2024 April 19 - 10 شوال 1445
اعتبار كتاب البخاري و مسلم و رواتهما، حسب رؤیة علماء اهل السنة
رقم المطلب: ٢٧٥٥ تاریخ النشر: ٢٤ ذیحجه ١٤٤٠ - ١٨:٣٤ عدد المشاهدة: 3825
المقالات » عام
اعتبار كتاب البخاري و مسلم و رواتهما، حسب رؤیة علماء اهل السنة

فهرس المطالب:

مقدمة

الفصل الاول؛ شخصية البخاري و مسلم حسب رؤیة علماء اهل السنة

ا. محمد بن اسماعيل البخاري

ب. مسلم بن الحجاج النيسابوري

الفصل الثانی ؛ قول علماء اهل السنة فی الصحيحين

ا. صحيح البخاري كتاب رسول الله (ص)

ب. اجماع الامة أو اهل العلم علی صحة الروايات و متون الصحيحين

ج: أصح الكتب بعد القرآن الكريم

د. أصح الكتب المصنفة

هـ. افضل الكتب

و. محور ارتکاز جمیع المسلمین

ز: معجزات و كرامات صحيح البخاري !!!

الفصل الثالث: الاستدلال علی وثاقة و عدالة الاشخاص لأجل وجودهم فی الصحيحين

المطلب الثانی ؛ رواة الصحيحين جازوا القنطرة و هم عدول

استدلال الکبار من اهل السنة علی وثاقة رواة صحيح البخاري

النتيجة الكلية

**************

مقدمة

حسب رؤیة اهل السنة، الكتب الروائية حسب الاعتبار تقسم فبینها، ستة کتب تعرف ب«الصحاح الستة»، فلها الاعتبار الاکثر بالنسبة لمختلف الكتب الروائية.

بین الصحاح الستة كتابی صحيح البخاري و صحيح مسلم فلها الاعتبار الأوفر و تعتقد اهل السنة ان تمام الروايات فی هذین الكتابین قطعية الصدور و لم یوجد اشكال في سند رواية من رواياتهما.

عبد الحق الدهلوي یقول فی الكتب الستة هکذا :

الكتب الستة المشهورة المقررة في الإسلام التي يقال لها الصحاح الستة هي:

1 صحيح البخاري 2 وصحيح مسلم 3 والجامع للترمذي 4 والسنن لأبي داود 5 والنسائي 6 وسنن ابن ماجه وعند البعض الموطأ بدل ابن ماجه.

البخاري الدهلوي، عبد الحق بن سيف الدين بن سعد الله (المتوفی1052هـ)، مقدمة في أصول الحديث، ج1، ص96، تحقيق: سلمان الحسيني الندوي، دار النشر: دار البشائر الإسلامية - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية1406هـ - 1986م

السيد صديق حسن القنوجي یقول فی كتاب «الحطة في ذكر الصحاح الستة» هکذا:

كتب الحديث وإن كانت في نفسها كثيرة ولدي أهل العلم شهيرة لكن الطبقة العليا منها هي الصحاح الستة التي خصت بمزيد الصحة والشهرة والقبول وتلقتها الأمة المرحومة جميعا من السلف والخلف تلقيا لا يحول ولا يزول واعتني بروايتها عصابة أهل الحديث عناية تامة وأذعن لضبطها ونشرها في كل عصر خاصتهم والعامة بل عليها اقتصروا في قراءة كتب الحديث وتدريسه.

القنوجي البخاري، أبو الطيب السيد محمد صديق خان بن السيد حسن خان (المتوفی1307هـ)، الحطة في ذكر الصحاح الستة، ج1، ص12، ناشر: دار الكتب التعليمية - بيروت، الطبعة: الأولي 1405هـ/ 1985م.

نص کلام الترمذي ینقله ابوبكر البغدادي هکذا:

أخبرنا أبو سعد البناء أنبا علي بن حمزة الموسوي إجازة أنبأ نجيب بن ميمون الواسطي الأصل الأديب الهروي عن أبي علي منصور بن عبد الله بن خالد بن أحمد بن خالد بن حماد الذهلي قال قال أبو عيسي محمد بن عيسي الترمذي رحمه الله:

صنفت هذا الكتاب يعني المسند الصحيح فعرضته علي علماء الحجاز فرضوا به وعرضته علي علماء العراق فرضوا به وعرضته علي علماء خراسان فرضوا به ومن كان في بيته هذا الكتاب فكأنما كان في بيته نبي يتكلم.

البغدادي، محمد بن عبد الغني أبو بكر (المتوفی629هـ)، التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد، ج1، ص97، تحقيق: كمال يوسف الحوت، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي 1408

أو زكريا الساجي یعرف سنن ابی داود «عهد الاسلام» و یقول هکذا :

حدثني أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبدالعزيز بن المعمر نا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي أنا أبو القاسم عبدالله بن طاهر التميمي الفقيه قدم علينا الري حاجا أنا علي بن محمد بن نصر الدينوري نا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد المالكي نا أبو القاسم الحسن بن محمد بن أحمد حدثني أبو بكر محمد بن إسحاق نا الصولي قال سمعت أبا يحيي زكريا بن يحيي الساجي يقول: كتاب الله عز وجل أصل الإسلام وكتاب السنن لأبي داود عهد الإسلام. 

ابن عساكر الدمشقي الشافعي، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله،(المتوفی571هـ)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، ج22، ص197، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، ناشر: دار الفكر - بيروت - 1995.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی748 هـ)، سير أعلام النبلاء، ج13، ص215، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ.

السيوطي، جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر (المتوفی911هـ)، طبقات الحفاظ، ج1، ص266، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1403هـ.

لکن مع الالتفات الی کلمات المحدثین و العلماء الکبار من اهل السنة، لكتابی صحيح البخاري و مسلم بین الصحاح الستة،  اعلی درجة الوثاقة و التفات خاص لهم فی طوال التاريخ عن علماء علم الحديث، الفقه، التفسير و التاريخ و فی تعابير عدیدة عرفوا هذین الکتابین أصح الكتب عند اهل السنة بعد القرآن أو هما كتابا رسول الله صلي الله عليه وآله.

المقصود من تألیف هذه المقالة، تجمیع كلمات علماء اهل السنة فی اعتبار روايات البخاري و مسلم و کذلک اثبات وثاقة و عدالة رواة هذین الكتابین حتی یستفاد منها فی المناظرات و المحادثات مع اهل السنة.

فی الواقع نرید هنا اثبات ان رؤیة اهل السنة، هی ان تمام روايات البخاري و مسلم مقطوعة الصدور و لم توجد أیة شبهة في  صحة هذه الروايات حسب رؤیتهم.

کذلک کل الذین هم فی سلسلة سند روايات هذین الكتابین، حسب رؤیة اهل السنة موثقون و عادلون و رواياتهم معتبرة.

من الطبيعي ان اثبات هذا المطلب یساعد الشیعة مساعدة کبیرة فی المناظرة و المحادثة مع اهل السنة؛ لأنه یوجد فیهما  مطالب مهمة عدیدة حتی ان الشيعة بالاستناد الیها یستطیعون اسکات الخصم و اثبات صحة اعتقاداتهم من أصح كتب اهل السنة.

کذلک الرواة التي فی سلسلة اسانید هذین الكتابین، لهم روايات مهمة في مختلف كتب اهل السنة فیری بعض الاحیان ان بعض علماء اهل السنة، یقومون بجرح هؤلاء الرواة و ردّ روايتهم، لکن حینما نثبت ان تمام رواة البخاري و مسلم من العدول، فترتفع هذه الاشكالات بسهولة.

البتة عند دراسة کلمات علماء اهل السنة نصل الی هذه النتيجة انهم یعتبرون صحيح البخاري اکثر اعتبارا بالنسبة لصحيح مسلم ففی الختام نذکر نص كلامهم هنا.

الفصل الاول؛ شخصية البخاري و مسلم حسب رؤیة علماء اهل السنة

حسب ان كتابی صحيح البخاري و مسلم لهما الاعتبار الخاص عند علماء اهل السنة فی البدایة لابد ان نتعرف بصورة ملخصة مع شخصية الاسرویة و العلمية لهذین المحدثین من اهل السنة.

ا. محمد بن اسماعيل البخاري

الکلام عن مؤلف كتاب صحيح البخاري کثیر؛ لکن القصد هنا فی هذه المقالة علی الاختصار فلنشیر الی اهم مطالبها:

نسب اسرة محمد بن اسماعيل البخاري

دين الاسلام ورد فی اسرة اسماعيل البخاري من زمن جده الأول(المغيرة) و قبله، کان اجداده یدینون بدین المجوس و ماتوا علی هذا المعتقد؛ لکن المغيرة الذی هو الجد الأول للبخاري اسلم علی ید شخص بإسم «يمان البخاري الجعفي» الذی هو الوالي فی خراسان.

النووي فی كتاب «تهذيب الأسماء واللغات» یذکر نسب البخاري هکذا:

محمد بن اسماعيل البخاري الإمام صاحب الصحيح هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه بباء موحدة مفتوحة ثم راء ساكنة ثم دال مهملة مكسورة ثم زاي ساكنة ثم باء موحدة ثم هاء هكذا قيده الأمير أبو نصر بن ماكولا وقال هو بالبخارية ومعناه بالعربية الزراع.

هو يقول فی اجداد البخاري هکذا:

وروينا عن الخطيب الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي قال بردزبه مجوسي مات عليها قال وابنه المغيرة أسلم علي يد اليمان البخاري الجعفي والي بخاري ويمان هذا هو أبو عبد الله محمد بن جعفر بن يمان المسندي بفتح النون شيخ البخاري وإنما قيل للبخاري جعفي لأنه مولي يمان الجعفي ولاء إسلام.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، تهذيب الأسماء واللغات، ج1، ص86، تحقيق: مكتب البحوث والدراسات، ناشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة: الأولي، 1996م.

والدة البخاری هی مستجابة الدعوة و عناية نبی ابراهيم (ع) لها

اهل السنة یعرفون اسرة البخاري من اهل العلم و الفضل و قالوا مثل الصفدي فی كتاب «الوافي بالوفيات» هکذا :

وقال أحمد ابن الفضل البلخي ذهبت عينا محمد في صغره فرأت أمه إبراهيم عليه السلام في المنام فقال لها يا هذه قد رد الله علي ابنك بصره بكثرة بكائك أو دعائك فأصبح وقد رد الله ).

الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك (المتوفی764هـ)، الوافي بالوفيات، ج2، ص149، تحقيق أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفي، ناشر: دار إحياء التراث - بيروت - 1420هـ- 2000م.

هذه الرواية ذکرت فی المصادر المذکورة فی الذيل ایضا:

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی748 هـ)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج19، ص242، تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري، ناشر: دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1407هـ - 1987م.

السبكي الشافعي، ابونصر تاج الدين عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي (المتوفی 771هـ)، طبقات الشافعية الكبري، ج2، ص216، تحقيق: د. محمود محمد الطناحي د.عبد الفتاح محمد الحلو، ناشر: هجر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية، 1413هـ.

ابن كثير الدمشقي، ابوالفداء إسماعيل بن عمر القرشي (المتوفی774هـ)، البداية والنهاية، ج11، ص25، ناشر: مكتبة المعارف - بيروت.

القنوجي البخاري، أبو الطيب السيد محمد صديق خان بن السيد حسن خان (المتوفی1307هـ)، الحطة في ذكر الصحاح الستة، ج1، ص238، ناشر: دار الكتب التعليمية - بيروت، الطبعة: الأولي 1405هـ/ 1985م.

ملا علي القاري ایضا یذکر هذه القصة بصورة مفصلة هکذا:

وكانت أمه مستجابه الدعوة، توفي أبوه وهو صغير فنشأ في حجر والدته، ثم عمي وقد عجز الأطباء عن معالجته، فرأت إبراهيم الخليل علي نبينا وعليه الصلاة والسلام قائلاً لها قد رد الله علي ابنك بصره بكثرة دعائك له، فأصبح وقد رد الله عليه بصره.

ملا علي القاري، نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد الهروي (المتوفی1014هـ)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج1، ص57، تحقيق: جمال عيتاني، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1422هـ - 2001م.

شفاء عین البخاري اثر حلق رأسه :

الذهبي فی كتاب «تاريخ الاسلام» ینقل عن لسان البخاری هکذا :

وعن جبريل بن ميكائيل: سمعت البخاري يقول: لما بلغت خراسان أصبت ببصري، فعلمني رجل أن أحلق رأسي وأغلفه بالخطمي، ففعلت، فرد الله علي بصري. رواها غنجار في تاريخه.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی748 هـ)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج19، ص243، تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري، ناشر: دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1407هـ - 1987م.

غنجار ینقل الرواية المذکورة بهذا السند :

وقال غنجار حدثنا أحمد بن محمد بن حسين التميمي حدثنا أبو يعلي التميمي سمعت جبريل بن ميكائيل بمصر يقول سمعت البخاري يقول لما بلغت خراسان أصبت ببعض بصري فعلمني رجل أن أحلق رأسي وأغلفه بالخطمي ففعلت فرد الله علي بصري.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی748 هـ)، سير أعلام النبلاء، ج12، ص452، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ.

الصفدي و تاج الدين السبكي ینقل قصة رؤیة أم البخاري هکذا:

الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك (المتوفی764هـ)، الوافي بالوفيات، ج2، ص149، تحقيق أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفي، ناشر: دار إحياء التراث - بيروت - 1420هـ- 2000م.

السبكي الشافعي، ابونصر تاج الدين عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي (المتوفی 771هـ)، طبقات الشافعية الكبري، ج2، ص216، تحقيق: د. محمود محمد الطناحي د.عبد الفتاح محمد الحلو، ناشر: هجر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية، 1413هـ.

الحال مع وجود الروايتین المتناقضتین یتحير الانسان فی قبول أی منها هل انه الله تعالی استجاب دعوة أم البخاري و شفی عین ابنها أو هو نتيجة اعمال البخاري نفسه الذی کان اثر وعظ ذلک الرجل؟

المقصود من تألیف صحيح البخاري

من المعمول ان لکل مؤلف هدف او اهداف من تألیفه فیؤلف کتابه من أجله و یصرف وقته الثمین فی تألیفه.

البخاري ایضا یشرح المحرک و الهدف لتألیف هذا الكتاب الروايي هکذا:

قال البخاري: والحامل لي علي تأليفه أنني رأيتني واقفاً بين يدي النبي صلي الله عليه وسلم وبيدي مروحة أذب عنه، فعبر لي بأني أذب عنه الكذب.

ملا علي القاري، نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد الهروي (المتوفی1014هـ)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج1، ص58، تحقيق: جمال عيتاني، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1422هـ - 2001م.

كتاب «كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون» ینقل دافع البخاري فی تألیفه بصورة واضحة:

وروي عن البخاري انه قال رأيت النبي عليه الصلاة والسلام وكأنني اقف بين يديه وبيدي مروحة اذب عنه فسألت بعض المعبرين عنها فقال لي أنت تذب عنه الكذب فهو الذي حملني علي إخراج الجامع الصحيح.

القسطنطيني الرومي الحنفي، مصطفي بن عبدالله (المشهور باسم حاجي خليفة أو الحاج خليفة) (المتوفی1067هـ)، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، ج1، ص544، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1413 - 1992.

السيد صديق خان القنوجي علاوة علی انه یؤید رأی البخاري و ینقل روایة اخری بسند ثابت فیها هدف البخاری عن لسانه هکذا :

وروي بالإسناد الثابت عن البخاري أنه قال رأيت النبي صلي الله عليه وسلم وكأني واقف بين يديه وبيدي مروحة أذب بها عنه فسألت بعض المعبرين فقال لي أنت تذب عنه الكذب فهو الذي حملني علي إخراح الصحيح

وأيضا قال البخاري كنت عند إسحاق بن راهويه فقال لي بعض أصحابه لو جمع أحد كتابا مختصرا في السنن الصحيحة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم التي بلغت من الصحة أقصي درجاتها كان أحسن وتيسر العمل عليه للعاملين من دون مراجعة إلي المجتهدين قال فوقع ذلك في قلبي وأخذ بمجامع خاطري فصنفت هذا الجامع الصحيح

القنوجي البخاري، أبو الطيب السيد محمد صديق خان بن السيد حسن خان (المتوفی1307هـ)، الحطة في ذكر الصحاح الستة، ج1، ص178، ناشر: دار الكتب التعليمية - بيروت، الطبعة: الأولي 1405هـ/ 1985م.

عدد روايات البخاري

مما اختلف فیه هو ان البخاري کتب صحيحه فی مكة أو موضعا آخر. حسب تصريح کبار علماء اهل السنة ألف هذا الكتاب طیلة 16 سنة و جمع فیها الروايات الصحيحة.

عدد روايات البخاري مما اختلف فیه بین علماء اهل السنة؛ سواء مع احتساب المكررات أو بدونها.

الصفدي ینقل عن قول البخاري هکذا:

وقال أخرجت في هذا الكتاب من نحو ست ماية ألف حديث وصنفته في ست عشرة سنة وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالي.

الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك (المتوفی764هـ)، الوافي بالوفيات، ج2، ص149، تحقيق أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفي، ناشر: دار إحياء التراث - بيروت - 1420هـ- 2000م.

بدرالدين العيني و کذلک محيي الدين النووي، یعتبرون عدد الروايات مع التكرار 7275 رواية و من دون التكرار ما یقرب الی اربعة الاف رواية:

(الرابعة) جملة ما فيه من الأحاديث المسندة سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثا بالأحاديث المكررة وبحذفها نحو أربعة آلاف حديث

وقال أبو حفص عمر بن عبد المجيد الميانشي الذي اشتمل عليه كتاب البخاري من الأحاديث سبعة آلاف وستمائة ونيف.

قال واشتمل كتابه وكتاب مسلم علي ألف حديث ومائتي حديث من الأحكام فروت عائشة رضي الله تعالي عنها من جملة الكتاب مائتين ونيفا وسبعين حديثا لم تخرج غير الأحكام منها إلا يسيرا قال الحاكم فحمل عنها ربع الشريعة ومن الغريب ما في كتاب الجهر بالبسملة لابن سعد إسماعيل ابن أبي القاسم البوشنجي نقل عن البخاري أنه صنف كتابا أورد فيه مائة ألف حديث صحيح.

العيني الغيتابي الحنفي، بدر الدين ابومحمد محمود بن أحمد (المتوفی 855هـ)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج1، ص6، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت.

النووي ایضا یقول فی عدد روايات البخاري هکذا:

جملة ما في صحيح البخاري من الأحاديث المسندة سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثا بالأحاديث المكررة وبحذف المكررة نحو اربعة آلاف.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، تهذيب الأسماء واللغات، ج1، ص92، تحقيق: مكتب البحوث والدراسات، ناشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة: الأولي، 1996م.

ابن حجر العسقلاني یعتقد ان تمام احاديث صحيح البخاري بحذف المكررات، 2761 رواية.

فجميع ما في صحيح البخاري من المتون الموصولة بلا تكرير علي التحرير ألفا حديث وستمائة حديث وحديثان ومن المتون المعلقة المرفوعة التي لم يوصلها في موضع آخر من الجامع المذكور مائة وتسعة وخمسون حديثا فجميع ذلك ألفا حديث وسبعمائة وأحد وستون حديثا.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج 1، ص 477، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، محب الدين الخطيب، ناشر:دار المعرفة - بيروت - 1379هـ.

وهو - أعني البخاري - أول مصنف في الحديث المجرد، وجملة ما فيه: سبعة آلاف حديث ومائتان وخمسة وسبعون بالمكرر، وبحذفه أربعة آلاف. كذا قاله النووي كابن الصلاح لكن قال المؤلف: عددتها فبلغت بالمكرر - سوي المتابعات والمعلقات - سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة وتسعون، وبدون المكرر ألفين وخمسمائة وثلاثة عشر.

المناوي، محمد عبد الرؤوف بن علي بن زين العابدين (المتوفی 1031هـ)، اليواقيت والدرر في شرح نخبة ابن حجر، ج 1، ص 375، تحقيق: المرتضي الزين أحمد، ناشر: مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة: الأولي، 1999م.

البتة الطبعة الجدیدة لصحيح البخاري ایضا مما اختلف فی عدد رواياتها؛ حتی انه فی بعض الأحیان یوجد اختلاف الف رقم بين نسخه المختلفة.

اعتراف البخاري بکتابة الروايات الصحيحة

کلام البخاري احسن الکلام فی تعریف کتابه حسب نقل ابن حجر العسقلاني من الشارحین لصحيح البخاري:

وقال أبو سعيد الإدريسي أخبرنا سليمان بن داود الهروي سمعت عبد الله بن محمد بن هاشم يقول قال عمر بن محمد بن بجير البجيري سمعت محمد بن إسماعيل يقول صنفت كتابي الجامع في المسجد الحرام وما أدخلت فيه حديثا حتي استخرت الله تعالي و صليت ركعتين و تيقنت صحته.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج1، ص489، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، محب الدين الخطيب، ناشر:دار المعرفة - بيروت - 1379هـ.

حسب نقل الصفدي فی كتاب «الوافي بالوفيات» یقول البخاري هکذا:

وقال ما وضعت في الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.

الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك (المتوفی764هـ)، الوافي بالوفيات، ج2، ص149، تحقيق أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفي، ناشر: دار إحياء التراث - بيروت - 1420هـ- 2000م.

ابو سعيد الخادمي ایضا یقول:

قَالَ الْبُخَارِيُّ مَا وَضَعْت فِي صَحِيحِي حَدِيثًا إلَّا بَعْدَ غُسْلٍ وَصَلَاةِ رَكْعَتَيْنِ وَصَنَّفْته فِي سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً وَجَعَلْته حُجَّةً فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَي وَصَنَّفْته فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا أَدْخَلْت فِيهِ حَدِيثًا إلَّا بِاسْتِخَارَةٍ وَرَكْعَتَيْنِ فَيَتَيَقَّنُ صِحَّتَهُ.

الخادمي، أبو سعيد محمد بن محمد (المتوفی 1156هـ) بريقة محمودية، ج1، ص185، حسب برنامج الجامع الكبير.

بهذا الوصف، اغتسل البخاري ما یقارب سبعة الاف مرة؛ البتة لو انه اغتسل لکتابة الروايات المکررة.

سلّم رسول الله(ص) علی محمد بن اسماعيل البخاري

اهل السنة من اجل ترفیع شخصية البخاري و نقل فضائله تمسکوا بأی طریق و لم یقصروا من شئ فی هذا المجال؛ لکن نسوا انه لا ینبغی لهم ان یثبتوا له الفضائل عن طريق الرؤیا و تعبيرها و یمکن لم یکن طریق الا هذا الطریق و هذا هو الطریق الوحید.

من فضائل البخاري التی اثبتوها عن طریق الرؤیا حسبما ینقله النووی عن الفربری هکذا:

وروينا عن أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري رواية صحيح البخاري قال رأيت النبي صلي الله عليه وسلم في النوم فقال أين تريد قلت أريد محمد بن إسماعيل البخاري فقال اقرئه مني السلام.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، تهذيب الأسماء واللغات، ج1، ص86، تحقيق: مكتب البحوث والدراسات، ناشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة: الأولي، 1996م.

النكتة التی تثیر العجب ان رسول الله صلي الله عليه وآله فقط یسلم علی البخاري و لم یقدّره من اجل تعبه فی تجمیع الاحاديث النبوية!!.

البخاري یحذو حذو رسول الله (ص)

حسب رواية اخری الفربري تلمیذ البخاري یری البخاري نفسه فی عالم الرؤیا انه یمشی خلف رسول الله صلي الله عليه وآله و یحذو حذوه؛ لکن لم یمشی بصورة طبیعیة؛ بل باحتساب و یحذو حذو رسول الله صلي الله عليه وآله.

النووي ینقل الرواية هکذا:

وروينا عن الفربري قال رأيت أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في النوم خلف النبي صلي الله عليه وسلم والنبي صلي الله عليه وسلم يمشي كلما رفع قدمه وضع البخاري قدمه في ذلك الموضع.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، تهذيب الأسماء واللغات، ج1، ص86، تحقيق: مكتب البحوث والدراسات، ناشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة: الأولي، 1996م.

مدح علماء اهل السنة البخاري

بدر الدين العيني شارح صحيح البخاري یمدحه هکذا:

الحافظ الحفيظ الشهير المميز الناقد البصير الذي شهدت بحفظه العلماء الثقات واعترفت بضبطه المشايخ الأثبات ولم ينكر فضله علماء هذا الشأن ولا تنازع في صحة تنقيده اثنان الإمام الهمام حجة الإسلام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري أسكنه الله تعالي بحابيح جنانه بعفوه الجاري وقد دون في السنة كتابا فاق علي أمثاله وتميز علي أشكاله ووشحه بجواهر الألفاظ من درر المعاني ورشحه بالتبويبات الغريبة المباني بحيث قد أطبق علي قبوله بلا خلاف علماء الأسلاف والأخلاف.

العيني الغيتابي الحنفي، بدر الدين ابومحمد محمود بن أحمد (المتوفی 855هـ)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج1، ص2، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت.

ابو سعيد الخادمي یقول فیه هکذا:

(خ) يَعْنِي خَرَّجَ الْبُخَارِيُّ هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ نِسْبَةً إلَي بُخَارَي بَلْدَةٌ مِنْ بِلَادِ مَا وَرَاءَ النَّهْرِ وُلِدَ فِيهَا وَصَارَ كَالْعَلَمِ لَهُ وَلِكِتَابِهِوَيُقَالُ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ لِأَنَّهُ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ فِي حِفْظِ الْحَدِيثِ وَإِتْقَانِهِ وَفَهْمِ مَعَانِي كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَحِدَّةِ ذِهْنِهِ وَدِقَّةِ نَظَرِهِ وَوُفُورِ فِقْهِهِ وَكَمَالِ زُهْدِهِ وَغَايَةِ وَرَعِهِ وَكَثْرَةِ اطِّلَاعِهِ عَلَي طُرُقِ الْحَدِيثِ وَعِلَلِهِ كَانَ فِي حِفْظِهِ مِائَةُ أَلْفِ حَدِيثٍ صَحِيحٍ وَمِائَتَا أَلْفٍ غَيْرُ صَحِيحٍ مِمَّا يُطْلِقُ السَّلَفُ عَلَيْهِ حَدِيثًا وَفِي صِبَاهُ كَانَ فِي حِفْظِهِ سَبْعُونَ أَلْفَ حَدِيثٍ وَبِنَظَرٍ وَاحِدٍ يَحْفَظُ مَا فِي الْكِتَابِ.

الخادمي، أبو سعيد محمد بن محمد (المتوفی 1156هـ) بريقة محمودية، ج1، ص185، حسب برنامج الجامع الكبير.

ملا علي القاري فی كتاب «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح»، ینقل عن سيد جمال الدين المحدث هکذا:

قال السيد جمال الدين المحدث: يقال له أمير المؤمنين في الحديث وناصر الأحاديث النبوية وناشر المواريث المحمدية، قيل: لم ير في زمانه مثله من جهة حفظ الحديث واتقانه وفهم معاني كتاب الله وسنة رسوله، ومن حيثية حدة ذهنه، ودقة نظره ووفور فقهه، وكمال زهده وغاية ورعه، وكثرة اطلاعه علي طرق الحديث وعلله، وقوة اجتهاده واستنباطه.

ملا علي القاري، نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد الهروي (المتوفی1014هـ)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج1، ص57، تحقيق: جمال عيتاني، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1422هـ - 2001م.

النووي فی كتاب «تهذيب الأسماء واللغات» ینقل اعتراف احمد بن حنبل فی البخاري هکذا:

وروينا عن الإمام أحمد بن حنبل قال ما اخرجت خراسان مثل محمد بن إسماعيل. 

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، تهذيب الأسماء واللغات، ج1، ص86، تحقيق: مكتب البحوث والدراسات، ناشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة: الأولي، 1996م.

فلنکتفی بهذا المقدار فی نقل فضائل محمد بن اسماعيل البخاري و كتابه.

ب. مسلم بن الحجاج النيسابوري

مسلم النيسابوري بعد محمد بن اسماعيل البخاري حاز ثانی رتبة الاعتبار بین محدثی اهل السنة. فمن اللازم الاشارة الی  أهم المطالب التي قیل فیه.

شخصيته العلمية

مسلم بن حجاج النيسابوري من حیث النسب نيسابوري لکن تربی بین العرب و تلمذ علی ید الاساتذة مثل محمد بن اسماعيل البخاري و فی النهاية اصبح من الکبار و ائمة الرواية عند اهل السنة.

النووي یقول فیه هکذا:

أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري نسبا النيسابوري وطنا عربي صليبة وهو أحد أعلام أئمة هذا الشأن وكبار المبرزين فيه وأهل الحفظ والاتقان والرحالين في طلبه إلي أئمة الاقطار والبلدان والمعترف له بالتقدم فيه بلا خلاف عند أهل الحذق والعرفان والمرجوع إلي كتابه والمعتمد عليه في كل الازمان.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، شرح النووي علي صحيح مسلم، ج1، ص10، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثانية، 1392 هـ.

الذهبي فی كتاب «سير أعلام النبلاء»، یقول:

مسلم (ت)

هو الإمام الكبير الحافظ المجود الحجة الصادق أبو الحسين مسلم ابن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري صاحب الصحيح.

 

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی748 هـ)، سير أعلام النبلاء، ج12، ص557، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ.

من الحفاظ الأربعة

فی رواية اخری نقلت عن محمد بن بشار عرف فیها اربعة اشخاص بإسم «حفاظ العالم » منهم مسلم النيسابوري.

الخطيب البغدادي فی كتاب «تاريخ بغداد» ینقل الرواية هکذا:

وأخبرني الحسن قال أنبأنا محمد بن أبي بكر قال أنبأنا أبو شجاع الفضيل بن العباس بن الخصيب التميمي قال نبأنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف قال سمعت بندارا محمد بن بشار يقول حفاظ الدنيا أربعة أبو زرعة بالري ومسلم بن الحجاج بنيسابور وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخاري.

ابن النجار البغدادي، محب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود بن الحسن (المتوفی 643هـ)، ذيل تاريخ بغداد، ج2، ص16، ناشر:دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت.

هذا المطلب ذکر فی کثیر من كتب اهل السنة عبر هذا العناوین:

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، تهذيب الأسماء واللغات، ج1، ص87، تحقيق: مكتب البحوث والدراسات، ناشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة: الأولي، 1996م.

المزي، ابوالحجاج يوسف بن الزكي عبدالرحمن (المتوفی742هـ)، تهذيب الكمال، ج15، ص214، تحقيق: د. بشار عواد معروف، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: الأولي، 1400هـ - 1980م.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی748 هـ)، سير أعلام النبلاء، ج12، ص226، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ.

القنوجي البخاري، أبو الطيب السيد محمد صديق خان بن السيد حسن خان (المتوفی1307هـ)، الحطة في ذكر الصحاح الستة، ج1، ص242، ناشر: دار الكتب التعليمية - بيروت، الطبعة: الأولي 1405هـ/ 1985م.

تقدم مسلم حسب رأی ابی زرعة و ابی حاتم

مسلم بن حجاج النيسابوري اصبح اشهر اهل زمانه فی مجال الرواية و علوم الحديث بشکل حتی ان ابا زرعة و ابا حاتم، یقدما مسلم علی الاخرین.

النووي یذکر هذا المطلب فی شرح صحيح مسلم هکذا:

قال الحاكم أبو عبد الله حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم قال سمعت أحمد بن سلمة يقول رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج في معرفة الصحيح علي مشايخ عصرهما وفي رواية في معرفة الحديث.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، شرح النووي علي صحيح مسلم، ج1، ص10، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثانية، 1392 هـ.

من الموافق ان نتعرف علی رأی النووي شارح صحيح مسلم. هو یقول:

قلت: ومن حقق نظره في صحيح مسلم رحمه الله واطلع علي ما أورده في أسانيده وترتيبه وحسن سياقته وبديع طريقته من نفائس التحقيق وجواهر التدقيق وأنواع الورع والاحتياط والتحري في الرواية وتلخيص الطرق واختصارها وضبط متفرقها وانتشارها وكثرة اطلاعه واتساع روايته وغير ذلك مما فيه من المحاسن والاعجوبات واللطائف الظاهرات والخفيات علم أنه امام لا يلحقه من بعد عصره وقل من يساويه بل يدانيه من أهل وقته ودهره وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، شرح النووي علي صحيح مسلم، ج1، ص11، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثانية، 1392 هـ.

ما تحت اديم السماء اصح من كتاب مسلم بن الحجاج في علم الحديث

ما ذکرناه الی الآن کان فی شخصية مسلم النيسابوري العلمیة ؛ لکن ما قاله علماء اهل السنة فی كتابه کثیر. من جملتهم النووي یقول:

وصنف مسلم رحمه الله في علم الحديث كتبا كثيرة منها هذا الكتاب الصحيح الذي من الله الكريم وله الحمد والنعمة والفضل والمنة به علي المسلمين وأبقي لمسلم به ذكرا جميلا وثناء حسنا إلي يوم الدين.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، شرح النووي علي صحيح مسلم، ج1، ص10، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثانية، 1392 هـ.

حسبما ینقله الخطيب البغدادي، حسين بن علي النيسابوري یقول:

1563 حدثني ابوالقاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني قال سمعت محمد بن إسحاق بن مندة يقول سمعت أبا علي الحسين بن علي النيسابوري يقول ما تحت اديم السماء اصح من كتاب مسلم بن الحجاج في علم الحديث.

البغدادي، ابوبكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب (المتوفی463هـ)، الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، ج2، ص185، تحقيق: د. محمود الطحان، ناشر: مكتبة المعارف - الرياض - 1403هـ

کلمات ابی علي حسين النيسابوري منقولة علی ید کثیر من علماء آخرین من اهل السنة:

ابن أثير الجزري، المبارك بن محمد ابن الأثير (المتوفی544هـ)، معجم جامع الأصول في أحاديث الرسول، ج1، ص188، حسب برنامج الجامع الكبير.

ابن النجار البغدادي، محب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود بن الحسن (المتوفی 643هـ)، ذيل تاريخ بغداد، ج13، ص101، ناشر:دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت.

السمعاني، أبي سعيد عبد الكريم بن محمد ابن منصور التميمي (المتوفی562هـ)، الأنساب، ج4، ص503، تحقيق: عبد الله عمر البارودي، دار النشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة: الأولي 1998م

ابن عساكر الدمشقي الشافعي، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله،(المتوفی571هـ)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، ج14، ص275، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، ناشر: دار الفكر - بيروت - 1995.

الشيباني الجزري، أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد (المتوفی630هـ)، اللباب في تهذيب الأنساب، ج3، ص38، دار النشر: دار صادر - بيروت - 1400هـ - 1980م

الكردي الشهرزوري، أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان (المتوفی643هـ)، علوم الحديث (مقدمة ابن الصلاح)، ج1، ص19، تحقيق: نور الدين عتر، ناشر: دار الفكر المعاصر - بيروت - 1397هـ - 1977م.

و....

صحيح مسلم صارسبب نجاة ابی علي الزغوري

خطيب البغدادي ینقل عن ابی سعيد بن يعقوب هکذا:

أخبرني بن يعقوب أخبرنا محمد بن نعيم قال سمعت عمر بن أحمد الزاهد يقول سمعت الثقة من أصحابنا وأكثر ظني انه أبو سعيد بن يعقوب يقول رأيت فيما يري النائم كأن أبا علي الزغوري يمضي في شارع الحيرة وبيده جزء من كتاب مسلم يعني بن الحجاج فقلت له ما فعل الله بك فقال نجوت بهذا وأشار إلي ذلك الجزء.

ابن النجار البغدادي، محب الدين أبي عبد الله محمد بن محمود بن الحسن (المتوفی 643هـ)، ذيل تاريخ بغداد، ج13، ص101، ناشر:دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت.

هذه القضية ذکرها ابن عساكر فی «تاريخ مدينة دمشق» ایضا:

ابن عساكر الدمشقي الشافعي، أبي القاسم علي بن الحسن إبن هبة الله بن عبد الله،(المتوفی571هـ)، تاريخ مدينة دمشق وذكر فضلها وتسمية من حلها من الأماثل، ج58، ص92، تحقيق: محب الدين أبي سعيد عمر بن غرامة العمري، ناشر: دار الفكر - بيروت - 1995.

عثمان الكردي الشهروزي ذکر فی كتاب «صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط» هکذا:

كأن أبا علي الزغوري يمشي في شارع الحيرة ويبكي وبيده جزء من كتاب مسلم فقلت له ما فعل الله بك؟ فقال نجوت بهذا وأشار إلي ذلك الجزء.

ثم یعرف ابا علي الزغوري هکذا:

أبو علي هذا هو محمد بن عبد العزيز الزغوري بفتح الزاي وضم الغين المعجمة وبعدها واو ساكنة ثم راء مهملة وكانت له عناية بصحيح مسلم والتخريج عليه وشارع الحيرة هو بنيسابور نفعنا الله الكريم بالدأب كما نفعه آمين والله أعلم.

الكردي الشهرزوري، أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان (المتوفی643هـ)، صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط، ج1، ص71، تحقيق: موفق عبدالله عبدالقادر، ناشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة: الثانية 1408هـ.

کما ذکرنا فیما سبق ان علماء اهل السنة یعتبرون رتبة مسلم بعد رتبة البخاري و من الطبيعی ان یجعلون كتابه من جهة الاعتبار فی الرتبة الثانیة، فلهذا لم ینقلوا فضائل کثیرة لمسلم، کماان فضائل عثمان بن عفان قل ذکرها فی المقايسة مع فضائل ابی بكر و عمر فی كتب اهل السنة.

فنحن فی هذا القسم نکتفی بهذا المقدار عن المؤلفین.

عدد روايات مسلم:

مما اختلف فیه هو عدد رواية صحيح مسلم ایضا، البعض یعتبرعددها اثنی عشر الف روایة و بعض آخر 7275 رواية من غیر المكررات. شمس الدين الذهبي فی سير أعلام النبلاء و تاريخ الإسلام نقلا عن أحمد بن سلمة یقول:

قال أحمد بن سلمة كنت مع مسلم في تأليف صحيحه خمس عشرة سنة قال وهو اثنا عشر ألف حديث.

الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، (المتوفی748هـ)، سير أعلام النبلاء، ج 12، ص 566، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ؛

الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، (المتوفی748هـ)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج 20، ص 186، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري، ناشر: دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1407هـ - 1987م؛

الأتابكي، جمال الدين أبي المحاسن يوسف بن تغري بردي (المتوفی874هـ)، النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، ج 3، ص 33، ناشر: وزارة الثقافة والإرشاد القومي - مصر.

حاجي خليفة أو الحاج خلیفة یقول:

وروي عن مسلم ان كتابه أربعة آلاف حديث أصول دون المكررات وبالمكررات سبعة آلاف ومائتان وخمسة وسبعون حديثا

القسطنطيني الرومي الحنفي، مصطفي بن عبدالله (المشهور باسم حاجي خليفة أو الحاج خليفة) (المتوفی1067هـ)، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، ج 1، ص 556، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1413 - 1992؛

الجزائري الدمشقي، طاهر بن صالح بن أحمد (المتوفی: 1338هـ)، توجيه النظر إلي أصول الأثر، ج 1، ص 234، تحقيق: عبد الفتاح ابوغدة، ناشر: مكتبة المطبوعات الإسلامية - حلب، الطبعة: الأولي، 1416هـ ـ 1995م.

الكردي الشهرزوري ایضا یقول:

روينا عن أبي قريش الحافظ رحمه الله وإيانا قال كنت عند أبي زرعة الرازي فجاء مسلم بن الحجاج فسلم عليه وجلس ساعة فتذاكرا فلما أن قام قلت له هذا جمع أربعة آلاف حديث في الصحيح فقال أبو زرعة فلمن ترك الباقي أراد والله أعلم إن كتابه هذا أربعة آلاف حديث أصول دون المكررات.

الكردي الشهرزوري، أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان (المتوفی643هـ)، صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط، ج 1، ص 101، تحقيق: موفق عبدالله عبدالقادر، ناشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة: الثانية، 1408هـ؛

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، شرح النووي علي صحيح مسلم، ج 1، ص 21، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثانية، 1392 هـ؛

الفصل الثانی ؛ کلمات علماء اهل السنة فی الصحيحين

من اجل تبیین نسبة الصحة و عدمها للروايات فی هذین الكتابین و اعتبارهما، ذکرنا فی الفصل الأول اقوال و آراء اساطین العلم عند اهل السنة؛ البتة العلماء و الکبار من اهل السنة لهم تعابیر مختلفة فی تأييد و صحة هذین الكتابین،فنقدمها ضمن فصول الذيل الی القارئ الکریم:

ا. صحيح البخاري كتاب رسول الله (ص)

أهم التعابير الذی توجد في صحيح البخاري لدی مصادر اهل السنة هو ان صحيح البخاري «كتاب رسول الله » صلي الله عليه وآله.

الانصاري الهروي المعروف ب شيخ الاسلام ینقل فی كتاب «ذم الكلام و اهله» رواية هکذا:

أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل المهروني سمعت خالد بن عبد الله المروزي سمعت أبا سهل محمد بن أحمد المروزي سمعت أبا زيد المروزي الفقيه يقول كنت نائما بين الركن والمقام فرأيت النبي صلي الله عليه وسلم في المنام فقال لي يا أبا زيد إلي متي تدرس كتاب الشافعي ولا تدرس كتابي فقلت يا رسول الله وما كتابك قال جامع محمد بن إسماعيل.

الأنصاري الهروي، شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد (المتوفی481هـ)، ذم الكلام وأهله، ج2، ص190، تحقيق: عبد الرحمن عبد العزيز الشبل، ناشر: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة، الطبعة: الأولي 1418هـ ـ 1998م.

کثیر من علماء اهل السنة ایضا ذکروا هذه الرواية:

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، تهذيب الأسماء واللغات، ج2، ص517، تحقيق: مكتب البحوث والدراسات، ناشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة: الأولي، 1996م.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی748 هـ)، سير أعلام النبلاء، ج12، ص438، و ج16، ص314، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی748 هـ)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج26، ص505، تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري، ناشر: دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1407هـ - 1987م.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج1، ص 489، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، محب الدين الخطيب، ناشر:دار المعرفة - بيروت - 1379هـ.

ملا علي القاري، نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد الهروي (المتوفی1014هـ)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج1، ص64، تحقيق: جمال عيتاني، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1422هـ - 2001م.

الدهلوي، الإمام أحمد المعروف بشاه ولي الله ابن عبد الرحيم (المتوفی 1176هـ)، حجة الله البالغة، ج1، ص318، ناشر: دار الكتب الحديثة - مكتبة المثني - القاهرة - بغداد، تحقيق: سيد سابق.

القنوجي البخاري، أبو الطيب السيد محمد صديق خان بن السيد حسن خان (المتوفی1307هـ)، الحطة في ذكر الصحاح الستة، ج1، ص177، ناشر: دار الكتب التعليمية - بيروت، الطبعة: الأولي 1405هـ/ 1985م.

صحة سند الرواية  حسب رأی علماء اهل السنة

کما تری ابو زيد المروزي الذی هو من کبار الفقهاء في هذه الرؤیا و نقلها لابی سهل. حسب رأی علماء اهل السنة هذا الشخص مؤید و هذه الرواية موثقة.

ابن حجر العسقلاني بعد نقل هذه الرواية یقول:

قلت: إسناد هذه الحكاية صحيح ورواتها ثقات أئمة وأبو زيد من كبار الشافعية له وجه في المذهب وقد سمع صحيح البخاري من الفربري وحدث به عنه وهو أجل من حدث به عن الفربري.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، تغليق التعليق، ج5، ص422، تحقيق: سعيد عبد الرحمن موسي القزقي، ناشر: المكتب الإسلامي، دار عمار - بيروت، عمان - الأردن، الطبعة: الأولي1405

حجية هذه الرؤیا لأهل السنة

من الروايات التي تذکر فی تمام جوامع الروائية عند اهل السنة، هی هذه الروایة عن النبی صلي الله عليه وآله انه قال:  مَنْ رَآنِي في الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فإن الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ في صُورَتِي

هذه الرواية نقلت بطرق عدیدة تذکر فی الذيل:

1. عن طريق ابی هريرة:

اسماعيل البخاري، مسلم النيسابوري و ابن ماجه من اشهر علماء الحديث عند اهل السنة نقلوا الرواية هکذا:

110 حدثنا مُوسَي قال حدثنا أبو عَوَانَةَ عن أبي حَصِينٍ عن أبي صَالِحٍ عن أبي هُرَيْرَةَ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال تَسَمَّوْا بِاسْمِي ولا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي وَمَنْ رَآنِي في الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فإن الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ في صُورَتِي وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ. 

البخاري الجعفي، ابوعبدالله محمد بن إسماعيل (المتوفی256هـ)، صحيح البخاري، ج1، ص52، و ج5، ص2290، تحقيق: د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.

النيسابوري القشيري، ابوالحسين مسلم بن الحجاج (المتوفی261هـ)، صحيح مسلم، ج4، ص1775، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت.

القزويني، ابوعبدالله محمد بن يزيد (المتوفی275هـ)، سنن ابن ماجه، ج2، ص1284، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ناشر: دار الفكر - بيروت.

2. عن طريق انس:

الطريق الثانی رواية انس بن مالك:

6593 حدثنا مُعَلَّي بن أَسَدٍ حدثنا عبد الْعَزِيزِ بن مُخْتَارٍ حدثنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عن أَنَسٍ رضي الله عنه قال قال النبي صلي الله عليه وسلم من رَآنِي في الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فإن الشَّيْطَانَ لَا يَتَخَيَّلُ بِي وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ من سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا من النُّبُوَّةِ

البخاري الجعفي، ابوعبدالله محمد بن إسماعيل (المتوفی256هـ)، صحيح البخاري، ج6، ص2568، تحقيق: د. مصطفي ديب البغا، ناشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407 - 1987.

3. عن طريق جابر بن عبد الله الانصاري:

فی الطريق الآخر لهذه الرواية یوجد جابر بن عبد الله الانصاري :

2268 وحدثني محمد بن حَاتِمٍ حدثنا رَوْحٌ حدثنا زكريا بن إسحاق حدثني أبو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سمع جَابِرَ بن عبد اللَّهِ يقول قال رسول اللَّهِ صلي الله عليه وسلممن رَآنِي في النَّوْمِ فَقَدْ رَآنِي فإنه لَا يَنْبَغِي لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَشَبَّهَ بِي.

النيسابوري القشيري، ابوالحسين مسلم بن الحجاج (المتوفی261هـ)، صحيح مسلم، ج4، ص1776، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت.

القزويني، ابوعبدالله محمد بن يزيد (المتوفی275هـ)، سنن ابن ماجه، ج2، ص1284، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ناشر: دار الفكر - بيروت.

4. عن طريق عبد الله بن مسعود:

عبد الله بن مسعود احد الاشخاص الذین فی طريق هذه الرواية:

3900 حدثنا عَلِيُّ بن مُحَمَّدٍ ثنا وَكِيعٌ عن سُفْيَانَ عن أبي إسحاق عن أبي الْأَحْوَصِ عن عبد اللَّهِ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال من رَآنِي في الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي في الْيَقَظَةِ فإن الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ علي صُورَتِي

القزويني، ابوعبدالله محمد بن يزيد (المتوفی275هـ)، سنن ابن ماجه، ج2، ص1284، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ناشر: دار الفكر - بيروت.

ابن ماجه القزويني فی هذه الصفحة من كتابه یقول هکذا:

2276 حدثنا محمد بن بَشَّارٍ حدثنا عبد الرحمن بن مَهْدِيٍّ حدثنا سُفْيَانُ عن أبي إسحاق عن أبي الْأَحْوَصِ عن عبد اللَّهِ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال من رَآنِي في الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فإن الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي قال وفي الْبَاب عن أبي هُرَيْرَةَ وَأَبِي قَتَادَةَ وبن عَبَّاسٍ وَأَبِي سَعِيدٍ وَجَابِرٍ وَأَنَسٍ وَأَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ عن أبيه وَأَبِي بَكْرَةَ وَأَبِي جُحَيْفَةَ قال أبو عِيسَي هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

القزويني، ابوعبدالله محمد بن يزيد (المتوفی275هـ)، سنن ابن ماجه، ج2، ص535، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ناشر: دار الفكر - بيروت.

5. عن طريق ابی سعيد الخدري:

ابو سعيد الخدري روی عن رسول الله صلي الله عليه وآله هکذا:

3903 حدثنا أبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ وأبو كُرَيْبٍ قالا ثنا بَكْرُ بن عبد الرحمن ثنا عِيسَي بن الْمُخْتَارِ عن بن أبي لَيْلَي عن عَطِيَّةَ عن أبي سَعِيدٍ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال من رَآنِي في الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فإن الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي.

القزويني، ابوعبدالله محمد بن يزيد (المتوفی275هـ)، سنن ابن ماجه، ج2، ص1284، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ناشر: دار الفكر - بيروت.

6. عن طريق ابن عباس:

ابن ماجه ینقل الروایة عن طريق ابن عباس هکذا:

3905 حدثنا محمد بن يحيي ثنا أبو الْوَلِيدِ قال أبو عَوَانَةَ ثنا عن جَابِرٍ عن عَمَّارٍ هو الدُّهْنِيُّ عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عن بن عَبَّاسٍ قال قال رسول اللَّهِ صلي الله عليه وسلم من رَآنِي في الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فإن الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ بِي.

القزويني، ابوعبدالله محمد بن يزيد (المتوفی275هـ)، سنن ابن ماجه، ج2، ص1285، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، ناشر: دار الفكر - بيروت.

و کذلک الالباني الوهابي فی کتاب السلسلة الصحيحة ج 6، ص513 فی ذيل رقم 2729 یعتبر الرواية صحيحة؛

شاهد آخر ؛

رسول الله (ص) یؤید صحيح البخاري ومسلم و اجاز نقل رواياته للشيخ عبد المعطي التونسي

المرحوم ميرحامد حسين، فی كتاب استقصاء الإفحام ج2، ص868 نقلا عن شاه ولي الله الدهلوي فی كتاب «رسالة الدرّ الثمين في مبشّرات النبي الأمين، الحديث الثالث والثلاثون» یقول هکذا:

أخبرني الشيخ محمد بن عبد الرحمن الخطاب شارح مختصر الخليل قال: مشينا مع شيخنا العارف بالله تعالي الشيخ عبد المعطي التونسي لزيارة النبي صلي الله عليه وسلم فلما قربنا من الروضة الشريفة ترجّلنا، فجعل الشيخ عبد المعطي يمشي خطوات ويقف، حتي وقف تجاه القبر الشريف فتكلم بكلام لم نفهمه، فلما انصرف سألناه عن وقفاته فقال: كنت أطلب الإذن من رسول الله صلي الله عليه وسلم في القدوم عليه، فإذا قال لي أقدم قدمت ساعة ثم وقفت، وهكذا حتي وصلت إليه فقلت: يا رسول الله أكلما روي البخاري عنك صحيح؟ فقال: صحيح. فقلت له: أرويه عنك يا رسول الله؟ قال: أروه عني. وقد أجاز الشيخ عبد المعطي ـ نفعنا الله به ـ الشيخ محمد الخطّاب يرويه عنه.

ثم ینقل سندا آخر لاثبات دعواه و یقول هکذا :

ثم قال: و وجدت هذا الحديث بخط الشيخ عبد الحق الدهلوي بإسناد له عن الشيخ عبد المعطي بمعناه و فيه: فلمّا فرغ من الزيارة وما يتعلق بها سأله أن يروي عنه صلي الله عليه وسلم صحيح البخاري وصحيح مسلم فسمع الإجازة من النبي (صلي الله عليه وسلم فذكر صحيح مسلم أيضا

ب. اجماع الامة أو اهل العلم علی صحة الروايات و جميع نصوص الصحيحين

کثیر من کبار اهل السنة قالوا بأن تمام الروايات الموجودة فی كتب الصحيحين مصادق علیه من قبل الامة الاسلامية و فی هذا المجال دعوی الاجماع؛ لکن بعض الاحیان نسبوا الاجماع الی تمام الامة الاسلامية و تارة الی اهل العلم. (البتة هذا الاختلاف فی التعبير لم یؤثر فی الحجية، لأن الاجماع المعتبر عند اهل السنة، هو اجماع العلماء؛ و عندمایفوق العلماء فیکون مؤیدا للحجیة فقط) فلنذکر التعابیر المختلفة عن علماء اهل السنة فی هذا المجال حسب ترتيب تاريخ وفاتهم:

1. ا    ابو اسحاق الاسفرائني (المتوفی418هـ)

الاسفرائني من علماء و فقهاء الشوافع ومن کبارهم. شمس الدين السخاوي نقلا عنه یقول :

ولفظ الأستاذ أبي إسحاق الإسفرائيني أهل الصنعة مجمعون علي أن الأخبار التي اشتمل عليها الصحيحان مقطوع بصحة أصولها ومتونها ولا يحصل الخلاف فيها بحال وإن حصل فذاك اختلاف في طرقها ورواتها قال فمن خالف حكمه خبرا منها وليس له تأويل سايغ للخبر نقضنا حكمه لأن هذه الأخبار تلقتها الأمة بالقبول.

السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن (المتوفی902هـ)، فتح المغيث شرح ألفية الحديث، ج1، ص51، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان، الطبعة: الأولي، 1403هـ.

بعض آخر نقلوا هذا الکلام عن امام الحرمين فلنشیر الی مصادر منها:

القاسمي، محمد جمال الدين (المتوفی1332 هـ)، قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث، ج1، ص85، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1399هـ - 1979م.

المناوي، محمد عبد الرؤوف بن علي بن زين العابدين (المتوفی 1031هـ)، اليواقيت والدرر في شرح نخبة ابن حجر، ج1، ص311، تحقيق: المرتضي الزين أحمد، ناشر: مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة: الأولي 1999م.

الجزائري الدمشقي، طاهر بن صالح بن أحمد (المتوفی: 1338هـ)، توجيه النظر إلي أصول الأثر، ج1، ص307، تحقيق: عبد الفتاح ابوغدة، ناشر: مكتبة المطبوعات الإسلامية - حلب، الطبعة: الأولي، 1416هـ ـ 1995م

ترجمة ابی اسحاق:

لمعرفة ابی اسحاق الاسفرائني نذکر ترجمته عن لسان علماء اهل السنة.

الذهبي یقول فیه هکذا:

الأستاذ أبو إسحاق الإسفرائيني، الأصولي، المتكلم، الفقيه الشافعي، إمام أهل خُراسان. رُكن الدين، أحد من بلغ رتبة الإجتهاد.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی748 هـ)، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، ج28، ص437، تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري، ناشر: دار الكتاب العربي - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1407هـ - 1987م.

العكري الحنبلي ایضا فی كتاب «شذرات الذهب في أخبار من ذهب» یقول:

أبو إسحاق الإسفرائيني إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران الأصولي المتكلم الشافعي أحد الأعلام وصاحب التصانيف..

العكري الحنبلي، عبد الحي بن أحمد بن محمد (المتوفی1089هـ)، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج3، ص209، تحقيق: عبد القادر الأرنؤوط، محمود الأرناؤوط، ناشر: دار بن كثير - دمشق، الطبعة: الأولي، 1406هـ.

2. ابو نصر السجزي (المتوفی444هـ)

ابراهيم الابناسي من علماء الشافعية عند اهل السنة فی القرن التاسع، یقسم روايات البخاري الی کم طائفة:

الطائفة الاولی:الروايات التی لها سند متصل

الطائفة الثانیة: الروايات التي فی بدایتها حذف راوي أو رواة لکن البخاري ذکرها بعبارة تدل علی صحتها.

الطائفة الثالثة: فی صورة ان عبارته لم تکن بصورة قطعية و جزمية و لم یوجد فیها الحكم بالصحة.

حسب قول ابی نصر السجزي الطائفتین الأولیتین صحيحتان و الطائفة الثالثة ایضا مقبولة عند اهل السنة؛ لأن البخاري نقل هذه الرواية فی صحيحه و نفس نقله مشعر بصحة هذه الرواية. نص کلامه هکذا:

ومع ذلك فإيراده له في أثناء الصحيح مشعر بصحة أصله إشعارا يؤنس به ويركن إليه.

بعد هذا التقسيم و الملاحظة المذکورة سالفا اشار الی کلام البخاري و ینبه علی كلام ابی نصر السجزي ایضا و یقول:

وإلي الخصوص الذي بيناه يرجع مطلق قوله ما أدخلت في كتاب الجامع إلا ما صح وكذلك مطلق قول الحافظ أبي نصر الوائلي السجزي أجمع أهل العلم الفقهاء وغيرهم أن رجلا لو حلف بالطلاق أن جميع ما في كتاب البخاري مما روي عن النبي صلي الله عليه وسلم قد صح عنه ورسول الله قاله لا شك فيه أنه لا يحنث والمرأة بحالها في حبالته.

الأبناسي المصري الشافعي، أبو إسحاق برهان الدين إبراهيم بن موسي بن أيوب (المتوفی802هـ)، الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح، ج1، ص94، تحقيق: صلاح فتحي هلل، ناشر: مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة: الأولي1418هـ ـ 1998م.

الصنعاني الف كتابا باسم «توضيح الافكار» فی شرح كتاب «تنقيح الانظار» الذی الفه «العلامة عز الدین محمد بن ابراهيم الوزير» و بعد الانتهاء من كلام السجزي، نقل عن عزالدین محمد بن ابراهيم هکذا:

فقال المصنف في العواصم بعد نقله الظاهر إجماعهم علي ذاك وإجماع غيرهم لأن المعروف في كتب الفقه أن من حلف بالطلاق علي صحة أمر وهو يظن صحته ولم ينكشف بطلانه لم يحنث لأن الأصل بقاء الزوجية ولا تطلق بمجرد الاحتمال المرجوح.

الحسني الصنعاني، محمد بن إسماعيل الأمير (المتوفی1182هـ)، توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار، ج1، ص99، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، دار النشر: المكتبة السلفية - المدينة المنورة، حسب برنامج الجامع الكبير.

مع الالتفات الی کلمات العلامة محمد بن ابراهيم، عدم صحة روايات البخاري و مسلم احتمال مرجوح الذی اذا حلف علیه شخص لم یوجب حنث حلفه.

ترجمة ابی نصر السجزي:

ابو نصر السجزي هو احد علماء علم الحديث. ابوبكر البغدادي یذکره باوصاف منها«الحافظ، الامام، علم السنة» هکذا:

114 الحافظ الأمام علم السنة عبيد الله بن سعيد بن حاتم أبو نصر السجزي المتوفي سنة 444 ه من أحفظ أهل زمانه للحديث طوف الآفاق في طلب الحديث.

البغدادي، أحمد بن علي بن ثابت أبو بكر (المتوفی463هـ)، الرحلة في طلب الحديث، ج1، ص212، تحقيق: نور الدين عتر، دار النشر: دار الكتب اتلعلمية - بيروت، الطبعة: الأولي1395

شمس الدين الذهبي ایضا فی كتاب «تذكرة الحفاظ» یقول:

1005 أبو نصر السجزي الحافظ الإمام علم السنة عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن أحمد الوائلي البكري نزيل الحرم ومصر وصاحب الإبانة الكبري في مسألة القرآن وهو كتاب طويل في معناه دال علي أمامة الرجل وبصره بالرجال والطرق.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی 748 هـ)، تذكرة الحفاظ، ج3، ص1118، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي.

3. ابو المعالي امام الحرمين الجويني (المتوفی478هـ)

الجويني من اساطین العلم عند الشوافع و محترم عند اهل السنة و المعروف ب «امام الحرمين، فخر الاسلام، امام الائمة».

امام الحرمين ایضا یطرح فی كتاب البخاري و مسلم نفس الکلمات فی حلفه علی الطلاق و فی الختام یشیر الی اجماع علماء  اهل السنة علی صحة روايات البخاري و مسلم.

نص كلامه منقول عن عثمان الكردي الشهرزوري هکذا:

عن الحافظ الفقيه أبي طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني رحمه الله قال سمعت القاضي أبا حكيم الجيلي يقول سمعت أبا المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني بنيسابور يقول لو حلف إنسان بطلاق امرأته أن ما في كتابي البخاري ومسلم مما حكما بصحته من قول النبي صلي الله عليه وسلم لما ألزمته الطلاق ولا حنثته لإجماع علماء المسلمين علي صحتهما.

الكردي الشهرزوري، أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان (المتوفی643هـ)، صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط، ج1، ص86، تحقيق: موفق عبدالله عبدالقادر، ناشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة: الثانية 1408هـ.

هذا الکلام عن امام الحرمين منقول عن کثیر من کبار اهل السنة ایضا:

النووي من شراح صحيح مسلم یقول :

وقد قال امام الحرمين لو حلف انسان بطلاق امرأته أن ما في كتابي البخاري ومسلم مما حكما بصحته من قول النبي صلي الله عليه وسلم لما ألزمته الطلاق ولا حنثته لاجماع علماء المسلمين.

صحيح مسلم بشرح النووي، أبو زكريا يحيي بن شرف بن مري النووي (المتوفی676 هـ) ج 1، ص 19، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت - 1392، الطبعة: الطبعة الثانية.

السيوطي، جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر (المتوفی911هـ)، تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي، ج1، ص131، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف، ناشر: مكتبة الرياض الحديثة - الرياض.

الحسني الصنعاني، محمد بن إسماعيل الأمير (المتوفی1182هـ)، توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار، ج1، ص122، تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد، دار النشر: المكتبة السلفية - المدينة المنورة، حسب برنامج الجامع الكبير.

ترجمه ابو المعالي الجويني:

الصيرفيني یعرفه هکذا:

أبو المعالي الجويني: عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني أبو المعالي ابن ركن الإسلام أبي محمد الجويني إمام الحرمين فخر الإسلام إمام الأئمة علي الإطلاق حبر الشريعة المجتمع علي إمامته شرقا وغربا المقر بفضله السراة والحداة عجما وعربا من لم تر العيون مثله قبل ولا تري بعده...

الصيرفيني، تقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد (المتوفی641هـ)، المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور، ج1، ص361، تحقيق: خالد حيدر، دار النشر: دار الفكر للطباعة والنشر التوزيع - بيروت - 1414هـ

4. ابوالفرج ابن الجوزي (المتوفی597 هـ)

ابن الجوزي من علماء الحنابلة فی القرن السادس، یقسم الروايات علی ست طوائف و حسب رأیه الطائفة الاولی هی الروایات التی اتفق علی صحتها الکل. هو یقول:

واعلم وفقك الله أن الأحاديث علي ستة أقسام، القسم الأول ما اتفق علي صحته وكان أبو عبد الله البخاري أول من الصحاح، ثم تبعه مسلم.

القرشي، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد (المتوفی597 هـ)، الموضوعات، ج1، ص11، تحقيق: توفيق حمدان، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي 1415 هـ -1995م

5. تاج الدين السبكي (المتوفی646هـ)

السبكي الشافعي بعد ذکر کلمات عن ابن ماجه و ابن خزيمة یقول فی صحيح البخاري و مسلم هکذا:

فالصحيحان مقدمان عليه، ولو كان علي شرطهما؛ لأن لشهرتهما وقبول الأمة بالقبول ما ليس لغيرهما، وإن ساواهما في درجة الصحة، ولذلك قال الأستاذ أبو إسحاق وغيره من أئمتنا: إن كل ما فيهما مقطوع به.

السبكي، تاج الدين أبي النصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي (المتوفی646هـ)، رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب، ج4، ص618، تحقيق: علي محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود، دار النشر: عالم الكتب - لبنان / بيروت - 1999م - 1419هـ الطبعة: الأولي

6. عثمان بن عبد الرحمن الكردي المعروف بابن صلاح (المتوفی643هـ)

الكردي الشهروزي المعروف بابن صلاح فی كتاب «صيانة صحيح مسلم» یقول:

الفصل الرابع جميع ما حكم مسلم بصحته من هذا الكتاب فهو مقطوع بصحته والعلم النظري حاصل بصحته في نفس الأمر وهكذا ما حكم البخاري بصحته في كتابه وذلك لأن الأمة تلقت ذلك بالقبول سوي من لا يعتد بخلافه ووفاقه في الإجماع.

الكردي الشهرزوري، أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان (المتوفی643هـ)، صيانة صحيح مسلم من الإخلال والغلط وحمايته من الإسقاط والسقط، ج1، ص86، تحقيق: موفق عبدالله عبدالقادر، ناشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة: الثانية 1408هـ.

کلام ابن صلاح ذکره النووي الشافعي فی شرح صحيح مسلم هکذا :

قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله جميع ما حكم مسلم رحمه الله بصحته في هذا الكتاب فهو مقطوع بصحته والعلم النظري حاصل بصحته في نفس الأمر وهكذا ما حكم البخاري بصحته في كتابه وذلك لان الأمة تلقت ذلك بالقبول سوي من لا يعتد بخلافه ووفاقه في الاجماع قال الشيخ والذي نختاره أن تلقي الأمة للخبر المنحط عن درجة التواتر بالقبول يوجب العلم النظري بصدقه خلافا لبعض محققي الاصوليين حيث نفي ذلك بناء علي أنه لا يفيد في حق كل منهم الا الظن وانما قبله لانه يجب عليه العمل بالظن والظن قد يخطيء قال الشيخ وهذا مندفع لان ظن من هو معصوم من الخطأ لا يخطيء والامة في اجماعها معصومة من الخطأ.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676هـ)، شرح النووي علي صحيح مسلم، ج1، ص19، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثانية، 1392 هـ.

ابن حجر العسقلاني ایضا ذکر کلام ابن صلاح هکذا:

وإنما نقل ابن الصلاح أن الأمة أجمعت علي تلقيهما بالقبول من حيث الصحة.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852 هـ)، النكت علي كتاب ابن الصلاح، ج1، ص371، دار النشر: حسب برنامج الجامع الكبير

طاهر الدمشقي فی كتاب «توجيه النظر» یذکر اختلاف الرأی بین ابن صلاح و بقية المحققین و یقول فی رأی ابن صلاح فی روايات الصحيحين هکذا:

وأما هو فقال إن تلقي الأمة للصحيحين بالقبول يقتضي الحكم بصحة جميع ما فيهما من الأحاديث سوي ما استثني من ذلك فحكم علي ما لا يحصي من الأحاديث المختلفة المراتب بحكم واحد وهو القطع بصحتها لوجودها في كتابين تلقتهما الأمة بالقبول. 

الجزائري الدمشقي، طاهر بن صالح بن أحمد (المتوفی 1338هـ)، توجيه النظر إلي أصول الأثر، ج1، ص316، تحقيق: عبد الفتاح ابوغدة، ناشر: مكتبة المطبوعات الإسلامية - حلب، الطبعة: الأولي، 1416هـ ـ 1995م

7. ابن تيمية (المتوفی728 هـ)

ابن تيمية اول مؤسس للوهابية یقول:

ولكن جمهور متون الصحيحين متفق عليها بين أئمة الحديث تلقوها بالقبول وأجمعوا عليها وهم يعلمون علما قطعيا أن النبي قالها.

ابن تيمية الحراني الحنبلي، ابوالعباس أحمد عبد الحليم (المتوفی 728 هـ)، قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة، ج1، ص87، تحقيق: زهير الشاويش، دار النشر: المكتب الإسلامي - بيروت -1390 - 1970

ابن تيمية الحراني الحنبلي، ابوالعباس أحمد عبد الحليم (المتوفی 728 هـ)، كتب ورسائل وفتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية، ج1، ص257، تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي، ناشر: مكتبة ابن تيمية، الطبعة: الثانية.

8. ابن كثير (المتوفی 774 هـ)

السيد صديق حسن القنوجي فی كتاب «الحطة في ذكر الصحاح الستة» نقلا عن ابن كثير یقول:

وقال الحافظ عماد الدين بن كثير وكتاب البخاري الصحيح يستسقي بقراءته الغمام وأجمع علي قبوله وصحة ما فيه أهل الإسلام.

القنوجي البخاري، أبو الطيب السيد محمد صديق خان بن السيد حسن خان (المتوفی1307هـ)، الحطة في ذكر الصحاح الستة، ج1، ص179، ناشر: دار الكتب التعليمية - بيروت، الطبعة: الأولي 1405هـ/ 1985م

9. ابن ملقن الشافعي (المتوفی804هـ)

ابن ملقن الشافعي ایضا یقول :

وهلم جرًّا إلي زمن الإِمامين، الحافظين، الناقدين: أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأبي الحسين مسلم بن (الحجاج) (135) القشيري، فصنفا كتابيهما الصحيحين، والتزما ألَّا يوردا فيهما إلَّا حديثًا صحيحًا، وتلقَّتهما الأمة بالقبول.

الأنصاري الشافعي، سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد المعروف بابن الملقن، البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، ج1، ص274، تحقيق: مصطفي ابوالغيط وعبدالله بن سليمان وياسر بن كمال، ناشر: دار الهجرة للنشر والتوزيع - الرياض-السعودية، الطبعة: الاولي، 1425هـ-2004م.

10. ابن خلدون (المتوفی808 هـ)

ابن خلدون یقول:

إلا أن المعروف عند أهل الحديث أن الجرح مقدم علي التعديل فإذا وجدنا طعنا في بعض رجال الأسانيد بغفلة أو بسوء حفظ أو ضعف أو سوء رأي تطرق ذلك إلي صحة الحديث وأوهن منها ولا تقولن مثل ذلك ربما يتطرق إلي رجال الصحيحين فإن الإجماع قد اتصل في الأمة علي تلقيهما بالقبول والعمل بما فيهما وفي الإجماع أعظم حماية وأحسن دفعا وليس غير الصحيحين بمثابتهما في ذلك.

إبن خلدون الحضرمي، عبد الرحمن بن محمد (المتوفی808 هـ)، مقدمة ابن خلدون، ج1، ص312، ناشر: دار القلم - بيروت - 1984، الطبعة: الخامسة.

11. ملا علي القاري (المتوفی1014هـ)

ملا علي القاري الهروي فی كتاب «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» یقول:

ثم اعلم أن جمعاً من المحدثين وغيرهم ذهبوا إلي أن جميع ما وقع مسنداً في الصحيحين أو أحدهما من الأحاديث يقطع بصحته لتلقي الأمة له بالقبولمن حيث الصحة وكذا العمل ما لم يمنع منه نحو نسخ أو تخصيص، وإجماع هذه الأمة معصوم عن الخطأ كما قال صلي الله عليه وسلم.

ملا علي القاري، نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد الهروي (المتوفی1014هـ)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج1، ص104، تحقيق: جمال عيتاني، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1422هـ - 2001م.

هو ايضا فی موضع آخر یقول:

ثم اتفقت العلماء علي الصحيحين بالقبول وأنهما أصح الكتب المؤلف، ثم الجمهور علي أن صحيح البخاري أرجحهما وأصحهما.

ملا علي القاري، نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد الهروي (المتوفی1014هـ)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج1، ص62، تحقيق: جمال عيتاني، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1422هـ - 2001م.

12. شاه ولي الله الدهلوي (المتوفی1176هـ)

الدهلوي الوهابي یقول فی صحيح البخاري هکذا:

ولعمري أنه نال من الشهرة والقبول درجة لا يرام فوقها. 

الدهلوي، الإمام أحمد المعروف بشاه ولي الله ابن عبد الرحيم (المتوفی 1176هـ)، حجة الله البالغة، ج1، ص318، ناشر: دار الكتب الحديثة - مكتبة المثني - القاهرة - بغداد، تحقيق: سيد سابق.

الدهلوي، الإمام أحمد المعروف بشاه ولي الله ابن عبد الرحيم (المتوفی 1176هـ)، الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف، ج1، ص55، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، دار النشر: دار النفائس - بيروت، الطبعة: الثانية 1404

13. القنوجي البخاري (المتوفی1307هـ)

السيد صديق حسن القنوجي یقول فی كتاب «الحطة في ذكر الصحاح الستة» هکذا:

وأما فضله فهو أصح الكتب المؤلفة في هذا الشأن والمتلقي بالقبول من العلماء في كل زمان.

القنوجي البخاري، أبو الطيب السيد محمد صديق خان بن السيد حسن خان (المتوفی1307هـ)، الحطة في ذكر الصحاح الستة، ج1، ص177، ناشر: دار الكتب التعليمية - بيروت، الطبعة: الأولي 1405هـ/ 1985م.

عصمة الإجماع عن الخطاء حسب رأی اهل السنة

مع الالتفات الی المطالب المذکورة یتبین ان علماء اهل السنة اتفقوا و اجمعوا علی صحة الروايات و المطالب المذکورة فی كتابی صحيح البخاري و مسلم؛ لکن النكتة المهمة و الملفة للنظر هی ان الاجماع حسب رأیهم معصوم عن الخطأ؛ يعني لو وجد إجماع علی صحة مطلب فالمجمعين معصومون عن الخطأ حسب رأیهم و لایحتمل الخطأ فی رأیهم.

بناء علی هذا حسب ان صحة روايات الصحيحين من المجمع علیه فکل هذه الروايات من دون شك و ترديد صحيحة و قطعية.

ابن صلاح یقول:

والامة في اجماعها معصومة من الخطأ.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676هـ)، شرح النووي علي صحيح مسلم، ج1، ص19، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثانية، 1392 هـ.

ملا علي القاري ایضا یقول:

وإجماع هذه الأمة معصوم عن الخطأ كما قال صلي الله عليه وسلم.

ملا علي القاري، نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد الهروي (المتوفی1014هـ)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج1، ص104، تحقيق: جمال عيتاني، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1422هـ - 2001م

ج: أصح الكتب بعد القرآن الكريم

ثالث التعابير الذی يبین اهمية كتاب البخاري و مسلم هو ان : صحيح البخاري و مسلم اصح الكتب بعد القرآن الكريم. فلنذکر کلمات بعض علماء اهل السنة هنا :

1. عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري (المتوفی643هـ)

عثمان الكردي الشهرزوري، فی كتاب «علوم الحديث» الذی یعرف ب «مقدمة ابن صلاح» یقول:

الثالثة:

أول من صنف الصحيح، البخاري أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي مولاهم وتلاه أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري القشيري من أنفسهم ومسلم مع أنه أخذ عن البخاري واستفاد منه يشاركه في كثير من شيوخه و كتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز وأما ما روينا عن الشافعي رضي الله عنه من أنه قال ما أعلم في الأرض كتابا في العلم أكثر صوابا من كتاب مالك ومنهم من رواه بغير هذا اللفظ فإنما قال ذلك قبل وجود كتابي البخاري ومسلم ثم إن كتاب البخاري أصح الكتابين صحيحا وأكثرهما فوائد. 

الكردي الشهرزوري، أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان (المتوفی643هـ)، علوم الحديث (مقدمة ابن الصلاح)، ج1، ص17، تحقيق: نور الدين عتر، ناشر: دار الفكر المعاصر - بيروت - 1397هـ - 1977م.

2. محيي الدين النووي (المتوفی676هـ)

محيي الدين النووي الشافعي من الشارحین لصحيح مسلم، یصرح فی کم موضع من كتابه ان اصح الکتب بعد القرآن البخاري و مسلم.

فی شرح صحيح مسلم یقول:

اتفق العلماء رحمهم الله علي أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الامة بالقبول وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد ومعارف ظاهرة وغامضة وقد صح أن مسلما كان ممن يستفيد من البخاري ويعترف بأنه ليس له نظير في علم الحديث.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، شرح النووي علي صحيح مسلم، ج1، ص14، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثانية، 1392 هـ.

هو فی كتاب «التبيان في آداب حملة القرآن» ضمن ان یذکر رواية عثمان بن عفان فی تعلیم القرآن یشیر الی هذه النکتة و یقول:

وروينا عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه رواه أبو عبدالله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري في صحيحه الذي هو أصح الكتب بعد القرآن.

النووي، أبو زكريا يحيي بن شرف الدين (المتوفی676هـ)، التبيان في آداب حملة القرآن، ج1، ص11، دار النشر: الوكالة العامة للتوزيع - دمشق، الطبعة: الأولي1403هـ - 1983م

کذلک یقول فی كتاب «التقريب» هکذا :

أول مصنف في الصحيح المجرد، صحيح البخاري، ثم مسلم، وهما أصح الكتب بعد القرآن، والبخاري أصحهما وأكثرهما فوائد.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، التقريب، ج1، ص14، حسب برنامج الجامع الكبير

النووي فی كتاب «بستان العارفين» بعد البحث فی رواية «انما الاعمال بالنيات» یقول:

واستحب العلماء رضي الله تعالي عنه عنهم أن تستفتح المصنفات بهذا الحديث وممن ابتدأ به في أول كتابه الإمام أبو عبد الله البخاري رحمه الله في أول حديثه في صحيحه الذي هو أصح الكتب بعد كتاب الله تعالي.

النووي، أبو زكريا محيي الدين بن شرف (المتوفی676هـ)، بستان العارفين، ج1، ص32، تحقيق: بسام عبد الوهاب الجابي، دار النشر: دار ابن حزم - بيروت/ لبنان، الطبعة: الأولي 1424 هـ - 2003م

3. ابن تيمية الحنبلي (المتوفی728 هـ)

ابن تيمية الحراني الحنبلي ایضا یصرح هکذا:

فان الذي اتفق عليه أهل العلم انه ليس بعد القرآن كتاب أصح من كتاب البخاري ومسلم.

وإنما كان هذان الكتابان كذلك لأنه جرد فيهما الحديث الصحيح المسند ولم يكن القصد بتصنيفهما ذكر آثار الصحابة والتابعين ولا سائر الحديث من الحسن والمرسل وشبه ذلك ولا ريب ان ما جرد فيه الحديث الصحيح المسند عن رسول الله فهو اصح الكتب لأنه اصح منقولا عن المعصوم من الكتب المصنفة.

ابن تيمية الحراني الحنبلي، ابوالعباس أحمد عبد الحليم (المتوفی 728 هـ)، كتب ورسائل وفتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية، ج20، ص321، تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي، ناشر: مكتبة ابن تيمية، الطبعة: الثانية.

4. ابن القيم الجوزية (المتوفی751هـ)

ابن القيم الجوزية، التلمیذ البارز لابن تيمیة، یقول فی كتاب «الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية»، حسب نقل

ابن قيم الجوزية هکذا:

ولقد أتانا في الصحيحين اللذين هما أصح الكتب بعد قرآن

برواية الثقة الصدوق جرير البجلي عمن جاء بالقرآن

أن العباد يرونه سبحانه رؤيا العيان كما يري القمران

أحمد بن إبراهيم بن عيسي (المتوفی1329هـ)، توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم، ج2، ص577، تحقيق: زهير الشاويش، دار النشر: المكتب الإسلامي - بيروت، الطبعة: الثالثة 1406

5. جمال الدين الجيشي (المتوفی782هـ)

جمال الدين الجيشي یقول هکذا:

فصل: وقد حكم رسول الله صلي الله عليه وسلم بأن الفقهاء هم خيار الناس بقوله عليه السلام (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) روياه إماما المحدثين البخاري ومسلم رحمهما الله في صحيحهما اللذين هما أصح الكتب بعد القرآن.

الجيشي، الامام جمال الدين محمد بن عبد الرحمن بن عمر (المتوفی782هـ)، نشر طيّ التعريف في فضل جملة العلم الشريف والرد علي ما قتلهم السخيف، ج1، ص66، دار النشر: دار المنهاج - جدة، الطبعة: الأولي 1417هـ/ 1997م

6. الانصاري الشافعي المعروف بابن ملقن (المتوفی804هـ)

ابن ملقن فی كتابه «المقنع في علوم الحديث» یقول:

وكتابهما أصح الكتب بعد القرآن أعني كتاب البخاري ومسلم.

الأنصاري، سراج الدين عمر بن علي بن أحمد (المتوفی804هـ)، المقنع في علوم الحديث، ج1، ص57، تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع، دار النشر: دار فواز للنشر - السعودية، الطبعة: الأولي1413هـ

هو يقول فی كتاب «البدر المنير» عن صحيح البخاري هکذا :

فصل وأما (صحيح الإِمام أبي عبد الله البخاري) فهو أصح الكتب بعد القرآن.

الأنصاري الشافعي، سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد المعروف بابن الملقن، البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، ج1، ص297، تحقيق: مصطفي ابوالغيط و عبدالله بن سليمان وياسر بن كمال، ناشر: دار الهجرة للنشر والتوزيع - الرياض-السعودية، الطبعة: الاولي، 1425هـ-2004م.

7. ابن حجر العسقلاني (المتوفی852هـ)

ابن حجر العسقلاني ایضا فی مقدمة فتح الباري یقول:

وكتاباهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج1، ص10، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، محب الدين الخطيب، ناشر:دار المعرفة - بيروت - 1379هـ.

8. بدر الدين العيني (المتوفی855هـ)

العيني فی كتاب «عمدة القاري شرح صحيح البخاري یقول هکذا:

اتفق علماء الشرق والغرب علي أنه ليس بعد كتاب الله تعالي أصح من صحيحي البخاري ومسلم فرجح البعض منهم المغاربة صحيح مسلم علي صحيح البخاري والجمهور علي ترجيح البخاري علي مسلم لأنه أكثر فوائد منه.

العيني الغيتابي الحنفي، بدر الدين ابومحمد محمود بن أحمد (المتوفی 855هـ)، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج1، ص5، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت.

9. ابن نجار الحنبلي (المتوفی972هـ)

الفتوحي الحنبلي المعروف بابن نجار، من علماء الحنابلة فی كتاب «شرح الكواكب المنير» یصرح به و علاء الدين علي بن سليمان المرداوي الحنبلي الف فی مجال اصول الفقه لاحمد بن حنبل كتاب «التحرير» و علق علیه ابن نجار. هو یقول فی هذا الكتاب هکذا:

(وَ) يُرَجِّحُ (الشَّيْخَانِ) أَيْ: مَا اتَّفَقَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَلَي رِوَايَتِهِ فِي كِتَابَيْهِمَا (عَلَي) مَا فِي كُتُبِ (غَيْرِهِمَا) مِنْ الْمُحَدِّثِينَ؛ لِأَنَّهُمَا أَصَحُّ الْكُتُبِ بَعْدَ الْقُرْآنِ، لِاتِّفَاقِ الْأُمَّةِ عَلَي تَلَقِّيهِمَا بِالْقَبُولِ حَتَّي قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ وَابْنُ الصَّلَاحِ، وَالْأُسْتَاذُ أَبُو إِسْحَاقَ: إنَّ مَا فِيهِمَا مَقْطُوعٌ بِصِحَّتِهِ. 

الفتوحي الحنبلي، محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن علي المعروف بابن النجار (المتوفی972 هـ)، شرح الكوكب المنير المسمي بمختصر التحرير أو المختبر المبتكر شرح المختصر في أصول الفقه، ج4، ص651، تحقيق: د. محمد، د. نزيه حماد، ناشر: جامعة أم القري - معهد البحوث العلمية، الطبعة: الثانية1413 هـ

10. ابن حجر الهيتمي (المتوفی973هـ)

ابن حجر الهيتمي فی كتاب «الصواعق المحرقة» یذکر اول باب من کتابه بإسم « في بيان كيفية خلافة الصديق...» و فی الفصل الاول « بيان كيفيتها» یصرح  بهذا المطلب هکذا:

روي الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب بعد القرآن بإجماع من يعتد به أن عمر رضي الله عنه خطب الناس مرجعه من الحج فقال في خطبته قد بلغني أن قائلا منكم يقول لو مات عمر بايعت فلانا.

الهيثمي، ابوالعباس أحمد بن محمد بن علي ابن حجر (المتوفی973هـ)، الصواعق المحرقة علي أهل الرفض والضلال والزندقة، ج1، ص31، تحقيق: عبد الرحمن بن عبد الله التركي - كامل محمد الخراط، ناشر: مؤسسة الرسالة - لبنان، الطبعة: الأولي، 1417هـ - 1997م.

11. ملا علي القاري (المتوفی1014هـ)

ملاعلي القاري من علماء اهل السنة فی القرن الحادی عشر ینقل اتفاق العلماء هکذا:

ثم اتفقت العلماء علي الصحيحين بالقبول وأنهما أصح الكتب المؤلف، ثم الجمهور علي أن صحيح البخاري أرجحهما وأصحهما.

ملا علي القاري، نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد الهروي (المتوفی1014هـ)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج1، ص62، تحقيق: جمال عيتاني، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1422هـ - 2001م.

هو فی موضع آخر یذکر کلام الشافعي فی كتاب «المؤطأ» للامام مالك ثم یقول:

لكن هذا قبل وجود الصحيحين وإلا فصحيح البخاري هو الأصح مطلقاً علي الأصح والله أعلم.

ملا علي القاري، نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد الهروي (المتوفی1014هـ)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج1، ص392، تحقيق: جمال عيتاني، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1422هـ - 2001م.

12. عبد الرؤوف المناوي (المتوفی1031هـ)

المناوي فی كتاب «التيسير بشرح الجامع الصغير» یقول:

(وهذه رموزه) أي إشاراته الدالة علي من خرّج الحديث من أهل الأثر (خ للبخاري) صاحب أصح الكتب بعد القرآن.

المناوي، محمد عبد الرؤوف بن علي بن زين العابدين (المتوفی 1031هـ)، التيسير بشرح الجامع الصغير، ج1، ص5، ناشر: مكتبة الإمام الشافعي - الرياض، الطبعة: الثالثة، 1408هـ ـ 1988م.

13. الشيخ عبد القادر العيدروسي (المتوفی1037 هـ)

هو يقول فی كتابه تاريخ النور السافر، عن صحيح البخاري هکذا:

ومتي أردت جوامع الكلم التزم بالجامع العالي الصحيح الأفضل

فأصح كتب بعد كتب الله ما جمع البخاري وهو أحسن ما تلي

العيدروسي، عبد القادر بن شيخ بن عبد الله (المتوفی 1037 هـ)، تاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر ج1، ص359؛ ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1405، الطبعة: الأولي

14. عبد الحق الدهلوي (المتوفی1052هـ)

الدهلوي ایضا یصرح بهذا المطلب هکذا:

فاعلم أن الذي تقرر عند جمهور المحدثين أن صحيح البخاري مقدم علي سائر الكتب المصنفة حتي قالوا أصح الكتب بعد كتاب الله تعالي صحيح البخاري.

البخاري الدهلوي، عبد الحق بن سيف الدين بن سعد الله (المتوفی1052هـ)، مقدمة في أصول الحديث، ج1، ص85، تحقيق: سلمان الحسيني الندوي، دار النشر: دار البشائر الإسلامية - بيروت - لبنان، الطبعة: الثانية1406هـ - 1986م

15. مصطفي القسطنطيني المشهور باسم حاجي خليفة أو الحاج خليفة (المتوفی1067هـ)

القسطنطيني الحنفي فی كتاب «كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون» یقول:

الجامع الصحيح للامام الحافظ أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري الشافعي المتوفي سنة 261 إحدي وستين ومائتين وهو الثاني من كتاب الستة وأحد الصحيحن اللذين هما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز..

القسطنطيني الرومي الحنفي، مصطفي بن عبدالله (المشهور باسم حاجي خليفة أو الحاج خليفة) (المتوفی1067هـ)، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، ج1، ص555، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1413 - 1992.

هو يقول فی موضع آخر هکذا:

والكتب المصنفة في علم الحديث أكثر من ان تحصي الا ان السلف والخلف قد اطبقوا علي ان أصح الكتب بعد كتاب الله سبحانه وتعالي صحيح البخاري ثم صحيح مسلم ثم الموطأ ثم بقية الكتب الستة وهي سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والدارقطني والمسندات المشهورة ولنذكرها هنا في هذا الكتاب علي ترتيبه الالف.

القسطنطيني الرومي الحنفي، مصطفي بن عبدالله (المشهور باسم حاجي خليفة أو الحاج خليفة) (المتوفی1067هـ)، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، ج1، ص641، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1413 - 1992.

16. السيد صديق حسن القنوجي (المتوفی1307هـ)

القنوجي البخاري ایضا یقول :

الفصل الثالث في ذكر الجامع الصحيح للإمام الحافظ أبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري الشافعي المتوفي سنة إحدي وستين ومائتين وهو أحد الصحيحين اللذين هما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالي.

القنوجي البخاري، أبو الطيب السيد محمد صديق خان بن السيد حسن خان (المتوفی1307هـ)، الحطة في ذكر الصحاح الستة، ج1، ص198، ناشر: دار الكتب التعليمية - بيروت، الطبعة: الأولي 1405هـ/ 1985م.

عدم الحاجة الی الدراسة السندية للصحاح کالقرآن الکریم

نتيجة هذه الاقوال فی صحيح البخاري و مسلم هی ان لهذین الكتابین الرتبة الثانیة بعد القرآن؛ لأن «اصح»، من مادة «صحح» و تدل علی انه بين الكتب الصحيحة، اولها القرآن ثم صحيح البخاري و مسلم؛ و هذا یبین اجماع علماء اهل السنة علی صحة نصوص هذین الكتابین؛ و من اجل هذه الجهة، لم تحتاج اسانید هذین الكتابین الی دراسة فی السند.

د. أصح الكتب المصنفة

التعبير الآخر لكتابی صحيح البخاري و مسلم هو تعبیر «اصح الكتب المصنفة». فلنذکر فی هذا المجال کلمات علماء اهل السنة:

1. محيي الدين النووي (المتوفی676هـ)

النووي بعد نقل هذه رواية «انما الاعمال بالنيات» یقول:

رواه إماما المحدثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبة البخاري وأبو الحسن مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة ".

النووي، أبو زكريا محيي الدين يحيي بن شرف (المتوفی676هـ)، شرح الأربعين النووية، ج1، ص5، دار النشر: حسب برنامج الجامع الكبير.

هو يذکر هذا التعبير فی كتابه الآخر:

النووي، أبو زكريا محيي الدين يحيي بن شرف (المتوفی676هـ)، رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، ج1، ص5، دار النشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة: الثالثة1421هـ -2000م

النووي فی كتابه الآخر یقول فی مکانة صحيح البخاري هکذا :

واما محله فقال العلماء هو اول مصنف صنف في الصحيح المجرد واتفق العلماء أن أصح الكتب المصنفة صحيحا البخاري ومسلم واتفق الجمهور علي ان صحيح البخاري أصحهما صحيحا وأكثرهما فوائد.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، تهذيب الأسماء واللغات، ج1، ص91، تحقيق: مكتب البحوث والدراسات، ناشر: دار الفكر - بيروت، الطبعة: الأولي، 1996م.

2. اليافعي (المتوفی768هـ)

اليافعي ایضا بعد ذکر تاريخ وفاة البخاري یعتبر كتابه أصح الكتب المصنفة فی مجال الرواية و یقول:

وفي ليلة عيد الفطر منها توفي البخاري الحافظ الامام قدوة الانام وعالي المقام جامع اصح الكتب المصنفة في السنن والاحكام امام المحدثين وشيخ الاسلام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزية البخاري.

اليافعي، ابومحمد عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان (المتوفی768هـ)، مرآة الجنان وعبرة اليقظان، ج2، ص167، ناشر: دار الكتاب الإسلامي - القاهرة - 1413هـ - 1993م.

هو فی موضع آخر بعد التمجيد عن كتب الغزالي یقول فی صحيحی البخاري و مسلم:

... فصحيحا البخاري ومسلم اصح الكتب المصنفات.

اليافعي، ابومحمد عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان (المتوفی768هـ)، مرآة الجنان وعبرة اليقظان، ج3، ص191، ناشر: دار الكتاب الإسلامي - القاهرة - 1413هـ - 1993م.

3.ابن ابي العز الحنفي (المتوفی792هـ)

صدر الدين الحنفي فی كتاب «الاتباع» یقول:

... ولكن الصحيحان اللذان جمعهما البخاري ومسلم أصح الكتب المصنفة هذا الذي عليه أئمة الإسلام ولفظ بعضهم وليس بعد القرآن كتاب أصح من كتاب مسلم والبخاري...

الحنفي، صدر الدين ابن أبي العز (المتوفی792هـ)، الاتباع، ج1، ص46، تحقيق: محمد عطا الله حنيف - عاصم بن عبد الله القريوتي، دار النشر: عالم الكتب - لبنان، الطبعة: الثانية1405هـ

هو يقول فی موضع آخر هکذا:

وهذا الذي قاله أهل العلم من أنه ليس بعد القرآن كتاب أصح من كتابي البخاري ومسلم إنما كان لأن هذين الكتابين جرد فيهما الحديث الصحيح المسند ولم يكن القصد بتصنيفهما ذكر آثار الصحابة والتابعين ولا تمييز الحسن والمرسل وشبه ذلك وما جرد فيه الصحيح المسند عن رسول الله صلي الله عليه وسلم فهو أصح الكتب المصنفة لأنه أصح منقول عن المعصوم.

الحنفي، صدر الدين ابن أبي العز (المتوفی792هـ)، الاتباع، ج1، ص50، تحقيق: محمد عطا الله حنيف - عاصم بن عبد الله القريوتي، دار النشر: عالم الكتب - لبنان، الطبعة: الثانية1405هـ

هـ. افضل الكتب

بعض علماء اهل السنة یعبرون عن کتاب البخاري تعبير «اجل كتب الاسلام و افضل كتب بعد كتاب الله»:

1. الذهبي (المتوفی 748هـ)

ابو الطيب السيد صديق حسن القنوجي فی كتابه نقلا عن الذهبي یقول هکذا:

وأما جامع البخاري الصحيح فأجل كتب الإسلام وأفضلها بعد كتاب الله تعالي وهو أعلي في وقتنا هذا إسنادا للناس ومن ثلاثين سنة يفرحون بعلو سماعه فكيف اليوم فلو رحل الشخص لسماعه من ألف فرسخ لما ضاعت رحلته انتهي وهذا قاله الذهبي في سنة ثلاث عشرة وسبعمائة 

القنوجي البخاري، أبو الطيب السيد محمد صديق خان بن السيد حسن خان (المتوفی1307هـ)، الحطة في ذكر الصحاح الستة، ج1، ص178، ناشر: دار الكتب التعليمية - بيروت، الطبعة: الأولي 1405هـ/ 1985م.

2. السبكي الشافعي (المتوفی 771)

هو يقول فی كتابه هکذا:

وأما كتابه الجامع الصحيح فأجل كتب الإسلام وأفضلها بعد كتاب الله.

السبكي، تاج الدين بن علي بن عبد الكافي (المتوفی 771هـ) طبقات الشافعية الكبري، ج2، ص 215، ناشر: هجر للطباعة والنشر والتوزيع - 1413هـ، الطبعة: ط2، تحقيق: د. محمود محمد الطناحي د.عبد الفتاح محمد الحلو

و. المعول علیه بین المسلمین

حسب بعض التعابير المذکورة فی صحيح البخاري، هذا الكتاب هو المعول علیه بین علماء الاسلام و هذا یحکی عن الامتیاز الخاص لهذا الکتاب.

المزي (المتوفی742هـ)

المزي فی تهذيب الكمال یقول فی صحيح البخاري هکذا:

أبو عبد الله بن أَبي الحسن البخاري الحافظ، صاحب "الصحيح". إمام هذا الشأن والمقتدي به فيه والمعول علي كتابه بين أهل الاسلام.

المزي، ابوالحجاج يوسف بن الزكي عبدالرحمن (المتوفی742هـ)، تهذيب الكمال، ج24، ص431، تحقيق: د. بشار عواد معروف، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: الأولي، 1400هـ - 1980م.

ز: معجزات و كرامات صحيح البخاري !!!

من المطالب المهمة فی كتاب صحيح البخاري هو انه حسب ما یدعوه اهل السنة، هذا الكتاب طوال التاريخ، نفع فی حل کثیر من المشكلات فی الحوادث و دفع الامراض و البلايا و السبب للحصول علی المقاصد و الحاجات بینهم.

ابن حجر: صحيح البخاري حلال المشاکل

ابن حجر العسقلاني فی مقدمة فتح الباري تکلم عن عدة رجحوا صحيح مسلم؛ لکن فی الختام ینقل مطالب فی صحيح البخاري الذی مع الالتفات الیها، یمکن ان یکون صحيح البخاري افضل من صحيح مسلم و فی الحقيقة یبین اعجاز هذا الكتاب. فیذکر وجوه التفضیل له هکذا :

وإذا تقرر ذلك فليقابل هذا التفضيل بحهة أخري من وجوه التفضيل غير ما يرجع إلي نفس الصحيح؛ وهي ما ذكره الإمام القدوة أبو محمد بن أبي جمرة في اختصاره للبخاري قال قال لي من لقيته من العارفين عمن لقي من السادة المقر لهم بالفضل أن صحيح البخاري ما قرئ في شدة الا فرجت ولا ركب به في مركب فغرق.

قال وكان مجاب الدعوة وقد دعا لقارئه رحمة الله تعالي.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج1، ص13، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، محب الدين الخطيب، ناشر:دار المعرفة - بيروت - 1379هـ.

ابو سعيد الخادمي: صحيح البخاري مَا قُرِئَ فِي شِدَّةٍ إلَّا فُرِجَتْ و يُسْتَسْقَي بِقِرَاءَتِهِ!

ابو سعيد الخادمي فی كتاب «بريقة محمودية» علاوة علی نقل المطالب المذکورة عن ابی جمرة، یذکر له ثلاث خصوصيات اخری:

وَعَنْ بَعْضِ الْعَارِفِينَ أَنَّهُ مَا قُرِئَ فِي شِدَّةٍ إلَّا فُرِجَتْ وَمَا رُكِبَ بِهِ فِي مَرْكَبٍ فَغَرِقَ وَأَنَّهُ كَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ وَلَقَدْ دَعَا لِقَارِئِهِ وَيُسْتَسْقَي بِقِرَاءَتِهِ قِيلَ وَهُوَ التِّرْيَاقُ الْمُجَرَّبُ وَنُقِلَ عَنْ بَعْضٍ أَنَّهُ قَرَأَ الْبُخَارِيَّ لِمُهِمَّاتٍ لِنَفْسِهِ وَلِغَيْرِهِ مِائَةً وَعِشْرِينَ مَرَّةً وَقَضَي حَاجَاتِهِ.

الخادمي، أبو سعيد محمد بن محمد (المتوفی 1156هـ) بريقة محمودية، ج1، ص186، حسب برنامج الجامع الكبير.

هذه الرواية لابن ابی جمرة نقلت فی كتب اخری ایضا:

المناوي، محمد عبد الرؤوف بن علي بن زين العابدين (المتوفی 1031هـ)، اليواقيت والدرر في شرح نخبة ابن حجر، ج1، ص373، تحقيق: المرتضي الزين أحمد، ناشر: مكتبة الرشد - الرياض، الطبعة: الأولي، 1999م.

القسطنطيني الرومي الحنفي، مصطفي بن عبدالله (المشهور باسم حاجي خليفة أو الحاج خليفة) (المتوفی1067هـ)، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، ج1، ص544، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1413 - 1992.

القنوجي البخاري، أبو الطيب السيد محمد صديق خان بن السيد حسن خان (المتوفی1307هـ)، الحطة في ذكر الصحاح الستة، ج1، ص179، ناشر: دار الكتب التعليمية - بيروت، الطبعة: الأولي 1405هـ/ 1985م.

القاسمي، محمد جمال الدين (المتوفی1332هـ)، قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث، ج1، ص263، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1399هـ - 1979م.

ابن كثير: كتاب البخاري الصحيح يستسقي بقراءته الغمام

السيد صديق حسن القنوجي فی كتاب «الحطة في ذكر الصحاح الستة» یقول:

وقال الحافظ عماد الدين بن كثير وكتاب البخاري الصحيح يستسقي بقراءته الغمام وأجمع علي قبوله وصحة ما فيه أهل الإسلام.

القنوجي البخاري، أبو الطيب السيد محمد صديق خان بن السيد حسن خان (المتوفی1307هـ)، الحطة في ذكر الصحاح الستة، ج1، ص179، ناشر: دار الكتب التعليمية - بيروت، الطبعة: الأولي 1405هـ/ 1985م

الشيخ عبد الحق الدهلوي: قراءة صحيح البخاري لحصول المرادات وكفاية المهمات وقضاء الحاجات و...

قال الشيخ عبد الحق الدهلوي في أشعة اللمعات قرأ كثير من المشايخ والعلماء والثقات صحيح البخاري لحصول المرادات وكفاية المهمات وقضاء الحاجات ودفع البليات وكشف الكربات وصحة الأمراض وشفاء المرضي عند المضايق والشدائد فحصل مرادهم وفازوا بمقاصدهم ووجدوه كالترياق مجربا وقد بلغ هذا المعني عند علماء الحديث مرتبة الشهرة والاستفاضة.

ونقل السيد جمال الدين المحدث عن أستاذه السيد أصيل الدين أنه قال قرأت صحيح البخاري نحو عشرين ومائة مرة في الوقائع والمهمات لنفسي وللناس الآخرين فبأي نية قرأته حصل المقصود وكفي المطلوب

القنوجي البخاري، أبو الطيب السيد محمد صديق خان بن السيد حسن خان (المتوفی1307هـ)، الحطة في ذكر الصحاح الستة، ج1، ص179، ناشر: دار الكتب التعليمية - بيروت، الطبعة: الأولي 1405هـ/ 1985م

المقريزي و سيرة علماء الازهر فی دفع الوباء بختم البخاري

هو يقول:

وفي شعبان: تزايد الوباء في القاهرة وعظم في رمضان وقد دخل فصل الشتاء فرسم بالاجتماع في الجوامع للدعاء. وفي يوم الجمعة سادس رمضان نودي أن يجتمع الناس بالصناجق الخليفية والمصاحف عند قبة النصر فاجتمع الناس بعامة جوامع مصر والقاهرة وخرج المصريون إلي مصلي خولان بالقرافة واستمرت قراءة البخاري بالجامع الأزهر وغيره عدة أيام والناس يدعون الله تعالي ويقنتون في صلواتهم....

المقريزي، تقي الدين ابي العباس احمد بن علي بن عبد القادر العبيدي (المتوفی 845 هـ) السلوك لمعرفة دول الملوك ج 4 ص 86، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت - 1418هـ - 1997م، الطبعة: الأولي، تحقيق: محمد عبد القادر عطا

علماي الازهر: ختم البخاري للنصر فی الحروب

الجبرتي یقول هکذا:

وفي يوم الاثنين حضر إلي ثغر بولاق آغا اسود وعلي يده مقرر لعابدي باشا وخلعه لشريف مكة فطلع عابدي باشا إلي القلعة وعمل ديوانا في يوم الثلاثاء واجتمع الامراء والمشايخ والقاضي وقرأوا المقرر ووصل صحبة الاغا المذكور ألف قرش رومي أرسلها حضرة السلطان تفرق علي طلبه العلم بالأزهر ويقرأون له صحيح البخاري ويدعون له بالنصر.

الجبرتي، عبد الرحمن بن حسن (المتوفی1237هـ)، تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار، ج2، ص53، ناشر: دار الجيل - بيروت.

ثم فی الاستمرار یقول:

وفي يوم الجمعة كتبوا قائمة أسماء المجاورين والطلبة وأخبروا الباشا ان الألف قرش لا تكفي طائفة من المجاورين فزادها ثلاثة آلاف قرش من عنده فوزعوها بحسب الحال أعلي وأوسط وآدني فخص الاعلي عشرون قرشا والأوسط عشرة والأدني أربعة وكذلك طوائف الأروقة بحسب الكثرة والقلة ثم احضروا اجزاء البخاري وقرأوا وصادف ذلك زيادة أمر الطاعون والكروب المختلفة.

الجبرتي، عبد الرحمن بن حسن (المتوفی1237هـ)، تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار، ج2، ص53، ناشر: دار الجيل - بيروت.

ثم یقول:

و في يوم الخميس ثامن عشرينه ورد مرسوم من الدولة فعمل الباشا الديوان في ذلك و قرأوه و فيه الأمر بقراءة صحيح البخاري بالأزهر و الدعاء بالنصر للسلطان علي الموسقو فإنهم تغلبوا واستولوا علي قلاع ومدن عظيمة من مدن المسلمين وكذلك يدعون له بعد الاذان في كل وقت وأمر الباشا بتقرير عشرة من المشايخ من المذاهب الثلاثة يقرأون البخاري في كل يوم ورتب لهم في كل يوم مائتين نصف فضة لكل مدرس عشرون نصفا من الضربخانة ووعدهم بتقريرها لهم علي الدوام بفرمان.

الجبرتي، عبد الرحمن بن حسن (المتوفی1237هـ)، تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار، ج2، ص79، ناشر: دار الجيل - بيروت.

ثم بادر یقول:

وفي يوم الثلاثاء ثاني عشر صفر حضر الشيخ الأمير إلي مصر من الديار الرومية ومعه مرسومات خطابا للباشا والامراء فركب المشايخ ولا قوه من بولاق وتوجه إلي بيته ولم يأت للسلام عليه أحد من الامراء وأنعمت عليه الدولة بألف قرش ومرتب بالضربخانة قرش في كل يوم وقرأ هنا البخاري عند الآثار الشريفة بقصد النصرة.

الجبرتي، عبد الرحمن بن حسن (المتوفی1237هـ)، تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار، ج2، ص135، ناشر: دار الجيل - بيروت.

علماء الازهر و ختم البخاري لرفع الکرب

یقول فی موضع آخر هکذا:

فقلنا له هذا لا يكون ونحن لا نحب ثوران الفتن وانما اجتمعنا لأجل قراءة البخاري وندعو الله برفع الكرب.

الجبرتي، عبد الرحمن بن حسن (المتوفی1237هـ)، تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار، ج3، ص268، ناشر: دار الجيل - بيروت.

علماء الازهر و ختم البخاري لدفع الطاعون و الوبا

الجبرتي فی موضع آخر یقول:

وفيه ايضا زاد الارجاف بحصول الطاعون وواقع الموت منه بالإسكندرية فأمر الباشا بعمل كورنتينة... وامر أيضا بقراءة صحيح البخاري بالأزهر وكذلك يقرأون بالمساجد والزوايا سورة الملك والأحقاف في كل ليلة بنية رفع الوباء

الجبرتي، عبد الرحمن بن حسن (المتوفی1237هـ)، تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار، ج3، ص395، ناشر: دار الجيل - بيروت.

الازهر و ختم البخاري بقصد حصول النصر لابراهيم باشا علی الوهابیة

ثم یقول هکذا:

واستهل شهر ذي القعدة سنة 1232 وفي خامسه يوم الأربعاء وليلة الخميس ارتحل ركب الحجاج المغاربة من الحصوة وفي أواخره حصل الامر للفقهاء بالأزهر بقراءة صحيح البخاري فاجتمع الكثير من الفقهاء والمجاورين وفرقوا بينهم اجزاء وكراريس من البخاري يقرؤون فيها في مقدار ساعتين من النهار بعد الشروق فاستمروا علي ذلك خمسة أيام وذلك بقصد حصول النصر لإبراهيم باشا علي الوهابية وقد طالت مدة انقطاع الاخبار عنه وحصل لأبيه قلق زائد ولما انقضت أيام قراءة البخاري نزل للفقهاء عشرون كيسا فرقت عليهم وكذلك علي أطفال المكاتب

الجبرتي، عبد الرحمن بن حسن (المتوفی1237هـ)، تاريخ عجائب الآثار في التراجم والأخبار، ج3، ص569، ناشر: دار الجيل - بيروت.

الازهر و ختم البخاري لدفع الوبا

جمال الدين القاسمي یقول:

بماذا دفع العلماء نازلة الوباء ؟

دفعوها يوم الأحد الماضي في الجامع الأزهر، بقراءة متن البخاري موزعاً كراريس علي العلماء وكبار المرشحين للتدريس، في نحو ساعة، جرياً علي عادتهم من إعداد هذا المتن أو السلاح الجبري، لكشف الخطوب، وتفريج الكروب، فهو يقوم عندهم في الحرب مقام المدفع و الصرام و الأسل، و في الحريق مقام المضخة و الماء، و في الهيضة مقام الحيطة الصحيحة و عقاقير الأطباء، و في البيوت مقام الخفراء و الشرطة، و علي كل حال، هو مستنزل الرحمات، و مستقر البركات...

القاسمي، محمد جمال الدين؛ (المتوفی 1332) قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث ج1، ص264 ناشر دار الكتب العلمية بيروت - 1399هـ - 1979م، الطبعة: الأولي

البتة المؤلف الذی هو من اهل السنة، بعد ذكر هذه المطالب یبین اعجابه من سيرة علماء اهل السنة!

النتيجة:

مع الالتفات الی كلمات علماء اهل السنة، صحيح البخاري و مسلم افضل الكتب بعد القرآن الكريم و کل نصوصها مؤیدة من قبل اهل السنة.

الفصل الثالث: الاستدلال علی وثاقة و عدالة الاشخاص بسبب ذکرهم فی الصحيحين

بنظرة عابرة علی كتب اهل السنة نجد ان الراوي اذالم یکن له توثيق أو مجهول أو مجروح لکن فی هذا الحال عندما اسمه مذکور فی رجال الصحيحين فهو یصبح موثقا أو مبرئا من الجرح و العيوب .

الهدف فی هذا الفصل هو ان ندرس کلمات علماء اهل السنة؛ لکن قبلها نذکر مطالب علی سبیل المقدمة.

المطلب الأول؛ جواز التقليد عن تعديل المحدثین الکبار

من ابحاث علم رجال الحديث، وثاقة و عدالة الراوي. حسب رأی علماء اهل السنة الرواية الصحيحة هی الرواية التي سندها متصل و رواتها، اشخاص عدول و ثقة.

النووي من الشارحین لصحيح مسلم فی تعريف الرواية الصحيحة یقول:

فأما الصحيح فهو ما اتصل سنده بالعدول الضابطين من غير شذوذ ولا علة فهذا متفق علي أنه صحيح.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، شرح النووي علي صحيح مسلم، ج1، ص27، ناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثانية، 1392 هـ.

لو نفحص فی كتب علم الرجال عند اهل السنة فلنجد هذه العبارة فی تعريف الرواية الصحيحة.

مع الالتفات الی المطالب المذکورة لابد من قاعدة كلية فی سلسلة سند الرواية التی تهدف رأی العلماء، اهل الفکر و المحققین؛ لکن فی كلام کثیر من کبار اهل السنة نشاهد انهم من دون ان یهدفوا هذا المعيار، اضافوا معيارا آخر و هو انه اذا وجدوا روایة فیها من رواة صحيح البخاري و مسلم، من دون أی كلامی یحكمون بوثاقته و عدالته و فی النتيجة یعتبرون الرواية صحيحة و لو ان بعض العلماء ضعفوا رجاله أو انه مجهول من الاساس.

بدر الدين بن بهادر فی كتاب «النكت علي مقدمة ابن الصلاح» یقول هکذا :

واعلم أنه يجوز تقليد الأئمة في التعديل لا سيما في مثل هذه الأعصار قال ابن الأنباري في شرح البرهان في باب الاجتهاد وصار بعض الأصوليين إلي جواز الاكتفاء بتعديل الأئمة كما ثبت عند الكافة الانقياد إلي تعديل من روي عنه البخاري ومسلم في الصحيحين وإن كان الرواة عند أهل العصر مستورين وهذا اختاره الغزالي وأشار إليه إمام الحرمين أيضا.

بدر الدين أبي عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن بهادر (المتوفی794هـ)، النكت علي مقدمة ابن الصلاح، ج3، ص329، تحقيق: د. زين العابدين بن محمد بلا فريج، دار النشر: أضواء السلف - الرياض، الطبعة: الأولي1419هـ - 1998م

لوضوح المطلب نذکر مثالا : «بيان بن عمرو» من رواة البخاري الذی یعتبره ابن المديني ابو حاتم من المجاهیل؛ لکن ابن حجر عند بيان هذا المطلب یدافع عن جهله بأنه فی سلسلة رواة البخاري:

بيان بن عمرو البخاري العابد شيخ البخاري أثني عليه بن المديني ووثقه بن حبان وبن عدي وقال أبو حاتم مجهول والحديث الذي رواه عن سالم بن نوح باطل قلت ليس بمجهول من روي عنه البخاري.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج1، ص393، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، محب الدين الخطيب، ناشر:دار المعرفة - بيروت - 1379هـ.

ابن حجر فی موضع آخر من كتابه استخرج قاعدة اخری للذین اعتبروهم علماء الرجال من اهل السنة مجاهیل؛ لکن صدفة وقع فی سلسلة سند روايات البخاري. فیقول هکذا :

فأما جهالة الحال فمندفعة عن جميع من أخرج لهم في الصحيح لأن شرط الصحيح أن يكون راويه معروفا بالعدالة فمن زعم أن أحدا منهم مجهول فكأنه نازع المصنف في دعواه أنه معروف ولا شك أن المدعي لمعرفته مقدم علي من يدعي عدم معرفته لما مع المثبت من زيادة العلم.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج1، ص384، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، محب الدين الخطيب، ناشر:دار المعرفة - بيروت - 1379هـ.

المطالب المذکورة نقلت فی كتب الذيل ایضا:

القاسمي، محمد جمال الدين (المتوفی1332هـ)، قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث، ج1، ص191، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1399هـ - 1979م.

الجزائري الدمشقي، طاهر بن صالح بن أحمد (المتوفی: 1338هـ)، توجيه النظر إلي أصول الأثر، ج1، ص247، تحقيق: عبد الفتاح ابوغدة، ناشر: مكتبة المطبوعات الإسلامية - حلب، الطبعة: الأولي، 1416هـ ـ 1995م

لهذه المسألة نماذج کثیرة التی فیها الضعف و الجهالة للراوي لکن دافع عنهم لاجل وجودهم فی الصحيحين فلنشیر الیها.

المطلب الثانی ؛ رواة الصحيحين جازوا القنطرة و هم عدول

تقي الدين ابن دقيق فی كتاب «الاقتراح في بيان الاصطلاح» ینقل عن استاذ ابیه ابو الحسن المقدسي انه یقول فی رجال صحيح البخاري هکذا :

وكان شيخ شيوخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي يقول في الرجل يخرج عنه في الصحيح هذا جاز القنطرة يعني بذلك أنه لا يلتفت إلي ما قيل فيه وهكذا يعتقد وبه نقول ولا نخرج عنه إلا ببيان شاف وحجة ظاهرة تزيد في غلبة الظن علي المعني الذي قدمناه من اتفاق الناس بعد الشيخين علي تسمية كتابيهما بالصحيحين ومن لوازم ذلك تعديل رواتهما

ابن دقيق العيد، تقي الدين (المتوفی702 هـ)، الاقتراح في بيان الاصطلاح، ج1، ص55، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1406 - 1986

فی موضع آخر من کتابه ینقل اعتقاد المزي و الذهبي و غيرهم فی هذا المجال هکذا:

وها هنا فائدة جليلة وهو ما جرت به عادة كثير من المتأخرين في الرجل إذا روي له البخاري ومسلم وقد تكلم فيه أن يعتمدوه ويقولوا قد جاز القنطرةقال الشيخ وهكذا نعتقده وبه نقول وجري علي ذلك الحافظ أبو الحجاج المزي والذهبي وغيرهم مما يظهر من تصرفهم.

ابن دقيق العيد، تقي الدين (المتوفی702 هـ)، الاقتراح في بيان الاصطلاح، ج3، ص348، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1406 - 1986

یعرف ابن حجر المقدسي بصورة واضحة هکذا:

وقد نقل بن دقيق العيد عن بن المفضل وكان شيخ والده انه كان يقول فيمن خرج له في الصحيحين هذا جاز القنطرة وقرر بن دقيق العيد ذلك بأن من اتفق الشيخان علي التخريج لهم ثبتت عدالتهم بالاتفاق بطريق الاستلزام لاتفاق العلماء علي تصحيح ما أخرجاه ومن لازمه عدالة رواته إلي ان تتبين العلة القادحة.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852 هـ)، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج13، ص457، تحقيق: محب الدين الخطيب، ناشر: دار المعرفة - بيروت.

ابن حجر العسقلاني، جمال الدين القاسمي و طاهر الدمشقي ذکروا کلام المقدسي ایضا.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، هدي الساري مقدمة فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج1، ص384، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، محب الدين الخطيب، ناشر:دار المعرفة - بيروت - 1379هـ.

القاسمي، محمد جمال الدين (المتوفی1332هـ)، قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث، ج1، ص191، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1399هـ - 1979م.

الجزائري الدمشقي، طاهر بن صالح بن أحمد (المتوفی: 1338هـ)، توجيه النظر إلي أصول الأثر، ج1، ص246، تحقيق: عبد الفتاح ابوغدة، ناشر: مكتبة المطبوعات الإسلامية - حلب، الطبعة: الأولي، 1416هـ ـ 1995م

ملا علي القاري فی كتاب «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح»، یبین علة عدم جرح رواة البخاري هکذا:

وقد كان أبو الحسن المقدسي يقول فيمن خرج له أحدهما في الصحيح: هذا (جاز القنطرة) يعني لايلتفت لما قيل فيه لأنهما مقدمان علي أئمة عصرهما ومن بعدهما في معرفة الصحيح والعل. فهو أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز، ويؤيده ما نقل عن الحاكم أبي أحمد شيخ الحاكم أبي عبد الله النيسابوري أن البخاري إمام المحديثين، وكل من أتي بعده وصنف كتاباً في الحديث وأفرده ففي الحقيقة إنما أخذه عنه؛ فالفضل للمتقدم حتي أن مسلماً أتي بأحاديثه مفرقاً في كتابه، وتجلد غاية التجلد حيث لم يسندها إلي جنابه.

ملا علي القاري، نور الدين أبو الحسن علي بن سلطان محمد الهروي (المتوفی1014هـ)، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، ج1، ص63، تحقيق: جمال عيتاني، ناشر: دار الكتب العلمية - لبنان/ بيروت، الطبعة: الأولي، 1422هـ - 2001م.

من هو ابو الحسن المقدسي ؟

شمس الدين الذهبي یعرفه باوصاف «الشيخ، الامام، المفتي، الحافظ الكبير، المتقن» هکذا:

علي بن المفضل ابن علي بن مفرج بن حاتم بن حسن بن جعفر الشيخ الإمام المفتي الحافظ الكبير المتقن شرف الدين أبو الحسن ابن القاضي الأنجب أبي المكارم المقدسي ثم الإسكندراني المالكي.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی748 هـ)، سير أعلام النبلاء، ج22، ص66، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، ناشر: مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ.

الصفدي فی كتاب «الوافي بالوفيات»، یضیف علیه باوصاف «العلامة، الامام، المحدث» هکذا :

علي بن المفضل بن علي بن أبي الغيث مفرج بن حاتم بن الحسن بن جعفر العلامة الحافظ شرف الدين أبو الحسن ابن القاضي الأنجب أبي المكارم اللخمي المقدسي الأصل الإسكندراني المالكي القاضي كان إماما محدثا له تصانيف مفيدة في الحديث وغيره وكان ورعا خيرا حسن الأخلاق كثير الإغضاء توفي سنة إحدي عشرة وست مائة

الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك (المتوفی764هـ)، الوافي بالوفيات، ج22، ص136، تحقيق أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفي، ناشر: دار إحياء التراث - بيروت - 1420هـ- 2000م.

السيوطي فی كتاب «طبقات الحفاظ»، یقول فیه هکذا:

أبو الحسن علي بن المفضل بن علي بن مفرج بن حاتم بن حسن ابن جعفر الحافظ العلامة شرف الدين ابن القاضي أبي المكارم المقدسي ثم السكندري المالكي

ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة

... وكان من أئمة المذهب العارفين به ومن حفاظ الحديث مع ورع ودين وأخلاق رضية ومشاركة في الفضائل.

السيوطي، جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر (المتوفی911هـ)، طبقات الحفاظ، ج1، ص492، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1403هـ.

استدلال کبار اهل السنة علی وثاقة رواة صحيح البخاري

بعد بيان المقدمتین تصل النوبة الی ذکر کلمات علماء الکبار من اهل السنة فی وثاقة أو عدالة رواة البخاري (مع انه ذکر لهم تضعیف من قبل علماء الرجال).

1. ابن الجوزي الحنبلي (المتوفی597هـ)

ابو الفرج ابن الجوزي یقول هکذا:

وأما المسلك الثاني وقولهم ليس ذكر الجهر في الصحيح قلنا رجاله رجال الصحيح فيلزم أن يحكم بصحته.

ابن الجوزي، أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (المتوفی597هـ)، التحقيق في أحاديث الخلاف، ج1، ص354، تحقيق: مسعد عبد الحميد محمد السعدني، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي- 1415

2. عبد العظيم المنذري (المتوفی656هـ)

المنذري ینقل رواية هکذا:

3043 وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم مَنَ ادَّعَي إلي غَيْرِ أبيه لم يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وان رِيحَهَا لَيُوجَدُ من قَدْرِ سَبْعِينَ عَاماً أو مَسِيرَةِ سَبْعِينَ عَاماً.

فی الختام یقول هکذا:

رواه أحمد وابن ماجه إلا أنه قال وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام ورجالهما رجال الصحيح وعبد الكريم هو الجزري ثقة احتج به الشيخان وغيرهما ولا يلتفت إلي ما قيل فيه.

المنذري، أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي (المتوفی656هـ)، الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، ج3، ص52، تحقيق: إبراهيم شمس الدين، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1417هـ

3. النووي الشافعي (المتوفی676 هـ)

شريك بن عبد الله من رواة الصحيحين:

ضعف ابن الجوزي الحنبلي الرواية التي فیها شريك و أطعن به. النووي الشافعي فی الجواب یقول:

وتعرض ابن الجوزي لتضعيف بعض رواته عن أنس لم نذكرها نحن، وتعرض مما ذكرناه لرواية شريك وطعن فيه. وجواب ما قال أن شريكا من رجال الصحيحين، ويكفينا أن نحتج بمن احتج به البخاري ومسلم.

النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا يحيي بن شرف بن مر بن جمعة بن حزام (المتوفی676 هـ)، المجموع، ج3، ص297، ناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، التكملة الثانية.

4. استدلال ابن تيمية (المتوفی 728 هـ)

تقدم راوي الصحيحين:

ابن تيمية یقول فی الرواية التي تحكي عن جمع صلاة الظهر و العصر و المغرب و العشاء عن رسول الله صلي الله عليه وآله: (جمع رسول الله بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر ( قيل له فما أراد بذلك قال أراد أن لا يحرج أمته) عن طريق حبيب بن ثابت و ابو الزبير بعبارتین ثم یقول فی مقام القضاوة هکذا:

قلت: تقديم رواية أبي الزبير علي رواية حبيب بن أبي ثابت لاوجه له فإن حبيب بن أبي ثابت من رجال الصحيحين فهو أحق بالتقديم من أبي الزبير وأبو الزبير من أفراد مسلم.

ابن تيمية الحراني الحنبلي، ابوالعباس أحمد عبد الحليم (المتوفی 728 هـ)، كتب ورسائل وفتاوي شيخ الإسلام ابن تيمية، ج24، ص75، تحقيق: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي، ناشر: مكتبة ابن تيمية، الطبعة: الثانية.

فیحصل من هنا ان علماء اهل السنة کما یرجحون صحيح البخاري علی صحيح مسلم فیقدمون روات البخاري علی رواة مسلم ایضا.

5. شمس الدين محمد الحنبلي (المتوفی744هـ)،

وثاقة مغيرة بن عبد الرحمن:

ابو الفرج ابن الجوزي له كتاب باسم «التحقيق» یذکر فیها الروايات الصحيحة و الضعيفة و یبین دليل ضعفها. فی هذا الكتاب یضعف مغيرة بن عبد الرحمن. محمد بن احمد الحنبلي یقول:

وقول المؤلف في مغيرة بن عبد الرحمن: أنه ضعيف مجروح وهم، فإنه ثقة من رجال الصحيحين وهو الحزامي لا المخزومي، وإن كانا يرويان عن موسي بن عقبة فيما قيل.

الحنبلي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي (المتوفی744هـ)، تنقيح تحقيق أحاديث التعليق، ج1، ص136، تحقيق: أيمن صالح شعبان، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1998م.

6. شمس الدين الذهبي (المتوفی 748 هـ)

وثاقة ابراهيم بن طهمان:

الذهبي یوثقه من اجل انه من رواة البخاری فیقول هکذا :

إبراهيم بن طهمان ثقة متقن من رجال الصحيحين وكان مرجئا فهذا رجل عالم كبير القدر بخراسان أخطأ في مسألة فكان ماذا فأبمجرد الارجاء يضعف حديث الثقة ويهدر فقد كان من هو اكبر من إبراهيم مرجئا.

الذهبي الشافعي، شمس الدين ابوعبد الله محمد بن أحمد بن عثمان (المتوفی 748 هـ)، الرواة الثقات المتكلم فيهم بما لا يوجب ردهم، ج1، ص35، تحقيق: محمد إبراهيم الموصلي، دار النشر: دار البشائر الإسلامية - بيروت - لبنان، الطبعة: الأولي1412هـ - 1992م

7. عبد الله الحنفي الزيلعي (المتوفی762هـ)

توثيق عبد الله بن جعفر لاجل وجوده فی الصحيحين:

الزيلعي ینقل رواية عن عبد الله ابن جعفر فی الهبة ثم یقول هکذا:

الحديث الرابع قال عليه السلام إذا كانت الهبة لذي رحم محرم لم يرجع فيها قلت أخرجه الحاكم في المستدرك في البيوع والدارقطني ثم البيهقي في سننيهما عن عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن المبارك عن حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا كانت الهبة لذي رحم محرم لم يرجع فيها...

وقال بن الجوزي في التحقيق وعبد الله بن جعفر هذا ضعيف وخطأه صاحب التنقيح وقال بل هو ثقة من رجال الصحيحين والضعيف هو والد علي بن المديني.

الزيلعي، عبدالله بن يوسف ابومحمد الحنفي (المتوفی762هـ)، نصب الراية لأحاديث الهداية، ج4، ص126، تحقيق: محمد يوسف البنوري، ناشر: دار الحديث - مصر - 1357هـ.

عبد الله الزيلعي فی موضع آخر نقل روایتین و فی مقام القضاوة یقول هکذا:

ثم ان لحديث همام ترجيحات أحدها ان رجاله رجال الصحيح.

الزيلعي، عبدالله بن يوسف ابومحمد الحنفي (المتوفی762هـ)، نصب الراية لأحاديث الهداية، ج1، ص268، تحقيق: محمد يوسف البنوري، ناشر: دار الحديث - مصر - 1357هـ.

8. الانصاري الشافعي (المتوفی 804هـ)

وجود عمرو بن ابي عمرو و خالد بن مخلد فی الصحيحين:

الانصاري الشافعي ینقل رواية اشکل العلماء فی سندها بعمرو بن أبي عمرو و خالد بن مخلد لکن هو یقول عنهما هکذا:

وقد أسلفنا أنهما من رجال الصحيحين (فجازا القنطرة)، وقد كان الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل (المقدسي) يقول عمن أخرج له الشيخان أو أحدهما هذه العبارة في حقه.

الأنصاري الشافعي، سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد المعروف بابن الملقن، (المتوفی 804هـ)البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، ج4، ص660، تحقيق: مصطفي ابوالغيط و عبدالله بن سليمان وياسر بن كمال، ناشر: دار الهجرة للنشر والتوزيع - الرياض-السعودية، الطبعة: الاولي، 1425هـ-2004م.

وجود خثيم بن عراك فی رجال الصحيحين:

الانصاري الشافعي یذکر اقوال علماء الرجال فی تضعيف ابراهيم بن خثيم فیقول فیه هکذا :

وفي إسناده إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك... وأما خثيم والده: فقال الأزدي في حقه: منكر الحديث. قلت: لكنه من رجال (الصحيحين) فجاز القنطرة.

الأنصاري الشافعي، سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد المعروف بابن الملقن، (المتوفی 804هـ)البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، ج5، ص158، تحقيق: مصطفي ابوالغيط و عبدالله بن سليمان وياسر بن كمال، ناشر: دار الهجرة للنشر والتوزيع - الرياض-السعودية، الطبعة: الاولي، 1425هـ-2004م.

9. استدلال ابو الوفاء الحلبي (المتوفی841هـ)

وثاقة داود بن الحصين:

ابو الوفاء یعرف دليل توثيق داود بن الحصين رواية مؤلفی صحاح الستة عنه لاسیما البخاري و مسلم و یقول:

داود بن الحصين ع أبو سليمان محدث مشهور تفرد بأشياء ذكر الذهبي في ميزانه كلام من تكلم فيه وقد صحح عليه فالعمل علي توثيقه إذا كما شرطه هو في حاشية الميزان وكيف لا يكون ثقة وقد روي له الأئمة الستة فضلا عن الشيخين ومن روي له الشيخان فقد جاز القنطرة كما قاله علي بن الفضل المقدسي.

الحلبي الطرابلسي، إبراهيم بن محمد بن سبط ابن العجمي أبو الوفا (المتوفی841 هـ)، الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث، ج1، ص112، تحقيق: صبحي السامرائي، دار النشر: عالم الكتب, مكتبة النهضة العربية - بيروت، الطبعة: الأولي1407 - 1987

10. ابن حجر العسقلاني (المتوفی852هـ)

وثاقة ابراهيم بن طهمان:

نقلنا توثيق ابراهيم بن طهمان عن قول الذهبي. ابن حجر ایضا یوثقه حسب انه من رجال الصحيحين و یصرح انه لا یلتفت الی تضعيفاته :

وَالْمَرْفُوعُ رِوَايَةُ إبْرَاهِيمَ بن طَهْمَانَ عن بُدَيْلٍ وَإِبْرَاهِيمُ ثِقَةٌ من رِجَالِ الصَّحِيحَيْنِ فَلَا يُلْتَفَتُ إلَي تَضْعِيفِ أبي مُحَمَّدِ بن حَزْمٍ له.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، تلخيص الحبير في أحاديث الرافعي الكبير، ج3، ص238، تحقيق: السيد عبدالله هاشم اليماني المدني، ناشر: - المدينة المنورة - 1384هـ - 1964م.

تفریغ روايتین عن التضعيف:

النسائي ینقل روايتين بسندین مرفوعین و موقوفین عن ابی سعيد و قال ان کلا الطریقین ضعيفان.

ابن حجر العسقلاني یقول فیه هکذا:

وَهَؤُلَاءِ من رُوَاةِ الصَّحِيحَيْنِ فَلَا مَعْنَي لِحُكْمِهِ عليه بِالضَّعْفِ.

العسقلاني الشافعي، أحمد بن علي بن حجر ابوالفضل (المتوفی852هـ)، تلخيص الحبير في أحاديث الرافعي الكبير، ج1، ص102، تحقيق: السيد عبدالله هاشم اليماني المدني، ناشر: - المدينة المنورة - 1384هـ - 1964م.

11. شمس الدين السخاوي(المتوفی902هـ)

وثاقة ابراهيم بن سعد بن ابي وقاص:

السخاوي فی كتاب «التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة» لاثبات وثاقته یقول هکذا:

48 إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني...

وقال العجلي مدني تابعي ثقة وهو من رجال التهذيب لكونه من رجال الصحيحين وغيرهما.

السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن(المتوفی902هـ)، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، ج1، ص73، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي، 1414هـ/ 1993م.

12. علي بن محمد الكناني (المتوفی963هـ)

وجود عيسي بن طهمان فی الصحيحين:

ذکرنا وثاقته عن قول الذهبي و ابن حجر العسقلاني. علي بن محمد الكناني ایضا یقول:

وأجود طرق هذا الحديث طريق عيسي بن طهمان فإنه من رجال الصحيحين.

الكناني، علي بن محمد بن علي بن عراق أبو الحسن (المتوفی963 هـ)، تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، ج1، ص263، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف , عبد الله محمد الصديق الغماري، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي1399 هـ،

عدم جهل حسن بن ذكوان من اجل وجوده فی صحيح البخاري:

الكناني یقول فیه هکذا:

( 40 ) [ حديث ] إن أهل البيت ليقل طعامهم فتستنير بطونهم (عق) من حديث أبي هريرة ولا يصح فيه الحسن بن ذكوان، روي الأثرم عن أحمد إنه قال أحاديثه أباطيل وعن عبد الله بن المطلب العجلي مجهول.

(قلت): الحسن بن ذكوان جاز القنطرة فإنه من رجال البخاري.

الكناني، علي بن محمد بن علي بن عراق أبو الحسن (المتوفی963 هـ)، تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة، ج2، ص242، تحقيق: عبد الوهاب عبد اللطيف , عبد الله محمد الصديق الغماري، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الأولي1399 هـ،

13. محمد بن علي الشوكاني (المتوفی 1255هـ)

وثاقة ابراهيم بن طهمان:

الشوكاني فی كتاب «نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقي الأخبار» یستدل علی وثاقة ابراهيم بن طهمان هکذا:

وَالْمَرْفُوعُ من رِوَايَةِ إبْرَاهِيمَ بن طَهْمَانَ وهو ثِقَةٌ من رِجَالِ الصَّحِيحَيْنِ وقد ضَعَّفَهُ بن حَزْمٍ وَلا يُلْتَفَتُ إلَي ذلك فإن الدَّارَقُطْنِيّ قد جَزَمَ بِأَنَّ تَضْعِيفَ من ضَعَّفَهُ إنَّمَا هو من قِبَلِ الأرجاء

الشوكاني، محمد بن علي بن محمد (المتوفی 1255هـ)، نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقي الأخبار، ج7، ص98، ناشر: دار الجيل، بيروت - 1973.

توثيق عبد الرزاق و معمر:

الشوكاني فی ذيل رواية اخری یقول:

وَرِجَالُ إسْنَادِ هذا الحديث ثِقَاتٌ لِأَنَّهُ رَوَاهُ أبو دَاوُد عن مَخْلَدٍ بن خَالِدٍ شَيْخِ مُسْلِمٍ وَعَبَّاسٍ الْعَنْبَرِيِّ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ تَعْلِيقًا وَمُسْلِمٍ قَالا حدثنا عبد الرَّزَّاقِ عن مَعْمَرٍ وَهُمَا من رِجَالِ الصَّحِيحَيْنِ.

الشوكاني، محمد بن علي بن محمد (المتوفی 1255هـ)، نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقي الأخبار، ج7، ص375، ناشر: دار الجيل، بيروت - 1973.

14. نور الدين السندي (المتوفی1138هـ)

صحة الرواية من اجل وجود الراوي فی الصحيحين:

نورالدين ینقل سند رواية یعتبرها البعض مزورة ؛ لکنه یرد هذا الکلام و یقول:

وقيل هذا الحديث موضوع ورد بأنه حسن صحيح ورجال سنده رجال الصحيحين فلا يلتفت إلي قول من حكم عليه بالوضع.

السندي، نور الدين بن عبدالهادي أبو الحسن (المتوفی1138هـ)، حاشية السندي علي النسائي، ج6، ص68، تحقيق: عبدالفتاح أبو غدة، دار النشر: مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب، الطبعة: الثانية1406 - 1986

15. الشيخ تقي الدين ابن صلاح

اثبات ان الحدیث حسن لوجود راويه فی الصحيحين

ابن صلاح یعتبر رواية: كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد فهو أجذم» حسنة لوجود رواتها فی الصحيحين و یقوم محتجا بهذا الکلام.

کلمات ابن صلاح نقلها علماء اهل السنة منهم السبكي الشافعي یقول هکذا:

وقضي ابن الصلاح بأن الحديث حسن دون الصحيح و فوق الضعيف محتجا بأن رجاله رجال الصحيحين سوي قرة قال فإنه ممن انفرد مسلم عن البخاري بالتخريج له.

السبكي الشافعي، ابونصر تاج الدين عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي (المتوفی 771هـ)، طبقات الشافعية الكبري، ج1، ص9، تحقيق: د. محمود محمد الطناحي د.عبد الفتاح محمد الحلو، ناشر: هجر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة: الثانية، 1413هـ.

الانصاري الشافعي ایضا یقول هکذا:

قال الشيخ تقي الدين بن الصلاح: رجال هذا الحديث رجال (الصحيحين) جميعًا سوي قرة؛ فإنه ممن انفرد مسلم عن البخاري بالتخريج له، ثم حكم علي الحديث بالحُسن ولا يلتفت إلي تضعيف صاحب (الشامل) له حيث قال: رواه الوليد، عن الأوزاعي، عن قرة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي (وهو ضعيف).

الأنصاري الشافعي، سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن أحمد المعروف بابن الملقن، البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير، ج7، ص529، تحقيق: مصطفي ابوالغيط و عبدالله بن سليمان وياسر بن كمال، ناشر: دار الهجرة للنشر والتوزيع - الرياض-السعودية، الطبعة: الاولي، 1425هـ-2004م.

16. العظيم آبادي (المتوفی1329هـ)

تصحيح رواية صالح ابي الخليل:

العظيم آبادي فی كتاب «عون المعبود شرح سنن أبي داود»، یصحح رواية صالح ابي الخليل و یقول هکذا :

قال بن خلدون خرج أبو داود عن أم سلمة من رواية صالح أبي الخليل عن صاحب أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة ثم رواه أبو داود من رواية أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة فتبين بذلك المبهم في الإسناد الأول ورجاله رجال الصحيحين لا مطعن فيهم ولا مغمز.

العظيم آبادي، محمد شمس الحق (المتوفی1329هـ)، عون المعبود شرح سنن أبي داوود، ج11، ص255، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة: الثانية، 1995م.

17. محمد انور شان الكشميري:

الكشميري فی كتاب «العرف الشذي شرح سنن الترمذي»، ینقل رواية عن ابن عمر ثم یقول:

كما في معاني الآثار ص (198): أن ابن عمر صلي قبل الجمعة أربعاً لا يفصل بينهن بسلام، وسنده صحيح فإن فهداً شيخ الطحاوي ثقة، وعلي بن معبد تلميذ محمد بن حسن من رواة الصحيحين ورواة الجامع الصغير، وسائر الرواة ثقات.

الكشميري، محمد أنورشان ابن معظم شان (المتوفی: لا يوجد)، العرف الشذي شرح سنن الترمذي، ج1، ص411، تحقيق: الشيخ محمود شاكر، دار النشر: دار احياء التراث العربي - بيروت/لبنان، الطبعة: الأولي1425هـ-2004م

النتيجة الكلية

بناء علی ما ذکر ضمن هذه الفصول تحصل النتائج المذکورة فی الذیل :

اولاً: البخاري و مسلم یعدان من الشخصيات المقبولة عند اهل السنة و الکبار و رائد المحدثین ؛

ثانياً: حسب رأی علماء اهل السنة كتابی «صحيح البخاري و مسلم» من اهم الكتب الروايية اعتبارا و أصح الكتب فی مجال الرواية و النص بعد القرآن الكريم، أصح الكتب المصنفة و أحسن الكتب و أجمع علماء اهل السنة علی صحة هذین الکتابین.

البتة یعتبرون فضل صحيح البخاري اکثر من صحيح مسلم بصورة انهم یعرفون صحيح البخاري «كتاب رسول الله» و ذکروا له فضائل و معاجز.

و النكتة الثالثة هی ان الرواة الذین هم فی سلسلة سند هذین الكتابین لو وجدوا فی أی رواية اخری فحسب رأی علماء الرجال یوثقون من دون أی كلام و یعبرون قنطرة الجرح و لم یؤثر تضعيف شخص أو اشخاص لهم.

و من الله التوفیق

فریق الإجابة عن الشبهات

مؤسسة الإمام ولي العصر (عج)للدراسات العلمیة

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین