع) لانه قتل فيه قال: وقد ادركنا بقايا مما عمله بنواميةمن اتخاذ عاشورا يوم سرور و تبسط. » الخطط 2: 385. عنه الكنى والقاب 1: 431. الحضارة الاسلامية 1: 137. دائرة المعارف للبستانى 11: 446.

3- المصاحب: « لازال يوم عاشورا فى تونس والمراكش وليبيا يوم سرور و تقام فيها مراسم خاصة ويقوم الناس فيه بزيارة القبور وجعل الورود عليها ويجعلون اطواقا من النيران فيقفزون عليها ثم يرمونها فى الانهار وعادات اخرى ورثوها من البربر. » دائر المعارف للمصاحب: 1652.

اذن المتبادر من المقريزى وغيره انَّ بدعة العيد والاكتحال والتزين ومراسم الفرح والسرور بدعة خبيثة من شجرة خبيثة اموية، كان الحجاج يصّر على إقامتها تأسياً باسياده الأمويين، و حجاج هذا هو الذى كان ياسف لعدم حضوره كربلاء ليكون هو المتوّلى لسفك دم سيد شباب اهل الجنة الحسين بن على (ع) اما بعض العادات التى ذكرها المصاحب ونوردها عن الكراجكى ايضا فهى عادات متخذة من البربر ادخلها أجلاف بني امية فى يوم عاشورا ليكتمل بها سرورهم ويكون شاهداًواضحا على الجذور التى ينتموا اليها.

2- يقول الكراجكى: « و من عجبت امرهم دعواهم محبة اهل البيت (ع) مع ما يفعلون يوم المصاب بالحسين من المواظبة على البّر و الصدقة والمحافظة على البذل والنفقة والتبرك بشراء ملح السنة و التفاخر بالملابس المنتخبة والمظاهرة بتطيب الابدان من اسباب الافراح والمسرات واعتذارهم فى ذلك بانه يوم ليس كالأيام و انه مخصوص بالمناقب العظام ويدعون ان الله عزوجل تاب فيه على آدم.

فكيف وجب ان يقضى فيه حق آدم فيتخذ عيداًولم يجب ان يقضى حق سيد الاولين والاخرين محمد خاتم النبيين فى مصابه بسبطه وولده وريحانته وقرة عينه وبأهله الذين اصيبوا وحريمه الذين سبوا وهتكوا فتجهد فيه حزنا ووجدا ويبالغ وكدا لو لا البغضة للذرية التى توارثها الابناء عن الاباء. » التعجب - المطبوع ضمن كنزالفوائد: 45.

3- يقول زين الدين الحنفى: « وقد روى انّ يوم عاشورا كان يوم الزينة الذى كان فيه ميعاد موسى لفرعون و انه كان عيداً لهم و يروى ان موسى عليه السلام كان يلبس فيه الكتان ويكتحل فيه بالأثمد وكانت اليهود من اهل المدينة وخيبر فى عهد رسول الله يتخذونه عيداًو كان اهل الجاهلية يقتدون بهم فى ذلك وكانوا يسترون فيه الكعبة ولكن شرعنا ورد بخلاف ذلك ففى الصحيحين عن ابى موسى قال: كان يوم عاشورا يوماًتعظمه اليهود وتتخذه عيداًفقال: صوموه و انتم فى رواية لمسلم: كان اهل خيبر يصومون يوم عاشورا يتخذونه عيداً ويلبسون نساءهم فيه حليتهم و شارتهم فقال رسول الله: فصوموه انتم. لطائف المعارف: 111.

4- قال السقاف:

كتب ماكيا فيللى كتابا اسماه « الامير » اقتبسه من واقع الحياة السياسية وجاء فيه مما اقتبسه من واقع حياتهم السياسية منطق: « الغاية تبرر الواسطة » و على هذا الاساس حلّ للحاكم السياسى الذى حاول ان يدفن حادثة عاشورا ان يتخذ كل وسيلة لذلك ولو كانت منافية للدين والاخلاق ففى سبيل اطفاء شعلة عاشورا ودفن قضية كربلاء و لجأوا الى اختلاف اخبار جعلوها احاديث ونسبوها الى جد الحسين (ع) الا انّ عدم التنسيق فى وسائل الأعلام لهولاء الحكام جعلها متخالفة متضاربة.

اتوا بهذه الاخبار العظيمة و الكثيرة العدد بغية دفن قضية كربلاء ولكن فشلوا وبقيت قضية كربلاء على ماهى عليه القضية العظيمة جداً استحلال دم الحسين.

و قد اصاب الشريف الرضى فى وصف هذا الامر اذ قال:

كانت مآتم بالعراق تعدها * اموية بالشام من اعيادها

جعلت رسول الله من خصمائها* فلبئس ماادخرت ليوم معادها

نسل النّبى على صعاب مطيها* و دم النّبى على رؤوس صعادها

مجلة الهادى السنةالسابقة العدد الثانى.

معاوية يعلن عاشورا يوم عيد:

ومما يؤيد ان الاعلان عن عاشورا كعيد هو من بدع الأمويين هو ما ورد انّ معاوية ايضا عبّر عن عاشورا بالعيد ولم يعهد من احد لا من النبي الكريم ولا من الصحابة التعبير عنه بالعيد اللهم الا ان يكون الصحابى امويا او عميلا لان امية او مستنا بشرع اليهود.

1- عبدالرزاق عن ابن جريج قال: اخبرنى يحيى بن محمد بن عبدالله صيفى مختلف فى اسمه، انظر تهذيب التهذيب 11: 212.: ان عمرو بن ابى يوسف -اخا بنى نوفل- اخبره انه سمع معاوية على المنبر يقول: ان يوم عاشورا يوم عيد فمن صامه فقد كان يصام و من تركه فلا حرج. » مصنف عبدالرزاق 4: 291 / ح 7850. وقداورده البخارى وليس فيه كلمة العيد.

بالنظر الى هذا النص يعرف ان معاوية هو اول من اطلق على يوم عاشورا صفة العيد ولعل معاوية خاصة والأمويين عامة كانوا يتوقعون مقتل الحسين الشهيد يوم عاشورا لانهم كانوا يعنون عناية خاصة بأخبار الملاحم ويشهد على ذلك رعايتهم لكعب الاخبار الذى كان ينقل اخبار ملك بنى امية... فتأمل. والفتن المأثورة عن النبي وعن على (ع) و فى جملة الملاحم اخبار كثيرة حول مقتل الامام الحسين واليوم الذى يقتل فيه والارض التى يقتل فيها.

قد يقال: نسب فى بعض النصوص الى النبي تسمية العيد لهذا اليوم. « عن ابى هريرة قال: قال رسول الله عاشورا عيد نبى كان قبلكم فصوموه انتم. » مجمع الزوائد 3: 185.

ولكن فيه: اولّا فى سنده ابراهيم الهجرى وقد ضعّفه الائمة كما قال الهيثمى المصدر. منهم ابن عيينه ويحيى بن معين والنسائى الكامل فى الضعفاء 1: 212. ثانياً اورد الحافظ زين الدين الحنبلى هذا النص عن الهجرى وليس فيه كلمة عيد واليك نصه: عاشورا كانت تصومه الانبياء فصوموه انتم. » لطائف المعارف: 102. للحافظ زين الدين الحنبلى ت 795. دار ابن كثير- دمشق.

ثالثاً: رغم التتبع و مراجعة الاحاديث انظر السنن الكبرى 4: 481. المعجم المفهرس 4: 420. و بعض العباسيين ايضا يبدو منهم نفس سياسة الامويين نجاة يوم عاشورا. فقد تحول يوم عاشورا المتوكل الى الماخوزه مدينته التى امر ببنائها وفرق فى الصنّاع والعمّال عليها مبلغاً عظيماً. تاريخ الاسلام حوادث عام 241ص 16. انظر الطبرى 9: 219. الكامل فى التاريخ 7: 93. المختصر فى اخبار البشر 2: 41. النجوم الزاهرة 2: 322. لم نعثر على نص يعبر عن هذا اليوم بالعيد غير ما نقله الهجرى مما يثير ويقوى شبهه الوضع فيما نقله الهجرى او الزيادة سيما و انه ضعيف عند ائمة الرجال. نعم فى البخارى: « كان يوم عاشورا تعده اليهود عيداً.

رابعاً وصف عاشورا بالعيد على عهد الانبياء السلف لا يلازم كونه عيدا على عهد النبي الكريم ايضاً.

وظائف المؤمنين ليلة عاشورا ويومه:

حيث انتهيا الى ما يرتكبه الامويون وعملائهم يوم عاشورا ويأمرون العامة بارتكابه من البدع يستهدفون دفن عاشورا وقضية كربلاء الحسين... لا باس بالاشارة الى ما ينبغى فعله فى هذا اليوم مواساة لاهل بيت الرسول مما وصل الينا و كلّفنا به من الائمة الطاهرين وقد ذكرنا طائفة منها فى فصل موقف الائمة وفيما يلى نصوص اخرى و كلمات الفقهاء رضوان الله عليهم:

1- زيارة الحسين والمبيت عند قبره

ا- ابن طاووس: روينا ذلك باسنادنا الى الشيخ ابى جعفر الطوسى فيما رواه عن جابر الجعفى عن ابى عبدالله قال: من بات عند قبر الحسين ليلة عاشورا لقى الله يوم القيامة ملطخاً بدمه و كانما قتل معه فى عرصة كربلاء. » الاقبال 3: 50- مصباح المتهجد 2: 771. عنه بحار الانوار98: 340. كامل الزيارات: 173. مصباح الكفعمى: 482- وسائل الشيعة 14: 478.

ب- و عنه: « وقال شيخنا المفيد فى كتاب التواريخ الشرعية و روى ان من زار و بات عنده فى ليلة عاشورا حتى يصبح حشره الله تعالى ملطخاً بدم الحسين فى جملة الشهداء معه. » الاقبال 3: 50. عنه البحار 98: 101.

زيارة الحسين ليلة عاشورا ويومه:

ج- ابن قولويه: « عن جابر الجعفى قال: دخلت على جعفر بن محمد فى يوم عاشورا فقال لى: هولاء زوار الله وحق على المزور ان يكرم الزائر من بات عند القبر الحسين ليلة عاشورا لقى الله يوم القيامة مطلخاً بدمه كانما قتل معه فى عصره و قال: من زار قبر الحسين ليوم عاشورا او بات عنده كان كمن استشهد بين يديه. كامل الزيارات: 173. التهذيب 6: 51 / ح 121. الوسائل 14: 476. مصباح المتهجد: 713.

د- 2- وعنه: عن حريز عن ابى عبدالله قال: من زار الحسين يوم عاشورا و جبت له الجنة. » المصدر.

ه$- 3- وعنه عن زيد الشحّام عن ابى عبدالله قال: من زار قبر الحسين بن على يوم عاشورا عارفاً بحقه كان كمن زار الله فى عرشه. » الاقبال: 38.

و- 4- وعنه: عن محمد بن جمهور العمى عمن ذكره عنهم قال: من زار الحسين يوم عاشورا كان كمن تشحط بدمه بين يديه. » كامل الزيارات: 174.

ز- 5- وعنه: روى محمد بن ابى سيار المداينى باسناده قال: من سقى يوم عاشورا عند قبر الحسين كان كمن سقى عسكر الحسين و شهد معه. » المصدر.

ح- 6- وعنه:... عن يزيد الشحام عن جعفر بن محمد قال: من زار الحسين... و من زاره يوم عاشورا فكانما زار الله فوق عرشه. » المصدر.

ى- المفيد: روى ان من اراد ان يقضى حق رسول الله و حق اميرالمؤمنين و حق فاطمة عليهم السلام فليزر الحسين يوم عاشورا. » مسار الشيعة: 61. الوسائل 14: 477 / ب 55 / ح 6و7.

ك- وعنه: روى ان من زار الحسين فى يوم عاشورا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وماتاخر. » المصدر.

ل- الطوسى: « عن صالح بن عقبة عن ابيه عن ابى جعفر قال: من زار الحسين فى يوم عاشورا من المحرم حتى يظل عنده باكياً لقى الله عزوجل يوم يلقاه بثواب الفى حجة والفى عمرة والفى غزوة وثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله... » مصباح المتهجد: 713. الوسائل 14: 477 / ب 55 / ح 6و7.

2- الأحياء مواساةً لاهل البيت:

قال ابن طاوس: « اعلم ان هذه الليلة أحياها مولانا الحسين واصحابه بالصلوات والدعوات وقد احاط بهم زنادقة الاسلام ليستبيحوا منهم النفوس المعظمات وينتهكوا منهم الحرمات ويسبوا نساءهم المصونات فينبغى لمن ادرك هذه الليلة ان يكون مواسيا لبقايا اهل آية المباهلة و آية التطهير فيما كانوا عليه فى ذلك المقام الكبير وعلى قدم الغضب مع الله جل جلاله ورسوله صلوات الله عليه والموافقة لهما فيما جرت الحال عليه ويتقرب الى الله جل جلاله بالاخلاص من موالاة اوليائه ومعاداة اعدائه.

اما فضل احيائها:

1- فقد رأينا فى كتاب دستور المذكرين باسناده عن النبي (ص) قال: قال رسول الله من احيا ليلة عاشورا فكانما عبدالله عبادة جميع الملائكة واجر العامل فيها كأجر سبعين سنة. » الاقبال 3: 50.

اقول: ومؤلفه كما مر سابقاً هو محمد بن ابى بكر او محمد بن عمر ابو عيسى المدينى الشافعى ولم يضمن ابن طاوس صحة الرواية ولذا قال: « رأينا فى كتاب دستور المذكرين » فيمكن العمل بها من باب التسامح فى ادلة السنن على مبنى جعل العمل مستحباً او...

2- و عن علي (ع ): ان استطعت ان تحافظ على... ليلة عاشورا فافعل واكثر فيهن من الدعاء والصلاة وتلاوة القرآن. البحار 95: 336.

اما يوم عاشورا:

- فيه اعمال و تكاليف و فيما يلى بعضها:

1- اظهار الحزن:

قال ابن طاوس: « ان اقل مراتب يوم عاشورا ان تجعل قتل مولانا الحسين صلوات الله عليه وقتل من قتل معه من الاهل والانبياء مجرى والداك « ولديك » او بعض من يعزّ عليك فكن فى يوم عاشورا كلما كنت تكون عند فقدان اخص اهلك به واقربهم اليك، فأنت تعلم ان موت احد من اعزتك ما فيه ظلم لك ولا لهم ولا كسر حرمة الاسلام ولا كفرالاعداء لحرمتك.

فاجتهد ان يراك الله جل جلاله انّ كلما يعز عليه يعز عليك وان يراك رسوله عليه السلام ان كلما هو اساءة اليه فهو اساءة اليك. فكذا يكون من يريد شرف الوفاء لله جل جلاله و لرسوله ولخاصته وكذا يكون من يريد ان يكون الله جل جلاله ورسوله واوليائه عليه وعليهم السلام معه عند نكبته اوحاجته او ضرورته فانه اذا كان معهم فى الغضب و الرضا ولذة والسرور كانوا معه عند مثل تلك الامور. » الاقبال 3: 81.

2- اقامة العزاء:

ا- عن الامام ابى جعفر الباقر:... ثم ليندب الحسين ويبكيه و يأمر من فى داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه ويقيم فى داره المصيبة باظهار الجزع عليه وليعّز بعضهم بعضا بمصابهم بالحسين. » الاقبال 3: 82.

ب- عن الامام الرضا: من كان يوم عاشورا يوم مصيبته و حزنه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت بنا فى الجنة عينه. » الاقبال 3: 81.

ج- قال ابن طاوس: فمن مهمات يوم عاشورا عند الاولياء المشاركة للملائكة و الانبياء والاوصياء فى العزاء لاجل ما ذهب من الحرمات الالهية ودرس من المقامات النبوية ومادخل ويدخل على الاسلام بذلك العدوان من الذل والهوان وظهور دولة ابليس وجنوده على دولة الله جل جلاله و خواص عبيده.

فليجلس الانسان فى العزاء لقرائة ما جرى على ذرية سيد الانبياء صلوات الله جل جلاله عليه وعليهم و ذكر المصائب التى تجددت بسفك دمائهم والاسائة اليهم.

د- وقد اقيم العزاء يوم عاشورا فى دمشق فى اجتماع حافل و قد رثى سبط بن جوزى الحسين بن على و اجهش الناس بالبكاء فعن ابن كثير: «.... كان مجلس وعظ سبط بن الجوزى مطرياً وصوته فيما يورده حسناً طيباً وقد سئل فى يوم عاشورا زمن الملك الناصر صاحب حلب ان يذكر للناس من مقتل الحسين فصعد المنبر و جلس طويلاً لا يتكلم ثم وضع المنديل على وجهه و بكى شديداً ثم انشأ يقول و هو يبكى:

و يل لمن شفعاؤه خصماؤه * والصور فى نشر الخلائق ينفخ

لا بد ان ترد القيامة فاطم * وقميصها بدم الحسين ملطخ

ثم نزل على المنبر وهو يبكى وصعد الى الصالحية وهو كذلك رحمه الله. » البداية والنهاية 13: 207. و كذلك اقيمت فى بغداد مأتم و مسيرات عزائيه كما ذكره الذهبى فى العبر و تاريخ الاسلام. و انظر مستدرك سفينة البحار 7: 239.

3- الاضراب عن العمل:

ا- عن الامام الرضاء (ع) انه قال: من ترك السعى فى حوائجه يوم عاشورا قضى الله له حوائج الدنيا والاخرة. » الاقبال 3: 82.

ب- عن الامام الباقر: «... و ان استطعت ان لا تنتشر يومك فى حاجة فافعل فانه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة مؤمن و ان قضيت لم يبارك له فيها ولم يرفيها رشداً. » المصباح المتهجد 713- عنه الوسائل 14: 509 / ب 66 / ح 20.

4- الامساك عن الطعام:

قال ابن طاوس: « اعلم اننا ذكرنا ان يوم عاشورا يكون على عوائد اهل المصائب فى العزاء و يمسك الانسان عن الطعام و الشراب الى آخر نهار يوم المصاب ثم يتناول تربة شريفة و يقول من الدعوات ما قدمناه عند تناول المأكولات فى غير هذا الجزء من المصنفات و نزيد على ما ذكرناه ان نقول: اللهم اننا امسكنا عن المأكول و المشروب حيث كان أهل النبوة فى الحروب والكروب و اما حيث حضر وقت انتقالهم بالشهادة الى دارالبقاء و ظفروا بمراتب الشهداء و السعداء و دخلوا تحت بشارات الايات بقولك جل جلالك: ولاتحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون. » ال عمران: 169.

فنحن لهم موافقون فنتناول الطعام الان حيث انهم يرزقون فى ديار الرضوان مواساة لهم فى الامساك والاطلاق فاجعل ذلك سبباً لعتق الاعناق واللحاق بهم فى درجات الصالحين برحمتك يا ارحم الراحمين. » الاقبال 3: 91.

اقول: الامساك هنا ليس بمعنى الصوم بل لعله اشارة الى رواية ابن سنان: صم من غير تبيتت وليكن افطارك بعد العصر...

5- الدعاء على الظلمة:

ا- عن الامام الصادق (ع ): فاذا فرغت من ذلك - الصلاة- وقفت فى موضعك الذى صليت فيه و قلت سبعين مرة اللهم عذب الذين حاربوا رسلك وشاقوك وعبدوا غيرك واستحلوا محارمك والعن القادة والاتباع و من كان منهم و من رضي بفعلهم لعناً كثيراً. » الاقبال 3: 67.

ب- و قال الامام الصادق (ع) ايضاً: تقول فى قنوتك: اللهم انّ الامة خالفت الائمة و كفروا بالكلمة و اقاموا على الضلالة و الكفر و الردى و الجهالة والعمى و هجروا الكتاب الذى امرت بمعرفته و الوصى الذى امرت بطاعته فاماتوا الحق و عدولوا عن القسط و اضلوا الامة عن الحق و خالفوا السنة و بدلوا الكتاب و ملكوا الاحزاب و كفروا بالحق لمّا جاء هم و تمسكوا بالباطل و ضيعوا الحق و اضلوا خلقك و قتلوا اولاد نبيك و خيرة عبادك و اصفيائك و حملة عرشك و خزنة سرّك و من جعلتهم الحكام فى سماواتك و ارضك.

اللهم فزلزل اقدامهم و اخرب ديارهم و اكفف سلاحهم و ايديهم والق الاختلاف فيما بينهم و اوهن كيدهم و اضربهم بسيفك الصارم و حجرك الدامغ و طمّهم بالبلاء طمّا و ارمهم بالبلاء رميا و عذّبهم عذابا شديدا نكراً وارمهم بالغلاء و خذهم بالسنين الذى اخذت بها اعدائك و اهلكهم بما أهلكتم به اللهم و خذهم اخذ القرى و هى ظالمة ان اخذها اليم شديد. » الاقبال 3: 67.

6- الدعاء بالفرج:

من دعاء علّم به الصادق (ع) عبدالله بن سنان يقرؤه بعد الصلاة يوم عاشورا: اللهم فرّج عن اهل محمد اجمعين و استنقذهم من ايدى المنافقين و الكفار و الجاحدين و امنن عليهم و افتح لهم فتحاً يسيرا، و اجعل لهم من لدنك على عدوك و عدوهم سلطاناً نصيراً. » الاقبال 3: 67.

7- زيارة الشهداء يوم عاشورا:

لقد عنون ابن طاوس الفصل الرابع عشر من كتاب بهذا العنوان ثم نقل الزيارة الواردة من الناحية بحث حول زيارة الناحية. المقدسة و التى تتضمن قائمة باسماء شهداء كربلاء. » الاقبال 3: 73.

8- لبس السواد: « ذهب جماعة كثيرة من علمائنا الاعلام و فقهائنا الكرام الى استحباب لبس السواد فى مأتم مولانا الحسين قولا و فعلاً: كالفقيه المحدث البحرانى، فى الحدائق و الدربندى فى الاسرار و السيد اسماعيل العقيلى النورى فى وسيلة المعاد فى شرح نجات العباد و المحدث النورى فى المستدرك و الشيخ زين العابدين المازندارنى فى ذخيرة المعاد و الشيخ محمد تقى الشيرازى و الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء فى حاشيته على العروة و الشيخ محمد على النخجوانى فى الدعات الحسينية و السيد حسن الصدر فى تبيين الرشاد فى لبس السواد على الائمة الامجاد و الشيخ ابوالفضل الطهرانى فى شفاء الصدور و قد كان بعض الفقهاءيلبس السواد طيلة هذين الشهرين كالفقيه السيد حسين القمى و السيد الحكيم و غيره... انظر ارشاد العباد الى استحباب لبس السواد ص 53.

و يؤيّده ما اورده البرقى: « عن عمر بن زين العابدين انه قال: لما قتل جدّي الحسين عليه السلام لبس نساء بنى هاشم فى مأتمه السواد و المسوح و كن لا يشتكين من حر و لا برد و كان على بن الحسين يعمل لهن الطعام المأتم. » المحالس 2: 420 / ب 25. الاطعام فى المأتم ح 159. اورده المجلسى مع تغيير.

اذ من المستبعد عدم اطلاع الامام على اتفاقهن على لبس السواد و لم يمنعهن فهو تقرير منه عليه السلام. » انظر ارشاد العباد: 29.

و اعمال وادعية و زيارات اخرى يطلب من مظانها.



نجم الدين طبسي
    فهرست نظرات  
1   نام و نام خانوادگي:  محمد باقر     -   تاريخ:  07 خرداد 90 - 10:58:06
باسلام
لطف نموده ومتن فارسي را در سايت قرار دهيد
با تشکروآرزوي موفقيت براي جنابعالي وديگر همکارانتان
2   نام و نام خانوادگي:  کلامي     -   تاريخ:  14 آذر 90 - 19:26:10
بابا شما برا عربها مطلب مينويسيد يا فارسا .بريد تو کشورهاي عربي ما رو هم راحت کنيد
3   نام و نام خانوادگي:  دلداده علي (عليه السلام)     -   تاريخ:  15 آذر 90 - 19:22:43
با سلام به زبان عربي مسلط نيستيم اگر امکان دارن متن فارسي ان را محبت نماييد در سايت قرار دهيد
4   نام و نام خانوادگي:  بخت النصر     -   تاريخ:  16 آذر 90 - 15:00:27
جناب کلامي
چرا برويم کشورهاي عربي و شما را راحت کنيم؟
شما از يافا تشريف بياوريد همين ايران و ما شما را راحت مي‌کنيم.
خيالتان راحت!!
5   نام و نام خانوادگي:  ليلا اسدبيگي     -   تاريخ:  21 آذر 90 - 11:30:12
سلام خدمت شما
چرا متن فارسي اين مقاله رو نگذاشتيد؟
6   نام و نام خانوادگي:  سيد     -   تاريخ:  03 دي 90 - 22:47:57
مطالب خيلي خيلي خوب
7   نام و نام خانوادگي:  صادق -يزد     -   تاريخ:  09 دي 90 - 18:59:01
سلام عليکم.من به نوبه خودم ازمطالبي که عرضه نموديدوخيلي هم جامع وجذاب بوداستفاده کردم وازشماگروه پاسخ به شبهات،کمال تشکرميکنم.ولي اعتراض بعضي دوستان نسبت به عربي بودن متون فوق را،واردميدانم چون فهم آن براي همگان ميسرنيست وبلکه عده خاصي به معناي آن پي مي برند.البته اگرقرارشد ترجمه کنيد،لزومي ندارد تاهمه متن رامعناکنيدوميتوانيد،آن راتلخيص کرده وخلاصه آن راعلني نمائيد.اسلام دين سهله است وابلاغ آن نيزبايدآسان و روان باشدتاهمگان ازآن پندگرفته واستفاده نمايند.واين منطق قرآن است.ولقديسرناالقرآن للذکرفهل من مدکر. کارشناس ارشدالهيات ومعارف اسلامي.
جواب نظر:
با سلام
دوست گرامي
 اين مقاله توسط مصطفي داداش زاده به  نام روزه عاشورا سنتى نبوى يا بدعتى اموى ترجمه شده است
موفق باشيد
گروه پاسخ به شبهات
8   نام و نام خانوادگي:  سيد عبدالرحمن حسيني     -   تاريخ:  07 بهمن 90 - 10:48:18
شكر الله مساعيكم
9   نام و نام خانوادگي:  عليرضا ن     -   تاريخ:  24 آبان 91 - 18:30:10
با سلام ايا اطلاق واژه عاشورا بر روز دهم ماه محرم پس از شهادت امام حسين (ع) و خاندان و ياران مخلص او در کربلا و برپايي مراسم سوگواري و عزاداري توسط ائمه(ع) و شيعيان بود، و پيش از ان مطلقاً کاربرد نداشت؟ يا به عبارتي ايا عاشورا يک نام اسلامي است يا نه؟
جواب نظر:
باسلام
دوست گرامي
 اطلاق واژه «عاشورا» بر دهم ماه محرم، پس از به شهادت رسيدن حضرت امام حسين عليه السلام صورت پذيرفته است و در دوره پيش از اسلام بر دهم ماه محرم عاشورا نمي گفتند و به لحاظ آن که حوادث مهم کربلا در روز نهم و دهم ماه محرم الحرام اتفاق افتاد اين دو روز را برجسته تر نموده و به نام تاسوعا و عاشورا يعني روز نهم و دهم محرم الحرام ناميدند.
عده اي از لغت شناسان معروف مي گويد: «عاشورا يک اسم اسلامي است»  در دوره جاهليت به اين نام معروف نبود در «مجمع البحرين» نيز آمده است: «عاشورا يک اسم اسلامي است» آنچه پيش از به شهادت رسيدن حضرت امام حسين عليه السلام بود، اين بود که پيامبر اسلام(ص) و حضرت علي عليه السلام شهادت امام حسين عليه السلام را در کربلا پيشگويي کرده بودند و حتي امام حسين عليه السلام نيز شهادت خود را پيشگويي کرده بود و به برخي از پيامبران پيشين هم شهادت آن حضرت وحي شده بود، ولي پيش از اسلام دهم محرم را عاشورا نمي گفتند. اما پس از آنکه حضرت امام حسين عليه السلام در کربلا به شهادت رسيد، آن روز در ميان مردم به روز عاشورا معروف گرديد و شيعيان علي عليه السلام آن روز را روز عزا و عزاداري قرار دادند و در مقابل آنان بني اميه و پيروانشان آن روز را روز جشن و سرور قرار دادند و به تدريج دشمنان شيعه درباره عاشورا احاديثي ساختند تا آن روز را با فضيلت نشان بدهند در حالي که آن روز، روز غم و اندوه است و روز مصيبت  است،
بنابراين قبل از شهادت امام حسين ـ عليه السلام ـ مقصود از عاشورا دهم محرم‌الحرام بود، اما پس از واقعه كربلا‌ «عاشورا» به عنوان يك شعار بسيار پرمحتوا و يك تابلوي گويا از حقايق تاريخي اسلام و يك مفهوم سازنده و آموزنده است.
موفق باشيد
گروه پاسخ به شبهات
 
10   نام و نام خانوادگي:  مهدي، دوستدار خاندان پيامبر     -   تاريخ:  30 آبان 91 - 10:40:57
چرا متن پارسي اش را ننوشته ايد؟! آقاي بخت النصر اينجا محل قلدري نيست ياد بگير بهم نوع خودت يکم احترام بگذاري.
11   نام و نام خانوادگي:  پورگلزار     -   تاريخ:  16 اسفند 91 - 02:48:16
خلاصه ايي از صحيحخاري را مي خواندم که در آن ذکر شده بود رسول الله دقيقا در روز عاشورا دهم محرم قبل از واجب شدن روزه ماه رمضان روزه مي گرفتند . در ضمن از متن عربي که گذاشتيد ممنون . چون فکر مي کنم اکثر مراجعه کننده به سايت عربي نمي دانند و از اين متون نمي توانند استفاده کنند (من جمله خودم)
جواب نظر:
با سلام
خدمت کاربران محترم
در اين سايت مقاله فارسي با عنوان «نظر اهل بيت عليهم السّلام راجع به روزه گرفتن در روز عاشورا» وجود دارد که براي مطالعه آن مي توانيد به آدرس ذيل مراجعه نماييد: www.valiasr-aj.com/fa/page.php
موفق باشيد
گروه پاسخ به شبهات
(1)




   

آموزش رجال | مناظرات | فتنه وهابيت | آرشيو اخبار | آرشيو يادداشت | پايگاه هاي برتر | گالري تصاوير | خارج فقه مقارن | درباره ما | شبکه سلام |  ارتباط با ما