2024 April 20 - شنبه 01 ارديبهشت 1403
حديث الثقلين
کد مطلب: ٦٤٢١ تاریخ انتشار: ٢٩ خرداد ١٣٨٥ تعداد بازدید: 12804
مقالات » امامت و خلافت
حديث الثقلين

عدم نقل بخاري، سند حديث، مراد از عترت، دلالت حديث بر امامت اميرالمومنين علیه السلام


بسم اللّه الرحمن الرحيم‏



قال‌ ابن‌ تيميّة‌: قول‌ الحلي‌ في‌ حديث‌ الثقلين، فهذا رواه‌ الترمذي. وقد سُئل‌ عنه‌ احمد بن‌ حنبل‌ فضعّفه‌، وضعّفه‌ غير واحد من‌ أهل‌ العلم‌ وقالوا: لا يصح‌، وقد أجاب‌ عنه‌ طائفة‌ بما يدل‌ علي‌ أنّ اهل‌ بيته‌ كلّهم‌ لا يجتمعون‌ علي‌ ضلالة‌، قالوا: ونحن‌ نقول‌ بذلك‌، كما ذكر ذلك‌ القاضي‌ أبو يعلي‌ وغيره. لكن‌ أهل‌ البيت‌ لم‌ يتفقوا ـ ولله الحمد ـ علي‌ شي‌ء من‌ خصائص‌ مذهب‌ الرافضة‌ بل‌ هم‌ المبرؤون‌ المنزهون‌ عن‌ التدنس‌ بشي‌ء منه. ( منهاج‌ السنة‌: 7/394، الانتصار للصحب‌ لاءبراهيم‌ بن‌ عامر الرحيلي‌ : 556 ) . والذي‌ رواه‌ مسلم‌ أنه‌ بغدير خم‌ قال‌: إني‌ تارك‌ فيكم‌ الثقلين‌ كتاب‌ الله، فذكر كتاب‌ الله وحضّ عليه‌ ثمّ قال‌: وعترتي‌ أهل‌ بيتي‌، أذكركم‌ الله في‌ أهل‌ بيتي‌، ثلاثاً، وهذا ممّا أنفرد به‌ مسلم‌ ولم‌ يروه‌ البخاري. وقد رواه‌ (أي‌ حديث‌ الثقلين‌) الترمذي‌ وزاد فيه‌: وإنّهما لن‌ يفترقا حتي‌ يردا علي‌َّ الحوض. وقد طعن‌ غير واحد من‌ الحفاظ‌ في‌ هذه‌ الزيادة‌، وقال‌: إنّها ليست‌ من‌ الحديث... ( منهاج‌ السنة‌: 7/317، فصل‌ الخطاب‌ للغرسي‌: 96 ) . وفي‌ كلامه‌ عدّة‌ نقاط‌ فلابدّ أن‌ يبحث‌ فيها:

1 ـ عدم‌ نقل‌ البخاري‌ للحديث‌

2 ـ تضعيف‌ السند .

3 ـ بأنّ العترة‌ هم‌ بنو هاشم.

4 ـ عدم‌ دلالة‌ حديث‌ الثقلين‌ علي‌ الامامة‌

5 ـ عدم‌ الوصيّة‌ بالعترة‌ في‌ حديث‌ مسلم‌




1 ـ عدم‌ نقل‌ البخاري‌ للحديث‌

أقول‌: قوله‌: «وهذا ممّا أنفرد به‌ مسلم‌ ولم‌ يروه‌ البخاري‌» فباطل‌؛ لانّ ترك‌ البخاري‌ أومسلم‌ حديثاً لايدلّ علي‌ عدم‌ صحّته‌؛ لانّه‌ كم‌ من‌ حديث‌ صحيح‌ أو متواتر لم‌ يذكرهما مع‌ روايته‌ غيرهما من‌ المحدّثين‌ وأهل‌ السيرة‌، وقد ذكر في‌ مستدرك‌ الصحيحين‌ مآت‌ من‌ الاحاديث‌ الصحيحة‌ التي‌ توفّرت‌ فيها شروط‌ الشيخين‌ ولكن‌ لم‌ يخرجاه‌ لا سيّما إذا كان‌ الرواية‌ حجّة‌ عليهم. كما في‌ قول‌ علي‌ (ع‌) : «أنا الصديق‌ الاكبر صليّت‌ قبل‌ الناس‌ سبع‌ سنين‌ لا يقولها بعدي‌ إلاّ كاذب.» رواه‌ في‌ سنن‌ ابن‌ ماجة‌ بتحقيق‌ محمد فؤاد عبد الباقي‌ ثمّ قال‌: في‌ الزوائد: هذا إسناد صحيح‌، رجاله‌ ثقات. ورواه‌ الحاكم‌ في‌ المستدرك‌ عن‌ المنهال‌ وقال‌: صحيح‌ علي‌ شرط‌ الشيخين‌ ولم‌ يخرجاه. سنن‌ ابن‌ ماجة‌: 1/44 . ولكن‌ مع‌ الاسف‌ لايوجد هذا التصحيح‌ في‌ المستدرك‌ المطبوع.
راجع‌ المستدرك‌: 3/111. ورواه‌ أيضاً في‌ تهذيب‌ الكمال‌: 22/514. خصائص‌ النسائي‌:46، المصنف‌ لابن‌ أبي‌ شيبة‌: 7/498 ح21. وقول‌ رسول‌ اللّه‌(ص‌) «إنّ منكم‌ يقاتل‌ علي‌ تأويل‌ القرآن‌ كما قاتلت‌ علي‌ تنزيله... قال‌ أبو بكر أنا هو؟ قال‌: لا. قال‌ عمر: أنا هو؟ قال‌: لا. ولكن‌ خاصف‌ النعل‌ يعني‌ عليّاً، فأتيناه‌ فبشرّناه‌ فلم‌ يرفع‌ به‌ رأسه‌ كأنّه‌ قد كان‌ سمعه‌ من‌ رسول‌ اللّه‌ صلي‌ اللّه‌ عليه‌ وسلم‌. هذا حديث‌ صحيح‌ علي‌ شرط‌ الشيخين‌ ولم‌ يخرجاه. المستدرك‌: 3/122. وهكذا بعد نقل‌ قول‌ رسول‌ اللّه‌ صلي‌ اللّه‌ عليه‌ وسلم‌: من‌ كنت‌ مولاه‌ فعلي‌ مولاه. قال‌: وحديث‌ بردة‌ الاسلمي‌ صحيح‌ علي‌ شرط‌ الصحيحين. المستدرك‌: 3/110. ... وإن‌ وليتموها عليّاً فهاد مهتد يقيمكم‌ علي‌ صراط‌ مستقيم. هذا حديث‌ صحيح‌ علي‌ شرط‌ الشيخين‌ ولم‌ يخرجاه. المستدرك‌: 3/142. ومن‌ جملة‌ هذه‌ الروايات‌ هي‌ رواية‌ الثقلين‌، ذكره‌ الحاكم‌ ثمّ قال‌: هذا حديث‌ صحيح‌ علي‌ شرط‌ الشيخين‌ ولم‌ يخرجاه‌ بطوله‌، شاهده‌ حديث‌ سلمة‌ بن‌ كهيل‌ عن‌ أبي‌ الطفيل‌ أيضاً صحيح‌ علي‌ شرطهما. المستدرك‌: 3/110 وهكذا في‌ 148. مضافاً إلي‌ أنّهم‌ لو اكتفي‌ بما جاء في‌ الصحيحين‌ لا يمكنهم‌ استنباط‌ عشر من‌ أعشار الفروعات‌ الفقهيّة.







2 ـ تضعيف‌ سند الرواية‌

أمّا قوله‌: «سُئل‌ عنه‌ أحمد بن‌ حنبل‌ فضعّفه‌، وضعّفه‌ غير واحد من‌ أهل‌ العلم‌ وقالوا: لا يصحّ.
منهاج‌ السنة‌: 7/394. فالظاهر أنّ نسبة‌ هذا القول‌ علي‌ أحمد بن‌ حنبل‌ وأهل‌ العلم‌ غير صحيحة‌؛ لانّه‌ لم‌ يذكر لقوله‌ مصدر ولم‌ يسمّ ولو واحداً من‌ أهل‌ العلم‌ حتيّ يراجع‌ فيعلم‌ كذبه‌ وصدقه‌، ويؤيّد ذلك‌ بأنّ كل‌ أتي‌ من‌ أتباع‌ ابن‌ تيميّة‌ نقلوه‌ عنه‌ من‌ دون‌ ذكر أيّ مصدر لقول‌ أحمد بن‌ حنبل‌ وغيره‌، كإبراهيم‌ بن‌ عامر الرحيلي‌ في‌ كتابه‌: الانتصار للصحب‌: 556، وعلي‌ السالوس‌، في‌ كتابه‌: مع‌ الشيعة‌ الاثني‌ عشرية‌: 1/128، وناصر الشيخ‌، في‌ عقيدة‌ أهل‌ السنّة‌: 2/597. فهذا الكلام‌ غريب‌ جدّاً بحيث‌ لا يري‌ المتتبّع‌ بأنّ أحمد نقل‌ هذا الحديث‌ في‌ مسنده‌ و فضائل‌ الصحابة‌ بطرق‌ عديدة‌ وأسانيد متعددة‌، عن‌ زيد بن‌ أرقم‌ وزيد بن‌ ثابت‌، وأبي‌ سعيد الخدري‌، فهو أدلّ دليل‌ علي‌ كذب‌ هذه‌ النسبة‌ وافترائها. بل‌ ذكر الهيثمي‌ حديث‌ الثقلين‌، ثمّ قال‌: ورواه‌ أحمد وإسناده‌ جيّد. مجمع‌ الزوائد: 9/162 ، وهكذا روي‌ عن‌ الطبراني‌ بنفس‌ سند أحمد قائلاً: ورواه‌ الطبراني‌ في‌ الكبير ورجاله‌ ثقات. مجمع‌ الزوائد: 1/170 . نعم‌، ذكر أبو الفرج‌ ابن‌ الجوزي‌، حديث‌ الثقلين‌ بسند واحد في‌ كتاب‌ العلل‌ المتناهية‌ في‌ الاحاديث‌ الواهية‌ ثمّ بدء بالمناقشة‌ في‌ سنده‌ وتضعيفه. العلل‌ المتناهية‌ في‌ الاحاديث‌ الواهية‌: 1/ 268، دار الكتب‌ العلمية‌ - بيروت‌ - 1403 ه . وهذا مردود بامور:



1 ـ عدم‌ اعتبار تضعيفات‌ ابن‌ الجوزي‌: قد صرّح‌ عدّة‌ من‌ العلماء بعد اعتبار تضعيفات‌ ابن‌ الجوزي‌ كما قال‌ السيوطي‌: وقد جمع‌ في‌ ذلك‌ الحافظ‌ أبو الفرج‌ ابن‌ الجونزي‌ كتاباً فأكثر فيه‌ من‌ إخراج‌ الضعيف‌ الذي‌ لم‌ ينحط‌ إلي‌ ربتة‌ الوضع‌؛ بل‌ ومن‌ الحسن‌ ومن‌ الصحيح‌، كما نبّه‌ بذلك‌ الائمّة‌ الحفّاظ‌ ومنهم‌ ابن‌ الصلاح‌ في‌ علوم‌ الحديث‌ وأتباعه.
اللا´لي‌ المصنوعة‌ 1/2. وقال‌ ابن‌ كثير: وقد صنّف‌ الشيخ‌ أبو الفرج‌ ابن‌ الجوزي‌ كتاباً حافلاً في‌ الموضوعات‌، غير أنّه‌ أدخل‌ فيه‌ ما ليس‌ منه‌ وأخرج‌ عنه‌ ما كان‌ يلزمه‌ ذكره‌، فسقط‌ عليه‌ ولم‌ يهتد إليه. الباعث‌ الحثيث‌: 75. قال‌ ابن‌ حجر العسقلاني‌: بعد إثبات‌ حديث‌ سدّ الابواب‌ إلاّ باب‌ علي‌ عليه‌ السلام‌: وقد أورد ابن‌ الجوزي‌ هذا الحديث‌ في‌ الموضوعات... وأعلّه‌ ببعض‌ من‌ تكلّم‌ فيه‌ من‌ رواته‌ وليس‌ بقادح‌ لما ذكرت‌ من‌ كثرة‌ الطرق‌ وأعلّه‌ أيضاً بأنّه‌ مخالف‌ للاحاديث‌ الصحيحة‌ الثابتة‌ في‌ باب‌ أبي‌ بكر وزعم‌ أنّه‌ من‌ وضع‌ الرافضة‌ قابلوا به‌ الحديث‌ الصحيح‌ في‌ باب‌ أبي‌ بكر ـ إلي‌ أن‌ قال‌ ـ : قول‌ ابن‌ الجوزي‌ في‌ هذا الحديث‌ إنّه‌ باطل‌ وإنّه‌ موضوع‌ دعوي‌ لم‌ يستدلّ عليها إلاّ بمخالفة‌ الحديث‌ الذي‌ في‌ الصحيحين‌ وهذا اقدام‌ علي‌ ردّ الاحاديث‌ الصحيحة‌ بمجرّد التوهم. القول‌ المسدّد في‌ الذب‌ عن‌ مسند أحمد: 19. يراجع‌ أيضاً نفحات‌ الازهار: 11/121 وقال‌ أيضاً: فيكف‌ يدّعي‌ الوضع‌ علي‌ الاحاديث‌ الصحيحة‌ بمجرد التوهم‌؟ ولو فتح‌ هذا الباب‌ لادّعي‌ في‌ كثير من‌ الاحاديث‌ الصحيحة‌ البطلان‌، ولكن‌ يأبي‌ اللّه‌ ذلك‌ والمؤمنون. القول‌ المسدد: 24، واللا´لي‌ المصنوعة‌: 1/350.



2 ـ حكم‌ المحققين‌ من‌ العلماء علي‌ خطأ ابن‌ الجوزي‌: وقد خطّأه‌ غير واحد من‌ المحقّقين‌ في‌ ذكر هذا الحديث‌ في‌ علله‌، كابن‌ حجر المكّي‌، حيث‌ قال‌: وذكرُ ابن‌ الجوزي‌ لذلك‌ في‌ العلل‌ المتناهية‌ وهم‌، أو غفلة‌ عن‌ استحضار بقيّة‌ طرقه‌؛ بل‌ في‌ مسلم‌ عن‌ زيد بن‌ أرقم.
الصواعق‌ المحرقة‌ لابن‌ حجر الشافعي‌ ص‌ 124 ط‌ المحمدية‌ بمصر. وذكر عن‌ السخاوي‌ بأنّه‌ قال‌: لم‌ يصب‌ ابن‌ الجوزي‌ في‌ إيراده‌ في‌ العلل‌ المتناهية‌ كيف‌ وفي‌ صحيح‌ مسلم‌ وغيره‌ ولهذا الحديث‌ طرق‌ كثيرة‌ عن‌ بضع‌ وعشرين‌ صحابيّاً. الصواعق‌ المحرقة‌: 136. وقال‌ المنّاوي‌: ووهم‌ من‌ زعم‌ وَضْعَه‌ كابن‌ الجوزي‌ قال‌ السمهودي‌: وفي‌ الباب‌ ما يزيد علي‌ عشرين‌ من‌ الصحابة. فيض‌ القدير: 3/20. وهكذا سبطه‌ قال‌: والعجب‌ كيف‌ خفي‌ عن‌ جدّي‌ ما روي‌ مسلم‌ في‌ صحيحه‌ من‌ حديث‌ زيد بن‌ أرقم. تذكرة‌ الخواص‌: 332، الباب‌ الثاني‌ عشر. وقريب‌ منه‌ عن‌ السخاوي. استجلاب‌ إرتقاء الغرف‌: 83، والحافظ‌ السمهودي‌ فإيّاك‌ أن‌ تغترّ به‌ وكأنّه‌ لم‌ يستحضره‌ حينئذ. جواهر العقدين‌ في‌ الذكر الرابع‌ في‌ حثّه‌ صلي‌ اللّه‌ عليه‌ وسلم‌الامّة‌ علي‌ التمسك‌ بعده‌ بكتاب‌ ربّهم‌ وأهل‌ بيت‌ نبيّهم.





2 ـ ورود الرواية‌ في‌ صحيح‌ مسلم‌ ولو مبتوراً. 3 ـ ورودها في‌ كثير من‌ الجوامع‌ الروائيّة‌ مع‌ تصريح‌ عدّة‌ من‌ العلماء علي‌ صحته.



3 ـ صحّة‌ حديث‌ الثقلين‌ عند العلماء: ويكفي‌ في‌ صحّة‌ الحديث‌ ما قال‌ ابن‌ كثير مع‌ تعصبّه‌ ونصبه‌ في‌ تفسيره‌: وقد ثبت‌ في‌ الصحيح‌ أنّ رسول‌ اللّه‌ (ص‌) قال‌ في‌ خطبته‌ بغدير خم‌ «إنّي‌ تارك‌ فيكم‌ الثقلين‌ كتاب‌ اللّه‌ وعترتي‌ وإنّهما لم‌ يفترقا حتّي‌ يردا علي‌ّ الحوض‌
. تفسير ابن‌ كثير: 4/122. ونقل‌ القول‌ بصحته‌ عن‌ الذهبي‌ الذي‌ فيه‌ هوي‌ ابن‌ تيميّة‌ حيث‌ قال‌: قال‌ شيخنا أبو عبد اللّه‌ الذهبي‌: وهذا حديث‌ صحيح. السيرة‌ النبويّة‌: 4/416. والبداية‌ والنهاية‌ في‌ 5/228 ط. دار إحياء التراث‌ العربي‌ ـ بيروت. وشهد بصحّته‌ الشيخ‌ ناصر الدين‌ الألباني‌ الوهّابي‌ المتعصب‌ المعاصر مع‌ شدة‌ نصبه‌ وعداوته‌ للشيعة‌ الاءماميّة. صحيح‌ الجامع‌ الصغير 2:217 ح‌ 2454. وقال‌ الهيثمي‌: رواه‌ الطبراني‌ في‌ الكبير ورجاله‌ ثقات. مجمع‌ الزوائد: 1/170 ، وقال‌ في‌ موضع‌ آخر: ورواه‌ أحمد وإسناده‌ جيّد. . مجمع‌ الزوائد: 9/256. وحكم‌ بصحته‌ ابن‌ حجر المكي‌ في‌ كتابه‌ الذي‌ ألّفه‌ردّاً علي‌ الشيعة‌ قائلاً: روي‌ هذا الحديث‌ ثلاثون‌ صحابيّاً وإنّ كثيراً من‌ طرقه‌ صحيح‌ وحسن. الصواعق‌ المحرقة‌: 122.



4 ـ تكرار حديث‌ الثقلين‌ في‌ مواطن‌ كثيرة‌ قد تكرر الوصيّة‌ بالكتاب‌ والعترة‌ من‌ طرق‌ كثيرة‌ نقلت‌ عن‌ نيف‌ وعشرين‌ صحابيّاً في‌ عدّة‌ مواطن‌، كحجّة‌ الوداع‌ بعرفة‌ وبالمدينة‌ في‌ مرضه‌ ، وقد امتلات‌ الحجرة‌ بأصحابه‌ . وبغدير خم‌ ، وبعد انصرافه‌ من‌ الطائف‌ كما شهد به‌ ابن‌ حجر المكي‌ الشافعي‌ في‌ صواعقه‌ الذي‌ ألّفه‌ ردّاً علي‌ الشيعة. ثمّ قال‌: وكلّ ذلك‌ يدلّ علي‌ اهتمام‌ الرسول‌ بشأن‌ الكتاب‌ العزيز والعترة‌ الطاهرة‌
. الصواعق‌ المحرقة‌ لابن‌ حجر الشافعي‌ ص‌ 124 ط‌ المحمدية‌ بمصر وص‌ 75 ط‌ الميمنية.





3 ـ المراد من‌ العترة‌ هو بنو هاشم‌

أمّا قوله‌ تارة‌ بأنّ «مجموع‌ العترة‌ الذين‌ هم‌ بنو هاشم‌ لا يتّفقون‌ علي‌ ضلالة‌» واخري‌: «لكن‌ أهل‌ البيت‌ لم‌ يتفقوا ـ ولله الحمد ـ علي‌ شي‌ء من‌ خصائص‌ مذهب‌ الرافضة‌» . وقلّده‌ في‌ ذلك‌ بعض‌ أذنابه‌ كعثمان‌ الخميس‌ بقوله‌: وعترة‌ النبي‌ صلي‌ اللّه‌ عليه‌ وسلم‌، هم‌ كلّ من‌ حرمت‌ عليه‌ الزكاة‌ وهم‌ بنو هاشم‌، هؤلاء هم‌ عترة‌ النبي‌ صلي‌ اللّه‌ عليه‌ وسلم.
حقبة‌ من‌ التاريخ‌: 203، فهذا أيضاً باطل‌ في‌ باطل‌ لانّ المراد من‌ أهل‌ البيت‌ هم‌ الذين‌ نزلت‌ فيهم‌ آية‌ التطهير لا غير. كما ورد عن‌ أمّ سلمة‌، أنّ النبي‌ صلي‌ الله‌ عليه‌ وسلم‌ جلل‌ علي‌ الحسن‌ والحسين‌ وعلي‌ وفاطمة‌ كساء ثمّ قال‌ : «اللهم‌ هولاء أهل‌ بيتي‌ وحامتي‌ ؛ أذهب‌ عنهم‌ الرجس‌ وطهرهم‌ تطهيراً» . فقالت‌ أم‌ سلمة‌ : وأنا معهم‌ يارسول‌ الله‌ ؟ قال‌: إنّك‌ علي‌ خير. هذا حديث‌ حسن‌ صحيح‌ . وهو أحسن‌ شي‌ روي‌ في‌ هذا الباب‌ . سنن‌ الترمذي‌ ج‌ 5 ص‌ 361. رواه‌ الحاكم‌ قائلاً: هذا حديث‌ صحيح‌ علي‌ شرط‌ البخاري‌ ولم‌ يخرجاه. المستدرك‌ ج‌ 2 ص‌ 416. وقال‌ في‌ في‌ موضع‌ آخر: هذا حديث‌ صحيح‌ علي‌ شرط‌ مسلم‌ ولم‌ يخرجاه. ج‌ 2 ص‌ 416. وفي‌ موضع‌ ثالث‌: هذا حديث‌ صحيح‌ علي‌ شرط‌ البخاري‌ ولم‌ يخرجاه‌ . المستدرك‌ ج‌ 3 ص‌ 146. نساؤه‌ ليس‌ من‌ أهل‌ بيته‌







كما ثبت‌ عدم‌ شمول‌ أهل‌ البيت‌ غيرهؤلاء الخمسة‌ الطيّبة‌ من‌ بني‌ هاشم‌، كذلك‌ لاتشمل‌ نساء النبي‌(ص‌) أيضاً؛ لما صرّح‌ في‌ صحيح‌ مسلم‌ مايدلّ علي‌ خروجهنّ عنها حيث‌ سئل‌ الراوي‌ عن‌ زيد بن‌ أرقم‌: مَن‌ أهل‌ بيته‌؟ نساوه‌ ؟ قال‌ : لا ، وأيم‌ اللّه‌ إنّ المرأة‌ تكون‌ مع‌ الرجل‌ العصر من‌ الدهر ثمّ يطلّقها فترجع‌ إلي‌ أبيها ... . صحيح‌ مسلم‌ ج‌ 7 ص‌ 123 كتاب‌ الفضائل‌ باب‌ فضائل‌ علي‌ بن‌ أبي‌ طالب‌ ط. محمد علي‌ صبيح. شرح‌ النووي‌ ج‌ 15 ص‌ 181 ط‌ مصر. وعن‌ أحمد عن‌ أمّ سلمة‌ أنّها قالت‌: «فرفعت‌ الكساء لادخل‌ معهم‌ فجذبه‌ من‌ يدي‌ وقال‌: إنّك‌ علي‌ خير» .
مسند أحمد ج‌ 6 ص‌ 323، المعجم‌ الكبير للطبراني‌ ج‌ 3 ص‌ 53،الدر المنثور ج‌ 5 ص‌ 198. فلاريب‌ في‌ عدم‌ شمول‌ أهل‌ البيت‌ لنساء النبي‌ إلاّ من‌ أراد أن‌ يجذب‌ الكساء من‌ يد النبي‌(ص‌) فيدخل‌ نساءه‌ تحته.







4 ـ دلالة‌ حديث‌ الثقلين‌ علي‌ الاءمامة‌

وأمّا ماذكره‌ ابن‌ تيميّة‌ وكذلك‌ قبله‌ القاضي‌ عبد الجبار وبعده‌ عبد العزيز الدهلوي‌ من‌ عدم‌ دلالة‌ حديث‌ الثقلين‌ علي‌ إمامة‌ علي‌ بن‌ أبي‌ طالب‌ والائمّة‌ (ع‌) فهو أيضاً باطل‌ وإنكار الحقّ ولا يرتاب‌ فيها إلاّ المتعصبّ العنيد. راجع‌: منهاج‌ السنة‌ : 7/317 ـ 319، والتفسير: 2/11، مجموعة‌ الفتاوي‌: 13/113. والقاضي‌ عبد الجبّار في‌ المغني‌: 20/191، والدهلوي‌ في‌ تحفة‌ اثنا عشريّه‌: 439، وفصل‌ الخطاب‌ للغرسي‌: 96. لانّ حديث‌ الثقلين‌ يدلّ علي‌ إمامة‌ الائمّة‌ (ع‌) من‌ جهات‌:



1 ـ الامر بالاخذ في‌ قوله‌(ص‌) «ما إن‌ أخذتم‌ بهما لن‌ تضلّوا» ، كما في‌
صحيح‌ الترمذي‌: 5/228 ح‌ 3874، مسند أحمد: 3/59.



2 ـ الامر بالتمسّك‌ في‌ قوله‌(ص‌): «ما إن‌ تمسّكتم‌ بهما لن‌ تضلّوا» ،
كما في‌ صحيح‌ الترمذي‌: 5/329 ح‌ 3876، الدر المنثور للسيوطي‌ ج‌ 6 ص‌ 7، وأخرج‌ الترمذي‌ وحسنه‌، و 306 ، تفسير ابن‌ كثير ج‌ 4 ص‌ 123.



3 ـ الامر بالمتابعة‌ في‌ قوله‌(ص‌) «لن‌ تضلّوا إن‌ اتبعتم‌ واستمسكتم‌ بهما» أو «لن‌ تضلّوا إن‌ اتبعتموها» .
مسند أحمد: 1/118، المستدرك‌: 3/110 وقال‌ صحيح‌ علي‌ شرط‌ الشيخين.



4 ـ الامر بالاعتصام‌ في‌ قوله‌(ص‌): «تركت‌ فيكم‌ ما لن‌ تضلّوا إن‌ اعتصمتم‌، كتاب‌ اللّه‌ وعترتي‌ أهل‌ بيتي‌» عن‌ ابن‌ أبي‌ شيبة‌ والخطيب‌ في‌ المتفق‌ والمفترق.
كنز العمال‌: 1/187 ح‌ 951. ومعلوم‌ بأنّ الاخذ والتمسك‌ والمتابعة‌ والاعتصام‌ لا يلائم‌ إلاّ مع‌ القول‌ بإمامتهم‌ ووجوب‌ تلقي‌ الاءسلام‌ والقرآن‌ منهم‌ والاقتداء بهم‌ وإطاعة‌ أوامرهم‌ ونواهيهم. كما صرّح‌ ابن‌ الملك‌ بقوله‌: التمسك‌ بالكتاب‌ العمل‌ بمافيهوهو الاءئتمار بأوامر اللّه‌ والانتهاء بنواهيه‌ ومعني‌ التمسك‌ بالعترة‌ محبتهم‌ والاهتداء بهداهم‌ وسيرتهم. المرقاة‌ في‌ شرح‌ المشكاة‌: 5/600. قال‌ المنّاوي‌: وفي‌ هذا مع‌ قوله‌ «إنّي‌ تارك‌ فيكم‌» تلويح‌ بل‌ تصريح‌ بأنّهما كتوأمين‌ خلّفهما ووصّي‌ أمّته‌ بحسن‌ معاملتهما وإيثار حقهما علي‌ أنفسهم‌ والاستمساك‌ بهما في‌ الدين. فيض‌ القدير: 2/174. وقال‌ التفتازاني‌ بعد نقل‌ حديث‌ صحيح‌ مسلم‌: ألاتري‌ أنّه‌ عليه‌ الصلاة‌ والسلام‌ قرنهم‌ بكتاب‌ اللّه‌ تعالي‌ في‌ كون‌ التمسك‌ بهما منقذاً عن‌ الضلالة‌، ولا معني‌ للتمسك‌ بالكتاب‌ إلاّ الاخذ بما فيه‌ من‌ العلم‌ والهداية‌ فكذا في‌ العترة. شرح‌ المقاصد: 2/221.



5 ـ قوله‌(ص‌) «لايفترقان‌ حتي‌ يردا علي‌ّ الحوض‌» يدلّ علي‌ كون‌ العترة‌ حجّة‌ كالقرآن‌ في‌ جميع‌ الازمنة‌ والامكنة‌ والاحوال‌ إلي‌ يوم‌ القيامة. والحجّة‌ لا تكون‌ إلاّ بكونهم‌ أئمّة. وعدم‌ الافتراق‌ يتمّ بالاخذ بقولهم‌ والاهتداء بهدايتهم‌ من‌ دون‌ أن‌ يشترط‌ بشروط‌ ويقيّد بقيود وهو لايمكن‌ إلاّ بالقول‌ بكونهم‌ أئمّة.

6 ـ قوله‌(ص‌) «لن‌ تضلّوا» يدلّ علي‌ انحصار النجاة‌ بالتمسك‌ بالعترة‌ وعدم‌ ضلالة‌ من‌ افترق‌ عنهم‌ كضلالة‌ من‌ افترق‌ عن‌ كلام‌ اللّه.

7 ـ التعبير عن‌ الثقلين‌ بخليفتين‌: ومّما يؤيّد أنّ مراد النبي‌(ص‌) عن‌ الوصية‌ بالثقلين‌، كونهم‌ أئمّة‌ وخلفاء هوالتعبير في‌ بعض‌ الروايات‌ عن‌ الكتاب‌ وأهل‌ البيت‌ بخليفتين‌ كما روي‌ أحمد بإسناده‌ شريك‌، عن‌ الركين‌، عن‌ زيد بن‌ ثابت‌ قال‌: قال‌ رسول‌ اللّه‌ صلي‌ اللّه‌ عليه‌ وسلم‌: «إنّي‌ تارك‌ فيكم‌ خليفتين‌: كتاب‌ اللّه‌ حبل‌ ممدود ما بين‌ السماء والارض‌ وعترتي‌ وأهل‌ بيتي‌ وأنّهما لن‌ يفترقا حتّي‌ يردا علي‌ّ الحوض‌» مسند أحمد: 5/182 و189، مجمع‌ الزوائد: 1/170، وقال‌: و رواه‌ الطبراني‌ في‌ الكبير ورجاله‌ ثقات.

8 ـ تشبيه‌ أهل‌ بيته‌ بسفينة‌ نوح‌ : وممّا يؤكّد كون‌ أهل‌ البيت‌ (ع‌) عدلاً للقرآن‌ ومانعاً عن‌ الضلالة‌ تشبيهم‌ رسول‌ اللّه‌ (ص‌) بسفينة‌ نوح‌ كما عن
أبي‌ذر وهو آخذ بباب‌ الكعبة‌ : أيّها الناس‌ من‌ عرفني‌ فأنا أبو ذر سمعت‌ رسول‌ اللّه‌ ( ص‌) يقول‌ : مثل‌ أهل‌ بيتي‌ مثل‌ سفينة‌ نوح‌ ، من‌ ركبها نجا ، ومن‌ تخلف‌ عنها غرق‌ . هذا حديث‌ صحيح‌ علي‌ شرط‌ مسلم‌ ولم‌ يخرجاه. المستدرك‌: 2/343.







5 ـ الوصيّة‌ بالعترة‌ في‌ حديث‌ مسلم‌

وأمّا قوله‌: «فذكر كتاب‌ الله وحضّ عليه‌ ثمّ قال‌: وعترتي‌ أهل‌ بيتي‌، أذكركم‌ الله في‌ أهل‌ بيتي‌، ثلاثاً. فهذا أيضاً يدلّ إمّا علي‌ عدم‌ فهمه‌ أو تعصبّه‌ لانّ الدقّة‌ في‌ التثليث‌ بقوله‌ «أذكركم‌ اللّه‌ في‌ أهل‌ بيتي‌» ترشد علي‌ المبالغة‌ بالتمسك. كما صرّح‌ به‌ غير واحد من‌ علماء العامّة. كما قال‌ الشيخ‌ محمد أمين‌ بن‌ محمد من‌ كبار علماء أهل‌ السنّة‌ المتأخرين‌ : فحملنا قوله‌: أذكركم‌ اللّه‌ علي‌ مبالغة‌ التثليث‌ فيه‌ علي‌ التذكير بالتمسك‌ بهم‌ والرذع‌ عن‌ عدم‌ الاعتداد بأقوالهم‌ وأعمالهم‌ وأحوالهم‌ وفتياهم‌ وعدم‌ الاخذ بمذهبهم.
دراسة‌ اللبيب‌: 231.









Share
1 | محمد آل كثير | United States - Norwood | ١١:٢٩ - ٠١ آذر ١٣٨٩ |
چرا به فارسي ترجمه نشده؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟//
2 | حميد آتش افروز مند | Iran - Shiraz | ٢٤:٤٢ - ٢٧ تير ١٣٩٣ |
سلام ميخواستم مطلبي در اين باره بنويسم. خداوند متعال در سوره نجم آيه 3 و 4 ميفرمايند:پيامبر از خودش حرف نميزند و هر چه ميگويد به او وحي ميشود.و آقاي احمد بن حنبل در مسندش جلد 3 صفحات 14 و17 حديث ثقلين را از زبان پيامبر نقل ميکند و با توجه به اين استدلال درمي يابيم که خلافت ميتواند الهي باشد
3 | ریکا | Iran - Tehran | ١٩:٢٩ - ٢٦ آبان ١٣٩٥ |
چرا این متن رو به فارسی ترجمه نمی کنید؟؟؟

پاسخ:
باسلام
دوست گرامی
عمده مطالب در این مقاله ذیل موجود است
موفق باشید
گروه پاسخ به شبهات
   
* نام:
* پست الکترونیکی:
* متن نظر :
  

آخرین مطالب