2024 March 28 - 18 رمضان 1445
هل المرحوم كاشف الغطاء (ره) و آيت الله السيد الخوئي (ره)، ينكرا استشهاد السيدة الزهرا (سلام الله علیها)؟
رقم المطلب: ٤٢٥٩ تاریخ النشر: ٠١ صفر ١٤٤٣ - ١٦:٣٣ عدد المشاهدة: 3018
الأسئلة و الأجوبة » عقائد الشیعة
هل المرحوم كاشف الغطاء (ره) و آيت الله السيد الخوئي (ره)، ينكرا استشهاد السيدة الزهرا (سلام الله علیها)؟

 

طرح الشبهة:

سئل عن السيد آية الله الخوئي: هل الروايات التي يذكرها خطباء المنبر، و بعض الكتاب عن كسر «عمر» لضلع السيدة فاطمة عليها السّلام صحيحة برأيكم؟لم تكن صحيحة.

صراط النجاة، ج 3، ص 314.

نقد و دراسة:

بمراجعة الي الكتب المذكورة و مطالعة السؤال و الجواب المطروحة هناك، نعلم بوفضح الذي يطرح هكذا شبهات اكثر من قبل و اصل كلام آيت الله العظمي الخوئي هو احسن جواب علي هكذا افترائات من هذا المنطلق، نحن نذكر اصل كلام السيد المرحوم آيت الله العظمي الخوئي هنا حتي تقضي الضمائر الواعية ان علماء اهل السنة كيف يتلاعبون بافكار الناس و العوام من الناس حتي يصلوا الي مقصودهم و هو ابقاء الناس في الجهالة.

النص الصريح لجواب آيت الله الخوئي رضوان الله تعالي عليه:

س 980: هل الروايات التي يذكرها خطباء المنبر، وبعض الكتاب عن كسر « عمر » لضلع السيدة فاطمة ( عليها السلام ) صحيحة برأيكم؟

الخوئي: ذلك مشهور معروف.

طرح الشبهة:

كلام كاشف الغطاء، يرد ضرب فاطمة:

العلامة كاشف الغطاء يقول:

أن كلام كاشف الغطاء يثبت عدم صحة ما يقال من كسر ضلع الزهراء عليها السلام ، بسبب ضرب المهاجمين لها ، كما أن ذلك ينفي ما يقال من دخولهم بيتها ، وضربها وما لحق أو سبق ذلك من أحداث

قضية ضرب الزهراء ولطم خدّها مما لايكاد يقبله وجداني ويتقبله عقلي ، يقتنع به مشاعري ، لالأن القوم يتحرجون ويتورعون من هذه الجرأة العظيمة ، بل لان السجايا العربية والتقاليد الجاهلية التي ركزتها الشريعة الاسلامية وزادتها تأييداً وتأكيداً تمنع بشدة أن تضرب المرأة أو تمد اليها يد سوء.

الشيخ جعفر، المشهور بكاشف الغطاء، جنه المأوي، ص 135.ص63

نقد و دراسة:

نص كلام المرحوم كاشف الغطاء:

الفقرة الاولي:

أنا لا أبرئ هؤلاء القوم، لكن ضرب المرأة كان في ذلك الزمان عيبا، فمن يضرب امرأة يصبح ذلك عارا عليه وعلي عقبه، ففي نهج البلاغة عن علي عليه السلام:.. و لاتهيجوا النساء بأذي، و إن شتمن أعراضكم، و سببن أمراءكم، فإنهن ضعيفات القوي، و الأنفس، و العقول، إن كنا لنؤمر بالكف عنهن و إنهن لمشركات، و إن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالفهر، أو الهراوة، فيعير بها و عقبه من بعده.

الفقرة الثانية:

و لكن قضية ضرب الزهراء، و لطم خدها مما لا يكاد يقبله وجداني، و يتقبله عقلي، و يقنع به مشاعري، لا لأن القوم يتحرجون و يتورعون من هذه الجرأة العظيمة، بل لأن السجايا العربية، و التقاليد الجاهلية التي ركزتها إلخ....

كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين (المتوفي1373هـ)، جنة المأوي، ص 81، ناشر: دار الأضواء، بيروت. (جنّة المأوى: كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين  مجلد : 1  صفحه : 63)

الجواب عن الفقرة الاولي:

العلامة السيد جعفر مرتضي في توضيح كلام المرحوم كاشف الغطاء يقول:

و نقول في الجواب :

إن كلام الشيخ كاشف الغطاء، الذي استفاد منه هذا البعض للتشكيك بما جرى على الزهراء، يتضمن العديد من النقاط، نذكرها على النحو التالي :

1 - كاشف الغطاء لا ينكر ما جرى :

إننا على الرغم من أننا نعتقد أن كاشف الغطاء لا ينكر ما جرى على الزهراء من أحداث و بلايا

فإننا نقول :

أولا : إنه رحمه الله ، وإن كان عالما مبرزا ، لكن ذلك لا يجعله في مأمن من الوقوع في الخطأ و الاشتباه، لا سيما في أمر يحتاج إلى مزيد من التتبع للآثار والنصوص في مصادرها ، و قد رأيناه حين ذكر رأيه في مسألة الهجوم على بيت الزهراء عليها السلام، وضربها و إسقاط جنينها، قد ذكر ما استند إليه، و اعتمد عليه. فالعمدة هو ذلك الدليل، فلا بد من النظر فيه و محاكمته ، فقد لا يكون صحيحا و كونه من الإمامية لا يجعله في منأى عن النقد العلمي والموضوعي لآرائه ، ولما يستدل به .

ثانيا : لعل الشيخ كاشف الغطاء يخاطب أولئك الذين يقدسون هؤلاء المهاجمين ، ويرون فيهم معيار الحق وميزان الصدق ، فأراد إفهامهم حقيقة الأمر ، دون أن يثير حفيظتهم وعصبياتهم ، ولذا نراه يظهر استبعاده لحصول هذا الأمر ، ثم يلقي التبعة على شخص لا حساسية لهم منه ، ولا قداسة كبيرة له في نفوسهم ، وهو قنفذ العدوي .

ويؤيد هذا المعنى أنه رحمه الله إنما كتب ذلك جوابا على سؤال ورد إليه ، فهو قد راعى حال السائل ، أو الحالة العامة التي لا يريد أن يثير فيها ما يهيج أو يثير ، لا سيما مع ما ظهر من اهتمامه الكبير بأمر الوحدة فيما بين المسلمين .

ثالثا : إننا نجد هذا العالم الجليل بالذات يصرح بحقيقة رأيه حينما لا يكون ثمة مبرر للمجاراة ، والمداراة ، حيث لا يكون خطابه موجها إلى أولئك الذين يفترض فيه أن لا يجرح عواطفهم ، فتراه رحمه الله يجهر منددا بإسقاط المحسن ، وبإضرام النار بباب فاطمة عليها الصلاة والسلام ، فهو يقول :

وفي الطفوف سقوط السبط منجدلا

من سقط محسن خلف الباب منهجه

وبالخيام ضرام النار من حطب

بباب دار ابنة الهادي تأججه

رابعا : هو نفسه رحمه الله يذكر أن هناك إجماعا على هذا الأمر ، وقد تقدم شئ من عبارته حول ذلك ، ونحن نعيدها كاملة هنا مرة أخرى ، وهي التالية :

" طفحت و استفاضت كتب الشيعة ، من صدر الإسلام و القرن الأول، مثل كتاب سليم بن قيس، و من بعده إلى القرن الحادي عشر

و ما بعده بل وإلى يومنا هذا، كل كتب الشيعة التي عنيت بأحوال الأئمة، و أبيهم الآية الكبرى، و أمهم الصديقة الزهراء صلوات الله عليهم أجمعين، و كل من ترجم لهم، وألف كتابا فيهم، و أطبقت

كلمتهم تقريبا أو تحقيقا في ذكر مصائب تلك البضعة الطاهرة، أنها بعد رحلة أبيها المصطفى (ص) ضرب الظالمون وجهها ، ولطموا خدها ، حتى احمرت عينها وتناثر قرطها ، و عصرت بالباب حتى كسر ضلعها ، و أسقطت جنينها ، وماتت وفي عضدها كالدملج .ثم أخذ شعراء أهل البيت سلام الله عليهم هذه القضايا والرزايا و نظموها في أشعارهم ومراثيهم ، وأرسلوها إرسال المسلمات : من الكميت والسيد الحميري ، ودعبل الخزاعي ، والنميري ، والسلامي ،و ديك الجن ، ومن بعدهم ، ومن قبلهم إلى هذا العصر .و توسع أعاظم شعراء الشيعة في القرن الثالث عشر ، والرابع عشر ، الذي نحن فيه ، كالخطي ، و الكعبي ، والكوازين ، وآل السيد مهدي الحليين ، وغيرهم ممن يعسر تعدادهم ، ويفوق الحصر جمعهم و آحادهم .و كل تلك الفجائع والفظائع ، و إن كانت في غاية الفظاعة و الشناعة ، و من موجبات الوحشة والدهشة ، و لكن يمكن للعقل أن

يجوزها ، و للأذهان و الوجدان أن تستسيغها ، و للأفكار أن تقبلها ،و تهضمها ، ولا سيما وأن القوم قد اقترفوا في قضية الخلافة ، و غصب المنصب الإلهي من أهله ما يعد أعظم و أفظع.

مأساة الزهراء عليها السلام ج1ص179

راجع: الموسوي المقرم، سيد عبد الرزاق (المتوفي1391هـ)، مقتل الحسين، ص 389، ناشر: منشورات قسم الدراسات الإسلامية، طهران، إيران.

الجواب عن الفقرة الثانية:

ما قاله كاشف الغطاء في انه من البعيد ضرب المرأة العربية ففي تبريره قال، غير قابل للقبول؛ لأنه:

الجبابرة لم يستنكفوا من عمل يصلهم الي القدرة

اولاً: كلام الإمام علي عليه السلام إن ضرب المرأة وصمة عار على العرب لا يعني استحالة قول مثل هذا الفعل حتي يقال: من الأساس، العربي لا يضرب المرأة. بل إنهم يرتكبون في بعض الأحيان أسوأ وأبشع الكوارث لتحقيق أهداف مثل الخلافة والحكومة. خاصة إذا كان هناك في الوصول إلى هذا المنصب الكثير من الثروة و توسع القوة و التأثير بين الناس و الشهرة.

لذلك في الموضوع الذي نناقشه و هو الخلافة الدينية و الإسلامية و له نظرة محترمة للناس ، يمكن بالتأكيد تبرير أي جريمة لتحقيقها.

لم يعتبر العرب دفن الفتيات الأحياء عارًا:

ثانيًا: أليس دفن الفتيات الأحياء وصمة عار؟ أليس قتل الأخوة وصمة عار للوصول إلى الدنيا؟ أليست هذه الأعمال المخزية مرتبطة بعصر الجاهلية؟ و كما تعلمون خيزران قتل ولده لتولي السلطة و الرئاسة، قتل مأمون شقيقه أمين الذي كان يضيق علي حكومته، وهذا المثل منكم أنه:

الملك عقيم لا رحم له.

الطبري، أبي جعفر محمد بن جرير (المتوفي310)، تاريخ الطبري، ج 3، ص 522، ناشر: دار الكتب العلمية - بيروت؛

المسعودي، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي (المتوفي346هـ) مروج الذهب، ج 2، ص 34 .

أبو هلال العسكري في توضيح هذا المثل يقول:

قولهم الملك عقيم. يراد أن الملك لو نازعه ولده ملكه لم يلبث أن يهلكه فيصير كأنه عقيم لم يولد له.

العسكري، الشيخ الأديب أبو هلال، جمهرة الأمثال، ج 2، ص 247، رقم: 1627، ناشر: دار الفكر - بيروت - 1408هـ - 1988م.

نسبة الهذي الي النبي (ص) اقبح ام ضرب النساء؟

ثالثاً: إذا كان معاصرو النبي صلى الله عليه وسلم يحتفظون بأقوالهم و أفعالهم حتى لا يصدر منهم كلام قبيح على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و في محضره. و هم يلتزمون بهذا الامر و يحترمونه، فلا ينبغي أن يتكلمون بهذه الكلمة الوقحة و هو يسمعهم، انه:

إن الرجل ليهجر.

في الحال ان باني القيم الدينية لابد ان يتبعد عن التبعية للعادات و التقاليد، اضافة علي ذلك، هل نسبة هكذا الي النبي صلي الله عليه وآله تستحق للخزي الابدي أو ضرب المرأة أو تخريب البيت و شتمه بالفاظ قبيحة؟.

فلو كانوا يخافون آنذاك و في محضر رسول الله صلي الله عليه وآله من الخزي و العار الابدي فلابد ان يرعو حرمة النبي و ليس انهم يعتبرون الضرب عار و خزي؛ لكن لم يعتبروا الاساءة الي رسول الله من الخزي. و اما ان ننكر تهديد فاطمة و حرق البيت لكن نقبل صفقة الوجه.

هل ينبغي ان نعتبر صفقة الوجه عار و خزي للعرب؛ لكن الحرق اما ان ننكره و اما ان لا نعتبره عار و خزي؟

التناقض في كلام المستشكلين:

رابعاً: الذين يستندون و يستدلون بكلام كاشف الغطاء، هو الذين يشككون في صحة انتساب هذه الكمات لاميرالمؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة و قالوا كرارا: تعريف المرأة بموجود ضعيف؛ من جانب النفسي و الجسمي و النقصان في العقل، كلام غير علمي و سخيف؛ فكيف يمكن في موضع آخر ان نجعل هذا الكلام اساس الاستدلال عندنا و نؤيد صحته؟

ضرب بنات رسول الله (ص) في كربلا:

خامساً: ضمن هذه الواقعة المؤلمة في كربلا ضربوا بنات رسول الله صلي الله عليه وآله الذين قلوبهم مملوءة من الحقد، بسياط من دون تفكر في عاقبة هذا الأمر، هل انهم لم يخبروا عن عاره و خزيه الابدي و التورط في غيظ و غضب الرب؟

البتة نحن اجبنا عن شبهة «غيرة العرب تمنع من ضرب النساء» بشكل علي حده و ذكرنا موارد عديدة من ضرب النساء بيد الخليفة الثاني من كتب اهل السنة.

ففي نهاية هذا الفصل نشير الي فضيحة اخري من تدابير الذين لابضاعة لهم في مجال اثارة الشبهات، نرجوا ان يعمل هؤلاء الاشخاص بخطوة محسوبة.

 

و من الله التوفيق

فريق الإجابة عن الشبهات

مؤسسة الإمام ولي العصر (عج)للدراسات العلمية

 



Share
* الاسم:
* البرید الکترونی:
* نص الرأی :
* رقم السری:
  

أحدث العناوین